< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ هادي آل راضي

بحث الفقه

41/10/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: موجبات الضمان

فروع التسبيب:

(مسألة 247): إذا أدخلت المرأة أجنبيّا في بيت زوجها فجاء الزوج وقتل الرجل، فهل تضمن المرأة ديته؟ فيه وجهان، والأقرب عدم الضمان (1)

    1. وقع الكلام في انه ما هو الدليل على ثبوت الدية على المرأة والمفروض انها لم تقتل الرجل وانما ادخلته الى بيت زوجها والقاتل هو الزوج

وقد يستدل على ثبوت الدية على المرأة بجملة من الامور:

الامر الاول: ما ذكره المحقق[1] (قده) من أن الضمان عليها باعتبار انها غرته فكانت بذلك سبب تلفه فتضمن الدية

الثاني: ما ذكره العلامة في التحرير من ادخال هذه المسألة في المسألة السابقة (من دعا غيره ليلاً فأخرجه من منزله فهو له ضامن) فقد ادخلته في منزلها ليلاً ولم يرجع الى اهله فتدخل في اخبار تلك المسألة التي تدل على ضمانه بالدية

اما ما ذكره المحقق فغاية ما فعله هو انه جعلها سبب في تلفه ولكن في المقابل هناك مباشر للقتل وهو الزوج ومع وجود المباشر لا يكون السبب ضامناً، بل لا ضمان حتى على المباشر لأن هذا الرجل معتدي ودخل دار غيره وهناك احاديث تدل على أن كل من دخل دار غيره فدمه هدر

واما توجيه العلامة ففيه ما تقدم في تلك المسألة من ان المخرج انما يكون ضامناً للدية في صورة ما اذا وجد قتيلاً حيث لا يعلم القاتل، وفي المقام نحن نعلم بأن القاتل هو الزوج فلنفرض انها اخرجته من داره ولم يعد اليها ولكن القاتل معلوم، هذا اذا فرضنا صدق العناوين المأخوذة في تلك المسألة على المقام

الدليل الثالث: رواية عبد الله بن طلحة قلت له : رجل تزوج امرأة ، فلما كان ليلة البناء عمدت المرأة إلى رجل صديق لها فأدخلته الحجلة ، فلما دخل الرجل يباضع أهله ثار الصديق فاقتتلا في البيت ، فقتل الزوج الصديق ، وقامت المرأة فضربت الزوج ضربة فقتلته بالصديق ، فقال : (تضمن دية الصديق ، وتقتل بالزوج)[2]

وهي مروية في الكافي بسنده عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن حفص ، عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام)

وفي التهذيب كسند الكافي حيث رواها بسنده عن علي بن ابراهيم

وفي الفقيه رواها باسناده عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (عليه السلام)

اما سند الكافي والتهذيب ففيه عبد الله بن طلحة وهو مجهول ولا طريق واضح لتوثيقه وكذا محمد بن حفص فقال السيد الخوئي (قده) هو ايضاً مجهول ولا يوجد فيه مدح ولا توثيق، لكن محمد بن حفص العمري من اصحاب الامام العسكري عليه السلام ذكر الكشي انه كان وكيل الناحية وان الامر كان يدور عليه (وحفص بن عمرو كان وكيل ابي محمد (عليه السلام) واما ابو جعفر محمد بن حفص فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية وكان الامر يدور عليه)[3] [4] ولكن يبدو انه لا ارتباط بين الحديث الذي ذكره قبل هذه الفقرة وبين هذه العبارة

فاذا اخذنا بهذا الكلام يثبت به وثاقة محمد بن حفص اذا ثبت صحة ما يقوله الكشي ولا يبعد الاعتماد على كلامه ونحن نعتمد على الوكالة في اثبات التوثيق

ولكن عبد الله بن طلحة مجهول كما قال فيكون سند الكافي والتهذيب ضعيف بعبد الله بن طلحة

واما رواية الفقيه فالمشكلة فيها انه لم يذكر طريقه الى يونس في مشيخة الفقيه نعم في مفتاح الكرامة نقل عن العلامة ان طريقه الى يونس صحيح على ما ذكره الشيخ في الفهرست وان لم يذكره الصدوق في مشيخة الفقيه

وهذه العبارة غير موجودة في كتاب العلامة وقد نبه على ذلك غير واحد، نعم مضمونها بل نصها موجود في جامع الرواة

وعلى كل حال هي محاولة لتصحيح الرواية تتلخص باستكشاف طريق الشيخ الصدوق من الطرق التي ذكرها الشيخ في الفهرست لكتب يونس

وذكر الشيخ الطوسي في الفهرست (يونس بن عبد الرحمن مولى ال يقطين ... ثم يقول اخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة عن ابي جعفر بن بابويه عن محمد بن الحسن وعن احمد بن محمد بن الحسن عن ابيه عنه ....الى ان يقول: ورواها ابو جعفر بن بابويه عن حمزة بن محمد العلوي ومحمد بن علي ماجيلويه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل وصالح عنه)

ويستفاد من كلام الشيخ الطوسي ان الشيخ الصدوق له ثلاثة طرق الى يونس

الاول محمد بن الحسن بن الوليد عن يونس وهو اعلى الطرق

الثاني احمد بن محمد بن الوليد عن ابيه عن يونس

الثالث ابو جعفر بن بابويه عن حمزة بن محمد العلوي ومحمد بن علي ماجيلويه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل وصالح عنه

اما الطريق الاول فالظاهر انه صحيح ولكن يبقى التشكيك في ان محمد بن الحسن بن الوليد هل يمكن ان يروي عن يونس

فإن محمد بن الحسن بن الوليد يعد من الطبقة التاسعة ونص النجاشي أنه توفي 343

ويونس بن عبد الرحمن من الطبقة الخامسة وولد حدود سنة 124 لأن النجاشي ينص على انه ولد ايام هشام بن عبد الملك فاذا فرض ان يونس عمّر 80 سنة فتكون وفاته حدود سنة 204 فالفارق بين وفات يونس ووفاة محمد بن الحسن بن الوليد بحدود 130 سنة وهذا لا يسمح ان يروي عن يونس بلا واسطة

ويؤيد هذا بل يؤكده انه لا توجد ولا رواية واحدة يروي فيها محمد بن الحسن بن الوليد عن يونس كما ذكر ذلك السيد الخوئي (قده)

نعم قد يدعى ان الصدوق اخذ الرواية مباشرة من كتب يونس وهي مشهورة ومعلومة الانتساب اليه خصوصاً أن الفارق بين الصدوق ويونس ليس كبيراً جداً وانما ذكر الطريق لاخراج الرواية عن حد الارسال

وهذا المطلب ليس بذاك البعيد

الطريق الثاني يواجه نفس المشكلة، مضافاً الى انه فيه احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد وفيه كلام فلم ينص على وثاقته وإن كان وثقه بعض المتأخرين كالشهيد في الدراية والشيخ البهائي في الحبل المتين وهو من مشايخ المفيد واكثر الرواية عنه مضافاً الى تصحيح العلامة كثير من الروايات التي وقع في سندها كما انه من مشايخ الاجازة

وهذه وان كان كل واحد منها محل كلام ولكن قد يستفاد من مجموعها وثاقته

واما الطريق الثالث فالظاهر انه تام بناء على وثاقة محمد بن علي ماجيلويه، واسماعيل وهو اسماعيل بن مرار، والمراد بصالح هو صالح بن السندي، ونحن نبني على وثاقة اسماعيل بن مرار ووثاقة بن ماجيلويه

ومن هنا تكون هذه الرواية معتبرة وصحيحة


[3] إختيار معرفة الرجال المعروف بـ رجال الكشي، الشيخ الطوسي، ج1، ص532.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo