< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

41/04/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الاستثناء والحصر.

     من ادوات الحصر: " بل" وهي تأتي للاضراب على ثلاثة معان: لتصحيح ما قبلها، وللترقي، ولابطال تقدّم واثبات الحكم لما بعده، وفي هذا المعنى تدل على الحصر دون الاولين.

     من ادوات الحصر: تعريف المسند كقولك: " زيد المنطلق ".

     من ادوات الحصر: تعريف المسند اليه، كقولك: " المنطلق زيد ".

ومن الادوات " بل ":

بل حرف عطف للإضراب (أي العدول)، والاضراب على أقسام:

تارة تأتي لتصحيح ما قبلها، إذا كان ما قبلها قد ورد سهوا أو غفلة أو زلة لسان، أو نسيانا، أو خطأ، وما شاكل ذلك مما يمكن تصوره وهذا لا دلالة فيها على الحصر.

وتارة تأتي للترقي من درجة إلى درجة أعلى، وهذا يكون توطئة وتمهيدا لما قبله، وهو اضراب، وهذه لا دلالة فيها على الحصر ايضا.

وتارة تأتي في مقام الردع وابطال ما تقدّم اولا، مثلا: " ما جاء زيد بل عمرو " فهنا يوجد ابطال لما تقدم واثبات الحكم لما بعده. فهذه تدل على الحصر.

ومن الادوات: تعريف المسند كما لو قلت: " زيد المنطلق" ويكون المنطلق هو الخبر وليس وصفا، إي لا يكون المراد ان الخبر محذوف وليس المنطلق، أي المسألة كما لو قلنا زيد هو المنطلق ويكون هو ضمير فصل، وذلك في جواب من سأل مثلا: من هو زيد " أي انها تدل على الحصر بالقرينة أما من غير قرينة فلا، ذلك ان اللام في المنطلق هي إما للعهد الجنسي واما للعهد الشخصي. فإذا كانت للجنس فهي تدل على عام ينطبق على زيد وعلى غير زيد، وذلك كما لو قلت في مقام المدح " زيد هذا المؤمن الصالح الاديب العالم " فلا تدل على الحصر. وأما إذا كانت للعهد الشخصي فهذا يدل على الحصر، لانك اشرت إلى منطلق خاص بقرينة التعيين.

ومن الادوات: تعريف المسند اليه إذا كان المسند خاصا، كقولك: " المنطلق زيد " في جواب من سأل: " من هو المنطلق ولا يبعد ظهوره في الحصر.

يقول صاحب الكفاية (ره): ومما يفيد الحصر على ما قيل تعريف المسند اليه باللام: والتحقيق انه لا يفيده إلا فيما اقتضاه المقام، لان الاصل في اللام ان تكون لتعريف الجنس كما ان الاصل في الحمل في القضايا المتعارفة هو الحمل المتعارف الذي ملاكه الاتحاد في الوجود، فانه الشايع فيها لا الحمل الذاتي الذي ملاكه الاتحاد بحسب المفهوم كما لا يخفى،[1] وحمل شيء على جنس وماهية كذلك لا يقتضي اختصاص تلك الماهية به وحصرها عليه، نعم لو قامت قرينة على ان اللام للاستغراق أو ان مدخوله اخذ بنحو الارسال والاطلاق أو على أن الحمل عليه كان ذاتيا لأفيد حصر مدخوله على محموله واختصاصه به. [2]

هنا نحتاج إلى دليل على التخصيص، " المنطلق " جنس عام حملناه على " زيد " حمل الجنس على فرد لا يعني اختصاصه بهذا الفرد، ولذلك لا تدل على الحصر إلا مع القرينة.


[1] الحمل الشائع الصناعي، والحمل الذاتي الاولي: الحمل الشائع صناعي مثل: " زيد شاعر " احمل الشاعر على زيد او على الافراد، يشترط فيه الاتحاد مصداقا والاختلاف مفهوما .القضية الحقيقية، وسمي بالشائع صناعي لانه هو الشائع وهو الذي يكون فيه الصناعات والعلوم، لان اهتمام الصناعات والعلوم هو بالآثار الخارجية، وهي تكون للآفراد مثل: " الحديد معدن ". الحمل الذاتي الاولي مثل: " الانسان حيوان ناطق " حمل على المفهوم وليس حملا على الافراد.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo