< قائمة الدروس

الحدیث الأستاذ محسن الفقیهی

44/03/29

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: جنود العقل و الجهل/ الإیمان/ العدل و الظلم

خلاصة الجلسة السابقة: کان البحث في العدل حول روایة نقلت عن الإمام الکاظم× بأنّا مأمورون بالعدل و العقل. يجب علينا تکریم العدالة و العمل طبق العقل. لكن كيف نعمل بعقولنا؟

قال الإمام الکاظم× فیما روی عنه: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ‘: يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ الْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ‌ ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ‌ فيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‌ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ‌ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ‌[1] [2] .

قال× في التالي:

يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَ نَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ وَ دَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ ... يَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ[3] دَلِيلاً عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ[4] مُدَبِّراً ... يَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ رَغَّبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ فقال ﴿و مَا الحَياةُ الدُّنْيا إلاّ لَعِبٌ و لَهْوٌ و لَلدّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلّذِينَ يتَّقُونَ أ فلا تعْقِلونَ[5] [6] .

عدوّ العقل، النفسانیّات و هي تجعل العقل تحت الشعاع. هکذا الآن البحث حول الحجاب في الاجتماع، قد غلبت النفسانیّات علی العقل؛ لأنّ جمیع الناس یعلمون أنّ من لها حجاب و حیاء و عفّة فهي أفضل من التي لم توجد لدیها، العقل یدرك أنّ الحیاء و العفّة و الحجاب أشیاء قیّمة للإنسان، لکنّ النفسانیّات تمنع من إدراکه و تسوق الإنسان إلی السفور و الفجور اعتذاراً للحریّة و الراحة.

لقد تقدّم العالم الغربيّ من حيث التقانيّ و الصناعة، فلو لم يكن لديهم عقل لما یتقدّموا تقدّماً هکذا فیُعلم أنّ لديهم عقلاً و لكن عقلهم قد صار مستوراً خلف ستار الغفلة و الأهواء النفسانيّة فلذا قد أفلوا من حیثیّة الإنسانيّة و یرتكبون الظلم و الاستعمار و الاستثمار و أيّ نوع من الخلاف و الفساد.

بناءً علی هذا فمن المهمّ جدّاً استخدام عقولنا بعيداً عن الأهواء النفسانيّة. قال الإمام الكاظم× في التالي: إذا كان لديك عقل فلا تهتمّ بالأمور المادّيّة. إذا لم يكن هناك عقل، فستصیر النفسانیّات حاکمةً فلذلك يتقدّم الأمريكيّون و الأوروبيّون حيث يتّبعون العقل و نرى أنّ لديهم تقدّماً صناعيّاً جيّداً. و لكن حيثما ذهبوا إثر هوی النفس، توجّهوا إلى صنع القنبل الذرّيّ و أسلحة القتل الجمعي فإنّ كلّ المصائب و الظُلَم الموجودة في العالم الآن هي نتيجة تبعیّة الحكّام الأمريكيّين و الغربيّين لهوی النفس و نبذ العقل.

قال الإمام الكاظم×: مشكلة العقل هوی النفس.

كلّ شخص و إن كان عاقلاً، لكنّه إذا اتّبع هوی نفسه، نبذ عقله فلذلك نری أحياناً أشخاصاً أذكياء و عقلاء، يرتكبون أخطاء كبيرةً؛ لاتّباعهم هوی النفس نحو المال أو المقام أو الشهوة. بناءً علی هذا فالمسألة التي يجب أن ننتبه إليها هي أن نستعمل عقولنا و نتّبع عقولنا عند تقابل الهوی و العقل بالاستعانة بالصبر و الصلاة[7] كصلاة الليل و الصلاة لأوّل وقتها و الدعاء و السؤال من الله- تعالى- و نحو ذلك. من ابتعد عن الله- تعالى-بأيّ مقدار فهو أقرب إلى الأهواء النفسانيّة و سيتبع إثر الشهوات و الفساد. قد أثنى أحد الأکابر على الإمام (أعلی‌الله‌مقامه‌الشریف) و مدّحه و مجّده و جلّله كثيراً فغضب الإمام& و قال: لمَ تقول هذه الکلمات؟ أنا لست أكثر من طالب، ربّما سيصدّق الشخص هذه الكلمات للحظة و ستوجب غروره، لا تقل هذه الكلمات.

 


[3] العقول.
[4] مثل هذه المخلوقات.
[7] . وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ، البقرة، ۴۵.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo