< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

45/04/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تنبيهات دوران الأمر بين المحذورين

استدل الأعلام رضوان الله تعالى عليهم على عدم وجوب الاحتياط في الشبهة المحصورة برواية في سندها محمّد بن سنان وهذا مرفوض عند سيّدنا الأعظم وكذلك عندنا. ولكن نحن في محل كلامنا فعلاً في الأصول لا نهتمّ بجانب السند فنحن لسنا في مقام الإفتاء بل في مقام تحقيق المعاني الأصولية فنغضّ النظر كما غضّ النظر غيرنا عن سند الرواية وإنما الكلام في مفاد الرواية. ومفاد الرواية أنه قال الراوي أخبرني من رأى أنه تجعل الميتة في منطقة معينة في الجبن (ومعلوم أنّ الجبن يجعل في الحليب أنفحة للحيوانات فيصبح جامداً، والمحتاط لا يجعل أنفحة الميتة بل يجعل أنفحة مسموحة الأكل بالطريق الصحيح) فيقول إنّ هذه القرية يأتون بهذا الجبن إلى السوق والناس يأكلون من هذا الأكل، يعني حكم أكل الجبن وبعض مناطق الجبن فيها هذه المشكلة، والإمام قال إن صحّت النسبة: ألأجل قرية واحدة يحرم الجبن كله في كل المناطق؟ هذا مضمون الرواية. والسيّد الأعظم اشكل على مضمون الرواية بإشكالين إشكال سلبي وهو أنّ مضمون الرواية أجنبي عن معنى الشبهة غير المحصورة، فلا يرتبط مضمون الرواية بالشبهة غير المحصورة. وهذا الإشكال الأوّل السلبي غير واضح علينا من كلام السيّد. والوجه في ذلك أنّ السيّد رفض تعريفات القوم للشبهة غير المعصومة كلّها جملةً وتفصيلاً ولم يحدّد الشبهة غير المحصورة وأبرز العجز عن ذلك. فحينئذٍ كيف يمكنه ان يعرف أنّ هذا داخل في الشبهة غير المحصورة أو غير داخل فيها؟! هذه ملاحظة فنيّة في خدمته رضوان الله تعالى عليه. وأما الملاحظة العلميّة فهي أنّنا عرّفنا الشبهة غير المحصورة بما تقدّم منّا مراراً وهو أنه ليس معنى غير المحصور هو غير المحدود بل عدم المحصور يعني عدم وجوب الاحتياط في الأطراف وإن وجب الاحتياط يلزم من ذلك إلغاء الأحكام التي أسّسها الشارع المقدّس لتنظيم حياة المسلمين في أسواقهم وفي تعاملهم بعضهم مع بعض، مثل كلّ شيء لك حلال حتى تعرف أنّه حرام بعينه فتدعه، ولولا ذلك لما قام للمسلمين سوق، فأدخل السوق وأشتري ولا أعلم ما إذا كان كلّ القصّابين يسمّون حين الذبح ومعنى ذلك أنه لو كان الاحتياط لازماً في هذه الأمثلة لتعطّلت الحياة كلّها. فالنتيجة أنّ معنى الشبهة غير المحصورة هو حيث يؤدّي إلغاء هذه الأحكام التي أسست في الشريعة المقدّسة لتنظيم الحياة. بناءً على هذا، مفاد الرواية كذلك فمضمون الرواية يقول ألأجل قرية واحدة يترك الجبن كلّه في كل المناطق وفي كل البلد؟! فهذا معناه تعطيل الحياة. فبناءً على هذا، يكون مضمون الرواية داخلاً في صميم الشبهة غير المحصورة. وهناك بعض المباحث الأخرى طرحها الاعلام مرتبطة بالشبهة غير المحصورة نطرحها إن شاء الله.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo