< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

41/03/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مفهوم الوصف.

     معنى كلمة احترازية في قولهم: الاصل في القيود الاحترازية.

     المختار: عدم دلالة الجملة الوصفية على المفهوم، فلا تدل على الانتفاء عند الانتفاء.

     اشتراط عدم وجود قرائن عقلية أو نقلية على المفهوم أو عدمه في العمل بالاصول.

المقدمة السادسة: الاصل في القيود الاحترازية، يعني احترز عن ادخال ما ليس موضوعا في الموضوع. لان القيود تارة تكون للإحتراز وتارة تكون لغير الاحتراز مثلا للمدح أو للذم أو للتوضيح، مثلا: " اكرم زيدا الماشي " تارة الماشي تكون توضيحا لغيره الراكب والقاعد، ومن قبيل خاصف النعل في مقام الاشارة إلى امير المؤمنين (ع) دلّ النبي (ص) بـ " خاصف النعل "، خاصف النعل ليس بذاته علّة لوجوب الاتباع أو للنصر، بل لتحديد وبيان شخص، هذا ما يسمى توضيحا.

ونقول هذا مسلّم، ولكن ما معنى الاحترازية؟ وهذا أي قولهم: الاصل في القيود الاحترازية – ليس نصا شرعيا، بل هو في كلمات الاصوليين، عندما اقول: " اكرم العالم العادل "، مرادي بيان موضوع الحكم الذي هو العالم العادل، وليس مرادي نفي الحكم عن غيره. هناك فرق بين نفي الحكم وبيان موضوع الحكم، لو كان نفي للحكم لتَعَارض منطوق احدها مع مفهوم الآخر.

يراد من الاوصاف عدة أمور:

تارة يراد منها ما لم يكن له أثر في بيان الموضوع، ولا يكون قيدا له كأوصاف المدح والذم، كما لو قلت: السلام على أهل بيت العصمة المنتجبين، فوصف المنتجبين ليس احترازا عن غيرهم، بل ورد مورد المدح. واحيانا يكون للذم كما لو قلنا: اللهم العن قتلة الحسين الظالمين. في هذه الحالة ليس هناك مفهوم للوصف.

وتارة يكون الوصف لبيان الموضوع، أي موضوع الحكم، وبيان الموضوع لا يعني انتفاء الحكم عن غيره، بل غيره مسكوت عنه، وهذا معناه تضييق دائرة موضوع الحكم مثل ما إذا كان بيان الموضوع بلفظ واحد، فلا فرق بين قولنا: " جئني بانسان " وقولنا " جئني بحيوان ناطق " من جهة بيان موضوع الحكم، وان اختلف التعبيران من جهات أخرى كالاجمال والتفصيل وبعض النكات البلاغية.

إلا ان هذا المعنى لا يؤدي إلى المفهوم لان المفهوم هو نفي الحكم عند انتفاء الوصف لا مجرد عدم التعرض لحالة الانتفاء.

وتارة تكون الاحترازية بمعنى بيان موضوع الحكم حصرا فيه دون غيره بمعنى أن يدور الحكم مدار الوصف وجودا وعدما. فهذا يؤدي إلى الظهور في المفهوم ولكن من اين لنا اثبات ان الوصف هذا منشأه وظهوره؟

المختار: إن الجملة الوصفية لا تدل على المفهوم، بمعنى لا تدل على الانتفاء عنه الانتفاء، ولذا لا تعارض بين قولنا: " أكرم العالم العادل، وبين قولنا: " اكرم العالم الشاعر" فلا تعارض بين مفهوم احدهما ومنطوق الاخرى.

وذلك لعدم ظهور الوصف بالعليّة، ولا بالعليّة المنحصرة، - نعم مشعر بالعليّة لكن لا يصل إلى مرحلة الظهور- ، ولا بالاحترازية بمعنى بيان نفي الحكم كما عدا حصة الوصف من الموضوع، فالوصف قيد للموضوع لا للحكم بخلاف الجملة الشرطية يكون الحكم معلقا على الشرط، بينما الوصفية الحكم ليس معلقا على الشرط بل هو دخيل في بيان الموضوع.

إلفات: الكلام في دلالة الوصف على المفهوم هو في حال عدم وجود قرينة على المفهوم أو عدمه، أما مع القرينة فلا كلام فيه، وهذا شأنه شأن بقية الاصول والظهورات.

ولذا لا معنى للاستدلال على عدم المفهوم ببعض ما ورد في القرآن الكريم أو الروايات مما توهّم كونه من عدم المفهوم.

فقد استدل على عدم دلالة الوصف على المفهوم بقوله تعالى: ﴿ وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ [1] ووجه الاستدلال: أن الوصف " في حجوركم " لو كان للقضية مفهوم لدل على عدم حرمة بنت الزوجة التي لم تتربّ في حجر الزوج.

والجواب: هذا صحيح لولا الروايات الكثيرة والاجماع والنصوص على حرمة بنت الزوجة مطلقا سواء كانت في حجر الزوج أم لا.

واما الوصف " في حجوركم " فقد ورد مورد الغالب لا مورد التقييد.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo