< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

45/10/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الأيمان.

     المعنى اللغوي هو نفس المعنى الشرعي.

     بيان المعنى اللغوي.

     الفرق بين اليمين والنذر والعهد.

 

الأيمان: والكلام في معناها، وأقسامها، وشرائطها، وأحكامها. سنحاول ان نقعّد البحث وعدم الدخول في الفروع.

اليمين لغة واصطلاحا (أي المعنى الشرعي): هو الحلف والقسم، ومسألة التفريق بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي لها أهميتها عند الشك في الشروط، فعند الشك في شرط في المعنى الشرعي لا نستطيع طرد الشرط ونعمل بالاحتياط. اما على المعنى اللغوي يمكن طرد الشروط بأصالة الاطلاق.

من هنا نرى التسامح في التعبير عند قول بعضهم: اليمين شرعا كذا ولغة كذا، فأنه لا توجد حقيقة شرعية في اليمين، نعم المعنى اللغوي تدخل الشارع في شرائطه لتثبت احكامه.

ذكر صاحب الجواهر: لأيمان جمع يمين وهي لغة الجارحة المخصوصة ، ويقال أيضا : على القدرة والقوة ، لكن مجاز على الظاهر.

وشرعا على ما ذكره غير واحد الحلف بالله أو بأسمائه الخاصة لتحقيق ما يحتمل الموافقة والمخالفة في الاستقبال، والمراد بكونه شرعا ما يترتب عليه من الحنث والكفارة ونحوهما من الأحكام التي رتبها الشارع على اليمين،... [1]

يلاحظ اننا نفهم من تعبيره ان هناك معنيين لليمين، معنى لغوي ومعنى شرعي، هل توجد حقيقة شرعية؟ وهل يوجد معنى شرعي؟

قلنا مرارا وتكرارا أنهم قالوا أن المعاملات ليس فيها حقيقة شرعية بل هي حقائق لغوية، كما في معنى النكاح والطلاق والبيع والشراء، نعم للشارع حق التدخل في الأحكام والشرائط والأجزاء.

وقد عاد صاحب الجواهر ليبيّن ما قلناه حيث قال: " والمراد بكونه شرعا ما يترتب عليه من الحنث والكفارة ونحوهما من الأحكام التي رتبها الشارع على اليمين".

فهذا البيان منه (ره) ظاهر في كونه استدراكا لما قد يتوهم من وجود معنيين: احدهما لغوي والآخر شرعي.

ولفظ اليمين مؤنث مجازي، فتقول: يمين مغلّظة، ولا تقول: يمين مغلّظّ. والجمع: أيمُن وأيمان. وقد تحذف النون فيقال: أيمّ الله.

وإنما سمّي القسم والحلف يمينا لأنهم كانوا يتصافقون بأيديهم اليمنى عند العقود والحلف، ومنه قول عمر بن الخطاب لابي بكر في السقيفة: "مدّ يدل لأبايعك".

وكانوا يحلفون باليمين فيقولون: يمين الله لا أفعل.

وقد أنشد أمرؤ القيس: فقلت يمين الله أبرح قاعدا... أي "لا أبرح" بحذف اللام.

وحرف النفي "لا" قد يحذف كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [2] قال بعضهم: المراد: "لا يطيقونه" وان كنا لا نذهب إلى ذلك لانه هناك فرق بين القدرة والطاقة، ولوجود روايات.

إذن معنى اليمين معنى لغوي وليس له معنى شرعي وثمرة ذلك إمكان إجراء الاطلاق لطرد الشروط المشكوكة لثبوت الأحكام شرعا، طبعا بعد صدق المعنى اللغوي، ولا تصل النوبة إلى الاصول العمليّة.

اما إذا كان المعنى شرعيا حكمنا مسألة الصحيح والأعم، ثم مسألة الأقل والأكثر الارتباطيين.

الفرق بين اليمين والنذر والعهد:

ما الفرق بين اليمين والنذر والعهد، في معانيها وليس في الاحكام.

يشترك الثلاثة في ان الناذر والحالف والمعاهد قد الزم نفسه بفعل شيء أو تركه.

وتختلف في جوهر مفهومها وشروط ثبوت الأحكام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo