« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/04/06

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الإعلام وقدسية الظاهر وقدسية الباطن /قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (123)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (123) / الإعلام وقدسية الظاهر وقدسية الباطن /

 

في خضم الايات التي نبحث فيها عن سلطة الاعلام او نشر المعلومات قوله تعالى في سورة النور ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون فالاشاعة هو نشر للمعلومات والاعلام ، فالفاحشة هي كل سوء قبيح شنيع فالقرآن رائع في هذا ويبين ان النشر للرذيلة على صعيد عام في المجتمع هي ممارسة لتدشين هذه الرذيلة وتطبيع المجتمع عليها فهناك مسابقة وملازمة بين نشر الشيء وتطبيع المجتمع تربويا عليه ، ان حسن فحسن وان سيء فسيئ اذن هناك دور هام لنشر المعلومة فنفس نشر المعلومة اداة تربوية اما ايجابية او سلبية وتطبيع وتدشين لهذه اما معلومة ايجابية نافعة او معلومة سلبية .

لذلك ورد في الروايات بطرق عديدة عن النبي وربما متواترة من اذاع فاحشة كان كمبتدئها وفي باب الحدود المرتكب للكبائر كالزنا واللواط والسحاق من المرجوح والمكروه ان يأتي ويقر عند الحاكم بهذه الفاحشة وانما يتوب فيما بينه وبين الله لان كتمانها مطلوب جدا حتى عندنا في زمن سيد الانبياء او سيد الاوصياء او الامام الحسن والحسين يأتي رجل او تأتي امرأة وتقر اربع مرات كذا كذا ويقام عليها الحد ولكنهم يقولون لو لم يقر ولم يبرز وكتم ذلك فيما بينه وبين الله كان اطهر له وانفع لان بروز الرذيلة ولو بهذا المقدار ممرض للجو العام فهو علاج ممتاز جدا يبينه الوحي فكثير من البشر يظن انه باقراره بما هو مبتلى به من الرذائل يكون نوع توبة له ولكن هذا في بيان الوحي خطأ بالعكس انت تلوث وتسبب العدوى زيادة على سوء ما ارتكبته .

لذلك هذا التعبير موجود في لسان الوحي ما عليه لو تاب فيما بينه وبين الله ، يعني لا يخدعك الشيطان وابليس ، فالانسان ربما يظن بان ابراز المعصية هذه توبة كلا هذا خطأ وانما في موطن واحد انت فيما بينك وبين الله او النبي او بين الائمة تقر بالذنوب ولو بالتوجه القلبي واتفاقا من اداب زيارة المعصوم ان يقر بقلبه وليس بلسانه بنحو يسمع الاخرين وانما بينه وبين المعصوم يقر بالذنب هنا الاقرار صحيح يعني نوع من الضراعة والخضوع والا مع بقية المخلوقات الاخرى الاقرار وابراز الذنب مرجوح ومذموم وليس توبة وليس تطهير .

اذن في الوحي تحسس شديد من الباري تعالى عن بروز السيئات والرذائل وذكر في سبب حرمة الغيبة انها ليست فقط حرمة الشخص المغتاب وانما نشر الرذيلة وتطبيع المجتمع عليها نوع عدوى فالقرآن يقول ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه وتارة في الادلة يذكر ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا يعني الغيبة حرمتها من ابعاد عديدة وهذا ذكرناه في المكاسب المحرمة يعني هناك حق عام انك لاتنشر الرذيلة والرذائل وتطبع المجتمع على ذلك فبمقدار اسهامك تجعل الجو العام موبوءا وهذه مخادعة من الشيطان او من ابليس فابليس يقول له ان هذا المجتمع منافق هو في الواقع يرتكب الرذيلة وفي الظاهر يتستر عليها هذا ليس نفاق نعم الارتكاب في الخفاء نفاق فهناك مصطلح عظيم في الوحي حيث يذم النفاق ليس على الظاهر بالعكس هذا الظاهر يحترمه الوحي والدين ومن ثم يرتب اثار حسنة على هذا الظاهر ، من تشهد الشهادتين كذا كذا وحقن دمه وماله فالذم في المنافق في نفاقه في كونه يبطن خلاف ما يظهر فابطان السيئة مذموم لا اظهار الحسن مذموم فبمقدار ما اظهر من حسن وحق وصلاح واستقامة يجازيه الدين ولو في الدنيا .

فمغالطة الشيطان وابليس هذا ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره يعني هذه الذرة اذا كانت في الظاهر يجازى به وفي بيان امير المؤمنين في نهج البلاغة ان المنافقين اعطوا ادوارا في الاسلام ولكن المسلمون الحقيقيون في مكة الذين لم يهاجروا ولم يظهروا اسلامهم لم يعطوا تلك الصلاحيات فحيث هم لم يبرزوا اسلامهم ولم يهاجروا فلم يعطوا صلاحيات في التشريع بينما المنافقون اظهروا جميلا وابطنوا قبيحا وسوءا فبهذا المقدار مما اظهروه اعطوا الصلاحيات فليس معناه ان الاسلام يشد على النفاق وانما حرم اولئك المسلمون من اثار تشريعية .

طبعا هذا ايضا لا يشجع على الجانب الظاهري وانما الاسلام يقول بان الظاهر له حرمة بغض النظر عن الواقع فاذا صار الواقع سيئا فالسوء في الواقع لا ان السوء في الظاهر حسن ، القرآن يقول اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله لاحظ كيف القرآن بين ما هو صلاح وما هو طلاح في المنافقين والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون يعني لا يذم النبي وانما يذم المنافقين بحسب قلوبهم كما في دعاء ابي حمزة ان قوما امنوا بالسنتهم ليحقنوا به دماءهم فادركوا ما املوا يعني حتى بهذا المقدار يرتب الاثر فالذم على ما يبطنون من الخلاف وهذا البحث له نظائر عجيبة متعددة يعني ناموس في الشريعة وفي الابواب العديدة بل في علم الكلام وليس فقط في علم الفقه .

هذا المبحث مهيمن على مباحث كثيرة ونظيره في الايات موجودة كثير من الاخوة يسألون انه اتوب من الذنب واعود اليه فهل انا صرت منافقا او مستهترابالساحة الالوهية ؟ الجواب ان التوبة ليست نفاق ولو بعد مليار مرة اتفاقا الشيطان يخدع الانسان يقول يا منافق لا تتب لا تندم انت منافق كم تبت ورجعت؟ هذا خداع من الشيطان فالتوبة كلها ليست نفاق وانما النفاق في العودة الى المعصية مثل الوضوء والنجاسة والحدث فانت تحدث وتتوظأ لان الصلاة بحاجة الى طهارة كما يقول سيد الانبياء فالصلاة ليس فيها عيب .

ابليس يقول انت ايها الشخص ترتكب الفواحش لماذا تحضر موكب العزاء وموكب الحسين؟ نقول هذا الحضور طهارة وانما ارتكاب الرذائل نفاق وذاك ليس نفاق انت خطأت ما فهمت معنى النفاق ما هو؟ ولا تظن ان مجيئك الى الصلاة بعد هذه الذنوب هذا استهتار بالله؟ كلا وانما تكرر ارتكاب الذنب استهتار لذلك هذه نكتة جدا مهمة في رياضة الانسان مع نفسه عن الذنوب فالانسان في خضم الذنوب لا يقطع خيط الصلة بربه وبنبيه وان كان الانسان في وضع مقبوح وقبيح هذه ليست نفاق وليس جرأة على الله فالصلاة ليس جراة على الله وانما ارتكاب الذنب هذه جراة او يتوقع الانسان من الصلاة او من التوبة ان تقبل توبته هذا جرأة اما نفس الخضوع والانكسار والعتاب والندم ولو لم يكن صادقا حتى الصورية مفيدة نعم بمقدار باطنها التي ليست بجدية فهذا نفاق .

لاحظ ابليس عباداته من البداية لم تكن مقبولة عند الله لانه كان يبطن في روحه وذاته الكبر والتكبر فاعطاه في الملكوت واعطاه فسحة في ذلك ولا زالت هذه العطية موجودة وان كانت درجة نازلة واخذت من الدرجات العالية وذلك حرمة ومجازاة حتى للظاهر طبعا الظاهر درجات وكذلك الباطن فالمخلوقات درجات ظاهر وباطن وباطن وظاهر وباطن الباطن الباطن وظاهر وظاهر الظاهر وعلى كل ظاهر ظاهر ولكل باطن باطن فهي درجات ، فبمقدار ما فيه من الحسن يجازيه الله .

لذلك هذا التعبير ليس قابل للتخصيص ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره يعني حتى لو لم يكن خيرا ابديا فهو خير في الدنيا او في البرزخ وفي القيامة لاحظ هذه ضوابط وقواعد عجيبة في الوحي الالهي الراوي يسأل سؤال عجيب الامام الرضا انه هذا الحديث النبوي ان الذين نكثوا وبدلوا يعرضون على رسول الله في الحوض فكيف هم بعد ما صنعوا وبدلوا واعتدوا في الدين يصلون الى الحوض فيذادون عنه؟ فكيف وصلوا الى الحوض؟ لاحظ الجواب الدقيق من الوحي قال انما استطاعوا ان يصلوا الى قرب الحوض ثم حيل بينهم لما لهم من سوابق مع ان هذه السوابق ربما مارسوها نفاقا ومع ذلك سيجازون عليها وهذا ليس فقط في البرزخ وليس في الرجعة وانما في عوالم ةالقيام المؤمن الذي ما عنده بصيرة يقول هؤلاء كيف نراهم في هذه المقامات وعندنا في الروايات بعض المؤمنين يفتنون في القبر او يسلب عنهم الاسلام والايمان لانهم يشاهدون بعض الظواهر يقولون اذن ليست قضية حق وباطل المعيار وانما الرحمة الالهية واسعة للكل وابن عربي وصوفية يقولون بهذا ، فيقولون رحمة الله واسعة لانهم يخدعون بقسم وطبقات من الملكوت حيث لم يتمسكوا بسفينة النجاة وهم عترة النبي فضلوا واضلوا .

جملة كثيرة من الصحابة والعرفاء يشاهدون ظاهر الملكوت واما البعد الاخر للملكوت وهو ملكوت الملكوت وباطن الباطن وباطن الباطن الباطن لا يشاهدونه وانما يشاهدون طبقة من الملكوت لاحظ كلام الامام الرضا يقول حتى من احدث وبدل او نافق لانه في الظاهر عنده سوابق يعطى جزاءه حتى يوم القيامة لكن لا يوصله الى الجنة وهذه ضوابط لطيفة خلاف ما ذكره المتكلمون والفقهاء ان الضابط في قبول العمل ليس المجازاة وعدم المجازاة وانما اذا اوصلك هذا العمل الى الجنة فهذا قبول اما المجازاة الذي لا يوصلك للدخول في الجنة فلا لان الله يجازي كل شخص ومن يعمل مثقال ذرة ولو كان منافقا ولو كان كافرا ولو كان عدوا لله ورسوله يجازيه اما في الدنيا او البرزخ او في الرجعة او القيامة لكن هذا الجزاء لا يصل به الى الجنة وهذا نوع حبط للعمل .

ما الصلة بين احبط الله اعمالهم وبين ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره حبط العمل لا يوصلك الى الجنة الابدية لاحظ هذه قواعد تنفتح على بعضها البعض كلامية وتفسيرية فقهية فهذه امتحانات قد نفتتن بها في القيامة انه نرى اشخاصا كنا نلعنهم ولكن يمشون معنا في نفس المسيرة فنفتتن عن الايمان وهذا نص كلام الامام الرضا لذلك الان جماعة كثيرة ممن تحصل لديهم تجربة الموت ويرجعون احياء يكشف لهم موضعا يظنون انه هو هذا تمام الحقيقة او حتى هناك تجربة الموت تحصل للمسيحيين والنصارى والكفار والمستضعفين فيقولون اذن لا سؤال منكر ونكير ولا كذا اذا كان الفطرة صالحة فهو سعيد والا اذا كان الشر وشراني فلا اما النبوة والامامة فلا حاجة اليها .

لذلك مكاشفة العرفاء والصوفية لا يعول عليها لانه حفظوا شيئا من الملكوت وغابت عنهم اشياء ورد في بيانات سيد الانبياء انه لو النبي موسى وعيسى اكتفيا بما حصلا من الوحي يعني مكاشفة و وحي واستغنوا عما يحصل لدى سيد الانبياء من مكاشفة نبوية لكان مصيرهما الى النار فضلا عن العارف والصوفي فحتى لو صرت عارفا وصوفيا او فقيها وكلاميا ومتكلما فهل بامكانك ان تستقل عن الروايات وعن القرآن وتقول حسبي علمي سواء علم حضوري او حصولي ؟

كلام النبي اني تارك فيكم الثقلين وليس تارك تارك فيكم العرفان ولا المجادلات الفقهية والكلامية فالاستغناء عن هذين الحبلين هو الطامة الكبرى فالباطن والملكوت درجات والظاهر درجات اذا كان في الانبياء تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فما بالك بغيرهم ، النبي موسى من اولي العزم وانزل عليه التوراة ومعاجز الى ما شاء الله ومع ذلك ينبه الله موسى ان ما خفي عليك من الملكوت اعظم كما في قصته مع الخضر فاذا الحسن حسن ولكن هذا لا يعني كل شيء مشكلة العرفاء والصوفية لاحظوا جانبا من الباطن وظنوا انه هو الباطن الابدي او رأوا ملكوتا من درجة معينة وهذا هو الذي فتن به ابن عربي او الصوفية او العرفاء عن العتر الطاهرة لانهم يرون ملكوتا من درجة معينة حتى ورد في الروايات انه قد هناك مخالف يقتل في ساحات الدفاع عن الاسلام فتغتر به الملائكة وحور العين فينزلوا ليتباشروا معه ولكن لما يصعد الى السماء السادسة والسابعة ينكشف باطنه ان هذا عمل ناري اسود نتن لانه انصب في دعم راية الباطل وليس راية الحق وانما سبيل الطاغوت فسبيل الله هو طبقات من الباطن وسبيل الله الاعظم هو امير المؤمنين لانه يوصلك الى الجنة اما بقية السبل قد توصلك للسماء السادسة الخامسة ولكن في السماء السابعة مثلا يفهم انه نتن اسود .

فالانسان له سبعة طبقات قد الطبقة الاولى النازلة نورانية وكذلك الثانية والثالثة اما السابعة ظلمانية وقد تجد شخصا طبقته الاخيرة نورانية ولكن طبقاته النازلة ظلمانية فيجد هذا المؤمن والشيعي والفاسق ذلك المخالف نوراني نقول له انت لم تر طبقاته الباطنة ، وابن عربي في كتبه ابتلي بهذا الشيء فضل واضل لانه لم يتمسك بالعترة والله يعطي بعض الطبقات الملكوتية النورانية لهؤلاء لان الله عدل ويعطي كل ذي حق حقه فاذا انت السماء الاولى عندك حقيقة يعطيك اياها وكذلك الثانية والثالثة الى السابعة فاذا اوصلتك الى الجنة فعملك مقبول اما اذا زحزحت عن النار فلا يكفي لا بد ان تدخل الجنة وحينئذ ليس في عملك احباط وانما عملك مقبول تام التمام .

الجنة ما وراء عالم القيامة هي باطن لعالم القيامة لا يجليها الا هو فعالم الجنة ابطن واخفى من عالم القيامة فعالم القيامة خمسين عالما مع ذلك عالم الجنة وراء هذه العوالم كلها فالذي يدخلك الجنة هم الثقلان لا العرفان ولا الصوفية ولا الكلام ولا الفقه ولا الاصول فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها مع ان عالم القيامة عالم باطن عن البرزخ والسماوات السبع وعن الرجعة ولكن الجنة ابطن لاحظ المعراج دورة معرفية بينها النبي والوحي للبشر وان بين السماء السابعة الى الجنة عوالم مذهلة خفية ومخيفة فالضابط العظيم في القرآن انه فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز فاذا انت دخلت الجنة اللي هي ابطن الباطن فزت ولا يحبط عملك .

عندنا في روايات اهل البيت بعض الصحابة تفتتن به الامة مما اعطي في الرجعة وفي البرزخ وفتنته لا تقل عن السقيفة فانت في تجربة الموت اي حقيقة رأيتها؟ البرزخ قطرة من الحقيقة وكذلك الموت اما ما بعد الموت اطعم فاطم فاذا جاءت الطامة الكبرى ومع ذلك بعده يكون اطم واطم فكل ما هو بطن هو ظاهر لما وراءه لماذا الله اعطى بلعم بن باعورا ايات وهو يعلم انه سينحرف في نهاية المطاف ؟ لان الله عدل لا يجور ولو بمقدار مرتاض فيعطيه الملكوت ولكن ملكوت وسطاني فالباري اعطى ابليس بعض الملكوت لم يعطه للنبي يحيى ولكن هذا لم يغر الاخير لانه يعلم بان ملكوت ابليس اخره لا يوصله الى الجنة بخلاف ما اعطي النبي يحيى .

فقد تجد مؤمنا ضعيفا ويقدر له ان يبقى على ايمانه الى ما بعد وذلك الذي يرتاض ويرى الملكوت غير واصل لذلك فرق بين هداية سيد الانبياء مع هداية النبي عيسى فهداية عيسى او موسى او بقية الانبياء قد تسبب التشاغل بالطريق لا بالغاية بينما سيد الانبياء شريعته طريقته نهجه عبارة عن التغافل عن الطريق وعدم الانبهار والانخداع بالطريق المهم ان تصل الى الجنة فلا تشاغلك الطرق حتى النورانية فذلك المؤمن الذي لا يعطى جزاء الملكوت سيلمسه هذا اعظم في الوصول ممن يعطى ذلك لانه قد يندهش وينشغل ويوقف في المسيرة .

لاحظ سيد الرسل طريقته وشريعته لا تجعلك تندهش وانما تظل متواصلا كأنما ارم ببصرك اقصى العوالم وتد في الارض قدمك وعض على نواجذك ، فكثير من بيانات النبي عيسى تبين لنا البرزخ لكن سيد الانبياء لا يشتغل ولا يتشاغل بهذه الشكليات المقصود ان الظاهر في الفقه والمعارف والعقائد والملكوت له حرمة خلافا للصوفية انه فقط الباطن بل الظاهر له حرمة .

هناك مقولة عظيمة بينها الامام الصادق في جملة من الروايات لا ظاهر بلا باطن ولا باطن بلا ظاهر وكما مر بنا المنافقين يرتب عليهم اثار في الظاهر لكون ظاهرهم حسن فالتسليم لله ولرسوله وللائمة ولو في الظاهر يسبب الحسن فالنفاق ليس في الظاهر وانما في ان يبطن الباطن السيء فهو النفاق لاالظاهر وهذا هو منطلق الاية الكريمة ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فنفس الاشاعة تلويث الظاهر ولو كان باطنك طاهر فلا تقل علي بالباطن وان الله ينظر الى قلوبكم ولا ينظر الى صوركم كلا الله ينظر الى قلوبكم وصوركم انت يجب ان تجمع بين كل الادلة وانما تلك الرواية في صدد ان شأن القلب اعظم من شأن العمل لا ان العمل تنفلت عنه ، اليه يصعد الكلم الطيب فالباطن هو عقيدة والعمل الصالح يرفعه فهناك دور للظاهر .

فاذن هنا جنبة الاعلام مهم فهو على تماس وارتباط مباشر مع الظاهر فاذن الشعيرة لقدسية الظاهر وخطورته وان كان الباطن ايضا له خطورة وقدسية ومن ثم من اسماء الله العظيمة الظاهر والباطن وهذا ناموس عظيم فقضية الاعلام يشكل منصة الظاهر فالخلق الظاهري مهم عند القرآن كما ان الخلق الباطني مهم وان كان الخلق الباطن اعظم ولكن هذا لا يعني التهاون والتفريط في الخلق الظاهر فالتفريط في الخلق الظاهر خطأ وخطير وهذا هو التعبير الذي عبر به النبي عن الثقلين حبل ممدود طرف منه عند الناس وطرف منه عند الله فالطرف الذي عند الناس لا بد منه .

فاذن نشر المعلومة هي مكونة للظاهر وهو امر مهم وبنيان في الدين ومن ثم عقيدة بلا فقه فروع ليس بصحيح وفروع بلا عقيدة غير صحيح العلم كله فضل الا ثلاثة اية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة الاولى هي العقائد والثانية هي الاخلاق والثالثة هي الفقه وبدون هذه الثلاث لا يطير الانسان فهذه الثلاثية لابد منها.

 

logo