« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/03/14

بسم الله الرحمن الرحيم

قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٠٨)باب الإعلام في التدوين الفقهي

الموضوع: قواعد في أبواب المسؤوليات العامة (١٠٨)باب الإعلام في التدوين الفقهي

 

هناك اصرار من الاخوة على اكمال ما قد بدأناه من باب الدفع والدفاع وانه لو يكمل ولو بشكل موجز افضل من تركه ولا سيما هو بحث عقائدي وتفسيري وربما بلغت عدد جلساته في العام الماضي اكثر من مئة فنكمله ثم نعاود الى مبحث العقائد والتفسير مرة اخرى وكان منهج البحث التركيز على القواعد الفوقية في هذه الابواب العامة يعني البحث السابق في الحقيقة يتمركز حول الابواب التي تتعرض للمسؤوليات العامة وهذا البحث يتناسب مع الاجواء التي نعيشها في عصرنا الراهن فمباحث المسؤوليات العامة جدا ضرورية وابتلائية فلئلا يكون البحث نظريا بعيدا عن الابتلاء فاكماله حري لا سيما لضرورة تأسيس جملة من الابواب الفقهية الجديدة المرتبطة بالمسؤوليات العامة وهي موجودة في الادلة الا انه كما مر في كلام كثير من الفقهاء ان تدوين الفقه طغى عليه جانب البعد الفردي فلا اقول التراث الفقهي لدى الامامية طابعه كله فردي بل الفقه في مسئولياته العامة مبثوث بشكل وافر وكبير الا انه منتثر لا مجموعي مبلور معنون .

فهذه المباحث يستطيع ان يقف عليها الانسان بكلمات طبقات الاعلام بشرط اليقظة والوعي ففقه المسؤوليات العامة كالفقه المجتمعي والفقه السياسي وفقه الدولة وفقه النظام ليس ادعاءا وانما حقيقة موجود في فقه التراث الا انه مبثوث منتثر وليس مجموعي ململم في الابواب فالحري ان يعاد تدوين صياغة هذه المباحث ولن نفتقر الى مواد ومصادر وكلمات لانها ما شاء الله موجودة لكن شريطة الوعي ويقظة الباحث .

مر بنا في بحث المكاسب المحرمة انه على اقل تقدير نصف مباحثه هو في الفقه المجتمعي وفقه الدولة لا الفقه الفردي وانا شخصيا كتاب ملكية الدولة هذا الباب جمعته ممن التقيت بهم من الاعلام من تلاميذ صاحب الكفاية مثل السيد احمد الخوانساري والسيد حسن القمي والشيخ محمد علي الاراكي وغيرهم من تلاميذ النائيني والشيخ عبد الكريم الحائري والمحقق العراقي والكومباني فحصيلته صار بحث ملكية الدولة فهذه المباحث موجودة في المكاسب المحرمة بالصيغة التقليدية القديمة ولكن بحاجة الى وعي ويقظة من الباحث انه كيف يستخرج هذه القواعد .

اذن تراثنا الفقهي رغم انه صيغ بصياغة الفقه الفردي سيما من المحقق الحلي او قل ما بعد الشيخ الطوسي بدأ يميل الى الفقه الفردي بخلاف صياغات الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي حيث صياغة الفقه لديهم مجتمعية مذهبية للطائفة وليست صياغة فردية ولكن فيما بعد ذلك الى المحقق الحلي اخذ ينحو نحو الفقه الفردي ووصل ذروته الى زمن المحقق الحلي يعني كتاب الشرائع تدوينه يختلف عن المبسوط فالاخير فيه جملة من ابواب الفقه السياسي وفقه الدولة وفقه المجتمع بينما لا تراه في كتاب الشرائع فانت قارن بين فهرسة ابواب الشرائع وفهرسة ابواب المبسوط وانعم واعظم بالمحقق الحلي لكن هذا لا ينافي ان نشخص المنهجية في تدوين الفقه لكي لا نقع فيما وقع فيه المحقق الحلي .

هذا كما مر بنا ابواب تأكيد للتشريع الالهي عليها قرآنيا نبويا وفي بيانات العترة التأكيد والتشديد عليها بمراتب اعظم من ابواب اخرى ، طبعا بالنسبة الى الشارع هينة ويسيرة وان كان في التشريع لايوجد هناك شيء هين ولكن بالتالي هناك صغائر وهناك لمم وهناك كبائر وهناك كبائر الكبائر من ثم عندنا اركان الدين وفروع الدين وفروع الفروع وعندنا اركان الاركان واركان الفروع نفس بيان الوحي ان التشريع على طبقات لا طبقة واحدة وهذا بضرورة الدين والادلة فمن غير الطريقة الكاملة ان نركز على الفقه الفردي اتذكر كلام عبد الله ابن عباس يسألونه عن قتل الذباب في الحرم فقال يقتلون الحسين ويسألون عن دم الذباب يعني تاركين الامور العظيمة واشتغلوا بالامور اليسيرة .

فاذا كانت هذه ابواب المسؤوليات العامة ابواب عظيمة جدا فكيف تترك؟ فلابد ان نلاحظ الاولى فالاولى ، نحن في التدوين نجد في موارد كثيرة صاحب الجواهر وصاحب المستمسك وغيرهما من الفقهاء يقولون لولا ان هناك مباحث اولى بالتنقيح واهم في نظر التشريع لخضنا في الفروع التفصيلية وتفصيل التفصيل فذكر عموم الفقهاء انهم يغضون الطرف عن تفاصيل الفرعية البعيدة الى الامور الجسيمة والمهمة جدا فلا بد من الحركة العلمية ان تجعل صياغة تدوين فقهي جديد يراعى فيه الاولويات بحسب الادلة وبحسب بيانات الشرع وهذا هو يسبب كثيرا ما التقاعس او التقصير او قصور المؤمنين عن واجباتهم لا سيما تجاه صاحب العصر والزمان .

مر بنا انه عندما نقول يا صاحب الزمان عجل على ظهورك فهو ليس يتباطأ وانما التباطؤ منا فالتباطؤ ليس من الله وانما منا وان الله على اهبة الاستعداد فيد الله على الزناد انما التلكؤ منا ان تنصروا الله ينصركم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وصاحب الزمان ليس متأخر متلكأ وانما التلكؤ منا نحن لو قمنا بكل المسؤوليات والوظائف لتمهد الامر كما يقول الخاجة نصير الدين الطوسي في كتاب شرح التجريد وجوده لطف وتصرفه لطف اخر وعدمه منا اذن هنا تقصير وتقاعس في اداء المسؤوليات العامة ولا شك ان اسهام المؤمنين في عدم ظهور الحق ودولة الحق ليست معصية من المعاصي الفردية وانما اسهام المؤمنين في تأخير الظهور اشد معصية من المعاصي الفردية ومعاصينا في الولاية اعظم من معاصينا الفردية هذه خارطة فقهية اعتقادية يجب ان تكون واضحة .

فاول خطوة مهمة في هذا المجال لرفع هذا التقصير الذي يذكره الخاجة الطوسي وغيره من العلماء هو تصحيح التنظير الفقهي يعني هذا التبويب الفردي يدعو الى الغفلة عن المسؤوليات العامة تجاه صاحب الزمان وهذا يرجع الى التقصير منا فلابد من نمط تدوين فقه جديد .

احد الابعاد في التدوين الفقهي الذي يجب ان يعاد صياغته مثلا باب الاعلام الميديا فالعقلاء يعتبرون الاعلام سلطة رابع فهل يا ترى ما هو المقصود من هذا البحث التخصصي الاكاديمي في العلوم الانسانية والاجتماعية والسياسية؟ هل المراد من كونه سلطة رابعة في ازمنتنا؟ هل في ازمنتنا هذه هو سلطة رابعة؟ ام ان هذا الاعلام منذ القدم هو سلطة رابعة ؟ بلا شك منذ القدم فهذه العلوم الاكاديمية التي تكتشف القوة في النظام الاجتماعي لا يتبدل من قرن الى قرن او من حضارة الى حضارة هذه الهياكل والاعمدة في النظام الاجتماعي ثابتة منذ القدم فالاعلام له دور لان طبيعة الانسان مكائن تتحرك بالمعلومات وبالادراك فالمعلومات لها نوع من القيادة في تحرك الانسان والمجتمع فالمعلومة لها دور خطير لانه عندما اصبح الان الانترنت والنظام السيبراني والفضائيات والاقمار الصناعية والحواسيب كلها يعبر عنها بالنظام السيبراني .

فالاعلام له دور والان الاعلام انشط اكثر ، وهذا شبيه بالاسلحة البدائية سابقا ثم تبدلت الى نووية وبيولوجية او اشعاعية او طاقية يعني انها تطورت لا انه استحدث اصل السلاح ولم يكن في النظام الاجتماعي القديم اذن الاعلام سلطة ولذلك هناك جدل لدى العقلاء وانا اتعرض الى البعد التكويني والعقلائي للاعلام لان لي غرضا في البحث التشريعي وسابين انه كيف هيكل مهم في هذا المجال؟ فالفقهاء بحثوا في السلطة القضائية وكذلك السلطة التنفيذية الولاية والحكومة وبحثوا في السلطة التشريعية الفتوى وحتى هذا موجود لدى فقه العامة مع انه عندهم الفقه السياسي في سابق القرون تدوينه بشكل لا بأس به لكن لاحظ حتى لدى المذاهب الاخرى الاسلامية باب الاعلام كسلطة لم يتنبهوا له بشكل مستقل وانما متناثر موجود فلماذا يعقد للقضاء باب مستقل؟ فليجعل متناثر مبثوث غير ملموم مبلور في باب واحد ، فعلى هذا نظام هذه المسؤولية القضائية لا يؤدى كما ينبغي .

فاذا كان الاعلام هو سلطة رابعة ولا يقل شأنا عن السلطة القضائية ولا عن السلطة التنفيذية ولا عن السلطة التشريعية بل ربما دوره اخطر واخطر اذن هذه سلطة من السلطات الان هناك جدل في كثير من الحكومات هل الاعلام يجب ان يكون بيد الدولة او بيد القطاع الخاص ؟ لانه الدولة تريدها ان تكون بيدها او يكون باشراف منها ، او فكرة الانترنت من باب المثال كبحث تكويني يريد ان يقوض السلطات المحلية او القطرية الى سلطة واحدة وهي سلطته ويجعل السلطات ذيلية تابعة له وهم يصرحون بهذا الشيء يعني الاعلام وثورة المعلومات الان طابع حضارة البشر والحضارة الذي نحن فيه يسمى بثورة المعلومات لاحظ كيف الاعلام صار قوام الحكم والسلطة فمن يمتلك الاعلام باقسامه وفنونه والياته المتعددة الى ما شاء الله هذا الاعلام سلطة فما هي قواعده؟ ونظمه وادواته وموازينه ؟ كيف بحثه الفقهاء في السلطة القضائية وفي السلطة التشريعية الفتوى والاجتهاد والتقليد وبحثه في السلطة التنفيذية الوالي والحاكم واقامة الدولة وانشطتها كالجهاد واقامة الحدود فكيف لا يبحث في باب الاعلام؟ فهي سلطة قوية مهمة هل لها قواعد ونظم وضوابط ينبغي مراعاتها ؟ فكيف يبحث ادق المسائل في الاجتهاد والتقليد والتشريع والفتوى؟

هكذا ايضا باب الاعلام لا سيما سنقرأ ايات ايات الاحكام الواردة في باب الاعلام كما ان القضاء فيه ايات احكام وفي كل باب فقهي من الابواب المعهودة هناك ايات احكام وسيتبين ان هناك ايات عظيمة في سور عديدة بخطاب قرآني غليظ وشديد ورد في الاعلام فما بالنا نتهاون في تدوين هذا الباب؟ لا اقل على مستوى ايات الاحكام والاحاديث النبوية والعترة الطاهرة التي تتعرض الى القواعد الفوقية في هذا الباب ينبغي لنا التعرض لها كما نتعرض في باب القضاء وفصل الخصومات فنحن نتمثل بباب القضاء كي نجريه بنفسه في باب الاعلام بل الامر في باب الاعلام اخطر .

من هذا من البحوث التي يثيرها البشر في باب الاعلام حيث انه لابد ان نشخص الموضوع في بعده التكويني كي نلتفت الى بعده التشريعي فباب الاعلام عند البشر في ايامنا الراهنة هي الالية العظمى للسلطة التنفيذية ولا يتبادر من الذهن خصوص الفضائيات وشبكات الاتصال الاجتماعية وانما المقصود كل ما يشمل النظام السيبراني يعني هذا الانترنت والاقمار الصناعية والحواسيب ومخازن المعلومات والسيرفر وشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات هذه كلها يعبر عنها بالعالم السيبراني فالاعلام بهذا المعنى لا الاعلام بالمنى الضيق القديم وهذا الاعلام هو عين السلطة التنفيذية ولابد طرقت اسماعكم الحكومة الالكترونية يعني بدل هذه الوزارات والابنية والموظفين والبطء والتلكؤ في خدمات الدولة للمواطنين استبدلوها بالحكومة الالكترونية والسيبرانية فتكون الخدمات باسرع واقصر وشفافية اكثر .

احد المسؤوليات او المهام الخطيرة التي تطالب بها مسيرة العدالة في الدول والشعوب هو مسيرة الاصلاح فالسلطة التنفيذية هو نظام الشفافية فالمراقبة والشفافية الية مهمة لجهاز الحكومي او غير الحكومي حتى القطاع الخاص فالشفافية امر مهم جدا هذه الشفافية التي هي مهمة جدا في بنود وهيكل واعمدة السلطة التنفيذية فاعظم قوام لها هي الشفافية في نظام الحكومة الالكترونية انا اذكر هذه الامور كاصول موضوعية في العلوم الاكاديمية الراهنة ولا اخوض فيها تفصيلا بامكان الاخوة ان يراجعوا المصادر في هذا الجانب .

فالنظام السيبراني من اعظم الاليات المهمة للسلطة التنفيذية فهناك اندماج وترابط وطيد نخاعي بين السلطات اي بين السلطة الرابعة الاعلام والسلطة التنفيذية بل وحتى السلطة القضائية بل وحتى السلطة التشريعية ، اذن الاعلام بافقه الواسع بما يشمل كل النظام السيبراني وكل اليات المعلومات ونعني به الاعلام بالمعنى الراهن اليومي يعم كل اليات نشر المعلومات ، ورصد البيانات عالم عظيم به قوام السلطة التنفيذية فاذا كان شأن الاعلام بهذه الخطورة كيف لا يبحث عن القواعد الدستورية الموجودة في باب الاعلام كي ترى الجماعات المؤمنة مسؤوليتها تجاه هذه الوظائف وعلى صعيد السلطات العامة بل حتى على صعيد الظواهر الاجتماعية وهذا اساس في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا مهم في اداء الوظيفة في هذا الباب لا سيما في هذا العصر تربية المجتمع على الكمالات والفضائل ونبذ الرذائل ونبذ السقوط في وحل الرذائل والابتذال وتوحش الحيوانية هذا باب عظيم مؤثر في تربية المجتمع واليات النشر الاعلامي فيه اعظم من اي الية اخرى فهو منبر ملاييني فبدل ما انت تتوجه بطاقتك الى فرد من الافراد فترشده الى المعروف وتبعده عن الرذائل انت بهذه الالية تجاوز نطاق الافراد بالعشرات والالوف الى ملايين كل ما كانت هذه الالية متطورة ذكية تصب في التأثير التربوي في المجتمع اكثر .

فالقيادة عبر الاعلام بالمعنى الواسع باب عظيم جدا وهو الحكومة وهو اكبر الية لممارسة التربية والتعليم فلا اقل يجب ان نبحث عن ايات الاحكام في هذا الباب وعلى الأقل القواعد النبوية وقواعد العترة في هذا الباب والمنهج في هذه البحوث التي بدأناه في العام الماضي ولا زلنا نستمر الى يومنا فيها هو التعرض للقواعد الفوقية دون الخوض في تفاصيل كثيرة فاهمية الاعلام او نشر المعلومات اصبح شيئا خطيرا جدا .

مثلا احد الوظائف هي الدفاع واعتداء المعتدي حسب بيانات الوحي وحسب النتائج التي وصلت اليها العلوم البشرية انه تسعين بالمئة من الحروب قضايا مرتبطة بالية المعلومات مثل قول النبي الحرب خدعة يعني نوع تحكم في المعلومات التي تنشر بحيث تخادع العدو فهي حرب نفسية وحرب اعلامية .

اذن قضية الاعلام بالمعنى الواسع في العصر الراهن الحديث اصبح بابا خطيرا جدا فهو باب الجهاد وباب القتال وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو باب يؤثر في الحد من الجريمة والفساد فهو الكل في الكل فهو الارشاد والتبليغ انما عليك البلاغ المبين يعني كأنما الوظيفة الاساسية في الانبياء ايصال المعلومات وبالاصطلاح الوحي مبشرا ونذيرا وبالاصلاح العصري يعني توصيل المعلومات لما وراءه فلا يمكن تجاهل باب الاعلام فهل يا ترى للقرآن ولاحاديث سيد الانبياء والعترة قواعد ونظم وهيكل في هذا الباب ام لا؟ هل هناك مسئوليات على عاتق الامة تجاه هذا الباب ام لا؟ كما يقولون طبيعة الانسان الفرد او الانسان المجتمع او الانسان البشرية الجمعاء في كرة الارض او الانسان حتى في البرزخ من الاولين والاخرين او مجتمع الجن او معشر الملائكة ، فطبيعة هذه الكائنات التي هي ذات نفوس يتحكم فيها هي المعلومة والمعلومات قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال اني اعلم ما لا تعلمون وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا .

فلاحظ بحث المعلومة بحث محوري بين الله وملائكته فالاعلام حتى في باب العلم موجود يتلو عليهم اياته يعني الدرجة النازلة من التعليم هي التلاوة ويزكيهم التزكية بالمعلومات اعظم من التزكية بشيء اخر اعظم الية للتزكية الفردية او للجماعات هو العلم وليس الجهل ، اكبر رياضة هي العلم كثير من الكبار اذا تسألهم عن البرنامج الروحي للترويض ولتهذيب النفس حسب البيانات التي وردت عن اهل البيت هو نفس العلم والتعلم لانه اكبر مربي واكبر ترويض للنفس كالعلم التنظيري للفضائل والعلم اللغوي التنظيري للرذائل واكثر ما نقع في الرذائل سببه الكبير جدا في انفسنا او مع بقية البشر او مع تعاملنا مع الله ان اكبر سبب هو الجهل بالرذائل ، مثلا ما الفرق بين العزة والذلة؟ وبين الحزم والحدة وبين اللين والانهزام وبين المداراة والمحبة ، فالمداراة لا ينهى عنها القرآن لكن محبة الاعداء ينهى عنها .

الكثير يخلط بين محبة الاعداء وبين المداراة يعني الرذائل على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاسري وعلى صعيد الارحام وعلى صعيد الانسان نفسه فالمشكلة في التنظير وفي المعلومة قبل ان تكون المشكلة في التطبيق والاداء يقول سلمان الفارسي المحمدي وهو اعظم من لقمان حكمة كما ورد عن اهل البيت اذا كان الله عقد سورة في القرآن للقمان فكيف بك بسلمان؟ وهو اغترف علمه من سيد الانبياء وسيد الاوصياء وسيدة النساء نحن كلامنا في الاعلام بالمعنى العام لنتبين اهميته في كل المجالات والميادين؟ وما هي نظمه والياته وقواعده؟ والايات الاحكامية الواردة فيه بشكل مزلزل انه كيف تتركون هذه المسؤوليات؟ حيث بعض الايات القرآنية خطاب قانوني عادي معتاد ولكن بعضها مزلزل وسنتعرض لها وتقرع رؤوس العباد لاهميتها عند الله وفي التشري

فيقول سلمان ان العاصي لا يعصي الله الا من جهل واعظم منه كلام موسى ابن جعفر في اصول الكافي ينبه ان ترقية مستوى الثقافة العقائدية والاخلاقية والدينية هي اعظم اسباب كمال الانسان في الدنيا والاخرة لاحظ القرآن يقول في يوم القيامة يقول اضلونا او اضلانا من الجن والانس لاحظ الضلال هي معلومة فالهداية مرتبطة ايضا بالعلم والمعلومة فمن اعظم الكمالات واعظم الطريق للوصول للهداية وللكمال توفر المعلومات لدى الانسان ، علم العقائد بنفسه غير علم الاخلاق هو اعظم مدرسة رياضة روحية فدور الاعلام وخطورته في ابواب عديدة جدا عظيم كانه دم ساري في شريان كل الابواب.

 

.

logo