« قائمة الدروس
الحدیث الأستاذ محسن الفقیهی

46/11/16

بسم الله الرحمن الرحیم

 العفّة/صفات المؤمن /جنود العقل و الجهل

 

الموضوع: جنود العقل و الجهل/صفات المؤمن / العفّة

 

أهمیّة العفاف في الإسلام:

تُعد العفّة من أعظم القِيم الأخلاقيّة في الإسلام. قد جاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام): «ما من عبادةٍ أفضل من عفّة البطن و الفرج»[1] . جميع العبادات الظاهريّة كـالزيارة و صلاة الليل و الحجّ و غيرها إذا لم تكن مصحوبةً بالعفاف، فقد لا تؤتي ثمارها؛ مثل طعام لذيذ يحتوي على تلوّث.

الوقاية من الذنب بدلاً من المواجهة بعد وقوعه:

إنّ الوقاية من الجريمة و الذنب واجب شرعيّ و اجتماعيّ فیجب- بدلاً من الخصام مع غير المحجّبات أو المجرمين- العملُ على ألّا تحدث جريمة في المجتمع أساساً. توجد هناك نماذج من السرقة و الخيانة و الفساد الأخلاقيّ بحیث یظهر أنّه إذا لم تُصلح الهياكل، فإنّ المواجهة الجزئيّة لا تفيد.

أساس الخیانات الأخلاقیّة:

كثير من الخيانات في الأسرة تعود إلى الفقر و انعدام الدين. الفقر يمكن أن يدفع الإنسان إلى الكفر و الذنب؛ کما جاء في الروایة «كاد الفقر أن يكون كفراً»[2] توجد هناك أیضاً نماذج واقعيّة من المحاكم و الملاحظات الاجتماعيّة بحیث یظهر أنّ الخيانات خاصّةً بين النساء المتزوّجات، في ازدياد مُقلِق.

الطُرُق الإصلاحيّة:

یجب لحلّ هذه المعضلة أن یُصلَح البِنى التحتيّة الاقتصاديّة و الاجتماعيّة:

توفير أراضٍ مجانيّة أو بأسعار رخیصة للشباب.

منح القروض بدون فوائد للزواج و السكن.

إلغاء ضرائب السيّارات و تسهيل استيرادها.

هذه الإجراءات يمكن أن تمهّد الطريق للزواج و تغرس الأملَ و تؤدّي إلی دعم الشباب للنظام.

الحاصل:

لا یکون العفاف مسألةً فردیّةً فحسب، بل تکون بینه و بین الهیاکل الاقتصادیّة و الاجتماعیّة علاقة وثیقة. للحصول على مجتمع عفيف، يجب مكافحة الفقر و تسهيل الزواج و الوقاية من الذنب بشكل منهجي. إذا اتخذ المسؤولون قراراً فبإجراءات جادّة يمكن إحداث تحوّل عظيم في فترة وجيزة.


logo