< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

45/03/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تنبيهات دوران الأمر بين المحذورين

السيد الأعظم قال إنّ التدريجي على أقسام وذكر عدّة أقسام للتدريجي، وطبعاً كون الشيء تدرجياً وداخلاً تحت التدريجية يتوقف على التأكد وإحراز معنى التدريجية. وهذا المعنى قد يكون في التكوينيات فيكون التدرّج في يد من بيده الكائنات. فكون زيد أباً لخالد وخالد ابن زيد أمران تدريجيان، فمعنى ذلك انّ زيداً يدخل في عالم الوجود من العدم قبل خالد، وخالد يخرج من كتم العدم إلى الوجود بعد زيد فيكون أحدهما قبل والآخر بعد. ولا يمكن الجمع بينهما حسب التكوين الإلهي الذي أنشأه الله تعالى فجعل في عالم الدنيا أحدهما متولّداً من الآخر ولو في يوم القيامة لا يكون أحدهما متولداً من الآخر بل كل واحد يكون وجوده مستقلّاً عن الآخر. فعلى هذا، قوام التدرّج في التكوينيات مرتبط أو مشروط بأمرين أحدهما أن يكون أحدهما قبل والآخر بعد، والثاني امتناع كونهما وحصولهما دفعة واحدة وفي عرض واحد. هذا معنى التدريجي.

وقسّم رضوان الله تعالى عليه على ما نسب إليه أقساماً، ومن جملة ما يقول ثوبان أحدهما مغصوب والآخر مباح غير مغصوب، مستعار أو ملكه، فقال هذا أحد أقسام التدريجيات فيقول ويصرّح أنّه يمكن أن يلبس أحدهما ثمّ يلبس الآخر ويصلّي في أحدهما ثمّ يصلّي في الآخر، فهل هذا معنى التدرّج؟! ليس هذا معنى التدرّج، فيمكنه أن يجمع، فأحدهما يلبسه القميص والآخر يلبسه اللباس مثلاً فكلاهما حصل على جسمه وجسمه تلبّس كليهما دفعةً واحدة، فهذا ممكن. فما دام ممكناً فلا يسمى تدريجياً. فحتى لو كانا ثوبين فقد يجعل أحدهما في وسط الآخر ويدخل رأسه ورجليه فيهما دفعةً واحدة. فيمكن ان يتحقق الجمع والحصول في عرض واحد، وهذا ليس معنى التدريجية. فالتدريجية، قلنا قد تكون في عالم التكوين كما في الأب والابن، وقد تكون في عالم الاعتبار بأن يكون المطلوب شيئاً ومطلوب شيء آخر، فمثلاً الركوع مطلوب أن يكون قبل السجود والسجود مطلوب أن يكون بعد الركوع فهذا في عالم الاعتبار وليس في عالم التكوين. فالمطلوب هذا قبل ذاك والمطلوب ذاك بعد هذا، فهذا تدرّج في عالم الاعتبار، وهو اعتبار الشارع المقدّس. وقد يكون التدرّج اختيارياً، فمثلاً الإنسان يلبس هذا قبل ذاك أو يدخل إلى هذه الغرفة قبل تلك الغرفة ونحو ذلك من الأمور. فهذه ثلاثة أقسام للتدريجيات. والمثال الأول أو القسم الأول قسم من التدريجي لا بدّ أن ينطبق عليه مفهوم التدريجي، وقلنا إنّ قوام التدريجية بأمرين، وجود هذا قبل ذاك وامتناع كونهما في عرض واحد، وهو قال يمكن جمع الثوبين بثوب فكيف تجعله تدريجياً يا بن الزهراء أعلى الله درجاتك في عليين؟! وكذلك القسم الثاني من التدريجيات التي ضربها فقال صلاة الظهر وصلاة الجمعة وهذا تدرج اعتباري، يعني صلاة الظهر قوامها ركعتان في السفر وأربع ركعات في الوطن، وقوام صلاة الجمعة شيء فكلّ منهما قوامه يختلف عن الآخر ولكن ليس أحدهما متقدّماً على الآخر اعتباراً وإنما يكون اختياراً فيصلي هذا ثم يصلي ذاك بعده ولا يمكن الجمع بين هما في عرض واحد، ولكن جعل هذا مثال للتدريجي أيضاً غير واضح. فبإمكان الإنسان أن يقدّم الظهر ثم يصلي الجمعة أو بالعكس، نعم لا يجتمعان فأحد شرطي التدريج موجود فيهما والثاني غير موجود فيهما، أن يكون أحدهما في عالم الاعتبار متقدماً والآخر متقدماً. فهذان قسمان من التدريجيات اللذان ذكرهما السيّد الأعظم جدّاً غير واضحين. وللكلام متابعة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo