< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی

45/04/12

بسم الله الرحمن الرحیم

 

 

الموضوع
:
المکاسب المحرمة/ معونة الظالمین/ حکم معونة الظالمین تکلیفا

و

منها: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ[1] قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ[2] عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ[3] عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ[4] عَنِ السَّكُونِيِّ[5] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) عَنْ أَبِيهِ(ع) قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ(ص): «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُهُمْ وَ مَنْ لاط [لَاقَ‌] لَهُمْ دَوَاةً وَ رَبَطَ كِيساً أَوْ مَدَّ لَهُمْ مرة [مَدَّةَ] [6] قَلَمٍ، فَاحْشُرُوهُمْ مَعَهُمْ». [7]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [8]

أقول: الروایة تدلّ علی حرمة عون الظلمة بنحو تصدق علیه أعوان الظلمة و لو بعمل مباح، فالحرام کونه من أعوان الظلمة، هذا

أوّلاً. و
ثانیاً: أنّ الظاهر من الروایة کون «لاق لهم دواةً أو ربط کیساً أو مدّ لهم مدّة قلم» من حیث نشر الظلم بین الناس.

إشکال في الاستدلال بالروایة

إنّ أعوان الظلمة مستثنى من الجواز في هذا المقام و ظاهر أنّ قوله(ص): «مَنْ لَاقَ‌ لَهُمْ دَوَاةً» راجع إلى جهة ظلمه و الإعانة عليه في هذا الأمر، فلا دلالة لها على حرمة الإعانة للظالم مطلقاً، (إنتهی ملخّصاً). [9]

و قال بعض الفقهاء(رحمه الله): «محمول بقرينة رواية صفوان و غيرها على كون ربط الكيس و نحوه من إعانتهم على الظلم، كما إذا كان ما في الكيس من أموال الجور». [10]

و قال بعض الفقهاء(حفظه الله): «إنّ المدار على كونه من أعوانهم، مضافاً إلى ما في السند[11] ». [12]

و قال بعض الفقهاء(حفظه الله): «الظاهر أنّ المراد هو من يعدّ من أعوانهم و إن كان عمله مباحاً». [13]

و

منها: أَوْسُ بْنُ شُرَحْبِيلَ[14] ‌ رَفَعَه: قَالَ(ع): «مَنْ مَشَى إِلَى ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ، فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ». [15]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [16]

أقول: إنّ الظاهر منها إعانة الظالم في ظلمه بقرینة قوله(ع) «لیعینه و هو یعلم أنّه ظالم» و قوله(ع) «فقد خرج من الإسلام» کلّ ذلك قرینة علی أنّ الإعانة للظالم في ظلمه مراد الروایة.

إشکال في الاستدلال بالروایة

الدلالة على الإعانة في غيره[17] فلا؛ لأنّ الظاهر الإعانة في ظلمه لا مطلقاً و لا أقلّ من عدم إطلاقها، (إنتهی ملخّصاً).[18]

و

منها: قَالَ[19] قَالَ(ع): «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وَ أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ وَ أَشْبَاهُ الظَّلَمَةِ حَتَّى مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَماً وَ لَاقَ لَهُمْ دَوَاةً فَيَجْتَمِعُونَ فِي تَابُوتٍ مِنْ حَدِيدٍ ثُمَّ يُرْمَى بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ». [20]

إستدلّ بها بعض الفقهاء. [21]

قال بعض الفقهاء(حفظه الله): «يدلّ على حرمته بالعموم». [22]

أقول: إنّ الظاهر منها بیان مصادیق لأعوان الظلمة و أشباه الظلمة في مسیر تقویة الظالم و ظلمه، لا مطلقاً.

قال الشهیديّ التبریزيّ(رحمه الله): «قوله(ع): «حتّى من بری لهم قلماً‌» عطف على أعوان الظلمة لبيان عموم النداء لتمام أعوان الظلمة حتّى الأدنى منهم ممّن بري لهم قلماً و نحته و لاق لهم دواةً، أي جعل للدواة ليقةً و أصلح مدادها‌».[23]

 


[1] محمّد بن الحسن بن أحمد بن الولید: إماميّ ثقة.
[2] إماميّ ثقة.
[3] إماميّ ثقة.
[4] عبد الله بن المغیرة: البجلي: إماميّ ثقة من أصحاب‌ الإجماع‌.
[5] إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ‌ الشعیري: عامّي، ثقة علی الأقوی.
[6] المدّة_ بالفتح_ غمس القلم في الدواة مرّةً للكتابة.
[11] لا إشکال في السند.
[14] مهمل.
[17] الظلم.
[19] ورّام بن أبي فراس: إماميّ ثقة علی الأقوی.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo