« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/03/29

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الإخبار الحسي والحدسي في الأعلام والعلوم/قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١18)

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١18) / الإخبار الحسي والحدسي في الأعلام والعلوم/

 

في مبحث سلطة الاعلام تعرضنا للايات القرآنية التي هي بمثابة اصول دستورية لقوانين باب الاعلام في الدين بعدما تبين لنا ان الاخبار او الاعلام بالمعنى الاعم او الامن السيبراني او عناوين كثيرة تصل الى عشرين او ثلاثين ليست مجرد نقل معلومة بشكل خام بل هي تعتمد اهداف كثيرة وفيها سياسات وفيها تدبير وتربية ونتعرض الى الايات التي في هذا المجال وكنا في هذه الاية الكريمة الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله هذه الاية الكريمة تؤكد على ان نفس التبليغ والابلاغ متضمن للاخبار والاعلام فحتى الفتيا هي كذلك وما كان المؤمنون ان ينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ففي باب الاجتهاد والتقليد ذكروا بان فتوى الفقهاء في اي علم من العلوم الدينية هو اخبار حدسي فما الفرق بين الاخبار الحسي والحدسي؟ هذا بحث مهم في الاعلام وخاض النائيني في الاصول في هذا البحث مفصلا وكذلك غيره من الاعلام .

اولا هل الاخبار الحدسي هو اخبار ام لا؟ فالميرزا النائيني يقول الاخبار الحدسي هو اخبار عن خبرة علمية بتوسط الاستنتاج العلمي اذن فما بال الخطباء اذا اعملوا الحدس في الاخبار عن وقائع عاشوراء يعنف عليهم ؟ فهي مواد يحدس منها امر اخر فمن قال لك الاخبار يحصر بالحس؟ احد الخطباء قبل مئة سنة في النجف الاشرف وادركناه وكان من بلدنا ما فتئ يحكي لنا عن تدريس الخطابة في العتبة العلوية كيف كانت؟ فقال كل غرفة في الحرم فيها خطيب متخصص في مجال معين واتى بالاسماء للاسف نسيناها فقال احد الخطباء هو نهج البلاغة متحرك وحافظ لها ولشروحها ولغريب كلماتها وحتى الفقهاء يستعينون به اذا ارادوا ان يستنبطوا حكما مرتبطا بخطب نهج البلاغة وايضا ذكر خطيب اخر عبارة عن موسوعة العلوم اللغوية يقول كنا ندرس عنده .

فالخبرة العلمية ليست جزافا فالفقيه عندما يخبر يقول هذا حكم الله او حكم النبي واهل البيت فهو يسنده الى الله ولرسوله وللائمة ثم يقول العمل بهذه الرسالة العملية مجزئ ومبرئ للذمة ، فهناك اربعة الاف مسألة في المنهاج وليس كل مسألة من مسائلها منصوص عليها بالخصوص فكيف استخرجها الفقيه واخبر انها حكم الله؟ انه بالاستنتاج وبالخبرة العلمية .

فالفقيه او المتكلم او المفسر او اي عالم من العلوم الدينية مطالب عندما يخبر باخبار حدسي ان ينسبه الى الله وهذا ليس معنى جزاف بنظر النائيني فهو ليس هلوسة وانما هو على طبق القواعد والاصول العلمية وطبق النظم واستنتاج علمي صغرى وكبرى ونتيجة فبعض الاحيان الاستنباط يكون اعقد من العملية الرياضية المعقدة ، فبعض مراحل الاستنباط فيها عشرين مرحلة وحتى الاخباريين يقولون بهذه النتائج ويذكرها المجلسي والشيخ يوسف البحراني والشيخ حسين ال عصفور او الفيض الكاشاني عندهم رسائل علمية هي ليس منصوص عليها بالخصوص .

اذن عندنا اخبار حدسي ففي تعريف الميرزا النائيني الاخبار الحدسي عبارة عن قواعد بتأليف صناعي علمي وليس عبثي وانما ميزان منتظم تستنتج منه فبالحدس ينتبه للامر بقوة فائقة وذكاء الذهن والا لا بد ان يستند الى موازين لا انه نستنتج جزافا مبهما نعم في البداية قد يكون مبهما لكنه يتأمل ويتدبر فيستخرج التفاصيل فعندنا اخبارات حقيقة عن الواقع فاذا كان على الموازين صدق والا فكذب فحصره بالحسي فيه ما فيه يخالف العلوم التجريبية والعلوم الانسانية والعلوم القانونية والعلوم الروحية فمجموعات العلوم المختلفة يخبرون عن الواقع التكويني باليات الاستنتاج .

مثلا في علم الفيزياء العلماء لم يروا اصلا الذرة النووية ومع ذلك يصرون على الطاقة النووية السلمية وغير السلمية بالحدس ، فالحدس ليس هلوسة بل بموازين علمية ولكن تشبه حلحلة العملية الرياضية بحاجة الى قوة ذهنية فائقة تلتفت الى الصغرى والكبرى والنتيجة كي تركب الشبكية بين منظومة القواعد فالكلام فيه خبروية .

ذكرت لكم عن هذا الخطيب كان يذكر ان خمسة خطباء يدرسون الخطابة في النجف الاشرف في اليوم الواحد وكان احدهم متبحرا في كتب المقاتل فهو ليس مجتهد في الفقه والاصول لكنه مجتهد في مقتل الامام الحسين وفي نهج البلاغة وفي الصحيفة السجادية فلديه خبروية ويستعين به الفقهاء فاحدهم موسوعة لغوية متحركة فهو كمبيوتر بشري لانه حاضر الجواب ، اذن الاخبار الحدسي اخبار وحقيقة .

فالنائيني يقول قول اهل الخبرة متضمن للاعلام لكن اعلام اخبار ليس بالحس وانما بالحدس فانت ايها الحاصر للصدق والكذب في الحس انت مذهبك مادي فيجب عليك اغلاق كل العلوم سواء بشرية او غيرها وهذا بحث مرتبط بسلطة الاعلام .

لاحظ الشيخ الطوسي والسيد المرتضى هؤلاء جاهدوا في العلم وفي اعلاء كلمة المذهب فهم ليسوا بمعصومين لكن جاهدوا وكابدوا وبلوروا ، مثلا السيد المرتضى في ادعائه الاجماع في كتاب الانتصار قال الاعلام هذه الاجماعات ليست حسية حيث هو نسب الى علماء الامامية اجماعات ولكن حسا لا وجود لها، فهل كذب السيد المرتضى؟ كلا هو صادق ولكن الصدق حدسي ايضا .

الشيخ الطوسي في كتاب الخلاف نسب اجماعات لعلماء امامية وحسا لا وجود لها فبعض المسائل اصلا غير معنونة عند علماء الامامية لكن ذكرها السيد المرتضى وادعى فيها الاجماع وهذا ليس كذب هو صدق لكن ليس عن حس وانما صدق عن حدس فالشيخ الطوسي في كتاب الخلاف والمبسوط وهما كتابان عظيمان عند علماء الامامية تجد الشيخ الطوسي نادرا يذكر مسألة الا ويدعي فيها الاجماع والحال ان هذه المسائل غير موجودة في الكتب المتقدمة كالمقنعة ومقنع الصدوق والهداية وكتاب التكليف للشلمغاني وكتاب الشرائع يعني هو اجماع حدسي وليس حسيا فهل هذه النسبة تقول من السيد مرتضى والشيخ الطوسي لعلماء الامامية ؟ كلا وانما هو بسبب الاستنتاج العلمي الخبروي فيعبرون عن اجماعات السيد المرتضى والشيخ الطوسي انها اجماعات تقديرية .

هذا المبحث شرحه الشيخ الانصاري في الرسائل وكذلك صاحب الكفاية في مبحث الاجماع طبعا هناك فرق بين حكم الاجماع ونفس الاجماع كلامنا ليس في حكم الاجماع وانما في نفس الاجماع كموضوع هل موجود ام لا؟

فبيت القصيد ان الاعلام اخبار يشمل الحس والحدس والاخير مبني على الاستنتاج باصول علمية فهذا الاخبار صحيح طبعا المخبر يجب ان لا يدلس في الخبر ويقول هذا اخبار حدسي او اخبار حسي فيجب ان يبين منشأ الاخبار وهذا حق السامع والمشاهد لكن بالتالي عندنا نسبة واسناد في الاجماع ، فيذكرون من كتب علماء الامامية ويقولون اتفقوا واجمعوا اما روية السيد المرتضى والشيخ الطوسي انهما اذا رأوا قاعدة معينة متسالم عليها يستنتجون منها فرع اول ثاني ثالث ويقولون تسالم علماء الامامية في هذه القواعد فيلتزمون بالفروع لان الاقرار بالشيء اقرار بلوازمه كما في باب الاقرار لو اقر بشيء منطوق مطابقي يلزمونه بلوازم ذلك الاقرار ولو كان بعشرة واسطة سواء انت انتبهت او غفلت انك اقررت باللوازم فانك تلقائيا ملزم بها لان الاقرار بالشيء اقرار بلوازمه فالاخبار لا ينحصر بالحس شريطة ان يكون على الموازين العلمية وشريطة ان يكون المخبر عنده خبرة وقدرة علمية .

لذلك يقولون ان استنتاج احداث في عاشوراء من قبل من هو ملم في البحث التاريخي او العسكري او الامني او الروحي يعول عليه الان لاحظ سيرة النبي في احد كثير من مصادر الطرف الاخر تقول ان واقعة احد انتهت بهزيمة المسلمين انا اقول كيف يصدق هذا الشيء؟ وكيف يصدق ان قريش فازت المعركة ثم لم تهجم ولم تغير على المدينة المنورة ؟ هم فروا كبد حمزة فهل يبقون اعراض المسلمين سالمة؟ يعني هل هم اخلاقيين مبدئيين؟ فهل هم لم يغيروا تنزها وطهارة ؟ هذا غير معقول اضف الى ذلك ان حمراء الاسد هي منطقة وقعت فيها بدر الصغرى فهي ثالث واقعة خاضها النبي بعد احد بفاصل ايام فهناك قرائن يقطع فيها الباحث عسكريا وتاريخيا ان ما قيل من ان خاتمة واقعة احد كانت بهزيمة غير تامة طبعا هزم المسلمون يعني صار النصر ثم هزيمة ثم النصر فلم تنته المعركة بالهزيمة لان النصر الثاني تحقق على يد امير المؤمنين فحذفوه وطمسوه وعتموه ففي بدر الصغرى قريش فرت وبدر كانت في حمراء الاسد فاذا قريش كانت منتصرة فكيف تفر؟؟ مما يدل على انه الامر ليس كذلك وعندنا روايات كثيرة عن اهل البيت ان في احد حصل النصر ثم صارت هزيمة ثم حصل النصر بل نص القرآن هو هذا الشيء اذا تتأمل فيه كما بينه اهل البيت وهم ادرى بمن في البيت فبعض الامور ان تتامل بها في الوقائع التاريخية ستكشف ان القلم العباسي او الاموي التاريخي قد تلصص فيه حقائق التاريخ الشيء الكثير وتعلم بذلك علم اليقين .

فهناك بحوث كثيرة تاريخية يمكن للانسان بما له من خبروية في المجال الاقتصادي والامني والعسكري والاجتماعي والثقافي ان يطلع عليها فاذن لا يشنع على الخطباء انهم اعتمدوا على اخبارات حدسية شريطة ان يبينوا شواهد هذا الاخبار الحدسي والقرائن التي اعتمدوا عليها وشريطة ان يوضح الخطيب او الباحث في واقعة عاشوراء او في السيرة اني استند الى الحدس لا الى الحس، مثلا حمزة عبدالمطلب لم يقتله الوحشي فقط وانما اغتيل من قبل الطابور الخامس في جيش رسول الله .

نحن الان في الاعلام بالمعنى الاعم فما هو النظام الاعلامي لنقل التاريخ؟ هذا بحاجة الى منهج قويم فلا تقل ان الاخبار في التاريخ ينحصر في الاخبار الحسي هذا خطأ ونحن نخاطب حتى الاكاديميات في العلوم الانسانية والاجتماعية ان الجانب الحدسي العلمي المبني على موازين ضروري اعتماده لكن شريطة ان يعتمد على شواهد وقرائن وموازين وربما يكتشف كيف حصل التدليس والتعتيم وما اكثره ، فالاخبار اعم من الحس والحدس لاحظ بحثنا في الاعلام بالمعنى العام يدخل في ابواب وعلوم عديدة وتأسيس هذا الباب في الفقه جدا مهم .

مثلا السيد محمد مهدي بحر العلوم في منظومته الفقهية في كتاب الصلاة في مبحث الاذان استشهد بثلاث ابيات وذكرها صاحب الجواهر في كتاب الصلاة باب الاذان

صل اذا ما اسم محمد بدا      عليه والال فصل لتحمدا

واكمل الشهادتين بالتي      قد اكمل الدين بها في الملة

وانها مثل الصلاة خارجة      عن الخصوص بالعموم والجة

فوالج ليست داخلة بالعموم فما هو المولوج فيه؟ انا هذه اللفظة ثلاثين سنة اقرأها ولم التفت لها الا هذه السنة فهي خارجة من اين؟ و والجة في اين؟ فهنا السيد بحر العلوم يقول ان الشهادة الثالثة خارجة عن تشهد الصلاة وتشهد الاذان بلحاظ الادلة الخاصة لكنها جزء منه بلحاظ الادلة العامة ففي الملة يعني بضرورة الملة القرآنية ومذهب اهل البيت الشهادة الثالثة جزء عام في التشهد وبنحو الوجوب لكنها جزء من الادلة العامة فالعموم يدخل الشهادة الثالثة جزءا واجبا في التشهد والاذان وتشهد الصلاة وفي اي تشهد من التشهدات فهل اكمال الشهادتين بالشهادة بالثالثة ؟ كلا ولا وجوب وانما ضرورة فالسيد بحر العلوم من هذه الادلة الضرورية يقول ان مراد علماء الامامية من ان الشهادة الثالثة ليست جزءا من الاذان بلحاظ الادلة الخاصة ولكن بلحاظ الادلة العامة هي ضرورية وجزء واجب داخل .

السيد الخوئي في شرح العروة في كتاب الصلاة في باب الاذان يعترف بهذه الضرورة يقول ان اية اكمال الدين دالة بالضرورة وليس بالظاهر الظني على مطلوبية اقران الشهادة الثالثة بالشهادتين فالسيد بحر العلوم يسند الى علماء الامامية ذلك فهو اخبار حدسي فيقول بانهم قائلون بان الشهادة الثالثة جزء واجب بالضرورة في كل تشهد سواء كان تشهد اذان او تشهد وسط الصلاة وصاحب الجواهر قرر كلام استاذه بحر العلوم يعني افتى بنفس الفتوى التي ذكرها بحر العلوم طبعا صاحب الجواهر عنده موضع ثاني في كتاب الصلاة يقرر ايضا وجوب الشهادة الثالثة بوجه اخر وذلك في بداية بحث التسليم فهو يذهب الى الوجوب بوجه اخر فهنا بحر العلوم يسند ويؤول ويفسر كلام علماء الامامية بان الشهادة الثالثة ليست جزءا من الاذان بلحاظ الادلة الخاصة اما بلحاظ الادلة العامة فضرورية .

الدليل الخاص اقصى ما يصل اليه انه ظني الدلالة وظني الصدور بينما الادلة العامة قطعية الصدور وقطعية الدلالة اذن هذا اخبارات حدسيه من السيد بحر العلوم وينسبها الى كافة علماء الامامية لانه يقول بان الادلة العامة مثل ايات الاكمال التي هي ضرورة ووجوب وليست استحباب يقول ضرورة فوق الوجوب يقول هذا يستفاد منه الجزئية يقول قد اكمل الدين بها في الملة يعني ضرورية وليس استحباب ورجحان بل ضرورة فوق الوجوب .

فالمقصود انه لا ينحصر الامر بالاخبار الحسي بل يشمل الحدسي طبعا الاخير ليس هلوسيه سواء في باب التاريخ او المقاتل او الخطابة او باب الفقه والكلام والتفسير نعم يمكن للفقهاء والمكلمين ان يخطئون بعضهم بعضا لكن لا ان تقول هذا المنهج كذب في كذب ، كلا اعتراضك كذب فالمنهج في التاريخ وفي واقعة عاشوراء وفي سيرة اهل البيت على الحدس فالحدس هو امر موزون علمي ولا غنى عنه فدعواك جزافا تحكما بان الاخبار لابد ان يكون حسيا هذا غير صحيح او ان علم الرجال يجب ان يكون حسيا هذا خطأ علم الرجال حدسي ودعوى السيد الخوئي انه لابد ان يكون علم الرجال عن اخبار حدسية هذا غير مقبول فالاخبار الحدسي هو مسلك الوحيد البهبهاني وطبقات تلاميذه وقبله ممن سبقه كالمحقق البحراني وهو مسلك القدماء ، فالقول بانه لا تحصل علم الرجال الا بالاخبارات الحسية هذه دعوى غير سديدة وغير صحيحة ، هو نفسه في معجم الرجال يمارس الحدس في موارد عديدة ويمارس الاستنتاج فبالتالي الاخبار والاعلام لا ينحصر بالحس فلا نكن ماديين وحسيين فالله زود الانسان بعقل وبفكر والحس لا يصل الى العقل .

عندما تقول اشهد ان لا اله الا الله هل رأينا الله بالحس؟ كلا فكيف تقول اشهد؟ هل تصدق ام تكذب؟ عندما تقول اشهد ان محمدا رسول الله هل شاهدنا سيد الانبياء بالحس ؟ كلا وانما شاهدنا النبوة بالقناة الغيبية الوحيانية ورأيناها بالعقل فالرؤية العقلية يصح الاخبار بها كما يصح الاخبار بالرؤية الحسية فالاعلام يقوم على الاخبار الحسي والعقلي والفكري لكن لابد ان يكون مستندا الى موازين وليس هلوسة وادعاءات اجمالية هذه الضوابط ليست وحيا منزلة وانما تنظيم وتأليف جهود بشرية فالمواد قد تكون وحيانية لكن كيفيتها وتنسيقها وتنظيمها والاستنتاج منها جهود بشرية وان كانت هي مواد وحيانية فباب الاخبار لا ينحصر وبالحس بل يشمل الحدس وهو ما يسمى بالاجتهاد فالاجتهاد في التاريخ وفي الفقه وفي علم الرجال موجود .

فالحس والحدس موجودان في علم الرجال فهذا امر مهم يلتفت اليه ان الاعلام وسلطة الاعلام يعتمد على الاخبار الحسي والحدسي بشرط ان يستند الى موازين وضوابط فعندما يقال حدس فهو قول اهل الخبرة والاخير يختلف عن قول الرواة فذاك حدسي وهذا حسي كذلك قوله تعالى لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم انذارهم مستندا الى الحس والفهم وليس الى الحس فقط فلينذروا اخبار لكن اخبار حدسي وان كان مستندا في جملة من مقدماته للحس فالانذار حقيقة اخبار لكنه حدسي وليس حسيا.

فرق الراوي عن الفقيه في الاخبار هو ان الراوي فقط ينقل بالحس اما الفقيه يضم الى الحس نتائج معلوماتية مستندة الى الحدس وهذه نكتة جدا مهمة فهناك فرق بين الاخبار بالفتوى والاخبار في الرواية من ثم لاحظ الفقهاء الذين يجمدون على الفاظ الروايات بالدقة روات وليسوا فقهاء فالراوي قد يفتي لكنها فتوى روائية وليست فقاهتية نعم اذا استندت الى الفهم كما يقول القرآن صارت فتواه فقهية ليتفقهوا يعني يتفهموا فلولا نفر يعني يرووا فالقرآن ضم الرواية مع الدراية حديث تدريه اي تفهمه خير من ثلاث احاديث ترويه وفي رواية اخرى خير من عشر روايات وفي رواية اخرى خير من الف حديث ترويه يعني هذا بحسب قوة فهمه فالفقيه الفحل يستخرج من رواية الف رواية والفقيه المبتدئ يستخرج من رواية ثلاث روايات والفقيه المبتدئ الاخر يستخرج من رواية عشر روايات يعني حسب قدرته وفهمه فضم الفهم للحس يصير حدسا والاية تشير الى تدبر وضميمة الفهم والحدس الى الحس طبعا الايات الاخرى الواردة في الفتوى ايضا تشير الى هذين العنصرين وهذا بحث سيال في الاعلام والاخبار بالمعنى الاعم.

 

logo