« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/02/01

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (64)

الموضوع: اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (64)

 

مر بنا انه رغم ما دون في الفقه وعلم الكلام وعلوم الدين عموما و رغم ما انجز طيلة عشرة قرون ورغم ان باب الاجتهاد في مدرسة اهل البيت والامامية مفتوح الا ان هناك كثير من الابواب في العلوم الدينية لم يتطرق اليها هيكلة وبلورة وبسطا وتفصيلا ويمكن ان يعبر عن تلك الروايات بانها ابواب مستحدثة لا بمعنى وقوعها مستحدث وانما الكلام فيها مستحدث وكانت هي منذ زمن قديم ، منها ان الجهاد ذا اقسام وانواع متعددة فهناك كثير من الامور تعرض لها الوحي في الايات والروايات المتواترة ولكن البحث الفقهي لم يتعرض اليه بشكل مبلور فضلا عن كتب العلوم الدينية للمذاهب الاخرى لا سيما انها اغلقت باب الفحص العلمي فالمسألة فيها اشكل فرغم ان باب الاجتهاد مفتوح الا انه لم تنقح هذه الابواب والمفروض على كل الاجيال اللاحقة ان تستهدف الابواب التي لم يكتب فيها ولها الاولوية وهي اهم من التي كتب فيها وان كان البحث في كلا المجالين موجود فما لم يكتب فيه اولى بالاعتناء مما كتب .

مثلا انواع الجهاد كجهاد المواساة وجهاد العزة والاباء والدعوة -لا بمعنى الجهاد الابتدائي- جهاد الدعوة بالمعنى الاعم يعني هناك ثلاث انواع من الجهاد لم تذكر واشير اليها اجمالا وموجود في عسائس ابواب الفقه ولكن لم تبلور هيكلية وشرائطا والحال ان المدار المركزي في نهضة سيد الشهداء على هذه الانواع من الجهاد وليس على الانواع الاخرى .

النراقي عنده جهاد المواساة قسم منه من اوجب الواجبات وقول سيد الشهداء لاصحابه ليلة العاشر هذا الليل قد اقبل فاتخذوه جملا فليأخذ كل منكم بيد اهل بيته لانهم يطلبوني فيقول النراقي الاب في كتابه لم يستحضرني اسمه يقول هذا امتحان من سيد الشهداء لمن معه سواء اهل بيته او الانصار انه ما هي بصيرتهم والا لا ينحصر الجهاد بالدفاع كي يقال هذا الدفاع لا يمكن تحققه لانه سيقتل سيد الشهداء ولا من ناصر له فلو كان الجهاد من هذه الابواب التي دونت في الفقه فما تنطبق هنا .

طبعا كان هناك جهاد اخر وليس فقط محنصرا بجهاد المواسات يعني بذل النفس دون المعصوم وان لم ينتفع المعصوم بالدافع لكنه واجب فيقول النراقي الاب ان هذا الامتحان وجوبه مستقر عليهم سواء تحقق منه غرض الدفع والحفاظ على حياة المعصوم ام لا؟ هو واجب من باب المواساة .

كما قال السيد المرتضى سيد الشهداء بلحاظ حركته من المدينة الى مكة ومن مكة الى كربلاء هذه المراحل قد تنطبق عليها عدة ابواب فقهية كالجهاد وبناء الحكومة الصالحة ودفع الباطل ومجاهدة البغاة فيمكن تخريجه بوجوه متعددة خمسة ستة لكن نهاية مطاف هذه الوجوه كلها تنتفي موضوعها ولايبقى الا جهاد المواساة وجهاد العزة والايمان وجهاد حفظ بيضة الدين ولو معنويا بلحاظ الحياة المعنوية لا محض الحياة المادية فالجهاد لاجل الفتح لا للنصر وهذا لم يحرر في الفقه يعني الجهاد من اجل فتح القلوب والعقول وان لم يتحقق النصر .

فلاحظ اصل النهضة الحسينية قطعية وعظيمة الا ان المدونات الفقهية بين الفريقين قاصرة عن تفسير اصل العمود الفقري في نهضة سيد الشهداء ولم ينجز لحد الان باعتراف السيد المرتضى وسيأتي هناك جوانب متعددة اخرى في كلام السيد المرتضى والشيخ جعفر كاشف الغطاء وصاحب الجواهر تلك الجوانب ايضا ما نقحت و الى الان فيها اختلاف .

فاذن نفس القاعدة التي الان فيها نحن في عدة جلسات هي انه ما دون من العلوم الدينية سواء الفقه او الكلام او السيرة هذا لا يغطي كل الحقيقة الدينية وليس بامكانه ان يفسر السيرة القطعية فضلا عن الظنية للنبي واهل بيته فهو قاصر ويحتاج الى مزيد من الجهود العلمية والبحوث ، ولا اقل السيرة القطعية منها فضلا عن الظنية كثير من السير حتى النبي في انشطة حكومته في المدينة المنورة سواء الشؤون العسكرية الامنية صلحه خطواته وغيره من الانشطة دولته الى الان ما فسرت تفسيرا قطعيا فضلا عن الظني منها.

اذن على ضوء هذه القاعدة نحن نريد ان نمحص السيرة الظنية للنبي واهل البيت وواقعة عاشوراء بان نحصرها في ما دون من فقه او الكلام وغيرها من العلوم الدينية ، انه لا يمكن ذلك وانما يجب ان تفتح بابا جديدا ومسائل وقواعد جديدة ولو ظنية .

مثلا نفس امر النبي ابراهيم بذبح اسماعيل ولو فسر بالاوامر الامتحانية ولكن بحسب الميزان الظاهري تفسيرها بشكل دقيق لم يتم وكذلك ما جرى بين موسى والخضر فهو شيء قطعي بنفسه لكن الى الان التفسيرات عاجزة عن بيانه.

انت لاحظ مشاغبة ابليس للنبي ابراهيم وتشكيكه ووسوسته لكل المناشئ العقلائية والعقلية ، يقول له انك يا ابراهيم يؤخذ عنك الدين واذا صنعت هذا ستبتلي كل البشرية حذاري ان تصغي الى وسوسة الشيطان هذا الذي امرك بذبح ابنك شيطان و الاشكال الثاني قال ان اسماعيل ابنك نبي فكيف يقتل؟ لاموجب لهذا الشيء ولم يقترف هو ذنبا فما هذه القساوة وهو قطع الرحم بالقتل بلا موجب فمجموعة من الاشكاليات الفقهية المسلمة والعقلية والعقلائية اشكل عليه ، ثم ذهب ابليس الى هاجر قال لها ان ابراهيم خرف وصار كبير السن اذهبي وانقضي اسماعيل عن الذبح ، فاذا اردنا ان نفسر امرا قطعيا واصل للنبي ابراهيم او اسماعيل بقواعد قررت سابقا في الوحي قطعية يعني هذه ليست انتاج بشري ، يعني حتى الوحي لا يمكن ان يتمنع عنه ابراهيم استنادا لما سبق من الوحي .

طبعا هناك تفسير موجود ان الوحي الاعظم مهيمن على الادنى منه فالمحكمات تحكم على المتشابهات والمحكمات طبقات ويجب ان تتحقق المعرفة بين طبقات المحكمات الاكثر احكاما وهذا علم عضال كيف يميزه الانسان؟ اذن هذا بالنسبة للوحي فكيف بك بنتاج بشري ظني او كلامي ان اتنكر لسيرة قطعية او افسرها بشكل تحكمي او ما شابه ذلك بلاموازنة انا لا اقول يترك كل ما سبق ويؤخذ بالمستحدث على ما هو عليه ولكن يجب ان تكون موازنة فلا يمكن ان اجعل المدار كل المدار على هذا النتاج وكفى .

لاحظ هنا يتحقق دور علم الاصول انه كيف يمنهج ويمنطق الموازنة بنحو يتكاتف مع علم الكلام وان لا يكون الاستنتاج والترجيح والموازنة والتقديم والتأخير فوضوي وبلا ميزان هناك اية لطيفة في القرآن الكريم وهو بحث وحياني عملاق في محاججة الله لليهود والنصارى في سورة البقرة ان اليهود ينسبون اليهودية لابراهيم والنصارى ينسبون النصرانية لعيسى فيحتج الله عليهم ان ابراهيم ما كان يهوديا ولا نصرانيا وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعدهما بل ابراهيم كان حنيفا مسلما فكيف انتم تدعون خلاف ذلك؟ هذه من الاحتجاجات القرآنية على انحراف النصارى واليهود فهودوا دين الاسلام الذي عليه النبي موسى وعيسى فالانبياء ليست لهم اديان وانما لديهم شرائع فالدين واحد وبعث به جميع الانبياء ولكن اتباعهم يحرفون اديانهم حتى الزرادشت بعث بالاسلام من بعده مجسه اتباعه والنصرانيين نصروه والا القرآن يبين ان الانبياء بعثوا بدين واحد وانما الشرائع مختلفة والدين لا ينسخ وفي دين الاسلام النبي محمد هو سيد الانبياء .

فنفس النبي ابراهيم وموسى وعيسى ونوح يذعنون بسيد الانبياء هذا لا يمسخ كدين وكعقيدة انما الذي يتغير هو تفاصيل الشرائع والا اصول الواجبات واصول المحرمات هذه ايضا متفق عليها بين جميع الانبياء ما بعث نبي الا بوجوب الصلاة والصوم والحج وتحريم الخمر والفجور هذه اصول التشريعات كلها واحدة بين الانبياء وجزء من الدين وليست جزءا من الشريعة وهناك الكثير في كتابات المذاهب الاسلامية حول نسخ الاديان وهم لا يعون هذه الامور الا من اغترف من بيانات اهل البيت والقرآن .

المهم من احتجاجات الله على اليهود والنصارى انه ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ، ثم هناك جواب اخر يذكره القرآن هب ان ابراهيم يهودي او نصراني هنا يأتي القرآن بجواب في نظام الحجج وهو جواب عظيم يقول تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون طبعا هذه الاية الكريمة تكررت مرتين في سورة البقرة بفاصل تسع ايات طبعا الامويون حرفوا معنى الاية وايضا اصحاب السقيفة قالوا تلك امة قد خلت يعني لا تناقش انت عنهم مثلا الصحابة لا تناقش ماذا صنعوا؟ هل استقاموا او عصوا ونكثوا او احدثوا؟ تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعلمون انت لا تتدخل وتنبش التاريخ .

هذا مئة وثمانين درجة تحريف معنى الاية ووجدت هذا المعنى الخاطئ تسرب حتى الى كتابات بعض المعاصرين او المتاخرين وهو معنى منحرف جدا للاية لو كان القرآن يريد ان يقول لا تنبشوا في التاريخ ولا عن شأن الصحابة من الصالح منهم ومن الطالح لماذا هو يستعرض تاريخ اصحاب النبي موسى وعيسى وانه من استقام ومن انحرف وكذا تواريخ الامم الصالحين والطالحين او زليخا ماذا صنعت؟ فهذا المعنى للاية مخالف قطعي للقرآن حتى ان القرآن يذكر الطالح والصالح من البدريين فلا يقول البدريين كلهم جيدين .

انا زرت بدر مرتين وكنا عند قبور شهداء بدر من المسلمين منهم عبيدة ابن الحارث وهو ابن عبد المطلب فاتانا وهابي قلت له دعنا نقرأ سورة الانفال فقلت له القرآن يقول اهل البدر فيه من يريد الدنيا وذمه فهو اجاب قال هذه مدينة بدر ما كانت في زمان رسول الله الان هذه استحدثت !! فلاحظ حتى اصحاب بدر القرآن يخرج ملفاتهم يا رسول الله انها قريش ما هزمت قالها المجبنون اما المقداد فيقول امض يا رسول الله فلسنا كما قالت اليهود اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون بل نمضي حيثما مضيت

كذلك في احد ليس كل الاحديين صالحين منهم المذموم ومنهم الممدوح في سورة ال عمران ايات متعددة فكل واقعة من وقائع معارك رسول الله تجد سورة تتكفلها وتصور لك المعركة ودائما القرآن يقول من هو الطالح من الصحابة ومن هو الصالح وهم شاركوا في احد وفي بدر وحنين وخيبر والخندق سلقوكم بالسنة حداد اذا جاءهم امر من الامن او الخوف فاذا جاء الخوف اصبحوا كالدجاج واذا ذهب الخوف باللسان مستاسدين وكانما هو زعيم حماية الاسلام تقول الاية نظر المغشي عليه من الموت فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنتهم حتى النبي ابتسم على احد الصحابة لمن عرضت عليه المنابزة ذهب فارا فابتسم النبي وقال هذه هي الشجاعة والا عمرو ابن عبدود نادى فلان وفلان اين الشهادة اين الشهامة اين الادارة العسكرية؟ اين الحماية والغيرة على الاسلام وعلى الدين؟ فاذا رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فاذا ذهب الخوف سلقوكم .

من هذا الذي صاحب اللسان الحاد في الصحابة؟ دائما يشير القرآن اليه هو كالنعامة ؟ فاذا كان القرآن يقول تلك امة قد هو كيف يستعرض حال الصحابة والصالح منهم والطالح؟ حتى هناك شفرات عجيبة في القرآن انه من سيستولي على السلطة بعد رسول الله وموجود هذا في بيانات اهل البيت حول ايات القرآن في سورة الاحزاب والبقرة يعني كانت قضايا كثيرة يكشفها القرآن ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ فاذا لم نهتد بيانات اهل البيت بظاهر القرآن وليس بتأويله فالقلوب تكون مقفلة عن التدبر .

فاذن ما يمكن هذا المنطق ان نقول لا تنبش هو القرآن ينبش عن الصالح والطالح لذلك سور القرآن فيها فضائح القوم كما سميت سورة التوبة بالفاضحة الكاشفة فليس منطق القرآن انه تلك امة قد خلت بمعنى انه لا تنبش ، الاية الكريمة في سياق احتجاج القرآن العلني انه لو جدلا كان ابراهيم امر باليهودية او بالنصرانية من هو المدار في الامرية والولاية؟ هل ولاية الله اعظم ام ابراهيم؟ ام موسى او عيسى؟ افرض اولئك امروا بامور ولكن انتم تؤمرون بشيء اخر فتؤمرون بالاسلام وباتباع سيد الانبياء فالمدار في البدء على ولاية الله انما وليكم الله فكيف انت تحتج بمن هو دون الله على الله؟ تلك امة قد خلت لها ما كسبت يعني لها اوامر ولكم ما كسبتم انتم وظائفكم شيء اخر ولا تسألون عنهم ولاتتنجز عليكم ما امروا به ، فعلى فرض تدعون انهم امروا باليهودية والنصرانية انا الله امركم الان بالاسلام هو المدار .

فلاحظ كيف معنى الاية لطيف وكيف حرف؟ هذه السنة القرآن فمعنى الايتين هو ما نحن فيه الليلة ان الوحي الاعظم لا يفدى بالوحي الادنى والحجج الاعظم لا يحكم عليها بالحجج الادنى لان حجية ابراهيم وموسى وعيسى ليس مثل حجية ولاية الله . لاحظ هذه هي الموازنات فانا ما يمكن ان احصر وحي الله بالذي اوحي الى ابراهيم واجعله هو الاول والاخر كلا الاول والاخر هو الله ولا يمكن ان احصره بالذي اوحي للنبي موسى وعيسى لان هذا بمقدار قابليتهم نعم هم انبياء مصطفون ولكنهم ليسوا بالله فاذا ورد امر من الله للنبي ابراهيم بذبح اسماعيل فهل يقول النبي ابراهيم ما اوحي سابقا هو المدار وليس ما يتجدد من وحي الله ؟؟ لاحظ منطق ابليس هكذا .

لذلك اجاب ابراهيم عن شبهات ابليس لما قال انت عملك غير عقلاني وغير عصري ونبزه بسباب وقال انت خرفت وغشك الشيطان فلاحظ الاجابة المفحمة المحكمة من ابراهيم قال ان الذي بلغ بي ما بلغت هو الوحي واني خليل الرحمن وانت تحتج علي بالوحي انما بلغت بهذا باستجابتي لما يوحى الي هذه النافذة هي التي اوصلتني لما اوصلتني ، فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ما قال الان امتثلت قال صدقت الرؤيا هذا اعظم من الامتثال العملي فتصديق الوحي اعظم من الانقياد والامتثال الى الوحي في جانب الفروع لانه اذا زعزع التصديق بالوحي سيزعزع العمل والطاعة فما استطاع ابليس ان يزحزح تصديقك بالذي يوحى اليك .

مثل كلام القرآن امن الرسول يعني لا يوسوس فيه ، هل يوسوس في انباء النبي ؟ هذا كيف يصير؟ هذا اعظم عند الله من نفس الامتثال فقال قد صدقت ولم يقل قد سلمت بامتثال الامر نعم ذاك لا ينكر لكن الاعظم هو التصديق فالمشكلة في التمرد على سيد الرسل او على اهل البيت هو عدم التصديق وسببه عدم المعرفة ترجع الى المقامات التي مرت بنا في الجلسات السابقة ومشكلة البشر او المسلمين مع صاحب العصر والزمان ولا سيما هذا امتحان المؤمنين اكثر انه اذا ظهر تكون مشكلة المعرفة الكاملة والتصديق بها واذا ما تكون معرفة كاملة لا يكون تصديق وحتى بني هاشم السادس يفتنون مع صاحب الزمان وامتحان شديد والعلماء يفتنون والمؤمنين والصالحين والابرار والمتقين يفتنون لكن الذي ينجي من هذه الفتنة والامتحان هو قوة المعرفة والتصديق والتسليم .

ربما امم لم تكن من اتباع اهل البيت ولكنهم بصفاء الفطرة سيتبعون صاحب الزمان وربما يكونون اكثر طاعة فنعوذ بالله ان نكون نحن اصحاب ايمان ونناقش صاحب الزمان لان بعض الاحيان العلم بدل ان نستخدمه للتطويع والتسليم لولي الله نجعله سلاحا ضد ولي الله لذلك امير المؤمنين يقول لمن ابث علمي ؟ هل ابثه لمن يحتج به علي بدل ان ينقاد الي؟ وذكر اولا ذلك للمؤمنين ثم المسلمين .

وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فاليهود ثلاث مئة سنة تركوا الشام ورغيدها وهاجروا الى الرسول فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، هذه اول عبرة للمؤمنين وامتحان فلا تزعم اننا خارجين من عنده ابدا بل نحن المؤمنين نمتحن به واول من يتمرده هم المنتظرون لصاحب الزمان نتيجة عدم المعرفة وعدم التصديق والتسليم به ، ولا تكونوا اول كافر به يعني ايها المؤمنون انتم اشد من يمتحن في ظهور صاحب الزمان ولذلك ورد في الروايات انه اصحاب القرآن سواء المؤمنين او المسلمين تعامل الصاحب معهم اشد لانهم يحتجون بالقرآن عليه يعني كانما هم افهم واعلم .

في رزية الخميس قالوا حسبنا كتاب الله قالها قائلهم ، الم يروا معجزات الانبياء لكن قالوا حسبنا كتاب الله وان الرجل ليهجر فبعلم يحتج على القرآن ومشاققة الله ورسوله بالقرآن نفسه ولذلك الامر اصعب مع الامام الثاني عشر لان الرسول كان يواجه عابدي وثن وصنم لكن هؤلاء سبوح قدوس تقي صالح عابد فيحتج بالقرآن فيقول هذه بديهيات القرآن كيف انا اتركه فيبدأ يشكك حتى في مصداقية صاحب الزمان فالقضية ليست بسهلة .

كثير من العلماء الكبار قالوا اللهم لا تمتحنا بالظهور لانه ليس من المعلوم ان ننجح فالامتحانات تشتد عند الظهور وتشتد عند ظهور الامام الحسين وامير المؤمنين وكل ما نتقدم الامتحانات اشد فاشد وكذا في الذهاب للبرزخ امتحان شديد والموت امتحان شديد وما بعد الموت اطم واطم الى ان تصبح الطامة الكبرى وهذا هو امتحان شديد والتأديب فيه شديد وليس فيه مهلة اذا اتتك خاطرة خطأ يأتيك التأديب فورا يعني حتى الخواطر سنحاسب عليها يوم تبلى السرائر حتى في الوحي لا يمكن ان نرفض وحيا جديد في مقابل وحي سابق ادنى بل يحكم الوحي الاعلى فكيف انت تحكم ما دون هنا في الفقه الظني ان تقول ما فهمته من مذهب اهل البيت هو هذا ولا غير ، فهل انت فهمت كل مذهب اهل البيت؟ جهود عشرة قرون من العلماء شكر الله سعيهم لكن هذه ما تغطي كل الابواب .

اصل الثورة الحسينية هناك حيص وبيص بين زعماء علماء الامامية في تفسيرها فالسيد المرتضى في القرن الخامس وصاحب الجواهر في القرن الرابع عشر فالعلماء بقدر ما انجزوا جهدهم عظيم لكن ليس كل الحقيقة الدينية الان مثلا جهاد المواساة يعترف به الاعلام وهي ضرورة دينية ولكن لم يبحث هيكلة وهو اكبر مفسر لواقعة عاشوراء انت راجع كتاب الرسائل في الشعائر الحسينية احدى عشر مجلد وفيها اربعين رسالة من علماء النجف الاشرف كلهم مجتهدون اما متجزأ او مطلق او فقيه او مرجع كالشيخ حسين الحلي ومئة وثلاثين مقالة في هذه الاربعين رسالة هناك علوم ومعلومات عن ثورة الطف لم يتطرق اليها حتى الفقهاء في الفقه وحتى تطرقوا للدائرة الاصطفائية الثانية وايضا تطرقوا لجهاد المواساة وهو غير الجهاد الاصطلاحي المدون في الفقه وذلك في ردهم على السيد محسن الامين كنقاش علمي فهو تخطئة وليس تفسيق ولا مصوبة ولا مكفرة لان انجازات السيد محسن الامين مع المؤاخذات العلمية عليه تبقى على حالها فاعيان الشيعة عمل ضخم يحفظ هوية المذهب .

فشرائط الجهاد التي قررت في الامر بالمعروف او النهي عن المنكر لا تستوعب كل حقيقة انواع الجهاد وكلامهم نفس كلام السيد محسن الحكيم اللي مر بنا قبل كم جلسة ان ما دون في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يشمل كل اقسام الجهاد فالذي دون ليس الاهم والذي لم يدون هو الاهم هذا مضمون كلام السيد محسن الحكيم فهذا ليس تشكيك في الفقه وفي العلوم التي دونها الفقهاء قلنا فرق بين الفقه الوحياني والفقه المأثور النقلي وبين نتاج العلماء واجتهاداتهم وهذا لا يستلزم التشكيك ولا السفسطة بل يستلزم دوام الاجتهاد فلا يستلزم التصويب والصنمية ولا يستلزم التكفير ولا التفسيق ولا الوسوسة ولا السفسطة ولا العلمانية ولا يستلزم زعزعة الثوابت هي تبقى على حالها هذا يحتاج الى انسان ممارس في الصناعة الفقهية والعلوم الدينية والا يبقى ضعيفا.

 

الاسئلة والاجوبة :

اولا السيد محسن امين لم يكفروه لا فسقوه ولم يصوبوه وانما خطأوه ولم يقولوا بزعزعة المذهب بالتشكيك والوسوسة ، والنقطة الاخرى انه ما يمكن قراءة سيرة المعصوم القطعية او الظنية بما قد انجز من مدونات الفقه او الكلام فلا يمكن ان تقرأ بها مثلا عصمة زينب او ابي الفضل العباس ولو هي بدون عصمة الاربعة عشر انا اريد ان اشير الى الاصول المنهجية ان الذي دونه علماء الامامية الف سنة في علم الكلام لا يستوعب كل الوحي وما دونه علماء الامامية في الفقه لا يستطيع ان يقرأ كل الوحي وكل السيرة القطعية للمعصومين وانما يحتاج الى مزيد من الاجتهاد وقلنا الفتنة التي سنصاب بها مع صاحب الزمان انه بالتدوين الفقهي للمجتهدين نحاكم بها صاحب الزمان ففرق بين محكمات الفقه ومحكمات المحكمات ودرجات المحكمات وما سنريد ان نسائل به صاحب الزمان او نفهم ما يقوم به صاحب الزمان فما هي درجة الظن فهذه بحوث معقدة جدا امتحن بها النبي ابراهيم واسماعيل .

سؤال :

ورد انه يأتي بدين جديد على العرب شديد يعني هل يشمل هذا الاحكام الفقهية الظنية؟

الجواب :

هل تعلم ان كثير من الاحكام الموجودة عند الفقهاء نحن نتعامل معها كاحكام قطعية وهي ظنية ، فهذا خطأ فالظني شيء والقطعي شيء اخر العلامة الحلي لما اراد ان يقول ماء البئر لا ينفعل بالملاقاة المعشعش في الاذهان انه حكم قطعي ولكنه ليس كذلك هو حكم ظني فالادلة هي متواترة لكن معنى الادلة ليست قطعية وانما ظنية فتجد المتواتر لفظا وصدورا لكن المعنى الذي نفسر به هو ظني فالفهم ظني والمفهوم ظني لذلك الشخص الفاضل الذي لا يميز بين الحكم اليقيني والحكم الظني يقع في مشكلة .

مثلا في ذهن بعض الاعلام ان ذكر الشهادة الثالثة في الاذان فقط وليس في تشهد الصلاة بدعة ، معنى البدعة هو انه تحكم بحكم هو خلاف القطع والضرورة فلاحظ الى اين وصلت الامور؟ فعدم تنقيح المسائل بشكل جيد قد يوصل الانسان الى ما يوصل ، الشهيد الثاني وما اعظمه لكن لديه غفلة يظن ان الشهادة الثالثة في الاذان بضرورة علماء الامامية ليست بجزء ويقول هذه بالضرورة !! ولكن كما ترى هذه دعوى جدا خاطئة وسار من ورائه كل من بعده فيظنون ان عدم جزئيتها ضرورة ، نحن راجعنا كلام الشيخ الطوسي قال ان من عمل بروايات الشهادة الثالثة كجزئية واجبة في الاذان هو ليس بماثوم فاين الضرورة؟ واين كلام الشيخ الطوسي؟ كلامي في منهجية العمل بهذه الروايات يعني استنباطا ومقصوده عمل الفقيه وليس عمل العوام فحسب الموازين الاجتهادية العمل صحيح ومفاد هذه الروايات هي الجزئية الواجبة وان كان يقول انا رأيي الاجتهادي لا يوافق هذا الشيء .

فاذن عدم الجزئية في الاذان ليست ضرورة وهو يعلم الموازين واستاذه السيد المرتضى يقول بها في فتاواه فهل هو يخالف كلام استاذه؟ لكن عندما تأتي للشهيد الثاني صاحب شرح اللمعة هو لعدم البحث في المسالة ولكلام الصدوق الذي هو صادر تقية وبقرائن قطعية انطبع في ذهنه الشريف ان هذه ضرورة فترى شيئا يجر شيئا فاذا كان كبار علماء الاعلام يحصل لديهم التباس في اصل الضرورة فما بالك بغيرهم واليقين دون الضرورة .

فالمسألة ليست بسهلة لا من جهة التتبع العلمي ولا من جهة قدرة التمييز في المنهجية الاصولية وان الدرجات الادلة ما هي والمواد كيف هي؟ لذلك عدم تظلع الفضلاء والتنمر العلمي يحدق بهم بمخاطر وغفلات خطيرة الان لو اجمع لك فتاوى القدماء في الاذان تتعجب منها ، مثلا ابن براج يقول يستحب بعد حي على خير العمل ان تقول ال محمد خير البرية وابن براج هو التلميذ المرتضى والشيخ الطوسي الشهيد الاول في اهم كتبه وهو كتاب الذكرى يقول بها وللاسف هذا اصبح نسيا منسيا وهذا هو ما قام به البويهيون في الاذان وكان يؤذن به الحمدانيون في حلب والحسكة والفاطميون في مصر بين حي على خير العمل والله اكبر او قد قامت الصلاة يؤتى بمحمد وال محمد خير البرية او محمد وعلي خير البشر وهذا الاذان متروك ومهجور كما ان الصدوق يروي في الفقيه ان الاذان فيه امور حذفت وهذا بفاصل كم ورقة وهذه احد القرائن القطعية ، وحتى الميرزا القمي عنده انه يستحب رجاءا انه تأتي بحي على خير العمل ومبنى الصدور ان حي على خير العمل هي شهادة رابعة وهي شهادة لفاطمة وان ولدها ورثوا الولاية منها وهو في ثلاثة من كتبه روى اربع روايات يعني الصدوق يقول لما تأتي بحي على خير العمل انو بها ولاية فاطمة فخير العمل هو بر فاطمة ولدها فهي طاعة في ولاية وهو اتى باربع روايات عن الباقر والصادق والكاظم .

فواضح من هذه القرائن ان كلام الصدوق بلحاظ حاكم سمرقند حيث كان من العامة فذكرنا ثلاث منظومات في الليالي السابقة هناك منظومة الوحي بما هو وحي والثاني منظومة النقل وهو العلم النقلي غير العلم الوحياني والضرورات وعندنا نسبة منها وعند الائمة كاملها وللأسف الآن التراث وكتب الحديث مهجورة وكما يقول السيد الروحاني ان علم الحديث مهجور في الحوزات مع انه هو عبقري في علم الاصول فيصر على احياء هذا العلم وكان يبجل من يتخصص في هذا العلم ويتعامل معه كالمراجع لانه نحن الان اصبحنا نكترث باجتهاد الرأي وليس باجتهاد الحديث .

المنظومة الثالثة هي اجتهادات الاعلام وهي للاسف متروكة فكتب القدماء متروكة والجواهر متروك وكتب الطوسي متروكة وكذا كتب المحقق والعلامة ونحن نعيش على ضفاف المعاصرين وكان الله غفورا رحيما فالعلم هو صعب .

سؤال :

عند استبصارنا لمذهب محمد وال محمد استوقفتني اسئلة حيث كان عندنا العلامة عبد الملك السعدي احد اعلام العراق فسألته عدة اسئلة عن الجمل وصفين وغيرهما فهو مباشرة جاء بالايتين تلك امة قد خلت كانها شماعة مع اني قلت له كيف نوافق بين هذه الاية وبين قول النبي في صحاحنا ستفترق امتي الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ؟ يعني الساحقة من المسلمين في نار جهنم مع ان اركان الاسلام والايمان خمسة فما علة ذهابهم الى نار جهنم اذا كانوا موحدين ؟ فطردني من البيت .

الجواب :

المشكلة ان التحريف المعنوي للقرآن اخطر من التحريف اللفظي هناك كبار لامعين من اعلام عصرنا في المئة سنة الاخيرة اخذوا هذا المعنى في الاية مسلم وحاولوا ان يجيبوا عن الاشكالات مع ان هذا المعنى محرف وتسرب هذا المعنى حتى على اذهان الكبار لذلك كما يقول السيد الحجة الكوهكمري اتقى تقوى طالب العلم ان يجد في الدراسة طيل عمره وافسق فسق يرتكبه طالب العلم ان يقلل من العلم فيصير عنده ضحالة علم هذا اخطر شيء بالتالي البصيرة على العلم والعلوم الدينية كثيرة وصعبة كل ما تنقب تجد بحورا من المعاني ، ثم ان حياة الدين بهذا .

سؤال :

بالنسبة لابراهيم هل فعله نحمله على غير الموازين؟

الجواب :

انت هاتني بالميزان اي ميزان غير الوحي؟ هل اسماعيل محارب؟ او مهدور الدم؟ او اوقاتل لنقتص منه ؟ فانت باي ميزان تقتله فانت لم تتمسك بقاعدة فقهية او كلامية وانما تتمسك باصل هيمنة الوحي هذا بحث اخر اذن الوحي الاعلى يحكم على الادنى مشكلة النزاع الذي حصل بين موسى والخضر انه وجد عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولن اعصي لك امرا فقال ان اتبعتني يعني انا لا اجاملك انت تابع وانا متبوع انا امام وانت مأموم فاياك ان تسأل فلا تسألني عن شيء فيجب ان تكون منقادا تاما يعني حتى بمجرد السؤال والاعتراض ، فالاعتراض قد بصيغة السؤال اتجعل فيها من يفسد فيها هذا اعتراض ولو بصيغة السؤال حتى هذا المقدار في نظام الدولة الالهية العميقة ممنوع فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا .

فهنا موسى تمسك بالوحي وقال اقتلت نفسا بغير زكية لقد جئت شيئا ادا او اخرقت سفينة لتغرق اهلها فنحن مخطئة ولسنا مصوبة ولا مفسقة ولا مسفسطة ولا مكفرة ولا مشككة ولا مارقين عن الثوابت وانما هو تنظيم الحجج والمحكمات فالله قال هذا عنده علم وانت ليس لديك ذلك انت حاول ان تفهم ما عنده ، فالله اعطاه ميزان واقعي لان عنده علم فعندما قال اتيناه من لدنا علما هذا علم واقعي فعندما يقول اتبعه هل هو يعني انت مقدم عليه؟ كيف يمكن؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت ستجدني ان شاء الله صابرا ولن اعصي لك امرا وحتى لو اراد ان يرجح رأيه هذا ايضا تشكيك التصديق يعني التسليم قد صدقت الرؤيا لذلك العلم ضروري والجهل خطر وربع العلم خطر .

سؤال :

البعض يقول موسى ليس من اولي العزم ؟

الجواب :

هذا خلاف ضرورة الروايات والايات والمسلمين ، ثم ما شأن هذا بذاك؟ هو بالاخرة مصطفى فهو نبي فالكلام الكلام ولم يفرق وهذا القائل ينكر على كلام المعصومين ويتشهى هو النبي اسماعيل لم ينهر اباه وانما كان مسلما مطلقا مع ان موسى اعترض على الخضر لان اسماعيل في ظهره سيد الانبياء فهذه درجات الوحي .

فاسماعيل اعتمد على اي ميزان في عدم الاعتراض؟ قال يا ابت افعل ما تؤمر هذا افعل ما تؤمر هل هو اشد من قضية حرمة الدم؟ الفرق المنحرفة التي تدعي المكاشفات تقول اتانا امر من المعصوم بالمكاشفة انك اقتل نفسك ، هذا دجال فمن انت وما هو وحيك؟ وما هو كشفك؟

 

logo