بحث الفقه الأستاذ محسن الفقیهی
42/04/13
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: المکاسب المحرمة/ الکذب/ خلف الوعد
القول الثالث: کراهة خلف الوعد ظاهراً و حرمته ظاهراً إن کان حال الوعد بانياً على الخلف. [1] [2]
أقول: لا دلیل علیه بعد قیام الأدلّة القطعیّة- مثل الآیات و الروایات المعتبرة- علی حرمة خلف الوعد مطلقاً.
قال المحقّق الخوئيّ (رحمة الله): «أمّا الكذب في الوعد، بأن يخلف في وعده، فالظاهر جوازه على كراهة شديدة؛ نعم، لو كان حال الوعد بانياً على الخلف، فالظاهر حرمته».[3] [4]
القول الرابع: کراهة خلف الوعد ظاهراً و حرمته إن کان حال الوعد بانياً على الخلف [5] إذا انطبق عليه عنوان الكذب. [6]
أقول: لا دلیل علی هذه الشروط؛ بل الدلیل المعتبر قائم علی الحرمة مطلقاً.
قال بعض الفقهاء (رحمة الله): «أمّا الكذب في الوعد- بأن يخلف في وعده- فالظاهر جوازه على كراهة شديدة؛ نعم، لو كان حال الوعد بانياً على الخلف فيحرم إذا انطبق عليه عنوان الكذب».[7]
القول الخامس: الأحوط لزوماً حرمة خلف الوعد و حرمة خلف الوعد مع البناء من حینه علی عدم الوفاء به علی الأحوط لزوماً [8] (الأحوط وجوباً الاجتناب عن خلف الوعد مهما أمكن و الظاهر حرمته إن كان حال الوعد بانياً على الخلف). [9]
أقول: لا دلیل علی الاحتیاط. و هذه الشروط مع وجود الدلیل من الآیات و الروایات المعتبرة الصریحة في المدّعی.
قال بعض الفقهاء (حفظه الله): «أمّا الكذب في الوعد، بأن يخلف في وعده، فالأحوط الاجتناب عنه مهما أمكن و لو بتعليق الوعد على مشيئة الله- تعالى- أو نحوها. و أمّا لو كان حال الوعد بانياً على الخلف، فالظاهر حرمته». [10]
القول السادس: کراهة خلف الوعد ما لم ینجرّ إلی ما یقتضي الحرمة و حرمة خلف الوعد إذا انجرّ إلی معصیة کبیرة أو مفسدة اجتماعیّة. [11]
أقول: لا دلیل علیه بعد قیام الدلیل المعتبر علی الحرمة مطلقاً.
قال بعض الفقهاء (رحمة الله): «قد أفتى الفقهاء جميعاً بعدم حرمة خلف الوعد و إن قالوا بكراهته الشديدة ما لم تحدث مصالح اُخرى تقتضي حرمته؛ كأدائه إلى كبيرة من الكبائر أو بعض المفاسد الاجتماعيّة». [12]
السابع[13] : المجاملة[14] [15] [16]
قال بعض الفقهاء (رحمة الله): «مجاملات الناس لیست داخلةً في الإخبار لیعدّ من الکذب». [17]
أقول: هو الحق؛ لأنّ المتفاهم العرفيّ في التعارفات لیس الإخبار، بل نوع احترام معمول عند العرف لا یعدّ کذباً عرفاً.
الدلیل علی عدم کون المجاملة کذباً
لا یقصد معنی حقیقيّ من المجاملة. [18]
أقول: إنّ کثیراً من المجاملات التي بین الناس- مثل أن یقول بعض الناس «أنا مخلصکم»- فهي لیست بکذب؛ لأنّه لیس في تلك المجاملات قصد إخباريّ و تکون من باب إظهار الاحترام و مضمونه لا یکون مورداً للالتفات.