< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/05/10

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الضابطة في إدراك الركعة في صلاة الجماعة
تقدم ان استعرضنا اجمالا كلام الماتن، الآن نستعرض أدلة الموجب الثاني للالتحاق والاعتداد بالركعة، صحيحة عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي الحسن (عليه السلام) في رجل صلى في جماعة يوم الجمعة فلما ركع الإمام ألجأه الناس إلى جدار أو أسطوانة فلم يقدر على أن يركع ثم يقوم في الصف ولا يسجد حتى رفع القوم رؤوسهم، أيركع ثم يسجد ويلحق بالصف وقد قام القوم أم كيف يصنع ؟ قال: يركع ويسجد لا بأس بذلك [1] فالقيام الاول يحتسب له ركعة
فهذه الرواية نص على ان ادراك القيام من دون رادراك كوع هو بنفسه موجب مستقل لادراك الركعة، وفائدة صناعية اخرى ان الفاصل في المتابعة بسبب العذر أو المانع أوماشابه ذلك ولو كان الفاصل بثلثي ركعة فما لم يصل الفاصل الى ركعة تامة فانه لايوجب انقطاع المتابعة
فتبين ان الموجب للالتحاق بالجماعة أمران: الأول: هو إدراك الامام في الركوع فما زاد، والثاني: إدراك القيام
وأيضا صحيحة عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يكون في المسجد إما في يوم الجمعة، وإما في غير ذلك من الأيام فيزحمه الناس إما إلى حائط، وإما إلى أسطوانة فلا يقدر على أن يركع ولا يسجد حتى رفع الناس رؤوسهم، فهل يجوز له أن يركع ويسجد وحده ثم يستوي مع الناس في الصف؟ فقال: نعم لا بأس بذلك[2]
وأ يضا صحيحة عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يصلي مع إمام يقتدي به فركع الإمام وسهى الرجل وهو خلفه لم يركع حتى رفع الإمام رأسه وانحط للسجود أيركع ثم يلحق بالإمام والقوم في سجودهم أم كيف يصنع؟ قال: يركع ثم ينحط ويتم صلاته معهم وشئ عليه[3]
وان المتابعة لامام الجماعة فدرجة منها ندبية بحيث ان عدمها لايخل بالمتابعة، ودرجة منها تكليفية محضة، ودرجة منها تكليفية بمعنى انها لاتؤثر وضعا حتى لو خالف عمدا وهي الدرجة البسيطة وهي غير مخلّة في هيئة الجماعة، ودرجة متوسطة من المتابعة دخيلة وضعا عند العمد كما لو لم يتابع الامام في الركوع عمدا أما اذا كانت عدم المتابعة لعذر فلو كانت بحد الثلثين فلا مانع منه، فالمتابعة أربعة مراتب
موثقة حفص بن غياث، وهو قاضي من قضاة العامة فان الامام الصادق (عليه السلام) كان له انفتاح على علماء العامة فان الائمة (عليهم السلام) كانوا منفتحين مع علماء كل الأديان والملل كحوار وتعاطي علمي، فمن ضمن المجموعة التي انفتحوا على ائمة أهل البيت ( عليهم السلام) قضاة العامة لأجل المشاكل التي كانوا يواجهوها كانوا يستمدون بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) لحل مشاكلهم العلمية والدينية فجملة من كبار علماء العامة تتلمذوا على يد الامام الصادق (عليه السلام)
موثقة حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في رجل أدرك الجمعة وقد ازدحم الناس وكبر مع الإمام وركع ولم يقدر على السجود، وقام الإمام والناس في الركعة الثانية، وقام هذا معهم فركع الإمام ولم يقدر هذا على الركوع في الركعة الثانية من الزحام وقدر على السجود كيف يصنع؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما الركعة الأولى فهي إلى عند الركوع تامة، فلما لم يسجد لها حتى دخل في الركعة الثانية لم يكن ذلك له، فلما سجد في الثانية فإن كان نوى هاتين السجدتين للركعة الأولى فقد تمت له الأولى، فإذا سلم الإمام قام فصلى ركعة ثم يسجد فيها ثم يتشهد ويسلم، وإن كان لم ينو السجدتين للركعة الأولى لم تجز عنه الأولى ولا الثانية، وعليه أن يسجد سجدتين وينوي بهما للركعة الأولى وعليه بعد ذلك ركعة تامة يسجد فيها[4]فلو نوى الثانية متابعة لابد ان يسجد سجدتين، ولم تكن الركعة الاولى كالعدم
حكى في الوسائل عن الشهيد في الذكرى انه لابأس بالعمل بهذه الموثقة لاشتهارها بين الأصحاب وعدم وجود ما ينافيها وزيادة السجود مغتفرة في المأموم كما لو سجد قبل امامه، وهذا التخصيص يخرج الروايات الدالة على الابطال بزيادة السجود عن الدلالة
وان الزيادة في صلاة الجماعة حدوثا ليست عمدية لأنه قد أتى بالسجود أو الركوع ظنا منه ان الامام قد ركع فتبين ان الامام لم يركع فلابد من رفع الرأس ومتابعة الامام قبل الركوع ويركع مرة اخرى فبداية الركوع الأول لم تكن زيادته عمدية ولكن الزيادة في صلاة الجماعة بقاء تكون عمدية لأنه ركع مرة ثانية
وفائدة اخرى صناعية تفيد في باب الجماعة وفي باب مطلق الخلل في الصلاة وهي ان الشيئ قد يكون حدوثا ليس بزيادة ولاعمد ولكن بقاء واستمرار يمكن اتصافه بالزيادة فبالتكرار يكون الثاني هو الصحيح وهو المنطبق فيكون ماقد أتى به أولا زائد
لذا قالوا في باب الخلل في الصلاة ليس من الضروري ان تكون الزيادة من حدوثها زيادة وهذا يفيد في باب الخلل في الصلاة
والمجصل ان هناك روايات معتبرة متعددة تدل على انه هناك موجب اخر للالتحاق بالجماعة وان وقع فصل طويل غير ختياري وهو صرف ومجرد الالتحاق بالامام في القيام فالموجب للاعتداد بالركعة شيئان اما الركوع وزيادة أو القيام أو ينضمان مع بعضهما البعض

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo