< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

43/07/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الحضارة الاسلامية والتعتيم عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

ذكر لي بعض الأخوان أن بعض الكتب ذكرت مساهمت المسلمين الشيعة في أصول علوم الإسلام، فذكرت علم الحديث والفقه والأصول والرجال والتفسير واللغات والنحو والمنطق وغير ذلك، إلى هنا توقفت الكتابه وتقريبا أصبحت إشارات إلى العلوم الأخرى من الفيزيا والكمياء والرياضيات والطب والهندسة، مما يوحي بان المسلمين الشيعة ليس لهم مساهمات في هذه العلوم، او انها مساهمات خجولة.

أنا الاحظ أن الاعلام الحالي المضاد للاسلام والمسلمين يركّز على شيء جدا مهمّ وخطير أن الإسلام ليس سوا بعض القيود ومخالفة الهوى ولم ينتج للبشريّة شيئا.

يكاد الواحد منا لا يعرف لا تاريخه ولا علومه ولا ما ساهمنا فيه، مثال على ذلك الشيعة في لبنان عندما كتب التاريخ اللبناني، تمّ تهميش الشيعة إلى حد كبير يكاد يكون غير موجودين في خارطة لبنان، درّسونا فخر الدين المعنى، والامير بشير، وكأنه هو التاريخ كله، والواقع انهما عبارة عن شخصيات كجنبلاط وجعجع حاليا، أما تاريخ الشيعة فنحن لا نعرف عنه شيئا، وفي أيامنا الآن نحن نتعرض لتهميش المسلمين، مثلا ذكر مصر، يأتي في ذهنك الفراعنة وأهرامتهم، والتاريخ الإسلامي فيها مطوي.

أنا ذهبت إلى إسبانيا وطلبت كتاب التاريخ عندهم - طبعا لا اعرف لغتهم فترجم لي – ثمانمئة سنه من تاريخ الاندلس الذي هو تاريخ ذاخر بالحضارة والرقي والعلوم الاسلاميّة شبه مطوي ذكر منه صفحات انه ملوك يقاتلون بعضهم البعض.

نحن الآن نتعرض لمسخ تاريخي ومسح ذهني تام، ونحن أحيانا نساهم في ذلك عن غير قصد، لا يعلم الناس كم قدّم المسلمون للعالم والبشريّة من تطوّر علمي وحضاري، انها حرب ناعمة قاسية.

سنتكلم اليوم في هذا الموضوع حتى نرفع الشبهة التي يحاولون تركيزها في أذهاننا وفي أذهان الأجيال. فعندما نقول المسلمون نحن لا نقول أنه لم يكن هناك انحرافات ولا ظلم، المسلمون قتل بعضهم البعض، وأخطر انحراف حدث من أيام السقيفة وآثارها باقية إلى يومنا، لكن بقيت بعض القيم وبقيت بعض المجتمعات قادها الأئمّة سلام الله عليهم.

المسلمون بعد السقيفة شهدوا انحرافات، وصار قادة المسلمين يفكرون كما يفكّر أهل السلطة من البشر، لكن الاسلام ترك بصمات على مسلك المسلمين وحياتهم وفكرهم، ولذا فقد كان أثره جزئيا وبقي شيء من الآثر الإسلامي فيهم.

مثال على ذلك، انا زرت قصر فرساي في باريس الذي يعتبره البعض أهم قصر في العالم بناه لويس الرابع عشر ملك فرنسا الظالم جدا من اموال الفقراء والمساكين، تكون عندي شيء عندما دخلت إلى قصر فرساي ولم يكن مجرّد سياحة، بل علم، وجدت أنه قصر ضخم جدا فيه ابّهة هائلة جدا لسلطان متجبّر، لكن لا أثر فيه لشيء اسمه علم أو انسان، ثماثيل ضخمة، - لا يوجد فيه حمامات كما قيل - لا وجود فيه الفن عدا التماثيل وكذا لا يوجد ابداعات علميّة، وبعده بأيام زرت اسبانيا وزرت قصر الحمراء في غرناطة، في هذا القصر تشعر أن شاعرا يبني ويرسم القصر بالاضافة إلى وجود امور علميّة مهمّة جدا. ومثال على ذلك ان القصر مبني على ربوة ارتفاعها حوالي مئة وخمسين مترا تحته يجري نهر، والحدائق الموجودة لعلّه من افضل واجمل الحدائق في الدنيا اسمها جنائن العريس، ماء النهر تصعد من الاسفل إلى الاعلى وإلى يومنا لم يعرف كيف تمّ ذلك، كيف استطاع المسلمون ان ينقلوا الماء من الاسفل إلى الاعلى. في القصر يوجد فن علمي.

ومثال آخر: قاعة السفراء عبارة عن غرفة لها ممر، ميزتها أن فيها غرفة عندما يأتي السفراء وينتظرون قبل الدخول إلى الامير وهذا متعمّد، لان السفير عندما يتكلّم لا يتكلّم ما يريد واقعا، - قاعدة دبلوماسيّة عالمية " تكلّم غير ما تريد " -، فعند دردشة السفراء فيما بينهم، يتهامسون، ومن كان مقابلهم لا يسمع شيئا، لكن في آخر الممر على بعد حوالي عشرين متر تقريبا حارس يسمع كل شيء ويخبر الأمير بما تحدثوا. هذه القاعت بنيت بهندسة علم الصوت بحيث تنتقل الاصوات إلى مسافة بعيد دون ان يسمع الشخص القريب المقابل الصوت. هذه مسألة علميّة.

وأنا خطر في بالي شيء أن الذي بنى قصر فرساي رجل فاسد ظالم قمعي بطّاش لكنه مسيحي، وايضا قصر غرناطة بناه رجل ظالم سكير فاسق لكنه مسلم، فما الفرق بينهما لماذا تشعر هناك بالأبّهة الخالية من الانسانيّة، بينما هنا تشعر بشيء من الانسانيّة؟ خطر ببالي أن الصلاة إذا كانت صحيحة تؤتي أكلها لكن ليس كل الأكل، حتى الصلاة الخالية من التوجّه، الصلاة اليوميّة خمس مرّات تؤثر في الناس لها أثرها، وإن كان اثرها جزئيا، بينما صلاتهم محصورة بيوم الاحد. الصلاة اليوميّة تذكرك في أوقاتها بالله، وقد تنسى الله في غير أوقاتها هذا ممكن، لكن لها أثر ولو في هذا الوقت البسيط، وهذا الاثر البسيط سأل ماذا فعل بالحضارة الاسلاميّة؟

بعض انجازات الحضارة الاسلاميّة:

إن كثيرا من العلوم تأسس أو تطوّر على ايدي المسلمين خصوصا في القرنين الثالث والرابع الهجريين.

والانصاف ان من أهم من قدّم للعلماء وللعلم والفنون هو السلطان البويهي عضد الدولة بن بويه هذا الانسان يفترض ان يصنع له تمثال كبير من ذهب، لم يسلّط الضوء عليه وعلى خدماته.

في القرن الثالث والرابع الهجري تأسست بعض العلوم، سنعطي بعض الأمثلة:

تأسس أولا رقم الصفر الذي كان قفزة في تاريخ البشريّة، وقفزة في علم الحساب والرياضيات. الصفر اختراع هندي وكان لا قيمة له، الصفر يعنى العدم وليس وجودا، العدد يبدأ من الواحد وهو وجود والصفر ليس عددا.

قبل الصفر كان هناك نوعان من الحساب: حساب الجمل والحساب الروماني، حساب الجمل بالاحرف الابجديّة: ابجد حطي كلمن ... إلى آخره، كان العرب يعتبرون ان " ا " عبارة عن واحد و " ب " اثنين و " ج " ثلاثة إلى اخره. فإذا ارادوا ان يكتبوا رقم الف مثلا، يكتبون حرف " ي " بتكرار بحيث يكومون رموز ارقام بحسب حروف الابجديّة، وإذا اراد ان يكتب المليون احتاج إلى دفتر.

اما الحساب الروماني X عشرة وخمسة V و I واحد و L خمسين، فإذا أرادوا كتابة رقم مليون جمعوا حرف L حتى يصلوا للمليون إذن يحتاجون لدفتر.

فكان علم الحساب متخلف جدا ومعرقلا لنمو البشريّة لاحتياجه للوقت الطويل، جاء المسلمون، وانا اسميها الحضارة الإسلامية أو الحضارة العربيّة لان الجو كان الإسلام والكتب بحرف عربي وكلمات عربيّة، جاء المسلمون وجاء الخوارزمي وقال انه وجد في خزائن الهند ثروة وهي رقم الصفر، هنا الفكرة مهمّة جدا وقال انه إذا كان الصفر على اليمين يضرب بعشرة، والصفر على الشمال بلا فائدة لا شيء، النتيجة انه إذا اردت ان تكتب رقم الف تكتبه بسهولة وسرعة وكذلك رقم مليون ومليار بعكس الأيام السابقة حيث كان يحتاج إلى أيام ووقت بغض النظر عن الحسابات.

ولذلك ابتكار الصفر وتسهيل عمليّة الحسابات أدّت إلى قفزة هائلة في علوم الحساب، وهذا من تأسيس المسلمين الذي حاليا يحاولوا ان يصورونا اننا لم نقدّم للبشريّة شيئا. وأيضا في أيامنا أساس الكومبيوتر الصفر والواحد -لغة البيزك- هذا انجاز في علم الحساب.

وأيضا في علم اللوغاريتم والتريغونومتري -علم المثلثات- من اسسه في تلك الحقبة، وعلم الجبر والمقابلة، والاساس هو المهم وما نجده حاليا في هذه الأمور تطبيقات وتطوير لهذه الأفكار ونعلم ان التأسيس أهم من التطوير، لذلك انا أقول أن أيامنا هذا أيام الوهن العلمي العلم قليل.

والكيمياء من اسسه؟ جابر بن حيان الكوفي تلميذ الامام الصادق (ع)، علم الكيمياء الحالي كان قبل جابر علم السيمياء والخيمياء، وهو نوع عن البحث عن اكسير الحياة، وهو الشراب الذي إذا شربه الإنسان لا يموت ويبقى حيا، وبحث آخر كانوا يبحثون عنه هو كيف نحوّل المعادن الخيسة إلى معادن ثمينة. وينسب إلى جابر بن حيان مئة وخمسين ابتكارا: الاسيد سلفريك، و " الشبّة " "السلفات دسوديوم" عند الحلاقين لمن خروج الدم هي نفسها من ألف ومئتي سنة. وأيضا الورق الذي لا يحترق من ابتكارته.

وفي علم الرياضيات -علم المعادلات، الجبر والمقابلة - العلم أساسه نعتقد انه بسيط.

مثل معادلات ذات الدرجة الأولى:

ax+b=0وجذرها a/x=-b هذه ابتكرها الفراعنة.

والمعادلات ذات الدرجة الثانية مثل:

ax2+bx+c=0 نتيجة x تكون: هذه ابتكرها المسلمون.

والمعادلات ذات الدرجة الثالثة مثل:

bx2+cx+d=0+ax3 ما هو الجذر لها؟ المسلمون كانوا يحلونها بثلاث طرق، إلى يومنا هذا الحل نفس الطريقة الجبريّة، واللوغارتمية، والهندسيّة، ولم يستطيعوا إلى يومنا هذا حل هذه المعادلة التي ينفع البشريّة فلا يعرفون جذرها، فكل العلوم مبنية على هذا الأمور، وقف العالم عند النقطة التي وقف عندها المسلمون.

أما في الطب، الطب البدني في العالم ثلاثة أنواع: الطب الصيني، الطب العربي، والطب الغربي الأوروبي الأجنبي الحالي. الفرق بينها كأساس ان الطب الصيني مبني على ان الجسم كله مرتبط بالأعصاب، وهذا مهم لكن إلى الآن ما استطاع العالم ان يرسم خريطة عصبيّة كاملة دقيقة لجسم الانسان العصبي ووظائفه.

اما الطب الأجنبي مبني على معالجة نفس العضو ولا يعالجون سبب المرض من أساسه، لذلك نجحوا في العمليات الاساسيّة للأعضاء اما معالجة أساس المرض فقد فشلوا.

اما الطب العربي فهو مبني على أساس مهم جدا وهو " ما كان به الداء به الدواء " لذلك كان متطورا جدا، في الحديث الشريف: " المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء " وفي حديث آخر: " الا ادلك على أمر لو فعلته لا تمرض إلا مرض الموت، قال: ما هو؟ قال: لا تمدّن يدك إلى طعام إلا وانت تشتهيه، وارفع يدك عن الطعام وانت تشتهيه، وإذا مضغت فاحسن المضغ، وإذا اردت النوم فاعرض نفسك على الخلاء " هذه القواعد بسيطة مهمّة لا كلفة فيها.

برع المسلمون في الطب والصيدلة، وفي علم التشريح والتشخيص، وكانت كتبهم تدّرس في جامعات أوروبا مئات السنين. الاوروبيون تعلموا عند العرب كانوا يأتون إلى الاندلس ويتعلمون عند العرب والمسلمين، وكمثال - أول طريق رصفت في باريس طرق رصفها المهندسون المسلمون -. في الطب أراد الخليفة العباسي ان يبني مستشفى فقال للرازي الطبيب ان يبني له مستشفى فوزع الرازي تسعة ذبائح نشرها في ارجاء بغداد، والذبيحة التي تأخرت حتى تلفت بنى في المكان نفسه المستشفى. الفكرة هي ان الجو له الأثر الكبير.

ومثال اخر في العلوم الفيزيائية الكاميرا أداة التصوير، اول من أسس فكرة الكاميرا هو ابن الهيثم ثم ابن الشاطر في نظريته البصريات -فكرة الغرفة المظلمة – التي هي أساس الكامرة ومفاعيلها العامّة، وظلّت نظريات ابن الشاطر تدرس في جامعات أوروبا إلى فترة بسيطة، كذلك نظريا أبو علي ابن سينا والفارابي الذي كان المعلّم الثاني – كانوا من الشيعة – كانوا نشيطين وذكرت سابقا قصّة ابن سينا مع كتاب الطبيعيات لأرسطو.

كذلك في علم الفلك والجغرافيا، فقد حسبوا مثلا محيط الكرة الارضيّة حسابا دقيقا. وهكذا كثير وكثير، ومن أراد الزيادة فليرجع وللأسف فأقصى ما يقال في هذا الموضوع أن المسلمين ترجموا علوم اليونان وأخذوا منها وترجموا علوم الفرس والهند وأخذوا منها، هذا صحيح، فالحضارات عبارة عن سلّم، كل حضارة تأخذ من الثانية، ليس هناك حضارة تبدأ من الصفر وكذلك العلوم.

أنا أشعر أن هناك أشياء تتلاعب بنا ولا يشعر بها أحد، أنا في سنة 1973م حين كنت طالبا في قسم العلوم الاختبارية كان هناك مادة تدرّس اسمها " تاريخ العلوم عند العرب " وكانت مادّة رسميّة، السؤال: لماذا الغيت هذه المادّة؟

الجواب: انها كانت مادة تأسس إلى وعي، فانت كإنسان مسلم لك تاريخ وحضارة، والآن يحاولون مسخ هذه الفكرة، ومحاولة تشكيك المسلم لفقد ثقته بنفسه.

طريقة التدريس الحوزوية التراثيّة أفضل بكثير من الطريقة الأكاديميّة الحديثة. وهذا حديث يطول، ولعلّنا نستطيع ان نعطي له وقتا للكلام فيه.

زارني مجموعة من الأطباء والأساتذة وبعضهم لا يجيد العربيّة وكانوا يترجمون لهم، ولكي يكون حديثا نافعا، سألتهم لماذا لا تعتمدون الطريقة الحوزويّة في دراسة العلوم الأخرى كالرياضيات والطب والهندسة والفيزياء والكيمياء، مثلا علم - التريكغونمتري – المثلثات الجيب وجيب التماتم، (الساين والكوساين)، الساين يساوي الجهة المقابلة على القاطع، الكوسينوس يساوي الجهة الجانبيّة على القاطع. السؤال: لماذا لم تكن التسميّة بالعكس؟

كانت الإيجابات غريبة، بعضهم قال انها مجرّد تسمية، وهذا غير صحيح لانه في الأمور العلميّة التسمية لا تأتي من فراغ، والصحيح في الجواب انه عندما أسس المسلمون علم التريكغونمتري اسسوه لغاية، وصاحب الكفاية (ره) قال ان العلوم تجمعها الغايات وكلامه صحيح، لان العلوم لا تتميّز بالموضوعات ولا بالمحمولات، فما يخدم غاية علم معيّن اضعه ضمن هذا العلم، نعم قد تشترك العلوم في بعض المسائل، ولا نرى مشكلة في ذلك.

وهنا هذا علم المثلثات لماذا أسس؟ الجواب: ان المسلمون أرادوا ان يأسسوا علما لقياس الزوايا وجدوا تناسبا بين الزاوية والجهّة المقابلة فكلّما كانت الجهة المقابلة للزاوية تكبر تكبر الزاوية معها وكذلك العكس، وإذا صغرت صغرت الزاوية، فكان من المناسب جدا ان يسمى " جيب " وهو الفتحة،﴿بسم الله الرحمن الرحيم، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ.....وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ النور/آية 31. الجيوب هي فتحات البدن، كانت النساء يلبسن الخمار ويبقى صدرهن ظاهر.

وايضا في المصطلح العلمي " السينوزيت" وهو كناية عن فتحات الانف " الجيوب الانفيّة.

فعندما جاء الاجانبي وارادوا ان يأخذوا العلوم من عندنا ترجموا كلمة " جيب " بالسينوس، كذلك ترجموا مصطلح " جيب التمام " بـ " كوسينوس " وهو الضلع الجانبي على القاطع، ومعناه باللغة الاجنيّة " متمم المثلّث " أو " الكو" معناه " متمم العمليّة ".

في الحقيقة إذن ان هذا هو سبب التسميّة، فإذا فهم الطالب سبب التسمية وفكّر يتطوّر، وهذا هو الفرق الاساس في كيفيّة الدراسة الحوزويّة وكيفيّة الدراسة الأكاديميّة الحاليّة. فإن الطالب في الدراسة الأكادميّة يبقى متلقيا حافظا إلى مراحل متأخّرة من دراسته، واما الدراسة الحوزويّة فهي تمرن وتربي الطالب على التفكير والتأمل منذ الدراسة الأولى، قلاحظ في الدروس الحوزويّة كتاب " قطر الندى " في تعريف الكلمّة، يقول ان الكلمة " قول مفرد " وفي السطر الثاني مباشرة يقول: لما لم تأخذ والوضع في تعريف الكلمة؟

الطريقة الحوزويّة انه من اول البحث يعلّم الطالب ان يفكّر ليس فقط ان يحفظ كما في الدراسة الآكادميّة الحالية " علم الطالب ان يحفظ " - التلقي – حتى يصل إلى الماجستر. وهذه الطريقة هي التي خرّجت كبار العلماء والجهابذة في مختلف العلوم.

واخطر ما نشاهده الآن في الدروس والحوزات التأثر بالخط الأكاديمي الحفظ في المراحل الأولى دون التفكير، وهذا خطير لم يكن سابقا، فالكيفيّة التي درس عليها السيد الخميني (ره) والشيخ الطوسي (ره) والفارابي وغيرهم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo