< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

45/04/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تنبيهات دوران الأمر بين المحذورين

عرضنا تعريفات وتوضيحات للشبهة غير المحصورة موجودة في كلمات الأعلام وقد حاول السيد الأعظم حصرها بعدة تعريفات، وكل هذه التعريفات كانت غير واضحة. والذي ينبغي أن يقال في معرفة الشبهة غير المحصورة أنّه ليس المقصود بالحصر في تعبير غير المحصور أن يكون الشيء محدوداً من حيث البداية والنهاية. فهذا المعنى في عالم الكون والفساد غير معقول. فكلّ ما عدا الباري جلّت عظمته محدود بين حدّين، له بداية وله نهاية. فليس المقصود بالمحصور غير المحدود أو غير المعدود. بل المقصود والعلم عند الله حسب فهمنا أنه لا يجب إحاطتها بالاحتياط. فغير محصور يعني أنت لست مطالباً بالاحتياط والاجتناب عن جميع الأطراف. ويظهر هذا المعنى من مقدّمة بسيطة وهي أنّ الله سبحانه بواسطة نبيّه الأعظم صلّى الله عليه وآله والأئمّة الأطهار حملة الشريعة التي جاء بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أسّس أحكاماً وتلك الأحكام تمهّد طريق التعامل وطريق الحياة بين الإنسان وبين نفسه وبينه وبين الآخرين من التعامل في المأكولات والمشروبات والملبوسات والتعامل في المذبوحات أيضاً. فالله سبحانه أسّس هذه الشرائع وهذه الأحكام على أيدي هؤلاء المعصومين سلام الله عليهم. فإذا كان الاحتياط في الأطراف في أية شبهة وكان الالتزام بالاحتياط في الأطراف كلها ينافي هذه الأحكام التي أسست في هذه الشريعة المقدّسة لتنظيم الحياة وتسهيل الحياة فهذه الشبهة غير محصورة ولا يجب الاحتياط حينئذٍ. فالشبهة غير المحصورة حيث يكون الاحتياط يقتضي تعطيل تلك الأحكام وإلغاء تلك الأحكام التي مهّدها الشارع لأجل تمهيد الحياة، مثلاً قال: ادخل السوق واشترِ اللحم ولولا ذلك لم يقم للمسلمين سوق. مرّةً فقط واحد يريد أن يحتاط ويعيش في الصحراء مثلاً فلا شغل لنا به ولكن الكلام أن يكون هذا الحكم ثابتاً في الشريعة المقدّسة بأن يكون كلّ مكلّف مطالباً بالالتزام به. فإذا كان الالتزام بالاحتياط يتنافى مع هذه الأحكام التي بها مهّد الشارع طريق الحياة، مثلاً في السوق إذا شككنا أنّ كتاباً من كتب السوق مغصوب أو ثوب من الثياب المعروضة في السوق مغصوب أو مسروق مثلاً ونحو ذلك فإنّ هذه الأحكام من الشريعة تعطّل ولا يبقى شيء من هذه الأحكام ولا يبقى للإنسان طريق للحياة أصلاً. فإذاً، معنى الحصر الإحاطة بالاحتياط، هذا معناه في كلمات الأعلام. فغير المحصور يعني ما يؤدّي الاحتياط فيه إلى تعطيل الاحكام. فإذا أردنا أن نلخّص التعبير ونأتي بتعبير مختصر عن الشبهة غير المحصورة حسب فهمنا هو إذا كان الاحتياط في الأطراف كلّها أو جلّها يؤدّي إلى تعطيل هذه الأحكام التي وضعت لتسهيل حياة البشرية، هذه الشبهة غير المحصورة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo