< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد حسین شوپایی

99/11/28

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: المشهور فی منتهی الوقت لنافلة الفجر هو طلوع الحمرة المشرقیة

هناک خلاف بین الفقهاء فی منتهی الوقت لنافلة الفجر والمشهور انه طلوع الحمرة المشرقیة و قد استدل للمشهور بوجوه

الاول : صحیحة علی بن یقطین قالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنِ الرَّجُلِ لَا يُصَلِّي الْغَدَاةَ- حَتَّى يُسْفِرَ وَ تَظْهَرَ الْحُمْرَةُ وَ لَمْ يَرْكَعْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ- أَ يَرْكَعُهُمَا أَوْ يُؤَخِّرُهُمَا قَالَ يُؤَخِّرُهُمَا.[1]

الثانی : روایة اسحاق بْنِ عَمَّارٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْهُ ع قَالَ: صَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ مَا بَيْنَكَ- وَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الضَّوْءُ حِذَاءَ رَأْسِكَ- فَإِنْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَابْدَأْبِالْفَجْرِ[2] .

تقریب الاستدلال بها علی المدعی هو ان الروایة جعلت العبرة فی انتهاء وقت نافلة الفجر بوصول الضوء الی محاذی الرأس و ظاهر الضوء هو الضوء المنتشر و انتشاره حتی یبلغ حذاء الرأس یلازم عادة مع ظهور الحمرة علی الشریط الشرقی .

قد نوقش فی الاستدلال بها علی المدعی من حیث السند للارسال و لمحمد بن سنان .

و اما من حيث الدلالة فقد استشکل فیها بان المراد من وصول الضوء بحذاء الرأس هو عمود النور المستطیل الحادث عند الفجر الاول فی مقابل النور المعترض عند الفجر الثانی ولذا حمله صاحب الجواهر ره علی نور الفجر الاول اذن الروایة غیر ناظرة الی طلوع الحمرة المشرقیة فمفاد الروایة ان وقتها ینتهی حتی قبل الفجر الصادق ای ینتهی عند الفجر الاول و هذا الامر مما لم یلتزم به احد فالاستدلال بها لصالح المشهور لیس تاما .

لکن ناقش المحقق الهمدانی ره فی تمامیة دعوی صاحب الجواهر ره نظرا الی ما تفیده هذه الفقرة من الروایة « حذاء رأسک فاذا کان بعد ذلک فابدء بالفریضة » فلو کان المراد به الفجر الاول لا یستقیم « فابدء بالفریضة » لان وقت الفریضه لا یدخل عند الفجر الکاذب فلا محیص من کون المراد به طلوع الحمرة المشرقیة .

و الاشکال الاخر فی الاستدلال بها هو ان وصول الضوء بحذاء الرأس ظاهره وضوح ضوء الفجر الثانی اما کون ضوئه و انتشاره بنحو یلازم او یقارن لحدوث الحمرة علی المشرق فلا یستفاد هذا المطلب من الروایة بل غایة ما یستفاد منها هو انتشار ضوء الفجر الثانی کما ذکره المجلسی ره فی الملاذ فلا تدل علی المدعی .

فلا یصح الاستدلال بمرسلة اسحاق وان ادعی المحقق النراقی ره ان الروایة و ان کانت دلالتها فی حد نفسه علی المدعی ضعیفة الا انه یمکن تتمیم و جبردلالتها علی قول المشهور بمعونة الاجماع المرکب علی غرار جبر ضعف الروایة سندا و دلالة علی ضوء الشهرة فقال المحقق النراقی ره فی مقام اثبات قول المشهور : لمرسلة إسحاق، المتمّمة دلالتها- لو كان فيها قصور- بالإجماع المركّب[3] باعتبار الاصحاب و ان اختلفوا فی تعیین منتهی الوقت لنافلة الفجر الا ان اقوالهم منحصرة في ثلاثة 1_ قول المشهور ای طلوع الحمرة 2_ قول الشهید ره الذی ادعی امتداد وقت النافلة بامتداد وقت الفریضة 3_ القول الثالث الذی قاله الشیخ ره فی التهذیب و الاستبصار و اختاره ابن الجنید ره و صاحب الحدائق ره بان منتهی وقت نافلة الفجر هو الفجر الصادق فمنتهی الوقت لنافلة الفجر محصور بین هذه الاقوال الثلاثة و لیس هناک قول بالمتوسط بین طلوع الفجر الثانی و ظهور الحمرة اذن یرتفع الاشکال بالاجماع المرکب و عدم القول بالفصل .

لکن یلاحظ علیه بان عدم القول بالفصل و بان الاجماع المرکب لا یجری فی المقام اذ غایته عدم العثور علی هذا القول وهذا المقدار لايکفي في اثبات الحکم .

فتحصل ان الروایة مخدوشة سندا و دلالة .

الوجه الثالث فی اثبات قول المشهور هو ما جاء فی کلمات المحقق ره فی المعتبر و العلامة ره فی المنتهی بان آخر وقتها طلوع الحمرة اذ عند ظهور الحمرة یضیق وقت الفریضة لان اخر وقت فضیلة الصبح هو مقارن لطلوع الحمرة و تأخیرصلاة الصبح عن ذلک الوقت بسبب التنفل یکون مصداقا للتطوع فی وقت الفریضة حیث انه لا نافلة اذا اضرت بفضیلة الفریضة کما تقتضيه ادلة المنع عن التطوع فی وقت الفریضة فقال الشهيد ره : احتجّ له في المعتبربأنّه وقت تتضيّق فيه الفريضة للمتأدّ غالبا فتمتنع النافلة،[4]

کما ان العلامة ره فی المنتهی استند الی هذا الوجه و انه مصداق للتطوع فی وقت الفریضة ، وقد قلنا فی المباحث السابقة ان المنع عن التطوع فی وقت الفریضة لیس بمناط أفضلة تقدیم الفریضة علی النافلة فی هذا الوقت بل یستفاد منها انصرام وقت النافلة ـ کما دفعنا مناقشة السید الحکیم ره فی استبعاد کاشف الغطاء فی انوار الفقاهة ـ فاذا امتنع اتیان النافلة فی اول وقت فضیلة الفریضة فیکون امتناعه فی اخر وقت الفضیلة بطریق اولی اذن تلک الادلة المانعة تقتضی ثبوت هذا التقیید فی ناحیة وقت نافلة الفجر ایضا و هذا الوجه الثالث لابأس به .

اما الوجه الرابع فی اثبات مختار المشهور فهو ما افاده السید الخوئی ره بانه کما قلنا فی ناحیة مبدء وقت نافلة الصبح ان عنوان « رکعتی الفجر » ینطبق علی خصوص الزمان الیسیر قبل الفجر استنادا الی ما یفیده إضافة کلمة « رکعتی » الی کلمة « الفجر » فکذلک نستند الی هذا التعلیل فی تعیین منتهی وقت نافلة الفجر فهذا التقیید جاء بمقتضی توصیف و تسمیة نافلة الفجر لعدم صدق مفردة « رکعتی الفجر» فی فرض امتداد وقتها بامتداد وقت فریضة الصبح فلاجله نلتزم بمختار المشهور فی منتهی وقت نافلة الصبح و لعدم اقتضاء الدلیل ـ دلیل الاضافة ـ امتداد الوقت الی بعد طلوع الحمرة المشرقیة .

أقول : ان البحث فی تمامیة الوجه الرابع موکول الی ما قلنا فی البحث السابق بان مجرد الاضافة لا تقتضی ارادة خصوص الزمان القریب من الفجر بل تستقیم الاضافة المذکورة بادنی المناسبة بین « الرکعتين » و « الفجر » فیشمل حتی تقدیراتیان نافلة الفجر بفاصل غیر قریب من الفجر فکما ناقشنا فی دعواه بالنسبة الی القبلیة من حیث المبدء فکذلک نناقش فی دعواه بالنسبة الی قسم البعدیة و من حیث المنتهی هذه هی الوجوه الاربعة لاثبات قول المشهور .

لکن الاشکال فی المقام هو انه بعد ما ثبت قول المشهور باحدی الادلة الاربعة المذکورة الا ان هناک معارضا یدل علی امتداد وقت النافلة الی بعد طلوع الحمرة المشرقیة و هو روایة الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ يَقُومُ وَ قَدْ نَوَّرَ بِالْغَدَاةِ- قَالَ فَلْيُصَلِّ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ- ثُمَّ لْيُصَلِّ الْغَدَاةَ.[5]

فاُستدل بروایة الحسین بن ابی العلاء علی ان وقت النافلة یمتد الی بعد طلوع الحمرة المشرقیة اذ حال تنور الغداة غیر حال طلوع الحمرة المشرقیة بل حال التنور اوسع منها اذن روایة الحسین بن ابی العلاء معارض لصحیحة علی بن یقطین و مع وجود المعارض لا یتم قول المشهور او یحمل دلیل قول المشهور علی بیان الفرد الافضل و لایدل علی ان وقت النافلة قد انصرم بطلوع الحمرة المشرقیة .

نوقش فی الروایة المذکورة من حیث السند من اجل قاسم بن محمد الذی لا توثیق خاص له کما ان الحسین ابن ابی العلاء لا توثیق خاص له لکن یجاب عنه بان النجاشی ذکر عند ترجمته مع اخوته قال بان الحسین اوجههم فهذا امارة علی وجاهته و مدحه علی الاقل و هذا یکفی فی اثبات اعتباره علی مستوی الروایة الحسنة اما قاسم بن محمد فکذلک یمکن احراز وثاقته عبر التوثیقات العامة الرجالیة کما ان السید الخوئی ره وثّقه من باب کونه من رجال کتاب کامل الزیارة و شیخنا الاستاذ التبریزی ره وثّقه علی ضوء قاعدة المعاریف فسند الروایة تام .

انما الاشکال فی دلالة الروایة فان العنوان الوارد فی الروایة هو تنوّر الغداة و هذا العنوان لا یختص ببعد طلوع الحمرة المشرقیة بل یشمل حتی قبل ظهور الحمرة علی الشریط الشرقی فلو کنا نحن و هذه الروایة لقلنا بترک نافلة الفجر عند تنور الغداة و البدء بالفریضة بالتنور وان کان قبل ظهور الحمرة المشرقية الا ان صحیحة علی بن یقطین تقیدها و توجب اختصاصها بما اذا کان قبل طلوع الحمرة المشرقية فلم یقم دلیل تام علی خلاف قول المشهور.

و هناک قول اخر فی مقابل قول المشهور و هو قول الشهید قدس سره فی الذکری بان وقت نافلة الفجر یمتد بامتداد وقت فریضة الغداة و الدلیل الذی استند الیه هو صحیحة سلیمانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ- قَالَ تَرْكَعُهُمَا حِينَ تَتْرُكُ الْغَدَاةَ إِنَّهُمَا قَبْلَ الْغَدَاةِ[6] .

والاستدلال بهاعلی قول الشهید ره یتوقف علی ان یکون العنوان الوارد فی الروایة «حین تترک الغداة » ای وقت النافلة یمتد الی زمانٍ تترک الغداة .

هل الاستدلال بها علی المدعی تام ؟ اما السند فصحیحة و اما الدلالة فیرد الاشکال علیها من حیث التردید فی المتن من جهة ان متنها قد نقل بوجوه عديدة1 _«تركعهما حين تنزل الغداة». 2 _«تركعهما حين تترك الغداة». 3 _«تتركهما حين تترك الغداة». 4 _«تركعهما حين تنوّر الغداة». 5 _«تركعهما حين تركع الغداة» إلى غير ذلك من النسخ المحكية. والاستدلال بالروایة علی المدعی یتوقف علی على النسخة الأخيرة أو الثالثة بخلاف سائر النسخ ولذلک ناقش الاعلام فی استدلال الشهید قدس سره بان الروایة مجملة لا تصلح للاستدلال بها علی مدعاه فی مقابل قول المشهور .

اما القول الثالث فی المسألة فهو قول الشیخ ره فی التهذیب و الاستبصار و ابن الجنید و صاحب الحدائق ره فان صاحب الحدائق ره نقل استدلال صاحب المدارک ره بادلة لاثبات قول المشهور و لنفی قول الشیخ ره ثم ناقش صاحب الحدائق ره فی استدلاله بان ما تقتضیه الصناعة من التوفیق العرفی بین الروایات هو اختیار قول الشیخ ره .

 


[1] 1ـ الوسائل ابواب المواقیت ب51ح1.
[2] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب51ح7.
[3] ـ المستند ج4ص85.
[4] ـ ذکری الشیعة ج2ص378.
[5] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب51ح4.
[6] ـ الوسائل ابواب المواقیت ب51ح2.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo