47/02/14
اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (76)
الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (76)
كان الكلام فيما انجز من العلوم الاجتهادية الدينية بجهود العلماء الاعلام طيلة القرون الماضية ان هذا لا يكفي في مسيرة العلوم الدينية لقراءة الوحي لذلك فلسفة فتح الاجتهاد من ضروريات مذهب اهل البيت نعني به الربط بين عدم كفاية الجهود وضرورة فتح باب الاجتهاد فهناك ثلاث الاول ان ما انجز لا يكفي ولابد من مواصلة مسيرة الاجتهاد في حين الثوابت تبقى على حالها يعني من المعالم الاعجازية في مذهب اهل البيت في نظرية المعرفة وبحث العلم هو انه في حين ان الثوابت والمحكمات راسخة لكن مع ذلك مسيرة الاجتهاد لا تقف عند حد فكيف يوفق بين الثوابت وبين ان مسيرة الاجتهاد مستمرة ، نعم فيها تصحيح وفيها كشف لمساحات جديدة لم تكتشف من قبل او كشف لدلائل اكثر مما قد انجز وهذه هي المساحة الثالثة وهناك مساحات عديدة يقوم بها الاجتهاد المستمر فهذه منظومة ونظام كشف مساحات لم تكتشف او دلائل لما كشفت سابقا تلك الدلائل زيادة على ما سبق وهناك صور اكثر واكثر .
فالمقصود ان قراءات فحول الفقهاء لنهضة سيد الشهداء التي هي نهضة بينة ومن محكمات سيرة ائمة اهل البيت مع هذه تجد المحاولات الاجتهادية والقراءات لا تنتهي عند حد منها ما مر بنا في الجلستين السابقتين من ان الامام وظيفته حتى في عالم الادارة السياسية ان يعمل بالموازين الظاهرية الظنية لاالعلم اللدني الاصطفائي الملكوتي الوحياني فهذه القراءة لنهضة سيد الشهداء مبنية على فكرة من افكار علم الكلام ومن افكار الاصول التشريعية في الفقه ان الامام ذو ابعاد وان وظائفه باي نمط يعني هو مبحث صعب عند الاعلام ويؤثر في قراءة سير المعصومين وفي استنباط القواعد الفقهية او الكلامية او غيرها من العلوم ففعل المعصوم القطعي يفهم باي قاعدة ؟
فلاحظ المباحث العقائدية كيف تؤثر على اسس الاستنباط فان لم يكن لدى الفقيه رؤية واضحة عن شخصية النبي والائمة واهل البيت المعصومين لن يستطيع ان يقرأ بعمق كل مغزى القوانين مثلا صاحب الجواهر الروايات المتعارضة في ابواب مختلفة تارة يحملها على ان المعصوم يغفل والعياذ بالله ، فهل هو هكذا او ان هناك وجوه وتأويلات؟ مثلا في روايات مقدار الماء الكر الذي لا يتنجس بمجرد الملاقاة هناك غفلة للمعصوم وبحمد الله التحقيقات الاخيرة دللت على ان اختلاف الروايات معجزة علمية وهذا على خلاف استظهار قرون من العلماء وهو اعجاز في البعد الفيزيائي وفي تحديد الكر بينما البعض كانوا يقولون هذا تعارض ، وتجد صاحب جواهر في صغر سنه العلمي في بداية كتابة الجواهر لما كان يكتب الطهارة كان يقول لعل المعصوم ما عنده علم بالموضوعات وان كان هو رجع عن هذه الغفلة الخطيرة وقال بالمعرفة العظيمة للمعصوم في مجلدات الاخيرة من الجواهر .
فلاحظ معرفة المعصوم مؤثر في التعاطى مع طوائف الروايات؟ مثلا في صلاة المسافر هل المدار على المسافة او على الزمن او شيء اخر؟ الامام يطرح معادلة في علم الميكانيك او الرياضيات يقول ان المدار لا على المسافة ولا على الزمن ولا على السرعة ولا على الجهد وهناك نصوص قرآنية كثيرة تدل على النبي والائمة يعلمون بالموضوعات بعلم لدني الان هذا البحث يأتي هل الامام يعمل بالعلم اللدني في الموضوعات الخاصة او العامة او الجزئية او الخطيرة الكبيرة؟ فالبعد البشري قد لا يوفر لهم كل شيء وان المعصوم له طبقات وقد مر بنا هذا البارحة .
فهنا يقع الكلام ان هذه الوظائف الظاهرية في الادارة العامة العسكرية السياسية الاجتماعية هل الامام يتعاطى مع الاليات الظنية ام لا؟ وما هي وظيفته من قبل الله؟ فهل يتعاطى بالعلم اللدني؟ مع ان العلم طبقات مر بنا امس ان القرآن يبين ان ادم ليس فقط مجرد البدن الطيني البشري وانما عنده طبقات يعلو بها على الملائكة فمن ثم رشح من قبل الله للخلافة في الارض يا ادم انبئهم باسمائهم والا لما امر الله الملائكة كلهم اجمعين ان يخضعوا ويسجدوا له فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين يعني اتباع وانقياد تام وجملة فقعوا له ساجدين اشد صرامة من اسجدوا له فهل معقولة ان الملائكة المقربين وغيرهم اللي عندهم علم في السماوات ينقادون لمن هو كينونته ارضية طينية فقط ؟؟ هذا لا يمكن لابد هناك طبقات اخرى كما بين القرآن اتجعل ثم قال فعلم ادم الاسماء ثم قال يا ادم انبئهم يعني عندما قدمته كان لمنشأ واقع تكويني عظيم والا ما يقدم المفضول على الفاضل .
قرأنا البارحة شيئا من كلام الشيخ جعفر كاشف الغطاء وايضا كلام صاحب الجواهر وغيرهم من الاعلام ان الامام المعصوم والانبياء بحسب طبقاتهم لهم وظائف انما الكلام يقع ان في الادارة السياسية العامة للبشر وكذا الادارة العسكرية والاقتصادية والامنية هل الامام يعمل بحسب العلم اللدني او بحسب العلم الظاهري؟ او يعمل بالوحي مع ان الاخير ليس طبقة واحدة الشيخ جعفر كاشف الغطاء محصل كلامه ان الاصل الاولي في الامام ان وظائفه بشرية يعني ملزم بالموازين الظاهرية الظنية الا ما استثني وهذه الموازين الظنية ان اخطأت لاترجع للمعصوم لانه ملزم بالعمل بهذه الظنيات فهي تخطئ وتصيب كقول النبي انما اقضي بينكم بالبينات والايمان ولربما قضيت لاحدكم ارضا يتنازع فيها وتجيئه يوم القيامة وفي عنقه كقطعة من النار فهنا المسؤولية تقع على القانون الالهي الظاهري لا على المعصوم لا ان هناك قصور واخفاق للمعصوم لا سيما الكلام في الادارة السياسية والعسكرية.
اذن ما الفرق بين المعصوم وغيره؟
نقول حتى على هذا الفرض هناك فوارق لا تحصى فهنا لا يؤاخذ النبي او المعصوم انه اخطأ فميزان خطأ الضابطة الظاهرية الشرعية لا يحمل عبئها على كاهل المعصوم ثم قال الشيخ جعفر ان الامام يعمل بالعلم اللدني في تبليغ الاحكام وهو لا يخطئ ، طبعا الامام لا يخطئ لكن الخطأ في الميزان يعني كما يقال في التنظير للمفاهيم الدينية او في الشبهة الحكمية هنا لا فرق بين المعصوم وغيره لكن انا اقول هناك فرق ان الفقيه لا يحيط بكل منظومة الموازين الظاهرية فغير المعصوم لا يحيط بها يعني بنظمها وانه من المقدم ومن المؤخر ، فهذا على صعيد موازين الظاهرية لكنه لا يخطأ في ميزانية الموازين الظاهرية بينما الفقيه والحاكم السياسي يخطئ في تشخيص الموازين الظاهرية يعني هناك خطأ وصواب يعني الميزان الظاهري الظني يصيب الواقع وقد لا يصيب يعني معرضية الخطأ موجودة وهناك معرضية اخطاء اخرى في نفس تنظير الموازين الظاهرية ايضا يقع خطأ .
الان مثلا فتاوى الفقهاء اكثر من عشرة قرون مساحة منها فتاوى ظنية مما يدل على ان الفقهاء ايضا في تشخيص الظنون في خطأ وصواب اصابة الظنون للواقع فيه خطأ وصواب يعني مرحلتان من الخطأ وصواب مثلا في الهلال هل تنحصر الاثبات بالرؤية الحسية والعين المجردة؟ ام تشمل العين المسلحة؟ او مثلا رؤية القمر مطوقا يعني هذا الذي اراه الان مطوقا هو ليس لليلة واحدة هو لليلة الثانية والسيد الخوئي يفتي به لرواية صحيحة لم يعمل بها المشهور وهو المنصور ، فعندما يرى الهلال مطوقا فيقول انه بحسب النص الظني الوارد ان هذا الهلال لليلتين الان هذا الذي شوهد بانه لليلتين فهو لم يستنتجها بالحس وانما بتطويق الهلال هنا انضم الحس مع ضابطة حدسية فليس حسا محضا وانما حس مع حد
ايضا هناك نص وارد لعل السيد الخوئي في بعض الازمنة افتى به لرواية صحيحة انه اذا رؤي ظل الشخص في نور القمر هو لثلاث ليالي فهو الان يرى الهلال ويرى ظله اما الليلة السابقة من الشهر والاسبق منها لم يره بالحس وانما انضم الحس الى الحدس ايضا هناك نص صحيح اخر افتى به الشيخ بهجت والمشهور اعرض عنه وهو الصحيح انه اذا رأيت القمر بدرا كاملا فاعلم بان هذه الليلة ليلة الاربعة عشر مع انه اول الشهر قد مر فالان رؤيته الحسية يضم لها مقدمة اخرى فيستنتج ان هذه الليلة ليلة الاربعة عشر وليس اثنى عشر .
هناك نصوص اخرى متواترة عندنا تقول لا تستنتج الهلال الا من الحس المحض وقد اعتمد عليها المشهور وهي متواترة فلا تعول على اي ضميمة اخرى فاذن كيف اضمن ليومين وليلتين واربعة عشر ليلة؟ الشيخ المفيد في فترة من الفترات كان يفتي بروايات العدد في اثبات الهلال ان الشهر لا ينقص عن ثلاثين يوما ثم عدل عنه وكذا كان هذا مبنى الصدوق ثم عدل عنه فلاحظ انت الظنون التي يعمل بها هناك خلاف بين الفقهاء في تشخيصها مجموعها .
اذن الفقهاء عندهم تخطئة وتصويب في تشخيص الظنون بينما الامام ليس عنده ذلك وهذا هو احد الفوارق بين المعصوم وغيره فالمعصوم اذن منظومتها واضحة وما يخطئ في تشخيص قالب الظنون نعم نفس الظن الذي امر به المعصوم قد يخطئ وقد يصيب يعني نفس الظن المأمور بالعمل به فالكلام في تشخيص وظائف المعصوم تجد خلافا بين الفقهاء الامامية وهذا مبحث جدا مهم في معرفة شخصية النبي والامام انهم يديرون الادارة والقيادة العامة للبشرية هل بلحاظ المقاطع الزمنية او هو عابر للقرون وللشعوب ، فهل هم مأمورون بالظنون ام بالعلم اللدني؟ فيجب ان ندقق في تفكيك حالات المعصوم فكيف نفهم المعصوم ؟ وهذا يجري حتى على من عايشه ونحن سنبتلى به لو قدر الله ان نعيش في عصر الظهور وسنبتلى به في عصر الرجعة لا محالة يعني هو امر محل الابتلاء فكل فرد بشري مسلم وغير مسلم مؤمن وغير مؤمن صغير وكبير يقدر له الرجعة وهي الزامية وليست اختيارية فبالتالي تعاطينا مع المعصوم لا محالة موجود .
حتى افترض في البرزخ الكلام الكلام مع وجود المعصومين في البرزخ الابتلاء موجود فكيف نتفهم المعصوم فامتحاننا بالمعصومين غير مخصوص بدار الدنيا المهم ان الانسان ممتحن في كيفية تعاطيه مع المعصوم في الدنيا في البرزخ او في الرجعة انه كيف تتعامل مع المعصوم ولا تتمرد عليه؟ وهذا بعد ثبوت براهين امامته لا انه يأتي دجال ويدعي الامامة او المهدوية .
فكيف يقتدي ويتأسى به؟ ولكم في رسول الله اسوة حسنة احد انماط التأسي بالنبي او بالائمة هو القواعد التي يمشون عليها ويسلكونها طبعا هناك اثارة موجودة ان المعصوم هو القواعد لا انه نعطف فعل المعصوم على القواعد وانما نعطف القواعد على المعصوم ، وهذا شبيه الخلاف الاشعري والامامي العدلي في الحسن والقبح الذاتيين فالاشعري يقول ما يفعله الله حسن وما لا يفعله قبيح لا ان الحسن والقبح الذاتي في الافعال يحكم على الله وانما الله هو احكم الحاكمين ولا يحكم عليه شيء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فكل ما فعله فهو حسن وكل ما لا يفعله فهو قبيح لا ان الفعل في نفسه حسن او قبيح فبتحسين الله تكون الحسنى في الفعل وبحظر الله يكون القبح في الفعل بينما الامامية وربما يوافقونهم المعتزلة يقولون نحن نعتقد بانه لا يحكم على الله شيء ولكن الافعال في ذاتها حسنة او في ذاتها قبيحة الحسن والقبح الذاتي للافعال ليسا يهيمنان على الله وانما الله يهيمن عليهما فالله لا يفعل ما هو قبيح ذاتا ولا يفعل الا ما هو حسن ذاتا وهذا لا ينافي حسن الذاتي والقبح الذاتي للاشياء وليست هي مهيمنة على الله وانما هي من رشحات حسن الله .
فالاشاعرة يقولون ان الفعل في نفسه خال من الحسن والقبح وانما بفعل الله يتكون الحسن والقبح فهم ارادوا ان يعالجوا شيئا فاخطأوا في اشياء و ارادوا ان يعالجوا انه ليس للقوانين التكوينية في المخلوقات هيمنة وسيطرة على الله لانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون نقول نعم صحيح لا شيء يهيمن على الله ولكن هذا لا يؤدي الى ما ذكروه بان نجعل الفعل خال لا لون له لا حسن ولا قبح هم ظنوا انه اذا قلنا بان الافعال ذاتا فيها حسن وذاتا فيها قبح هذا كأنما يد الله مغلولة كلا ليس الامر كذلك فكلما حكم به الشرع حكم به العقل وكلما حكم به العقل حكم به الشرع نفس الكلام يأتي في الامام هل هو تحت هيمنة القواعد الشرعية او هو يهيمن على القواعد الشرعية ؟ يعني الحزورة مع الله بلا قياس نفسها في المعصوم فهل القواعد حاكمة على الامام او الامام حاكم على القواعد؟ الامام فعله وقوله وتقريره هو القاعدة فصارت سنة .
تجد في كثير من الموارد في بيانات اهل البيت انه فعل النبي كذا فجرت السنة اذن فعل النبي مهيمن ومؤسس ومشيد وموجد للسنة لا ان السنة حكم معين سابق يحاكم به النبي طبعا كلامنا في الثبوت ليس في الاثبات الاثبات امر سهل ، الكلام في الثبوت هل تشييد القواعد سابق على فعل الرسول وملزم النبي بتلك القواعد في افعاله؟ ام ان تلك القواعد تولدت من فعله؟ بعبارة اخرى يعني هل فعل الرسول يتكون منه القانون ؟ او القانون سابق على فعل الرسول ؟ فالرسول منقاد للقانون فهذا البيان ان فعل رسول الله كذا فجرت السنة يدل على انه اذن الافعال لم تكن فيها سنة او قوانين وانما فعل النبي اكسبها القانونية ثبوتا .
فنفس هذا اللغط الموجود في حسن وقبح الافعال نفسه يأتي في المعصوم ان الله لا يظلم مثقال ذرة فهل الظلم في نفسه قبيح او تقبيح الله يسبب قبحه؟ الاشعري يقول ان هذا الفعل الذي حظر بحظر الله صار ظلم فالقبح الذاتي هل هو ازلي في الافعال؟ فهذا القبح لان الله نهى عنه قبيح ؟ او هو قبح ذاتي نهى الله عنه ؟ هذا هو اللغط العلمي الموجود بين الاشاعرة والعدلية فهل سيرة المعصوم منشأ ثبوتي للتشريع؟ او التشريع يتحكم فيها ؟
هناك بيان لامير المؤمنين يقول في شأن النبي وقوله تعالى : وانك لعلى خلق عظيم ان وجود النبي بكل طبقاته كمال مطلق لان الله خلق النبي وكون النبي كمال مطلقا فكل فعل يفعله هو السبب للتشريع لان افعاله راشحة من كماله فلا يرشح من الكمال الا الكمال فكمال ذات النبي مهيمنة على الافعال وهذا جواب على الاشعرية بلا قياس ، مثل ان كمال الله وعظمة النظم في الذات الالهية وبتعبير الفلاسفة النظم الخلقي يعني الكمال يعبرون عنه بقانون العناية فالدين هو سيد الانبياء والدين هو الامام الصادق ورسول الله وامير المؤمنين .
الفرق الباطنية المنحرفة كالخطابية وابو الخطاب انحرفوا في معنى هذا الحديث قالوا الصلاة هي الامام وهي النبي فنتولى النبي ولانصلي ، ولكن هذا انحراف و ردهم اهل البيت وفندوا انحرافهم ان هذا ليس معناه ترك الواجبات ، فعندما يقال الصلاة والصيام والحج هي رسول الله معناه ان من كماله فعله ترشحت الواجبات والصلاة من كمال ذاته التي اتى بها النبي وامير المؤمنين والائمة هذه الصلاة كفعل ترشحت من كمال ذاتهم وهي اعظم من الصلاة فالصلاة لا تقم الا بالولاية بهذا المعنى ان الصلاة هو الدين لا ان الدين شيء منحا
فامير المؤمنين يقول انك لعلى خلق عظيم يعني كل النظام الوجودي لرسول الله هو هندسة نظام الدين فما يفعله راجح او مطلوب او واجب وما يتركه حرام او مكروه صحيح الافعال فيها حسن وقبح ذاتي لكن هذا الحسن والقبح الذاتي مترشح عن الحسن الذي اكبر منه لان الضرورة الذاتية ادنى من الضرورة الازلية الضرورة الذاتية لا تعني الالوهية ولا تعني الاستقلال ولا تعني الغنى الذاتية هذه معاني جدا بديعة في العلوم العقلية بخلاف الضرورة الازلية اذن الضرورة الذاتية او الكمال الذاتي في الافعال يترشح من الضرورة الازلية ومن كمال الذات فاذن هذا البيان الموجود في الوحي صحيح انه فعل رسول الله فجرت السنة واللطيف في موارد عديدة يقول النبي وما يدريكم وما ينجيكم اذا امرتكم ان تكون فريضة ؟ فآمرية النبي سببت وجوب هذا الفعل وهذا لا ينافي ذاتية الافعال الا ان هذا الذاتي فقير الى من هو اكمل منه .
الاسئلة والاجوبة.
سؤال :
هل الصدق والكذب قبيح ؟
الجواب :
هناك ذاتي اقتضائي وهناك ذاتي علي فالذات اهم من الاقتضاء والعلية ولكن بالتالي ذاتي والبعض قالوا ليس علي ولا ذاتي .
سؤال :
فماذا عن النسخ؟
الجواب :
النسخ عند القدماء هو الصحيح والنسخ عند القدماء غير المتأخرين فانت اذا اردت ان تأخذ الاحكام من المعصوم لابد ان تعرف ما هو المعصوم اذا لم تعرف المعصوم لم تعرف ماذا اخذت عنه لاحظ ذلك القائل لانه لم يعرف المعصوم فحينما النبي قال ائتوني بكتف ودوات اكتب لكم فرد على النبي فظن ان النبي ساعي بريد .
سؤال :
اذا كان يعمل بالوظائف الشرعية فكيف انما احكم بينكم بالبينات والايمان ؟
الجواب :
انا انقل كلام الاعلام ولم احسم المطلب .
السؤال :
انتم قلتم يوجد فرق حتى في هذا الموضوع بين الفقيه والمعصوم ؟
الجواب :
ليس فرق وانما فوارق وانا كتبتها وهي عشرة حتى في العمل بالوظائف الظاهرية فرق بين المعصوم وغيره .
سؤال :
انتم الامثلة التي اتيتم بها كلها في الشبهات الحكمية ؟
الجواب :
بل حتى في الموضوعية هناك اختلاف بين الفقهاء والمعصوم ولكن المعصوم لا تشتبه عنده الامور في الاليات الظنية اللازم تطبيقها في الشبهات الموضوعية فالفوارق كثيرة والا لا فرق بين المعصوم وغيره مع انه حتى في هذا المجال هناك فوارق كثيرة .
السؤال :
هو الفقيه يطبق ما طبقه المعصوم ؟
الجواب :
اذا كان يطبق والا لما اختلف الفقهاء في التطبيق بل هم حتى في تشخيص الموضوعات عندهم اشتباهات لاحظ في الشبهة الموضوعية اي الية ظنية موجود فيها وكيف النظم بينها؟ هناك اختلاف بين الفقهاء يعني يخطئون ويصيبون بينما المعصوم يلتفت الى انه اي الية تطبيقية ومقدمة وايها غير مقدمة ؟ فالفقيه يستنبط ظنا ويخطئ ويصيب المعصوم في تشخيص ظن الموظف هو به ليس بظن فنفس الاليات التي تطبق خارجا تطبق خارجا ، هناك اختلاف بين الفقهاء طبعا هو بمعنى فتوى واجتهاد في الشبهة الموضوعية لكن بالتالي كان في مقام التطبيق يشوف الموضوع فهناك اختلاف وهذه احدى الاختلافات بين المعصوم وغيره .
هناك اختلاف اخر ان المعصوم لا تلتبس عليه اللوابس وحتى هذه الضابطة الموضوعية لها ضوابط وشروط فقد يخطئ الفقيه لتشخيص شروطها ولكن المعصوم لا يخطئ ، المعصوم ايضا عندما يطبق الظن يطبقه بشكل حيادي لا متناهي بينما الفقيه قد تنازعه امور اخرى سواء خالفت العدالة ام لا؟
فارق اخر ان المعصوم يحيط بكل الظنون ومنظومته لكن الفقيه لا يحيط بكل الظنون هذا الكلام فيه صعوبة في الفهم مثلا لما رأى الراوي لمعة في بدن الباقر فهل الراوي مصيب والامام غافل ؟ هذي اول المشكلة وهذا خطأ ، من قال لك ان رؤية الراوي صحيحة ؟ فادراك الراوي لافعال المعصوم ليست شمولية وليست محيطة فادراك غير المعصوم لافعال المعصوم ليس ادراكا وحيانيا وليس حسا مسلحا والائمة كثيرة ما يجارون من حواليهم باخطائهم الحسية والا من قال ان هذا المقطع لم يصل اليهما؟ ربما الراوي انحسر وظن انه ما وصل الماء لبدن الامام .
هذا شبيه انه انا ما اعتبر تفسير العسكري لانه جملة من القضايا التاريخية على خلاف ما جاء به الطبري ، فهل الاخير هو وحي منزل ؟ من قال ان قول المؤرخين وحي منزل؟ ولعل تفسير العسكري هو الصحيح تاريخيا ؟ ثم من قال ان هذا هو التفسير العسكري ؟ قد الناسخ اشتبه في هذا المقطع كما انه في كتب معتبرة عظيمة قد الراوي يشتبه والناسخ يشتبه كيف انت تريد ان تلصقه بالتفسير؟ فنحن ادراكنا للمعصوم عليه غشاوات وحجب وكما يقول الامام الصادق ان سبب انحراف المذاهب الاسلامية عن الجادة انهم يسمعون ويرون رسول الله ولكن لا يرون كل الحقيقة فهناك جهات في ابعاد وفي فعل رسول الله .
الاصحاب يسمعون كلام الرسول ولكن لا يحيطون بكل زواياه ونحن نأتي على كلام الراوي كانه امر مسلم ووحي منزل ، هو جبرائيل بالنسبة للنبي مستضعف فلا يفهم سنة الرسول الا علي ابن ابي طالب والا كنا نكتفي بالصحابة ، الوحي يقول ما رأيتموه لم تروه انما رأيتم ضباب وليس كله حقيقة وبتعبير الفلاسفة هناك ثمان مائة نوعا من الاشتباه في الحس كالسمع والبصر والشم فهو نوع وليس فرد فانتم لما تتعاطون مع رسول الله عندكم ثمانمائة نوع اشتباه يجب ان يكون هناك شخص مسدد يفهم كيف هو رسول الله فهل نكتفي بعلي عن فاطمة؟ لا يمكن يجب ان تأتي فاطمة توضح ولا يمكن نكتفي بالنبي وعلي وفاطمة عن الحسنين لانه ما يمكننا ان نحيط بالمعصومين يجب ان يأتي بقية الائمة يوضحون .
البعض يقول لو كانت الشهادة الثالثة في التشهد من اجزاء الصلاة لكانت في زمن رسول الله وما بقيت مجهولة الى زمان الامام الصادق ؟ هذا امر عجيب من قال لك من ساور رسول الله عرف كل جزئيات صلاة الرسول ولو كان كذلك لاستغنينا بالصحابة عن علي ابن ابي طالب ولا نحتاج الى غدير ولو اكتفينا بالخمسة اصحاب الكساء لاستغيننا عن التسعة ولو اكتفينا بالمعصومين الثلاثة عشر لاستغنانا عن صاحب الزمان فلا نستغني عنهم لاننا لا نحيط بالمعصومين ولا بكلماتهم وانما ننال منها شيئا فشيء والى يوم القيامة لا نستغني .
الفقهاء عشرة قرون حائرين في فهم نهضة سيد الشهداء مع انها سيرة قطعية فلابد من معصوم شارح اما بالنسبة لاشكال الشهادة الثالثة فذكرها الشيخ جعفر كاشف الغطاء نقول يا شيخنا هو اصل ولاية امير المؤمنين كانوا يصارعون رسول الله عليها قبل شهرين وفي الغدير حتى قاموا بلغط وغوغاء كي يحجبون صوت رسول الله عن تبليغ اصل الامامة والولاية فهل بقيت القضية متوقفة على الاذان واللي هو فرع من الفروع وهل بقيت على تشهد الصلاة؟ والله يعصمك من الناس ؟
قول الامام الهادي اتقى في تأخيره تقية يعني تبليغ التصريح والا غير التصريح رسول الله من اول ايام الاسلام بلغ ولكن كتصريح بحيث يقطع فيه الدجل على المنافقين كان في يوم الغدير فهو اشفق من فتنة المنافقين كيف تقول لو كان لبان؟ هذه القاعدة تتوافق مع منهج العامة اكثر من الخاصة ولا تقل هي كثيرة ابتلاء كثير من القضايا كثيرة الابتلاء لا يلتفتون لها وانما يلتفت لها في زمن الحسن العسكري وانا لا زلت انقل كلام الشيخ جعفر واشرحه ولكن احب توضح اثارات كي يصير اوضح لان البحث معقد والا الشيخ جعفر هو الشيخ الكبير ولكن ترجل هنا فالامر معقد فلا تقل بان علم الكلام ما دوره في الاستنباط الفقهي انما له صميم التأثير والتداعي لعلم الكلام في الاستنباطات اليومية في علم الفقه .
سؤال :
من كانوا حوالي رسول الله وهم يجيدون العربية فلم يحيطوا بما هو المطلوب فكيف انا انظر الى شخص فارسي لا يفهم العربية بعد اربعة عشر قرن يأتي ويدقق ويوصلنا الى المعنى كيف يمكن هذا؟
الجواب :
هذا الذي يأتي بعد اربعة عشر قرن ويدقق لا نقول ان مسيرة الاستكشاف تقف عنده فما هو معنى تواصل مسيرة الاجتهاد؟ هل زعزعة الثوابت؟ فكيف الثوابت موجودة؟ وكيف يوجد تغيير في قراءة الثوابت ليس بالضرورية مثلا في الرياضيات او الفيزياء او علم النانو وعلم الالكترونيات هل كانت هذه لدى البشر قبل ثلاثة قرون؟ مع ان الضوابط الرياضية موجودة فلماذا هذه الاكتشافات الجديدة؟ مع ان علم الرياضيات والتجريبية فيها مساحة ظنية وفيها مساحة احتمالية ،
الذرة كانوا يقول تتشكل من الالكترون والبروتون والنيترون الان اكتشفوا ان هذا خطأ اذن كيف هناك ثوابت في الفيزياء مع انه يتغير؟ يعني هناك مساحة تغيير في العلوم التجريبية وهناك ثوابت ولا تنافي بينهم ولا تصادم بل هناك مساحات جديدة تستكشف ، طبعا الضروريات والقطعيات ليست ظاهرية ، واليقينية ليست ظاهرية والضرورية ليست ظاهرية هي هذا اشتباه الحداثويين او السفسطيين .
سؤال :
هل سيرة المعصوم خارجة عن التشريع؟
الجواب :
هناك من يقول ولكم في رسول الله اسوة حسنة هو فيما تشريعي اما فيما هو افعال عادي بشري هذه القاعدة لا تأتي لكن الصحيح ان كل افعال رسول الله واقواله شريعة متجسدة التأسي في النبي في كل شيء وكذلك في الائمة فليس هناك عاديات في فعل المعصوم ، و ورد في كتاب البخاري في كتاب العلم ان قريش تمنع احد الرواة لعله ابن عمرو ابن العاص ان يكتب كل ما قاله النبي قال انه بشر يتكلم في الوحي ويتكلم اذا غضب واذا رضي فغضب رسول الله ورضاه غير مقام الوحي فبعد ذلك هو اخبر النبي بان قريش تمنعني ان اكتب الحديث فمنع عن الحديث في ايام رسول الله وحملوه على انه جانب بشري في الرسول لا يرتبط بالوحي فقال له النبي اكتب فوالله لا يخرج من هذا اللسان الا الحق يعني الوحي .