< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/03/27

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : مسألة البداء
ذكرنا ان قبل الدخول في صلب الموضوع قدمنا مجموعة من المقدمات والنتيجة المترتبة على هذه المقدمات امور، الاول ان منشئ البداء هو علمه تعالى بشيء ولم يخبر نبيه او وليه بذلك كما اذا علم ان زيد يموت غدا ولكن موته معلق عدم التصدق او عدم الاحسان بالوالدين او ما شاكل ذلك واخبر نبيه بموت زيد غدا ولم يخبره بالتعليق لمصلحة من المصالح ففي مثل ذلك اذا اخبر النبي بان زيد يموت غدا ولم يمت ظهر الخلاف وهو البداء فان الله تعالى قد ابدى واظهر وما خفي على النبي او الولي وذكرنا ان النبي لا يعلم جميع ما في علمه تعالى وتقدس كما مر، الثاني ان هذه المقدمات جميعها ضرورية فان هذه المقدمات التي تقدمت جميعها ضرورية فأنها تقتضي ضرورة الالتزام بالبداء فان هذه المقدمة اذا كانت ضرورية فهي تقتضي ضرورة الالتزام بالبداء، الثالث انه لا موضوع لاعتراض العامة على الشيعة فان الشيعة لا تقول بالبداء في الله تعالى وتقدس فانه مستحيل ظهور ما خفي على الله مستحيل وانما تقول بالبداء في النبي او الولي فاذاً لا موضوع لاعتراض العامة على الشيعة الرابع ان حكمة البداء هي ان الله تعالى قادر على الكون بكافة اشكاله وانواعه واصنافه فلا يمكن خروج شيء عن تحت قدرته ومشيئته واختياره، الخامس ان الالتزام بالبداء لا يستلزم الجبر
اما الامر الاول : فلان الله تعالى اذا اخبر بشيء نبيه او وصيه ولم يخبر بموانعه او بشروطه كما اذا اخبر ان زيد يموت بالشهر الفلاني كشهر رجب مثلا في العشرة الاولى يوم الخميس وجاء شهر ولم يمت زيد في العشرة الاولى في يوم الخميس فظهر الخلاف وهذا هو البداء فان منشئ ذلك هو علمه تعالى بالمانع او بالشروط وعدم اخباره تعالى نبيه بالموانع والشروط وعدم تعلمه بذلك فاذاً ان الله تعالى قد ابدى فظهر الخلاف بمعنى البداء واخفى ما ظهر للنبي او الوصي فاذا قال النبي ان زيد يموت في العشرة الاولى من شهر رجب في يوم الخميس الا اذا شاء الله ثم لم يمت فظهر الخلاف وهذا هو البداء فان الله تعالى قد ابدى وحيث ان علمه تعالى منشئ البداء فان الله هو الذي ابدى وظهر ما خفي عن النبي واما التعليق بالمشيئة فهو امر طبيعي ولا يرتبط بالقضية فان التعليق بالمشيئة باعتبار ان الحياة بيده تعالى وتقدس فان قول النبي ان زيد يموت في العشرة الاولى من شهر رجب في يوم الخميس الا اذا شاء فالمشيئة قيد للحياة فان التعليق بها امر طبيعي في جميع القضايا سواء كانت من القضايا الحتمية ام من القضايا الحتمية هذا نظير من اراد السفر غدا وهو جازم بانه يسافر غدا ولذا لو سئل متى يسافر يقول غدا ان شاء الله فالتعليق بالمشيئة من جهة ان حياته وموته بيد الله تعالى وتقدس فالمشيئة معلق عليها الحياة ان كنت باقي وحيا اسافر قطعا لا ان سفره معلق على المشيئة بل حياته معلقة على المشيئة فاذاً التعليق بالمشيئة امر طبيعي في جميع القضايا سواء كانت حتمية ام كانت تعليقيه فلا فرق بينهما، فالنتيجة ان منشئ البداء هو علمه تعالى بالموانع والشروط وعدم علم النبي بها وعدم اخباره بها فهذا هو منشئ البداء والبداء اذا اسند الى الله تعالى بمعنى الابداء يعني ان الله تعالى قد اظهر ما خفي عن النبي فاذاً منشئ البداء وظرفه هو القضايا التعليقية ومنشئه هو علمه بالقضايا وعدم علم نبيه بها لان الله لم يخبره بها
واما الامر الثاني : فان تلك المقدمات جميعها ضرورية الا المقدمة الرابعة فأنها في نفسها وان لم تكن ضرورية الا انها تصبح ضرورية بضم مقدمة اخرى اليها وهي عصمة الانبياء والاولياء فان المقدمة الرابعة ان القضايا والحوادث واقعة في هذا العالم على قسمين، الاول القضايا والحوادث الحتمية، الثاني القضايا والحوادث التعليقية ووقوعها معلق على عدم المانع او على وجود الشرائط وليست حتمية فاذا اخبر نبي او وصي بمجيئ مسافر في اليوم الفلاني او باستعادة مريض عافيته في الشهر الفلاني فاذا جاء اليوم الفلاني ولم يجيئ المسافر او لم يستعيد المريض عافيته وظهر الخلاف وهذا هو البداء فان عصمة النبي او الوصي مانعة ان صدور الخطأ منه اذ لا يمكن ان يكون هذا الاخبار صدر منه خطأ او سهوا او غفله او نسيان فهذا غير متصور في المعصوم فان الشيء الذي صدر منه لا يمكن ان يتصف بالأوصاف المتقدمة فلا مناص من الالتزام بالبداء وانه يعلم بهذا المقدار ولا يعلم بشروطه فاذاً لا مناص من الالتزام بالبداء من جهة ان عصمة الانبياء والاوصياء مانعة عن الخطأ او السهو او الغفلة او النسيان فان اخباره عن اصل القضية بهذا المقدار واما المانع فهو لا يعلم به لان الله تعالى لم يخبره بالمانع فهو لا يعلم به فمن اجل ذلك ظهر الخلاف وهذا هو البداء ومن هنا يختلف مذهب الشيعة عن السنة فانهم لا يرون العصمة للأنبياء والاوصياء ويجوزون صدور الخطأ منهم او صدور شيء غفلة او سهوا او نسيان فعندئذ اذا اخبر النبي عن موت زيد في وقت معين ولم يمت فانهم يحملونه على الخطأ ويعتبرون النبي اخطأ في كلامه واما الشيعة بما انهم معتقدون بعصمة الانبياء والاوصياء فيستحيل صدور هذه القضية من النبي خطأ او غفلة او نسيان او سهوا فلا محال يكون اخباره بمقدار علمه وحيث لا يعلم مانعه فمن اجل ذلك ظهر الخلاف وهذا هو البداء فان الله تعالى يعلم بالمانع ولم يخبر نبيه بذلك فهذا هو منشئ البداء وظهور الخلاف وحيث ان هذا البداء استند الى الله تعالى فهو بمعنى الابداء يعني ان الله تعالى اظهر ما خفي عن النبي او الوصي فهذه المقدمة ضرورية بضم عصمة الانبياء والاوصياء اليها وليست ضرورية على مذهب العامة فانهم لا يعتقدون بعصمة الانبياء والاوصياء ويجوزون صدور الخطأ منهم او غفلة او نسيانا او سهوا يجوزون ذلك، فلابد من الالتزام بالبداء فان ضرورة هذه المقدمات تقتضي ضرورة الالتزام بالبداء
الامر الثالث : انه لا موضوع لاعتراض العامة على الشيعة فان الشيعة لا يقولون في بالبداء في الله تعالى وتقدس حتى يرد عليهم اعتراضهم فان البداء في الله تعالى وتقدس مستحيل أي ظهور ما خفي على الله تعالى فهذا مستحيل وهذا لا تقول به لا الشيعة ولا السنة الشيعة تقول بالبداء في النبي او الوصي واشكال العامة لا يرد على الشيعة فلا موضوع لأشكالهم
الامر الرابع : وهو حكمة البداء فقد ذكر السيد الاستاذ قدس سره ان الكون بتمام اشكاله وانواعه واصنافه مرتبط بقدرته تعالى ومشيئته واختياره ولا يمكن خروج أي شيء عن قدرته تعالى وتقدس هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى ان كل شيء بيد الله تعالى المحو والاثبات بيده تعالى وتقدس له ان يمحو ما يشاء وله ان يثبت فالمحو والاثبات بيده تعالى والموت والحياة بيده تعالى فحكمة البداء انما هي تضرع العبد الى الله تعالى وتقدس .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo