« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/01/27

بسم الله الرحمن الرحيم

/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (62)/سلسلة في الشعائر الحسينية

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية / اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (62)/

 

كان الكلام في احد قواعد قراءة النص التاريخي وهي ان العلوم الدينية المدونة منذ الف سنة عند الفريقين ليس بامكانها قراءة وتفسير السيرة القطعية للنبي فضلا عن السيرة الظنية والمقصود من العلوم الدينية هو ما انجزه وبسطه وشرحه علماء الاعلام منذ عشرة قرون وليس المقصود نفس علوم الوحي ، فالاخيرة بلا شك هي جامعة ومانعة لكل شيء فهناك فرق بين اصطلاح العلوم الدينية بمعنى ما انجزه العلماء لكن نفس الوحي هو منظومة اخرى وهناك فرق بين اصطلاح العلوم الدينية بمعنى الشرح لعلوم الوحي وبين منظومة الوحي في نفسه يعني عندنا منظومة الوحي في نفسه الذي يخزنه ائمة اهل البيت عن النبي وهذا الخزن ليس حسيا وانما ملكوتي ، السلام عليكم يا اهل بيت النبوة يعني صندوق ومحل مأوى النبوة فكل ما في نبوة النبي هم خزنوها واحتفظوا بها فهم ليسوا انبياء لكنهم بيت النبوة يعني مخزن ملكوتي نوري .

كما ورد في اوصاف امير المؤمنين خازن علم الله وحيبة علمه يعني هو الصندوق كما في الاصطلاح العصري هو الهارديسك الذي يخزن فيه النبوة وهذه (اهل بيت النبوة) متواتر وصفهم بها فهم مهبط الوحي وليس مهبط النبوة هذا هو الفرق بين الامرين لان الوحي يهبط عليهم ومختلف الملائكة يعني هم محل صعود وعروج الملائكة فهو ليس وحي نبوي وانما وحي غير نبوي لكن بالنسبة للنبوة هم بيت وصندوق روحي او ملكوتي يا علي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع يعني النزول يتم على قلب النبي فينعكس عند امير المؤمنين .

فهناك عندنا ثلاث منظومات فهناك منظومة الوحي في نفسه كما عندنا في المستفيض في الاحاديث القدسية ان الله امر النبي في مواطن عديدة كالمعراج وغيره ان لا يخفي علما زوده الله تعالى عن علي امير المؤمنين والدرجات العليا من العلم هو نفس هذه الموجودات الملكوتية المهولة وبالاصطلاح العصري كالسيرفر يعني المخزن الكبير جدا لمعلومات الانترنت وكما قال الباقر ع كان الوحي ينزل على موسى فيوحيه الى هارون يعني قناة غير مرئية ملكوتية بين النبي موسى وهارون فموسى يتلقى الوحي وعنده قدرة ان يوحيه الى اخيه هارون فانت مني بمنزلة هارون من موسى في صدد بيان هذا المطلب فاذن كان اوحي الى النبي موجودات ملكوتية كالروح الامري وليس فقط معاني وافكار هذا الروح الامري اعظم من ميكائيل وجبرائيل واسرافيل وعزرائيل فهذا الموجود الملكوتي عنده هكذا قدرة انه ما من رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وسماه الباري تعالى كتاب لانه يدون فيه وجود كل شيء فلما يوحى للنبي بالروح الامري وهو يوحيه الى امير المؤمنين يعني يجعل ارتباط بين الروح الامري وبين علي عليه السلام .

طبعا في الوراثة الاصطفائية لا يشترط موت المورث للوارث فهذه الوراثة تختلف عن المصطلح المادي عند عموم الناس واشرنا في الجزء الثاني من مقامات فاطمة الى الروايات والايات في هذا الامر فطبيعتها تختلف ولا يسلب الارث من المورث للوارث فلما يوحيه النبي الى امير المؤمنين يوجد نوع اتصال بين الروح الامري وامير المؤمنين فهناك منظومة وحي ملكوتية وهي تختلف عن العلوم النقلية .

الكثير من العلمانيين او حتى في الوسط الحوزوي في العلوم الكلامية يخلطون بين العلوم النقلية وعلوم الوحي فعلوم الوحي موجودة عند النبي واهل بيته ومنهم فاطمة اما العلوم النقلية هي قنوات حسية لنقل التنزيل اللفظي للوحي وبين هاتين المنظومتين اختلاف يعني سنخ علوم الوحي من سنخ القلب والروح وقد تكون الفكر .

هناك منظومة ثالثة تختلف عن السابقتين وهي اجتهادات علماء الاعلام فالروايات والايات المسموعة هذه منظومة نقلية لكن ليتفقهوا وفهم العلماء هي عبارة عن مراة ذهنية يرون ما وراء الالفاظ من شبكة المعادلات والاستنتاجات كل بحسب قدرته فالمنظومة الوحيانية غالبها من سنخ الملكوت ودرجة منه اصوات والمتكلمين وكثير من المفسرين او حتى الفقهاء ربما يصورون بان الوحي افكار ومعاني واصوات فقط ، وهذا خطأ كبير جدا لان بيانات القرآن واهل البيت المتواترة تؤكد على ان جل الوحي الذي اوحي للنبي واهل بيته هو من سنخ الملكوت كما يقول امير المؤمنين في رواية الاحتجاج الوحي لا حد لها ولا حصر فلا تظن ان الوحي على شاكلة واحدة .

فاذن عندنا الوحي وعندنا منظومة النقل والعلوم النقلية والروايات ونفس المتن القرآن القطعي ، ثم فلولا نفر من كل فرقة طائفة يعني ليرووا الرواية هذه علوم نقلية ولكن العلوم الاجتهادية والاجتهادات ليست نقل انما هي تحليل وفهم عقلي لمعاني العلوم النقلية ، الرواة دورهم في العلوم النقلية انما هم يروون الالفاظ اما فهمها شيء اخر .

لاحظ مثلا ال البيت قالوا باب الاجتهاد لا يغلق يعني المنظومة التي هي نتاج بشري يتدخل فيها القدرة البشرية في فهمه فهذا لا يغلق يعني لا زال يستمر فليس من الضروري الذي انجزه العلماء في كل العلوم الدينية يكون كافيا في قراءة السيرة القطعية للنبي واهل بيته فضلا عن الظنية يعني لابد من اجتهادات كثيرة تستوعب المساحات الفارغة فاذا قلنا الدين في توسع ليس معناه الدين متغير انما يراد اتساع هذه المنظومة الثالثة كما ان المنظومة الثانية مر بنا الاحاطة بها ليس بالشيء السهل كما نقلنا عن احد المتتبعين ان التراث الواصل الينا وليس التالف انما المطبوع منه لا يمثل الا عشرة او خمسة عشر بالمئة وتراجم النسخ والكتب علم صعب والمحقق الطهراني قضى عمره كله فيه وكذا السيد عبدالعزيز الطباطبائي هو ايضا من قضى عمره فيه وكذا العلامة الاميني قضى جوانب من عمره في هذه المنظومة الثانية والثالثة وهو منظومة في حديث واحد نبوي وهو حديث الغدير فهذا اهمية النقل ثم قضى شطرا من عمره في العلم الثالث العلوم النقلية ايضا الافق فيها مفتوح .

الشيخ الطوسي كما هو فقيه اصولي مفسر رجالي متكلم ايضا هو محدث يعني عنده علم ومهارة في الوقوف على علم الحديث ونصف تاليفات الشيخ الطوسي هي في كتب الحديث وكذلك الشيخ المفيد عنده كتب كثيرة حتى كتبهما التاريخية في العقيدة ليست تاريخية محضة لانه مرتبط بالعقيدة فاضطر الشيخ الطوسي والمفيد ان يكتبا في التاريخ كالجمل والارشاد الذي هو سيرة المعصومين الاربعة عشر وسرد التاريخي للبعد العقائدي منه وهو المرجع الاعلى في زمانه وهو اهم من الفقه الفرعي لاحظ كم كتاب فقهي لدى المفيد؟ المقنعة وبعض الرسائل الفقهية في الفروع لكن اذا اردت ان توازن بين ما كتبه في العقائد وعلم الفروع تجد اغلب ما كتبه في بقية العلوم الدينية السيد المرتضى لعل عشرين بالمئة من كتبه فقه والباقي في علوم دينية اخرى .

فهؤلاء مؤسسين ومراجع عليا لمسار المذهب المرتضى عنده كتابة ذريعة في اصول الفقه لكن يحتوي على كل العلوم الدينية والان حتى في مدينة الرياض وفي جامعاتها والمدينة المنورة والازهر والزيتونة كتاب الذريعة للسيد المرتضى او كتاب عدة الاصول لشيخ الطوسي هو من اهم الكتب المعتمدة عندهم اذن هذا المنحى من زعماء المذهب ليس بعبط فالعلوم النقلية قابلة للتوسع واطلاعنا عليه قابل للتوسع و وقوفنا على النسخ قابل للتوسع .

المجلسي كان ذا بعدين فهو محدث ومجتهد فقيه في العلوم الدينية كلها ومع ذلك فاتته مصادر نقلية الى ما شاء الله فهو لم يقف على كل المصادر النقلية الواصلة اليه في زمانه مع انه هو المفتي للدولة الصفوية وعنده موقوفات ولجان تحت يده ولكن هذا لا يسعفه في الوقوف على كل النسخ المخطوطة الواصلة في زمانه لذلك بعض السادة من الاعلام كتب كتابا في الرجعة وروايات كتابه ما موجودة في البحار لانه وقف على مصادر لم يقف عليها المجلسي وهو من المعروفين في اصفهان المسمى بمير لوحي .

فاذن هذا البحث في نظرية المعرفة يفيد في موارد عديدة فيفيد في علم الاصول والكلام والتفسير اذن لدينا ثلاث منظومات في العلوم الدينية 1- علم وحياني وهذا خاص بالنبي واهل بيته خلافا لكلام المتكلمين انه فقط معاني وافكار واصوات لذلك كثير من العلمانيين والحداثويين اشكلوا على النبوة والامامة والصحابة بناؤهم ان النبي مسجل صوت لانهم لم يعرفوا حقيقة الوحي بل حتى في كلمات جملة من المتكلمين المعاصرين ونجوم في الوسط الداخلي لكن تعابيرهم عن حقيقة النبوة سطحية قشرية جدا وفي المنظومة الاولى هناك قصور في فهمها .

سبق مر بنا انه لو تقتنص تعريف النبوة من لسان ومعادلات الوحي هو اعظم بكثير مما قولبه المتكلمون ولا قياس اصلا لاحظ متكلمي العامة كلماتهم نتاج بشري دون ما هو موجود من الفاظ تعريف النبوة في احاديثهم مثلا مفردة المحدث تجده في احاديثهم بشكل مستفيض لو لم يكن متواتر والتحديث غير النبوة ما ارسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث وهذا موجود في بعض القراءات العاشر هذا لا صلة له بتحريف القرآن ففي الاية اثنين وخمسين في سورة الحج وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث .

ما الفرق بين الرسول والنبي؟ فعلى هذه القراءة من قراءة العشر ارسلنا رسولا او ارسلنا نبيا او ارسلنا محدث فالمحدث قنوات وحيانية لانبوة ولا رسالة لكن قناة وحيانية ثالثة لكن المتكلمون لم يأتوا بذكر التحديث وجملة طمسوه بينما محدثيهم بحثوه في المحدث اذن سعة قوالب الحديث وفهم المنظومة الاولى من قبل المنظومة الثالثة ليس كضبط المنظومة الثانية للاولى نعم المنظومة النقية كوجود مادي محدود ولها حد ولكن وقوف العلماء عليها ليس له حد مثلا كتاب التهذيب او الكتب الاربعة احاطتنا على هذه الكتب الواصلة الينا ووقوفنا على دقائقها الحسية امر ليس ينتهي عند حد مع انه امر مادي واصل الينا لكن الوقوف على كل سطر سطر من هذه الكتب وحتى تركيز عيوننا عليها او اسماعنا ليس ينتهي .

مثلا القرآن الكريم لا حد له الان هل نحن حافظين لاصوات القرآن؟ الوقوف على اصوات القرآن ليس احاطة تامة انت هل بامكانك ان تقرأ القرآن من الخلف الى الامام؟ او هل بامكانك ان تقرأ من الوسط و وسط الوسط؟ مثلا لو خبطت انت سطور ايات القرآن الكريم هل يمكنك ان تميز؟ كما ان كتب الحديث كالتهذيب او احاديث عشر لو خبطت بين اسطرها الكترونيا لا يمكنك ان تميز يعني حتى السيطرة الحسية لما هو واصل الينا له درجات ومن ثم عندهم في الفلسفة وكلامهم تام ان الاحاطة بالحس ما يمكن بنفس الحس وانما بحاجة الى اعظم منه يحيط بالحس والباري تعالى هو المحيط .

هذه المنظومة النقلية الثانية في حين هي نقلية لكن وقوفنا وسيطرتنا عليها بدرجات لا تتناهى الان هاي الاقمار الصناعية تحيط بكل الارض ؟ قبل كم سنة اكتشفوا قبيلة ما وراء التاريخ يعني ما مرتبطين بحضارات البشر الموجودة يعني حتى الاقمار الصناعية مهما كانت مسلحة لا يمكنها ان تحيط بكل الارض مع انها كويكب صغير فضلا عن المجرات والسماء الاولى والثانية ولكن تجد البعض يريد ان يناطح الامام المعصوم هو امام لاهل السماوات وحجة على من في الارض والسماوات فكيف يحتج الله بامام لا يعلم بشؤونه وكيف يقدمه على الملائكة المقربين؟ ويجعله القائد والمدير والمدبر ولا يحيط علما باكثر من علمهم ؟

لذلك الباري تعالى في سورة البقرة لكي يبين برهانا لتقديم خليفته على ملائكته يبين ان علمه ازيد من علمهم وهو معلم لهم ، هذا البرهان الذي اتى به الله اعترض عليه الملائكة فاذن المنظومة الاولى مهولة وما كتبه المتكلمون يعتبر فتات بالقياس الى الوحي وهذا في حقيقة النبوة والامامة الواصلة الينا فضلا عن الغير واصلة .

المنظومة الثانية ايضا هي لا متناهية يعني قدراتنا واطلاعنا ووقوفنا عليها ليست متناهية الارض متناهية لكن الاطلاع على الارض غير متناهية كيف يصير هذا؟ مثلا علم الفيزياء والكيمياء والبيولوجية والعلوم التجريبية في ضرورة كل اجزاء العلماء هذا العلم لا تقف يوما ما مسيرة البحث فيه ومعلوماته لا متناهية طبعا هناك جمع موجود ولكن لا اريد ان اتطرق اليه اتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر الجغرافيا الى الان غير متناهية جغرافي الاقتصاد السياسة الاجتماع فالعلوم النقلية محدودة الوجود لا ان العلم بها محدود هل الرياضيات و الاعداد الرياضية متناهية؟ كلا فكيف هو مخلوق لا متناهي؟ اذن عندنا منظومة وحيانية ومنظومة نقلية هو محدود لكن العلم به لا محدود وعندنا اجتهادات العلماء في كل العلوم سواء تجريبية او دينية هذا ايضا لا يقف وسلسلة البحث فيه لا تقف والاجتهاد لا يقف .

من معاجز مدرسة اهل البيت انهم قالوا لاتباعهم ان مسيرة التعلم لا تغلق فالعلم مفتوح مجاله فما كان عند السابقين هو دين ولكنه ليس كل الدين انما درجات من فهم الدين وهذا في كل العلوم الدينية نحن مخطئة ولسنا مصوبة ولسنا مكفرة فهناك اربع مدارس ان لم يكن اكثر فالنهج الاموي والعباسي مصوبة وكل شيء فعله الصحابة عدل صحيح هذا افراط وانما نحن مخطئة يعني مفتوح باب الاجتهاد ولسنا مفسقة ولا مكفرة فالتصويب المطلق خاطئ والتفسيق خاطئ والتكفير خاطئ ولكن التخطئة العلمية الناعمة هي الصحيحة هذه كلها نظريات عظيمة في مدرسة اهل البيت وبنود نظريات المعرفة تهيمن على العلوم الدينية وحتى غير الدينية.

فاذن التراث الديني لا يستطيع ان يقرأ النص التاريخي القطعي للمعصوم فمسيرة العلم مفتوح فضلا عن الظن فضلا عن هذه التهورات في الانكار والحكم بالبطلان وبالحسم وكأنما هو وحي منزل لاحظ اصل نهضة سيد الشهداء عمالقة علماء الامامية بينهم اختلاف ويعترفون بالعجز انت تريد قضايا ظنية لها الف وجوه تحسمه بجرة قلم ؟ فالبحث مستمر يعني باب الاجتهاد لا يغلق وهو سيد الموقف الفحص يعني في المنظومة الثانية والتأمل والتروي في الثالثة ففي العلوم النقلية لا يمكنك ان تحسم الوقوف عليها .

هناك نص للسيد بحر العلوم ثلاثين سنة انا اقرأه في الشهادة الثالثة وكانما هناك حجاب فكري بيني وبينه حيث لا اقرأ الذيل بدقة وانما اقرأ الصدر والوسط قبل سنة حانت لي التفاتة الى الذيل قلت هذا الذيل غفل عنه الاولون والاخرون اذ يرى فيه وجوب الشهادة الثالثة وانه بالادلة العامة وانه جزء كل تشهد سواء تشهد الاذان او الصلاة وينسب الوجوب لضرورة الدين والمذهب هذه الدعوى منه غير سهلة بل يقول هذا مراد كل العلماء السابقين .

جواهر الكلام يذهب الى الوجوب والبعض كذب هذه الدعوى وحقهم ان يكذبوه لان نفس الفحص النقلي بحاجة الى شد حزام فهذه المنظومات الثلاثة لا متناهية ومن يدعي ذلك فهو في سبات وذكر صاحب الجواهر ذلك في موضعين موضع في باب الاذان وموضع في بداية بحث التسليم وانا شخصيا ثلاثين سنة اتابعه وللتو وقفت عليه مع انه محل اهتمامي فضلا اذا لم يكن كذلك لذلك كثير من العلماء يقول اذا مجتهد فحل كتب رسالة وركز على شيء يكون اقوى من الذين لم يكتبوا رسالة موسعة في هذا البحث لانه ركز اكثر في الجانب الثاني النقلي وكذا الثالث اي التحليل الاجتهادي لا لانه انبغ لكن لانه ركز اكثر في الجانب النقلي اي المنظومة الثانية والثالثة فيكون اكثر جدارة .

فالحسم يعني غلق باب الاجتهاد فلا يمكن الحسم بسرعة ولا بشكل سطحي فهذا ليس منهج علمي بل البعض يدعي عدم الوجود يعني هذي كذبة اخرى وافظع فهل انت وقفت على جميع المصادر النقلية؟ نعم قل لم اقف ، رحمة الله على علمائنا تجد العلماء يقولون لم اقف على ذلك في مظانه وبسبب ضيق الوقت لاحظ هذه هي الامانة كي لا يدلس على الاخرين فهو مبتلى بغلو في نفسه اشد من الغلاة لانه يرى نفسه رب العلم لا اريكم الا ما ارى وهذا تفرعن في العلم وهو اخطر من اي شيء اخر والله هذا اعظم خطورة على المذهب والدين من اي شيء اخر، فانت لا تغلو في نفسك .

لاحظ العلماء يقولون راجعت كتاب منتهى المطلب في ذاك المطلب على عجالة ولم اجده كي لا يلبس على الاخرين لان نفس المنظومة النقلية بحاجة الى اعمار فالمواد النقلية محدودة لكن الاطلاع عليها لا محدود .

 

الاسئلة والاجوبة :

سؤال :

تفضلتم بالاعداد الرياضية لامتناهية ؟

الجواب :

نعم هي غير محدودة لكن ليس لا متناهي الوهي وانما يسموه لا متناهي مخلوقي ولعلك توهمت من التناهي تلازمه باللاتناهي الخالقي لا تناهي المخلوق ليس فيه الوهية يعني هو غير مستقل فكثير من المخلوقات غير متناهية مثلا يقول لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات الله او ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها او ان ما في الارض من شجر اقلام والبحر يمد من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله لذلك في البحوث العقلية قالوا لا تناهي الوهي ذاك شيء اخر فلا التناهي على نمطين رئيسيين نمط الالوهي فهو فقط عند الله وهناك لا تناهي مخلوقي .

الان في وجدانك وعقلك مفهوم الانسان او الشجر مصاديقه لا متناهية قابليته ينطبق على المصاديق غير متناهية فقابلية الانطباق غير محدودة فهذا يسمونه لا متناهي تسلسلي وتعاقبي ولكن لا متناهية العدد ليس موضوع لمعدود قد يكون غير معدود مجموع يعني لا محدود فهذه قابلة للاشارة اليها عقلا وليست اشارة حسية ، فمثلا رؤية الله هي اشارة عقلية يدرك به الانسان والادراك ليس احاطة ويدرك بها اللاتناهي الالهي .

سؤال :

بالنسبة للوحي قلتم هناك مراتب هل النبي هارون له وحي مستقل عن النبي موسى ؟

الجواب :

حسب بيان الامام الباقر في احد الايات ان الفرقان اوحاه الله لموسى وهارون يبين هناك ان الوحي اصالة ينزل على موسى فهو يوحيه الى هارون ولعله لنكات اخرى لا من جهة المباشرة في الوحي يعني النبي هارون ايضا يرى رؤى نبوية غير التي يرفدها النبي موسى .

سؤال :

انتم تفضلتم ثلاثين سنة لم تطلعوا على عبارة الجواهر ؟

الجواب :

اعطيك مثال اخر قضية اتمام صلاة المسافر عند كل مراقد الائمة صاحب الجواهر والوحيد البهبهاني وصاحب الرياض وغيرهم من الاعلام في ذهنهم الشريف ان الذي قال بالاتمام في الجميع هو السيد المرتضى وابن جنيد حيث قالوا بالتخيير في جميع مراقد المعصومين حتى ان الوحيد البهبهاني قال صحيحة علي ابن مهزيار مخالفة المشهور يعني هو ظن ان المشهور لا يقولون بالتخيير قال التعليل الوارد في هذه الصحيحة حري بان نعممه مع ان هناك نصوص اخرى ما اطلع عليها الوحيد البهبهاني هذا مطلب اخر بل ولا صاحب الجواهر ولا صاحب الرياض بينما بشيء من التتبع وجدنا الشيخ المفيد يقول بها في المقنعة وابن قولويه يقول بها في كامل الزيارات بل اكثر المتقدمين في الغيبة الصغرى قائلون بالتخيير في ذلك ، الشيخ الطوسي في المبسوط يقول في خصوص النجف هو التخيير اما مسجد الكوفة هذا تبع وهامش التخيير المركزي الاصلي هو قبر امير المؤمنين فالشيخ الطوسي فتواه جزمية لكن المتأخرين لم يقفوا على ما حرره المتقدمون ولم يطلعوا على تمام الروايات وطوائفها فنحن بكل جزم بنينا على التعميم كالقدماء في كل مراقد المعصومين وكربلاء وكل النجف من العتبة الى القبر الشريف الى الكوفة كل هذا يخير فيه اما الحائر والقبر هذه مراتب فضل والسبعين ذراع وسبعين باع ووو الشيخ الطوسي يقول هذه تشمل خمسة فراسخ من قبر الامام الحسين يعني كل كربلاء لكن مراتب في الفضل .

من يتتبع في المنظومة الثانية والاولى يجد غفلات موجودة وهذا هو معنى المخطئة مثلا من زنى بذات بعل ثم طلقت هل يجوز لهذا الزاني ان يتزوجها؟ ام هي محرمة عليه مؤبدا؟ كل الطبقات يقولون يحرم عليه مؤبدا المعاصرين قالوا اجماع وهو محصل والمحصل غير حاصل والمنقول غير مقبول الى ان وصل البعض قالوا بالاستحباب نحن تتبعنا شيئا وجدنا ثلاثة عشر من القدماء ذكروا ادلة واضحة غفل عنها المتأخرون ابن براج في القرآن ذكرها ودلل عليها بمأخذ سهل التناول وذكر ادلته فالخلل صار في المرحلة الثانية وهي تتبع المنظومة النقلية والخلل حصل في التروي في المنظومة الثالثة الاجتهادية فهنا من قال بانه حسم كانه يقول اغلق الباب واما اذا قال هذا امر بتي فهذا اضرب واضرب .

مثلا شرح العروة التي طبعناها على عشرين مجلد تقريبا خمسة عشر قاعدة في كل مجلد ذكر المتأخرون المعاصرون انه لا دليل عليها نحن وجدنا طائفة من الروايات نبه عليها من قبل القدماء فالتتبع هو سيد الموقف وهذه في المنظومة الثانية والتدبر والتأني هذه منظومة ثالثة فهي اذا حسمت تقول هذا حسم نسبي بمقدار ما وسعني من الوقت والتدبر اما اذا تقل لا فقطعا هذا غلو في النفس دائما العلماء يقولون مثلا راجعت منتهى المطلب في هذا الباب على عجالة لم احصل عليه فلم يقل كل المنتهى وقال على عجالة كي يقول بدون تأني وسريع كي لا يدلس عليك انت افحص بعدي واستدرك هذا هو التقوى في العلماء فهو عنده اولويات في تنقيح الابحاث وعمره محدود فهذا الذي وصل اليه مجزي معذر لا انه بتي فلا يمكن ان تغلق باب الاجتهاد هذه مغالاة يغلو الباحث في نفسه وهذه مشكلة خطرة .

حتى في علم الرجال يقولون تتبعت هذا رجل فهو مهمل ولكن بمقدار ما وسعني من الوقت على عجالة المجلسي الاول يقول تابعت شخصية ابن ابي عمير خمسين سنة فهل كان بامكانه ان يتابع كل الرجال بهذا المقدار؟ كلا كل شخص له مجال محدود فابن ابي عمير يتابع حياته وتاريخه وحقبته الزمنية وتلاميذه ومشايخه في طبقات تراجم العلماء والمصادر الموجودة عندهم يؤثر في علم الحديث والرجال في قضية التروي في المنظومة الثالثة في الاستنتاج لا تدعي ان هذا اجتهاد يغلق الباب فيه ، فانه في اي مرحلة من مراحل الاجتهاد لا يمكن غلقه ولا يمكن ادعاء ذلك فيه نعم تارة ينفي ظاهرا ويقول لا ظاهرا والله اعلم هذا بحث اخر اما يدعي انه واقعي فهذا معناه غلق باب الاجتهاد .

سؤال :

الم يكن هناك ثوابت يعني؟

الجواب :

هذه ليست سفسطة الثوابت موجودة الان نفس علم الرياضيات كم تفجرت فيه علوم لم تكن في القرون السابقة كعلم النووي والفضاء والنانو والكوانتوم وغيرها .

سؤال :

الم يقل اكملت لكم دينكم؟

الجواب :

قال اكملت بعلي ابن ابي طالب وليس بكم انتم الصحابة القشر منه لا تعرفونه فعلي هو عنده خزانة الدين لذلك النبي في نفس خطبة الوداع يقول رب حامل فقه وليس بفقيه اي لا يفهم ، كثير من الصحابة يروون اشياء لا يفهموها في بعض الاشياء نحن نفهمها لكن ننقلها الى من هو افهم منا فالنبي يقول العلم نسبي وقدرتنا عليه نسبي وليس نسبيا بمعنى السفسطة واللا حقيقة ، فرق بين نسبي في الحقيقة وبين ان تكون نسبية بمعنى اصلا لا وجود له فهذا خطأ فالثوابت موجودة لكن فهم الثواب درجات ، فالرياضيات فيها ثوابت مع ذلك هي تتوالد يوم فيوم فكل يوم علوم رياضية مذهلة الان لو كنت تقول للقرون السابقة هذه الامور لقالوا عنها معجزة مع انها ليست معجزة فتوسع الرياضيات لا ينفي الثوابت ولكنه توسع انفجاري فالنسبية في الفهم والاطلاع لكنه مخلوق لا متناهي ، وليس لا تناهي خالقي .

سؤال :

اليس لله في كل واقعة حكم؟

الجواب :

نعم موجود بل قالوا اكثر من ذلك لله في كل واقعة احكام وهذي واقعية وليست ظاهرية عند المجتهدين وداوود وسليمان اذ يحكمان في حرث القوم اذ نفشت فيه غنم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا اتيناه علما يعني هذا واقعي وهذا واقعي فاذن حتى الواقعية قابلة للتعدد في منطق القرآن بدون تناقض كما يقول الامام الصادق ان لنا فيه كذا وجها ولنا من كل ذلك مخرج وداوود وسليمان فما قالوا كنا لحكمهما وانما لحكمهم هذه الاية كان يقرأها الامام الحسن عندما يعترضون عليه ان اباك لم يصالح انت لماذا صالحت فكان يقرأ هذه الاية فكل اتيناه علما يعني ليس جهلا طبعا ما موجود عند موسى وهارون يختلف عن الموجود بين سليمان وداود البحث الصناعي في العلوم الدينية ليس بسهل .

انا كان هناك عندي نقاش مع بعض الاساتذة قال روايات اهل البيت في ذيل هذه الاية كلها تعبد وتأويل قلت له بالعكس كل الروايات تعالج الظاهر اتيت له بهذا المثال قلت له كل المفسرين غفلوا عنه لماذا هناك يحكمان هنا يحكم ؟ حكمهم ضمير جمع بينما في مجموع بيانات اهل البيت تفسر لك الزوايا والدقائق بشكل عظيم مدهش .

السؤال :

ماذا تقول في الموسى وخضر؟

الجواب:

اقول القصة في موسى وخضر يختلف عما في داوود وسليمان تماما هذا مجال وذاك مجال اخر فليس كل ما جرى بين النبي داوود وسليمان كالذي جرى بين الموسى وخضر يختلف تماما .

السؤال:

هل اعتراض موسى على الخضر بسبب ان كلاهما صح ؟

الجواب:

هو صح و لا صح ، وبينه اهل البيت لكن هذا عالم وذاك عالم اخر حتى بلغة علم الاصول وعلم الكلام او علم الفقه هذان بابان مختلفان .

 

logo