بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی
43/06/28
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: مباحث الالفاظ/ الوضع/ المشتق
الإشکال الثالث
إنّ ملاك الحمل و الصدق ليس إلّا تلبّس الذات بالمبدأ بأيّ نحو كان و لو بالعينيّة. و لا يلزم أن يكون بنحو الحلول و العروض و الإثنينيّة حتّى يقال هناك بالنقل. [1]
الإشکال الرابع
الالتزام بالنقل خلاف الوجدان؛ إذ لا نرى الفرق بين حملها عليه- سبحانه- و غيره، (إنتهی ملخّصاً). [2]
الجواب الثاني (إطلاق الصفات علی اللّه علی نحو الحقیقة) [3] [4] [5]
قال المحقّق الخراسانيّ (رحمة الله): «لا ريب في كفاية مغايرة المبدأ مع ما يجري المشتقّ عليه مفهوماً و إن اتّحدا عيناً و خارجاً؛ فصدق الصفات- مثل العالم و القادر و الرحيم و الكريم إلى غير ذلك من صفات الكمال و الجلال- عليه- تعالى- على ما ذهب إليه أهل الحقّ من عينيّة صفاته- يكون على الحقيقة؛ فإنّ المبدأ فيها و إن كان عين ذاته- تعالى- خارجاً إلّا أنّه غير ذاته- تعالى- مفهوماً.
و منه قد انقدح ما في الفصول من الالتزام بالنقل [6] أو التجوّز[7] في ألفاظ الصفات الجارية عليه- تعالى- بناءً على الحقّ من العينيّة؛ لعدم المغايرة المعتبرة بالاتّفاق.[8] و ذلك لما عرفت من كفاية المغايرة مفهوماً و لا اتّفاق على اعتبار غيرها إن لم نقل بحصول الاتّفاق على عدم اعتباره- كما لا يخفى- و قد عرفت ثبوت المغايرة كذلك بين الذات و مبادي الصفات». [9]
یلاحظ علیه: بالملاحظات السابقة.
الجواب الثالث[10]
إنّ أهل العرف لغفلتهم عن اتّحاد ذاته- تعالى- مع مبادي صفاته الحسنى التي نطق بها البرهان الصادق يحملون عليه- تعالى- هذه العناوين المشتقّة بما لها من المفاهيم و يتخيّلون أنّ مطابقها في ذاته المقدّسة كما هو مطابقها في ذات غيره.
و ليس ذلك إلّا لإفادة المعاني التي تحصل من حمل هذه العناوين المشتقّة على ذات ما من الاتّصاف بمباديها من العلم و القدرة و الوجود، فيقولون إنّه- تعالى- عالم موجود كما يقولون زيد عالم موجود، مع أنّهم يعتقدون أنّه- تعالى- لا موجد له، فكما يطلقون عليه- تعالى- عنوان موجود الذي لا يصحّ أن يطلق إلّا على الذات التي أفادها الوجود غيرها، كذلك يطلقون عليه- تعالى- عنوان عالم و قادر مع التزامهم بأنّ مفادها هي الذات المتّصفة بالعلم و القدرة. [11]
و لکن قال الإمام الخمینيّ (رحمة الله): «لا نرى فرقاً في إطلاق العالم عليه- تعالى- و بين إطلاقه على أحد من عباده؛ فكما لا يكون تأوّل و مجازيّة في إطلاقه على من قام به المبدأ من أفراد الآدميّين، فكذلك في إطلاقه عليه- تعالى.
ثمّ إنّه لو كان إطلاق الصفات عليه- تعالى- مجازيّاً، يلزم أن تكون الإطلاقات الواردة في الكتاب و السنّة كلّها مجازيّةً. و ذلك مستبعد جدّاً، كما لا يخفى»، (إنتهی ملخّصاً). [12]
أقول: کلامه (رحمة الله) متین.
الجواب الرابع (إطلاق الصفات علی اللّه علی نحو الحقیقة)
إطلاق العالم و القادر و سائر صفات الذات عليه- تعالى- كناية عن سلب نقائضها و عدم تطرّقها إليه- تعالى- فإثبات الصفات له- تعالى- بمعنى أشرف و أرفع و أعلى؛ فهو- تعالى شأنه- عالم قبل العلم بغير علم و قادر قبل القدرة بغير قدرة و هذا معنى أنّ صفاته- تعالى- عين ذاته، لا أنّ هنا صفات قائمة بالذات و إلّا لزم التركيب و المغايرة التحليليّة- تعالى شأنه عن أن يكون محلّاً للتركيب و المغايرة- قال مولانا أمير المؤمنين عليه و على أبنائه الطاهرين سلام اللّه الملك الأمين: «و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كلّ صفة أنها غير الموصوف و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة»[13] و الكناية قسم من الحقيقة، لا المجاز. [14]