< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

45/10/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أحكام الأيمان.

     الفرق بين اليمين والنذر والعهد:

     تشترك في إلزام الحالف والناذر والمعهد نفسه بشيء.

     اليمين إلزام للنفس على نحو الزجر والدفع، فهو إيقاع.

     النذر إلزام للنفس لا على نحو الزجر والدفع، فهو اشبه بالايقاع أيضا.

     العهد: هو ارتباط بين ارادتين، أقل استيثاقا من العقد، وبالتالي فهو بالعقد اشبه.

     اقسام اليمين الأربعة:

القسم الأول: اليمين على تحقق أمر أو نفيه.

اليمين الصادق مكروهة، بيان بعض الروايات على النهي عنها.

إشكال: الآية القرآنية ظاهرة في الحرمة: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم".

 

الفرق بين اليمين والنذر والعهد:

ما الفرق بين اليمين والنذر والعهد، في معانيها وجوهر مفهومها وليس في الأحكام؟.

يشترك الثلاثة في أن الناذر والحالف والمعاهد قد الزم نفسه بفعل شيء أو تركه.

وتختلف في جوهر مفهومها وشروط ثبوت الأحكام.

فاليمين: هو الزام الحالف نفسه بشيء على نحو الدفع أو الزجر، أي لزجر نفسه أو ليفعل أمرا، مثلا: يحلف أن لا يدخّن، ليزجر نفسه عن التدخين، أو يحلف أن يصلّي، ليلزم نفسه بالصلاة.

فاليمين إيقاع لأنه من طرف واحد.

أما النذر: فهو أن يجعل على نفسه أمرا ما، لا زجرا ولا دفعا، قال تعالى في محكم كتابه الكريم عن امرأة عمران: ﴿إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [1]

والنذر أشبه بالإيقاع أيضا لأنه من طرف واحد.

واما العهد: فهو ارتباط مع الله عز وجل، أو مع شخص أو جهة آخر، وهو أقلّ استيثاقا وقوة من العقود، ولذا هو للعقد أقرب لأنه يتقوّم بطرفين، إذ الارتباط لا يكون إلا بطرفين.

أقسام اليمين:

اليمين على أربعة أقسام: يمين على تحقق أمر، ويمين المناشدة، ويمين اللغو، ويمين على فعل أو ترك.

1- اليمين على تحقق أمر ماض أو حاضر أو استقبالي، كأن تقول: " والله لم يأت فلان"، أو "والله سيأتي فلان". وهذا اليمين إما صادقة وإما كاذبة: فإن كانت صادقة، فهي ليست محرمّة، ولا كفارة عليها، ولا يلزمها شيء، نعم هي مكروهة بحدّ ذاتها، وقد ورد في ذلك روايات عديدة نذكر منها:

ما في الوسائل: ح 2 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن إبراهيم (لعلّه الثقفي، وقيل الازدي الخزاز ابو علي، كوفي ثقة، وكان نقي الحديث صحيح الحكاية، قاله النجاشي والعلامة)، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اجتمع الحواريون إلى عيسى عليه السلام فقالوا: يا معلم الخير أرشدنا، فقال: ان موسى نبي الله أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين.

وعنه، عن أبيه، وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن أبي العباس الكوفي، جميعا عن عمرو بن عثمان مثله. [2]

وهذه الرواية الاخلاقيّة نستفيد منه أيضا بأن أقوال وافعال الأنبياء (ع) السابقين على رسول الله محمد (ص) حجّة علينا أيضا، فلو لم يكن فعلهم حجّة لما استشهد به الامام (ع).

وهذه الرواية وامثالها تعيينا على المراد من نسخ الشرائع السابقة.

وهكذا روايات عديدة منها رواية: ح 5 - وعنهم عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فإنه عز وجل يقول: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم. [3]

من حيث السند: فهي موثقة معتبرة، فإن العدّة التي يروي عنها الكليني (ره) عن احمد بن محمد فيهم ثقات، واما عثمان بن عيسى فهو من كبار الواقفة، وكان لديه اموال طائلة احتجزها عنده عند وقفه، ثم تاب وعاد إلى الإمام الرضا (ع)، وارجع إليه كل الأموال التي كان احتجزها عنده. وهذا الأمر يؤيد ما احتملناه في الدوافع إلى حركة الوقف من احتمال كونه حركة امنية للحفاظ على نفس الإمام الرضا (ع).

قد يقال: أن قوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ﴾ [4] تشمل باطلاقها اليمين الصادقة والكاذبة، وصيغة النهي تدل على الحرمة، فالمفروض أن الآية تدلّ على الحرمة.


[3] المصدر السابق.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo