47/04/05
/ معية التربية والتعليم في نشر المعلومة /قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (122)
الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (122) / معية التربية والتعليم في نشر المعلومة /
كنا في مبحث الاعلام او قل نشر المعلومة وهي سلطة من السلطات وقوة من القوى وتبين من طائفة من الايات ان المسؤولية الالهية تجاه الانسان كبيرة جدا كما مر ان هذه المسؤولية تعرض المؤمن باي الية من اليات النشر فتوى او رواية اداء فن شعر فالفرزدق عندما يذكر الحقائق عن الامام زين العابدين وعن اهل البيت سجن وقطع عطاؤه من بيت المال فبالتالي الكلمة لها مسؤولية ومن ثم يتعرض الله في القرآن الكريم الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه يعني يجب ان يجعلوا الله مد نظرهم كيف تستعمل هذا السلاح العظيم وتستثمره؟ هل لمآربك الشخصية ولاهوائك ولميولك ولاصطفافاتك الخاصة او تخلص في اداء المسؤولية ان يكون منطلقك الله عز وجل ؟ ويخشونه يعني الانسان يسيطر على منطلقاته وميوله فلا تأخذه العصبية والغرائز والميول المعينة في مصالحه .
شهداء لله كما ورد في الشاهد يعني ولو على انفسهم يعني يدلي بالشهادة ولو تضر به فيتقي الله ويتورع عن ان يميل في البيان وفي نشر المعلومة وفي اي الة من اليات الاعلام ان يوظفها لغرائزه ولمصالحه فهذا يدل على مدى اهمية نشر المعلومة كما هو الحال في الجهاد ان يكون في سبيل الله لا في سبيل النفس ولا في سبيل التعصبات او التكتلات فتتنزه دواعي الجهاد عن الميول والدواعي الاخرى وانما مخلصة له تعالى فلا يجاهد في سبيل حاكم ونظام معين وانما يجاهد في سبيل الله تعالى .
طبعا الجهاد عنوان يختلف عن القتال وهو من النشاط في البعد الاجتماعي والسياسي فيجب ان يتمحض وهو ما يصب في المشروع الالهي لا مشروع الشخص نفسه وهكذا في وسائل الاعلام او وسائل نشر المعلومات هي وسائل خطيرة وحساسة لترويج المشروع الالهي او لترويج شيء اخر اذن هذا محور دوره مهمة كبيرة في نشر المعلومات ان يكون متمحضا للمشروع الالهي فصورة يبلغون رسالة الله وباطنا ايضا الداعي هوالمشروع الالهي الذين يبلغون رسالات الله وليس رسالات الشيطان او الجاهلية مع ذلك يقيد ويخشونه يعني حسب الباطن والدواعي وليس فقط صورة وهناك قيد ثالث ولا يخشون احدا الا الله هذا عامل اخر لان نشر المعلومات بالتالي تتدخل فيها اطماع لاطراف عديدة يجب الا تؤثر في الانسان .
طبعا فرق بين ان تصطدم بهم وان تنبطح لهم او تنقاد اليهم هذه قيود مهمة ذكرتها الاية الكريمة ايضا قوله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوؤ والجهر يعني الاعلام والنشر ، بالسوء من القول الا من ظلم فالقول السيء يدخل فيه السباب والشتائم والكلمات الرذيلة فحتى المعلومات يجب ان تنشر بكلمات مهذبة ، وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد فلا يحب الله الجهر بالسوء الا من ظلم حتى لو كتابة
هذا بحثه الفقهاء في كتاب الغيبة قالوا حتى المظلوم اذا اراد ان يتناول الظالم فيتناوله بحدود ففرق بين الظلم السياسي والظلم الاجتماعي العام والظلم الديني هنا بلحاط الظلم الفردي والعافين عن الناس في الحقوق الفردية والا في البحث العام يختلف ففرق بين نظام الحقوق الفردية ونظام الحق العام مثلا في نظام الحق الخاص اولياء الدم يستطيعون ان يعفوا عن القاتل اما ما ارتكبه من خرق النظام العام فيجب على الحاكم ان يعزر هذا القاتل سواء عفوا اولياء الميت ام لا؟ نعم اذا اقتصوا فهذا بنفسه كافي اما اذا لم يقتصوا فيجب على الحاكم ان يستوفي عقوبة الحق العام وهذا بحث مهم في نموذجية السيرة المثالية للانسان ففي بعد الحقوق الخاصة شيء وفي البعد الحق العام شيء اخر كما ورد في شأن النبي او امير المؤمنين انه يتغاضون في الحقوق الخاصة ولا يغضبون لانفسهم لكن فيما يرتبط باحكام الله وحريمه يكون عندهم شدة .
فهنا الا من ظلم يعني ساغ له النشر بمقدار دائرة الظلم لذلك الفقهاء يقولون المظلوم يغتاب من الظالم الظلم الفردي بمقدار الظلم لا ازيد وهذا يختلف عن النظام العام شبيه قوله تعالى ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم لا ان تعتدي عليه بقول مطلق والا يعود المظلوم ظالما وهذا في الحقوق الفردية اما في حق الدين والمجتمع والنظام السياسي العام هذا بحث اخر ، ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ( 149 )﴾ وهذا كما مر في البعد الخاص الا يخلط الانسان بين الحقوق الفردية وبين الحق العام .
احدى مغالطات الدجل الاستعماري وما شابه ان يخلط بين العفو والتسامح في الحق الخاص والتسامح في الحق العام فينهبون ثروات الشعوب ثم يطلبون التسامح هنا ليس فضيلة كذلك في سورة النور ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن لان الدعوة فيها نشر المعلومات فاحد عناصر المقومة للدعوة هو نشر المعلومات وهذا يؤكده القرآن فالدعوة الالهية يجب ان تقوم اولا على الحكمة وهي ترتبط بالبرهان الادائي وليس بالبرهان الفكري النظري فقط لان الدعوة مشروع برنامجي يجب ان يكون ضمن ادارة واداء حكيم .
اللطيف في زيارات سيد الانبياء ورد انه لم يكن يتوخى فقط الموعظة الحسنة زيادة على ذلك الحكمة على حالها فالحكمة والموعظة الحسنة الجميلة الجذابة فهناك دور للخلق او للفن في الدعوة فهناك موعظة حسنة وهناك موعظة سيئة فعندنا موعظة حسنة وموعظة سيئة فاذا على المكشوف نصحت اخاك بعيب امام الناس لم يصدق عليه موعظة حسنة من نصح اخاه علنا فقد شانه من نصحه خفية فقد زانه فمن جانب يخرب ومن جانب يعمر فسيد الانبياء موعظته حسنة وجميلة فقد تكون حسنة لكن ليست جميلة وهذا النظام ليس فقط على بعد المسؤولية العامة حتى المسؤولية الاسرية والبعد الفردي للانسان فتكون بطريقة لبقة جذابة حسنة ويمكن ان يكون بطريقة حسنة غير جذابة .
من ثم وصف الله نبيه وانك لعلى خلق عظيم وهذا في نظرة الوحي وليس نظرة البشر وامير المؤمنين يقول هنا القرآن الكريم يبين ان النبي مجسمة للدين لان الدين هو : بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فالنبي توخى في نشر المعلومة هذه الامور فاحد الاهداف المهمة في نشر المعلومة هوالدعوة الالهية وتربية وتزكية الاخرين بعبارة اخرى كل نشر معلومة وكل تكلم وكل تعاطي مع الطرف الاخر فيه بعد تربوي فحينئذ يكون الجانب الحسن الجميل منه مؤثر والجميل يكون في الفن والفنون وهذه قاعدة مهيمنة على باب بالمعروف والنهي عن المنكر فاولا ليس فقط تخاطب القوة الفكرية في الطرف الاخر او في المجتمع فالقرآن يقول اعلام ونشر المعلومات يجب ان يقترن فيه جانبان : جانب التعليم والجانب الاخر تربويا جناحان ووجهان لا ينفكان عن بعضهما البعض .
الموجود في الحضارة الغربية هو انفكاك التعليم عن الجانب التربوي وهذا نظام فاشل جدا القرآن يؤكد ان تكون هناك معية بين التعليم والتربية يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابة والحكمة فنشر المعلومة فيه هدفان اساسيان معية التعليم والتربية ، ففي الموارد الذي يسيء التعليم الى التربية القرآن يبين ان هذا كاذب لان طبيعة الاخبار متقوم بهذا الشيء فاسس الاعلام مجموعة كبيرة وقرأنا ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله فانت لما تريد تعطي معلومة الى الطرف الاخر ليكن مد نظرك المشروع الالهي لا غيرها كذلك الجانب التربوي والا سوف يسيء فتكون كاذبا .
مثلا هل يفسح الاب عما يجري بينه وزوجته من ممارسات خاصة امام الاطفال او الاولاد ؟ هذا ليس بعد تربوي هذا بعد اسائي اذن يكون كاذبا لان الكذب والصدق مسؤولية منظومية وليس كما يتوهمه البشر فاذن الجانب التربوي مع الجانب التعليمي لابد ان يكونا متقارنين واي نظام سياسي وحكومة ودولة ومؤسسة تفكك بين هذين البعدين فتكون فاشلة لذلك في النظام الحوزوي هناك مسئوليات الاعلام ومسؤولية التربية وهذا ما لا تتكفله الجو الاكاديمي اذن الجانب التربوي الموعظي فيه مهمة اذن طبيعة التربية ليست معلوماتية وفكرية محضة بل فيها مشاعر وهذه المشاعر يجب ان تكون مؤثرة ايجابية في نقل المعلومة كي تؤثر في المشاعر الباطنة للانسان وهذا ما يسمى موعظة فلا يكفي هداية الانسان واستقامته مع المنطق الذي يعالج الجانب الفكري فقط ، فهذا لا يكفي يجب ان تعالج الجانب المشاعري زيادة على ذلك كما في زيارات سيد الانبياء الموعظة الحسنة الجميلة .
من ثم اهل البيت ركزوا على استعمال الفنون في جانب الموعظة من قال فينا شعرا فله كذا كذا؟ يعني حثوا على جانب الفن وهو يؤثر في مشاعر الانسان لا شعوريا البعض يعترض على الشعائر الحسينية ان فيها جانب فلكلوري يعني طقوس وممارسات فنية فالجانب الفني ضروري لانه مؤثر وروايات اهل البيت استعرضت عدة عناوين وادوات فنية لانها مؤثرة .
من ضمن سلطة الاعلام ان ادارة الفن في البلد عند اي شخص تكون هو يكون المؤثر في المجتمع سواء فن التمثيل فن الافلام فن الصوت الغناء المحلل وعندنا فنون الى ما شاء الله وهي طبيعتها جذابة مؤثرة في الانسان فجملة من الايات تحتم ادخال الفنون المختلفة في الاعلام واتفاقا في الجمهورية الاسلامية حصل نقاش مع بعض ذوي الشأن عدة مرات انه كم هو رصيد التدين في الجامعات في الشباب وفي المثقفين؟ فلا يكفي اننا نغذيهم فكريا فاعظم جانب هو التربوي يؤثر في المجتمع كالفنون نحن نفكر ان الموعظة الحسنة ان تلقي محاضرة للمجتمع حول النظام الاخلاقي كلا الفنون تؤثر في اخلاق المجتمع اكثر من اي شيء اخر .
لاحظ الطرف الاخر عنده الهوليود اعظم تأثيرا من البنتاجون ومن السي اي اه لان طبيعته فن فمن تؤثر في غسيل الروح والفكر والمشاعر فمن الاخطاء الكبيرة في النشر والتبليغ والتربية الدينية فصل الفنون عن الاعلام او نشر المعلومات وحتى فصل الفنون عن التعليم الديني .
سئل احد النوابغ وهو نجم دولي في الرياضيات من شيعة ايران وانا سنة ستة وثمانين سمعت اللقاء مباشرا في الراديو حتى ان الجامعات اليابانية المتفوقة في الرياضيات يرجعون اليه فهو يقول المباحث الرياضية في الحوزات لها ابعاد غير موجودة في الجامعات فكان يثني على الشيخ حسن زادة املي او الشيخ ابو الحسن الشعراني وهو في جامعة صنعتي شريف وهي من الجامعات ذات الوزن الثقيل وجهت له اسئلة انه انت بجانب ابتكاراتك العلمية لان في الرياضيات كنجم دولي ايضا انت متفوق في تربية التلاميذ هل لنبوغك العلمي؟ قال كلا انا المعلومة لما اوصلها للتلميذ ما اقحمها اغتصابا في فكره وروحه بل انشئ علاقة اخوية مع التلاميذ فيصير كالوردة تنفتح اغرس المعلومة فيها .
فالجانب الروحي ضروري للانسان فحينئذ الفكر ينفتح اما اذا لم يكن متصل يصير توتر ويغيب الفكر فالغضب يغيب الفكر وكذلك العداوات لاحظ جواب العقيلة لما رأت عناد ابن زياد ويزيد فقالت ان المشكلة فيكم ان العداوة تحجب حتى عقولكم وافكاركم فالدعوة الدينية يجب ان تذوب جدار العداوة وليس من الجزاف ان الله افترض اعظم فريضة تجاه نبيه وقرباه قل لا اسألكم عليه اجر الا المودة لانه بدون المودة ومع العداوة ما يمكن ان تستجيب القوة الفكرية وهذا خلاف ما تخيله منطق ارسطو فمنطق القرآن ومنطق الوحي غير منطق ارسطو فليس فقط صغرى وكبرى ونتيجة فالبرهان لا يكفي لان الانسان منظومة فكل يؤثر على الاخر اشتباه المنطق الارسطي عن منطق الوحي الموجود في القرآن وفي كلمات سيد الانبياء وفي نهج البلاغة ان الانسان منظومة قوى وهذه ذكرناها قبل ثمانية عشر سنة في بداية بحث اصول الكافي في النجف ان المنطق الوحياني منظومة .
مثلا هناك مدارس منطقية كثيرة كالمنطق الاجتماعي والمنطق الرياضي والمنطق الفيزيائي ولكن منطق القرآن يقول الانسان والعلوم منظومة امور وليس قوة واحدة وفرق المنطق الوحياني عن المدارس المنطقية البشرية هو هذا واذا لم تتوازن هذه المنظومة فالانسان لا يستجيب ولا يستقيم فلاحظ في تعريف المنطق الارسطي انه الة تعصم بمراعاتها الذهن من الوقوع في الخطأ هذا تعريف كاذب فانت حتى لو تراعي الالية الف مرة ما لم تكن تلك القوات تستجيب لن تعصم من الخطأ .
مثلا يكره للقاضي ان يقضي بين المتنازعين وهو محصور ومحقون يعني الانسان تتأثر فيه عوامل عديدة وحتى النتيجة تصير خاطئة السيد الكلبيكاني في بحث القضاء بسط البحث في القضاء كثيرا ومرجعيته استمرت خمسين سنة فعنده تجارب في المسؤولية والقضاء فيقول مرة شاهدت تاجرا اتى لي باربعة عشر علبة دهنية كبيرة ضخمة من دهن الحر وثم اتاني بعلب العسل وانا اوعزت للعيال انه ابدا لا تلمسوها قلت هذه ستكون لها قصص ستتضح قال ثم اتى هذا التاجر الكبير عنده نزاع مع تاجر اخر فقال سيدنا نريدك ان تقضي بيننا قال لا باس ولكن خذ الدهن والعسل لان الانسان طبيعته ليس فقط بحث فكري وانما منظومة قوى تؤثر فيه فهذه رشوة مبطنة وهذا كما فعله العلامة الحلي بالبئر عندما اراد ان يبحث هذا الموضوع .
فالمنطق الوحياني يقول طبيعة الانسان مجموعة قوى وتؤثر فيه امور كثيرة ولا يتخيل الانسان انه يستقيم فكريا بدون استقامة مشاعرية ولا يستقيم فكريا بدون استقامة بدنية كما يقولون العقل السليم في البدن السليم فالانسان تحيط هي مجموعة عوامل ولذلك من ضمن عوامل الانسان انه يتزوج لان الزواج له دور في تكامل الانسان سواء المرأة او الرجل خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها فاذا تفصل التعليم عن التربية سيستثمر العلم في فساد الارض واهلاك البشر .
فلاحظ جملة من المسؤوليات والاركان تبينه الايات في مسؤولية العلم او نشر المعلومة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وليس حسن فحتى الجدال يجب الا يكون قبيحا او فيه غلظة وانما فيه نعومة وليون اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا مثلا في بيانات سيد الانبياء هذا متواتر بالفاظ متعددة ما وضع اللين والرفق على شيء لا زانه مثلا مسار دولة اذا تدخل خطوات في المناكفات السياسية مع الدول الاعداء بطريقة ليست منهزمة لكن لينة وبالرفق تلقائيا تصير مشي تلك الدولة جيدة وهذا ليس فقط على الصعيد الفردي حتى على صعيد الانظمة حتى في جانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تربية المجتمع تربية الاسرة تربية الانسان لنفسه كيف يروض نفسه؟ تارة يروض نفسه بالحدة والعنف وتارة يتحايل على نفسه بجانب اللين فلا تتعصى النفس ولا تتمرد وانما تنجذب ومعروف هذي عن الكبار في درجات النفس الى الرياضات الحسنة يحتاج الى شيء من الجذب فاذا تطيع النفس بكل ما تريد تتمرد اكثر وهذه موجودة في حكم امير المؤمنين انه لا تلبي كل حاجات نفسك لانه تتمرد عليك .
اجمالا ما وضع اللين والرفق على شيء لا زانه وما وضع الخرق والحدة على شيء الا شانه لاحظ القباحة منفرة والزينة جاذبة في جميع الابعاد سواء جانب تربوي او دولي في جميع الجوانب جانب اللين مهم مثلا مطلب واحد تارة تلقيه بشكل فيه توتر او نفرة ونفور وتارة تلقيه بشكل اخر او حتى علاقة دولة مع الدولة فلاحظ انتقاء العناوين كم مؤثر فاذا انت تقطع سبيل الدبلوماسية يقولون انت عنجهي حروبي اما تارة بمفاوضات وبلين وكذا فيؤثر اكثر فاكثر يعني التعبير واللفظ والاسلوب في الاداء مؤثر جدا .
اذن الاعلام ليس مجرد نقل معلومات خام وانما اليات التأثير اكد عليه في القرآن والوحي لان جانب التأثير ملحوظ جدا في اسس واركان متعددة ولذلك احد نجاحات الاداء الديني في الحوزات العلمية ان يراعى فيه جانب الفن بعض الاطياف الحوزية عندهم التركيز على الجانب الفكري هذا مهم لكن بحاجة الى ممهدات وهذا شبيه بالطعام فالطعام ليس مجرد لحم وانما بحاجة الى مقبلات والى بهارات فالفن تأثيره جانب مهم جدا والآن من العلوم السحرية هو علم التفاوض وسبق ان اكدنا عليه وهو يؤكد على الكلمات والنبرات فيها فانت تارة تقول شيئا ولكن فيه زبرة وفيه نترة فلا ينفتح عليك الطرف الاخر فاذن الاليات والفنون المؤثرة ضرورية وحتى الجدال هو بمعنى الصراع لكن هناك مصارعة بالتي هي احسن وليس بالشكل العنيف وانما بشكل هين ولين فيكون استعراض العضلات بشكل هادئ اذن في منظومة الاعلام هناك عدة قواعد وعدة اسس اشار لها القرآن ، لذلك الكاتب الفلسطيني الذي توفى كتب كتابا عن معجزة امير المؤمنين في علم التفاوض ووضح فيه هذا الجانب وهو فوق العلم التفاوضي الاكاديمي الموجود عند البشر.