< قائمة الدروس

الحدیث الأستاذ محسن الفقیهی

45/08/04

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: جنود العقل و الجهل/ الإیمان/ الرؤوف و الرحیم و قسيّ القلب

 

خلاصة الجلسة السابقة: کان البحث حول صفتي الله- تعالی- اللتین أشیر إلیهما في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[1] و کان النبيّ (صلّی‌الله‌علیه‌وآله) أیضاً رؤوفاً رحیماً بالمؤمنین، کما قال- تعالی: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[2] فعلی المؤمنین أن یتّصفوا بهاتین الصفتین و اجتهدوا أن تکونوا رؤفاء رحماء للناس. یکون مقابل الرؤوف و الرحیم، قسيّ القلب. من أسوء الصفات أن یکون الإنسان قسيّ القلب و مع الأسف تکون قلوب بعض الناس قاسیةً.

قد أشرنا في الجلسة السابقة إلی بعض عوامل القساوة و سنتحدّث عن علل أخری في الاستدامة:

7) کثرة الکلام

في الروایة أنّ الإنسان إذا تکلّم کثیراً قسی قلبه. لیست کثرة الکلام خیراً فعلی الإنسان أن یتکلّم بقدر الحاجة. لیست کثرة الکلام ممدوحةً في الإسلام. روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ‌السَّلاَمُ) قَالَ:«كَانَ اَلْمَسِيحُ (عَلَيْهِ‌السَّلاَمُ) يَقُولُ لاَ تُكْثِرُوا اَلْكَلاَمَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اَللَّهِ فَإِنَّ اَلَّذِينَ يُكْثِرُونَ اَلْكَلاَمَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اَللَّهِ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُمْ وَ لَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ».[3]

کان بعض الناس یتکلّمون کثیراً عند آیةالله الگلبایگاني (رحمه‌الله) مع أنّ وقته ضیّق و له مراجعات کثیرة. ذات مرّة قد تحدّث رجل کثیراً عنده و ما استطاع هو أن یتحمّل هذا الشخص فقال له: قُم و إغلق الباب فقام و غلق الباب، قال له: لا، إغلق الباب من الخارج.

قد یتکلّم بعض الناس کثیراً. قد تمّ کلام الإنسان إذا قال جملةً أو جملتین و لکن هناك بعض یتکلّمون مستمرّاً یتکرّرون الجملات و یبدأون الکلام من أوّله. یجب تنفیذ برنامج آیةالله الگبایگاني لمثل هذه الأشخاص حتّی یدعو کثرة الکلام.

 

علی أيّ حال إنّ من الأمور التي لا تناسب الإنسان، هي کثرة الکلام. لقد کان یجیب العلّامة الطباطبائي (أعلی‌الله‌مقامه‌الشریف)- الذي قد تشرّفت بخدمته کراراً- الأشخاص بکلمتین. کانت لیلة خمیس و عنده آیات عظام مثل الشهید المطهّري و المصباح و الأمینیّان و اللنگرودي و الأنصاريّ الشیرازيّ و آیةالله حسن‌زاده و بعض أکابر الفلاسفة، کانوا یسألون منه و کان یجیبهم بکلمتین و فهم أهل الفنّ جوابه و کان یشرّح کلامه آیةالله الشهید المطهّري أو آیةالله الجواديّ الآمليّ و أنّه ما المراد من کلامه. کان علمائنا یتکلّمون قلیلاً مع اختصار. لیست کثرة الکلام ممدوحةً في الإسلام. کما في روایة أیضاً عن الإمام الصادق (علیه‌السلام) نقلاً عن عیسی (علی‌نبیّناوآله‌وعلیه‌السلام): «فَإِنَّ اَلَّذِينَ يُكْثِرُونَ اَلْكَلاَمَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اَللَّهِ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُمْ وَ لَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ».

8) استماع اللهویّات

من یستمع الغناء و الموسیقيّ و اللهویّات، یَقسُ قلبه. قال رسول الله (صلّی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلّم) لعليّ (علیه‌السلام): «ثلاثٌ يُقسِينَ القَلبَ: استِماعُ اللهوِ و طَلَبُ الصَّيدِ و إتيانُ بابِ السُّلطانِ».[4]

9) الجلوس و القیام و المعاشرة مع البخیل

من الأمور التي توجب قساوة القلب، معاشرة من یبخل رغم أنّ لدیه مالاً لکن عندما یراجع إلیه أحد، یردّه و یقول لیس لديّ مال. لیس مثل هذا الشخص أهل الإنفاق و المحبّة و رغم أنّه یستطیع حلّ مشاکل الناس في بعض الحالات إلّا أنّه لا یحلّها و إذا سألوه فلا یجیب و هو یبخل. من جلس و قام مع البخیل فإنّ عمله هذا، یوجب قساوة قلبه. قال أمیرالمؤمنین عليّ (علیه‌السلام): «النَّظَرُ إلَى البَخيلِ يُقسِي القَلبَ»[5] . یری الإنسان أنّ البخیل یستطیع أن یفعل أشیاء و لکنّه لا یخطو خطوةً لأحد.

إذا قیل للبخیل أکتب رسالةً لهذا الشخص حتّی تحلّ مشکلته، أجاب سلبیّاً و یقول لا علاقة له بي و إنّي لا أتدخّل. لا یفعل لأحد شيئاً. یستطیع الإنسان أن یساعد الآخرین بلسانه أو قلمه أو خطوته و لکن هناك بعض لا یفعلون شیئاً للآخرین.

هؤلاء أناس بخلاء و من یجلس و یقم معهم فستؤثّر خلقیّاتهم فیه و سیصیر هو أیضاً بخیلاً و سیجد هذه الروحیّة من أن لا یوصل إلی الآخرین خیراً. قد ورد في الروایة: «إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ اَلْبَخِيلِ فَإِنَّهُ يَخْذُلُكَ فِي مَالِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ».[6]

إذا أردت أن تتّخذ خلیلاً فاتّخذ سخیّاً. السخيّ ذو سخاء و کرامة للغایة و لکنّ البخیل شخص لا ثمر له و لا فائدة و لا یخطو لأحد خطوةً فلذلك لا یصلح للصداقة.

علینا أن نتباعد من هذه الأمور حتّی لا تقسو قلوبنا.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo