< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

40/05/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تلخيص ما مضى من مباحث الفقه وبيان رأي السيد الاستاذ ودليله مختصرا.

النفقات، تراتبية المنفق.

قلنا ان النفقة على الاب، فان لم يكن على الجد، فان فقد فعلى الام فان فقدت فعلى الثلاثة بالسوية، فان فقدوا هل تجب على غير العمودين كالاخوة والاعمام والاخوال وعلى ابنائهم او لا؟.

ذكرنا امس في مقام الاستدلال على ان الام هي المنفقة بعد فقد الاب والجد، قلنا ان هناك رواية غياث " اقرب منهم إلى العشيرة "، وقلنا ان فيها اشارتان، الثانية: " كما يأكل ميراثه "، حيث ان الام والاب يتساويان في الارث ولكل منهما السدس او الثلث. وتوريث رواية الصغير ذكرنا الروايات بالامس وانها توهن تخصيص آية " اولو الارحام " بالميراث. ولذا قالوا ان " الارحام " تشمل النفقة والميراث وغيرهما وان حذف المتعلق يفيد العموم.

فإذن المشهور ما قد تشير اليه بعض الروايات هو انه إذا فقد الاب والجد وجبت النفقة على الام. ذكرنا آية الارحام، ورواية غياث ين ابراهيم، ونكمل قاعدة الاشتراك.

     قاعدة الاشتراك في النفقة الموجودة عند الناس من المتشرعة وغيرهم، فان الناس يرون النفقة على الأم والأب، وهذا المرتكز في سيرة الناس لم يرد نهي عنه. وعند الناس تجب النفقة على الطبقة الثانية من الآباء والامهات. وهنا توجد سيرة عقلائية على ان نفقة الولد على أمه وأبيه، سيرة عرفية عند الناس وليست حكما عقلائيا بل سيرة. [1]

وهنا نقطة لا بد من إثارتها: وهي انه لو تعدد المنفق فهل النفقة تجب بالسوية أو بحسب الارث؟

الظاهر من كلمة " كما يأكل ميراثه " هو الثاني. وذلك لان هذه الكلمة لها احتمالان:

     الاول انها لمجرد تعليل النفقة على الاقارب لا العشيرة من دون نظر للتقسيم والحصص، فتكون من هذه الجهة مجملة.

     الثاني: ان تكون ناظرة لتقسيم النفقة والحصص والنسب منها بين المنفقين، والظاهر من قوله: " كما يأكل " هو الثاني باطلاقها، ومع عدم الظهور نقتصر على القدر المتيقن وهو كون الرواية ناظرة لاصل التعليل واما للنسب فيه مجملة.

إذا قلنا ان هناك ظهور بالحصص تكون النفقة بحسب الحصص الارثية، واذا قلنا ان لا ظهور في الحصص وهناك اجمال فحينئذ تكون بالسوية.

 


[1] الفرق بين الحكم والسيرة: مثل للحكم: " العدل حسن " " الظلم والكذب قبيح " هذه احكام عقلائية لا تنقض. ومثال للسيرة: الناس تأخذ بخبر الواحد، ومثلا ان الناس تواسي عند الوفاة. والسيرة يكون منشؤها حاجة عقلائية، وهي على قسمين: خاصة لقوم نتيجة حاجات خاصة، وعامة نتيجة حاجات عامة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo