« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

47/01/23

بسم الله الرحمن الرحيم

/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (58)/سلسلة في الشعائر الحسينية

الموضوع: سلسلة في الشعائر الحسينية/ اعتبار كتب المقاتل المتأخرة (58)/

 

في ضمن القواعد التي نحن في صددها لاباس الاشارة الى جملة من القواعد التي لم نبسطها سابقا في العام الماضي حول مبحث الظنون في قبال مبحث منظومة المتن وقراءة المتن وما طرح في الجلسات السابقة منقسم الى هذين القسمين قسم مرتبط بالمتن التاريخي وقسم منه مرتبط باعتبار الطرق الى هذا المتن التاريخي يعني مرتبط بالاثبات مثلا قلنا النص التاريخي لا يمكن الاعتماد فيه على المؤرخ فقط بل لابد من الاعتماد على علوم تخصصية لتحليل النص التاريخي فان هذا مرتبط بالمتن .

هناك عدة قواعد مرت بنا في هذا الخضم ومر بنا من ان العين الحسية لا يمكنها ان تكون بدرجة العين العقلية وهذا يصب في قراءة المتن التاريخي ، فنحن في صدد الفرق بين نمطين من القواعد لكي نلتفت ان هناك مباحث ترتبط بمتن النص التاريخي وهناك منظومة قواعد ترتبط بطرق الى هذا النص ، فالتساؤلات او الاثارات تحوم حول هذين المحورين فيجب التدقيق في كلا الجانبين فنحن تارة نذهب لقواعد المتن واخرى لقواعد الطرق لتنويع فضاء البحث والا يجب الفرز بين النمطين لا سيما ان هناك تأثير وتأثر بين قواعد القسمين .

فمن القواعد المهمة هي انه نجد جملة ممن يقرأ سيرة النبي والمعصومين لا سيما سيرة الطف يقرأها بقواعد المقررة فقهيا فح يجد اثارات واشكالات لا حل لها ، هناك استفتاء للسيد محسن الحكيم ولجملة من علماء النجف وقد نشر هذا الاستفتاء في مجلة الاضواء ونقل هذا الاستفتاء الشيخ عبدالهادي الفضلي في كتابه في انتظار الامام وهو كتاب حافل بمواد وتعليق علمي في وظائف المؤمنين في الغيبة الكبرى ، فجملة من اصحاب الائمة كميثم التمار وحجر ابن عدي وبعض شهداء كربلاء واصحاب امير المؤمنين الذين طاردهم معاوية تحت كل حجر ومدر بعد شهادة الامام الحسن حيث في ايام هذا الامام العظيم لم يكن معاوية يجرأ على ذلك او سلسلة من علمائنا كالشيخ فضل الله النوري والشهيد الصدر الاول والثاني والشهيد الاول والثاني اذا اردنا ان نقرأ استشهادهم ورمزيتهم بالضوابط الفقهية المذكورة في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر طيلة عشر قرون فكانه هذه ليست على الموازين الشرعية .

فهذا الذي يقرأ التاريخ بالقواعد الفقهية كانه يستظهر ان هذا تهور والقاء النفس الى التهلكة وليس على الموازين او بعض من يفسر نهضة المختار في كتب الفقه قد يستصعب عليه ذلك او حتى ثورة التوابين ، مثلا صاحب الجوهر قال اصل خروج سيد الشهداء ونهضته يصعب تفسيرها بالقواعد الفقهية؟ لانه خروج قطعي وليس ظنيا فهذه المواجهة من سيد الشهداء لبني امية كيف نقرأها فقهيا عبر القواعد التي حررها علماؤنا في عشرة قرون في ابواب الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فحسب النقل الذي نقل عن صاحب الجواهر وانا لم اقف عليه قال لا نستطيع ان نفسره بالقواعد الفقهية الا انه نقول هو تعبد خاص من سيد الشهداء .

للاسف هذا غير متوقع من صاحب الجواهر مع انه قد ذكرت اوجه عديدة للتفسير الفقهي لنهضة سيد الشهداء منها الجهاد حماية لبيضة الدين واستلام الحكم وما ذكره سيد الشهداء في خطبته في المدينة المنورة ثم في مكة المكرمة ثم في طريق مكة الى كربلاء في اربع خمس محطات بكل محطة منازل عديدة وخطبه يوم عاشوراء وقبله ، فالتفسير الفقهي الذي ذكره سيد الشهداء لنهضته متعدد وليس واحدا مع ذلك صاحب الجواهر في جملة من المواطن والمواقف يرى ان هذه الوجوه التي ذكرها سيد الشهداء ليست لها سريان عام لتلك المواطن نعم لبعض المواطن قد تكون لكن ليس لكل المواطن .

اذن من ضمن الاثارات انه ما هي الشرائط الفقهية التي افتى الفقهاء لشهادة الشهيد في ارض المعركة انه لا يغسل وهذه كيف تنطبق على شهداء كربلاء؟ يعني جعلت فتاوى الفقهاء الظنية ميزانا لقراءة سيرة قطعية وهذا امر عجيب وغريب مع ان فتاوى الفقهاء ظن معتبر فكيف نحن بالفتوى الظنية نقرأ السيرة القطعية لسيد الشهداء ؟ فلان النص التاريخي ما كان يكتفي فالتجوا الى علم الفقه والقواعد الفقهية فاذن التاريخ لا يمكن ان يقرأ فقط بالتورخة وانما لابد ان يقرأ بعلوم تخصصية اخرى انا هنا اوسع تساؤل السيد محسن الحكيم .

فاجاب الفقهاء بان ما كتبه الاعلام في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الف سنة ليس هو لكل باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس هو لكل قواعد الجهاد والسيد الخوئي عنده فتوى شبيهة بجواب سيد محسن حكيم وكذلك السيد الخميني في تحرير الوسيلة عنده فتوى تصب في نفس المضمون التي ذكرها السيد محسن الحكيم فالاخير يقول ما ذكره الفقهاء في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يذكروا القسم الاكبر فالتفت انت ايها الباحث في التاريخ هل تريد ان تعالج وتقرأ سيرة المعصومين القطعية فضلا عن الظنية بمجموع ظنون فتوائية افتى بها فقهاء علماء الامامية ؟ والحال انه نفس الفقهاء ينبهون ان هذه ليست كل القواعد فكيف انت تريد تلوي عنق سيرة عاشوراء ؟ لذلك صاحب الجوهر قال ليس بامكاني ان افسرها فعلينا ان نجعلها تعبدا خاصا من الامام ع ويرد علمه الى اهله .

للاسف هذه الاجابة ابدا ما مقبولة من هذا الفقيه العظيم لان سيد الشهداء سيرة قطعية وهو قدوة وامام فكيف نحن نقول تعبد خاص يعني هناك خلل موجود في نظام الاستنباط يعني سيرة قطعية وليست ظنية بل حتى لو كانت ظنية الكلام الكلام فلا يمكن ان نقول هذا تعبد خاص كلا هذا امر قطعي والائمة عندهم هكذا تركيز عظيم انه لا تتركون كربلاء وزيارة الحسين هل هذا كله تعبد خاص لا يعنينا ونرد علمه لاهله؟ هذا ليس بمقبول ابدا

طبقا لهذه المدونة في كتاب الجهاد لعلمائنا لا نستطيع ان نفسر نهضة المختار وانما المختار فيه ما فيه، احد الفضلاء يسألني قال هل المختار عنده اذن من زين العابدين ام لا؟ او من محمد بن الحنفية ؟ قلت له اذا انت كنت تريد ان تدافع عن عرضك ومالك ودمك هل تحتاج الى اذن من المعصوم؟ قال لا احتاج قلت الامر عجيب عرضك ودمك تدافع عنه الان دم اهل البيت واعراضهم الدفاع عنها بحاجة الى اذن ؟ كي نتعلل ونقول المختار عنده اذن ام لا ؟ فنحن لكي لا نقوم بالمسؤولية نتذرع بامور واهية ومن يقوم بالمسؤولية نطعن فيه اي قراءة فقهية هذه؟

كما يقول سيدنا محسن الحكيم ان ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قيد في الجانب الخاص تعلمون بان ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قسم مهم منه التقية يعني النظام الامني في المذهب فالسيد محسن حكيم يقول ما كتبه الفقهاء من النظام الامني والتقية هذا لا يشكل نصف مباحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل بلا اي مبالغة ندعي انه لم يحرر ثلثاه ، اذن مسير الامة المؤمنة الموالية لاهل البيت طيلة الف سنة نور مغيب لعله لم يدونوه الاعلام للظروف القاسية التي كانوا يعيشونها امام الدولة الاموية والعباسية او الانظمة الغاصبة الاخرى ولكن الكلام ان هذه مسير الامة وليس بالشيء السهل .

في لسان الامام الصادق في كتاب كامل الزيارات ورد عن ثورة التوابين ويذكرها باجمل القراءة يعني المشروعية مفروغ منها فلا يمكن ان نقول موقف الائمة وزين العابدين سلبي من ثورة التوابين او من ثورة المختار المشكلة هكذا في قراءة التاريخ القطعي يعني هذا التاريخ القطعي المشرق نريد ان نجعله سوداويا بقواعد ظنية غير مكتملة هذه ازمة علمية معرفية فبناء على ما كتبه الاعلام فهذه السلسلة من الشهداء من الابرار والحواريين والعلماء كلهم يكون عملهم محل سؤال فهذه نكتة جدا مهمة في قراءة التاريخ وابواب الجهاد فالى الان البحث ليس مكتمل .

نحن ربما مئة جلسة في العام الماضي عقدنا تنبيها حول هذا المطلب الذي نبه عليه السيد محسن حكيم والاعلام الاخرين ان ما كتب في ابواب الدفاع والجهاد والمرابطة واعداد القوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا لا يمثل البعد العام السياسي والاجتماعي والاعتقادي وانما يمثل يسيرا من هذه الابواب وهو الفقه الفردي فكيف انا اريد اقرأ واقعة عاشوراء وسيرة ومواقف المعصومين من نهضات شيعية موالية لاهل البيت ؟ كيف بامكاني ان افسر عمل السيد عبد العظيم الحسني الذي كان مطاردا وربما حتى سم ويرجى بزيارته ثواب زيارة الحسين فهو كان على ارتباط بثورات وقيادات دول شيعية في شمال ايران مزامنة لامامة الامام الهادي وكان مقربا من هذا الامام وملاحقا ؟

او كيف نفسر ما ورد في تفسير الامام العسكري من شابين قام والدهما بالذهاب الى سر من رأى ووو وهذا ذكره الشيخ الصدوق وهذا التفسير المنسوب للامام الحسن عسكري اعتمده الصدوق اي اعتماد في من لا يحضره الفقيه بل في كل كتبه كما ان الطبرسي اعتمده و الراوندي وكل فحول الطائفة اعتمدوا هذا التفسير واعظم به واعظم من تفسير فهذان الشابان من رعايا شمال ايران تحت رعاية الدول الزيدية وكان لهم ارتباط بالسيد عبدالعظيم الحسني فكيف نفسره ؟ او دولة الادارسة من نسل الامام الحسن هل لها ارتباط بالامام الصادق او الكاظم؟

طبعا لابد ان لا نتوقع ان هذه الارتباطات تكون بسذاجة وسطحية لا حد لها ان تكون ارتباطا علنيا طبيعيا ، فالارتباط العلني ما موجود امام الدولة الاموية والعباسية بعبارة اخرى انشطة الائمة وادوارهم الخفية كيف نفسرها ؟ وهو اكبر و اوسع من الجانب المعلن منه وللاسف هذا التاريخ مجحف ونحن للاسف في بحوثنا نجحف بذلك الوجه الخفي لانشطة الائمة فاذن هذه المواقف اذا اردنا ان نقرأها بالقواعد المقررة في باب الجهاد والدفاع والمرابطة والامر بالمعروف والتقية هذه القواعد التي كررها الفقهاء لا تمثل كل قواعد هذا الباب ولا نستطيع ان نؤول او نحكمها على هذه الاحداث القطعية وسبحان الله مع ان صاحب الجواهر في الصناعة الفقهية تظلعه عجيب ولكن رغم ذلك يصعب عليه ان يكيف اصل نهضة عاشوراء القطعية ؟

اذن نفس الاشكالية موجودة في التدوين الفقهي انها غير كاملة والان كيف يكون تقديم هذه الظنون ولو كانت معتبرة على القطعيات ؟ فالسيد الحكيم يقول ما كتب من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فقه فردي وليس مرتبطا بالجانب السياسي العام فضلا عن العقائدي ففي البحث العلمي لابد ان تكون يقظة عند الباحث كي يفهم مغزى كتابة الفقهاء تصب الى ماذا ؟ كما ترى صاحب الجواهر يقول انه هذا الفقه المدون لا نستطيع ان نفسر فيه اصل نهضة سيد الشهداء ،

هذا هو البيت القصيد في قراءة المتون التاريخية مثلا البعض يقول تفسير الامام العسكري اسجل عليه مؤاخذات لان قضية التاريخ الفلاني ليس هكذا نقول له هل هذه القضية ضرورية؟ يعني هل المصدر الاول والاخر هو الطبري؟ يعني يأخذ مصادر معينة تاريخية بنحو بديهي .

هذا الطعن فيه ما فيه اولا هذه المصادر ليست بقطعية مثلا احد الفضلاء كان يعترض علي ان اسماء بنات امام الحسن الخمسة او الستة كذا حسب كتب التاريخ فمن اين تطلع هذه البنات من هنا وهناك؟ قلت له هل ما كتبه النساب وحي منزل؟ فلماذا اختلفوا؟ اذ البعض يقول خمسة والاخر يقول اربعة و ستة ؟؟ لانهم لا يحيطون احاطة قطعية وانما ظنية يعني كانما نحن اخذنا المصادر التاريخية وحيا منزلا وكأننا نحيط بالواقع كما هو ، من ثم تراه يكذب التراث كتفسير الامام العسكري العظيم بهذه الذرائع فكثير من الباحثين يتعاملون مع المصادر التاريخية انها هي الوحي الذي لا غبار عليه ومن يأتي بمغايرة لها فهو خاطئ كاذب .

مثلا يقول راجعت المصدر الفلاني لم يذكر حضور ليلى ام علي الاكبر نقول يعني هل هذا وحي منزل ؟ مع ان في بحث النقل التاريخي المثبت مقدم على النافي هذا غلو منهجي والغلو في المنهج اخطر من الغلو المعروف لانه يضيع التراث ويتطرف في منهاجه كأنه وحي منزل السيد محسن الحكيم يقول ما كتبه الفقهاء الف سنة لا يمثل كل منظومة ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد وانما يمثل ثلث ذلك .

مثلا لماذا لم يتطرق الفقهاء الى سيرة ميثم التمار طيلة الف سنة؟ لانه ليس مقصودهم هذا الاستيعاب مع ان ميثم التمار هو حجة والائمة قطعا مدحوه اقرأوا شهادتهم كيف تريد ان تحاكمه بفتاوى ظنية للفقهاء؟ احد الباحثين التاريخيين يقول بان قضية زيد الشهيد هناك مؤاخذات من الائمة على ثورته فالمشكلة الموجودة هي في القراءة الفقهاء مع ثورة زيد قد الائمة يدارون من جهة بعض الاطياف الشيعية التي تتخاصم عندهم مثلا القميون يكفرون يونس بن عبدالرحمن والائمة يدارون الوضع كي لا تصير فتنة بينهم هو سلام الله عليه حبل الله المتين و اصول الجميع ولكن ليس معناه المداراة و ان هذا تصحيح الى مؤمن الطاق او غيره من المتكلمين بقول مطلق .

اذا كانت هناك دولة عظمى لا نعرف كم سيناريو لديها فما بالك بالمعصوم ؟ يعني هذي ملفات وخيارات عديدة ، يفكر بعض الاطياف انه يمتلك كل استراتيجية اهل البيت هذا خطأ كبير حتى في عالم المعنى هناك شهادات لكثير من علماء كبار مجتهدين في عالم المعنى يظنون انهم يحتوون كل جانب خفي من الائمة وانى لهم ذلك ؟؟؟

انت لاحظ العلاقة بين موسى والخضر لماذا نبه الله موسى على وجود ملفات ملكوتية اصطفائية ليست لديه وكما يقول الامام الصادق ولارضا ان لموسى فضل اصطفائي وللخضر فضل اصطفائي لكن موسى ليست لديه ملفات ملكوتية اطلع الله الخضر عليها هل يستطيع النبي موسى ان يحتوي كل ما عند الله كلا ؟ هذا ليس ازدواجية في الله ، فكانت هناك مجاذبات بين موسى والخضر لقد جئت شيئا نكرا شيئا امرا شيئا ادا يعني شناعة بحسب هذه الموازين .

طبعا انا لست في صدد تمييع الموازين لكن انت لا تظن ان الفقهاء حرروا كل الموازين بتعبير سيد محسن الحكيم تعال وابحث في الادلة سترى الموازين اكثر واكثر فهل انت تريد ان تلوي عنق عاشوراء ، فسيد الشهداء خامس اصحاب الكساء ورتبة الحجية فيه اعظم من السجاد ومن الامام الثاني عشر والباقر والصادق هل تريد برواية روايتين ظنية من الامام الصادق تلوي عنق السيرة القطعية لسيد الشهداء؟ اي نظام استنباطي هذا؟

فالسيد الحكيم يقول هذا الاستنباط الف سنة من الفقهاء استعصى حتى على صاحب الجواهر النحرير فليس له تفسير دقيق لنهضة سيد الشهداء الضرورية البديهية ، انت دولة عظمى لا يمكنك ان تعرف كواليسها هل تريد ان تعرف الدولة الالهية للمعصوم ما هي سيناريوهاته؟

البعض يقول لابد ان يكون الاذن معلنا والا فلا شرعية له ، وهذا امر عجيب غريب الدول العادية انشطتها الخفية اعظم من الجلية هل انت تريد ان يصدر من المعصوم انشطة معلنة رسمية ؟ اما غير المعلنة فلا نحتج بها ؟ اي منطق هذا واي ميزان؟؟؟

مثلا ما هو موقف اهل البيت من الحكم مع انه موقفهم سلبي من العباسيين والامويين فهم كيف يفككون بين اصل النظام الاسلامي وبين هذه الدول والخلافات اللاشرعية ؟ هذه نكتة مهمة وهو بحث اثاره الفقهاء في المكاسب المحرمة يعني كيف ان نميز بين الحكومات الجائرة و اصل النظام الاسلامي ؟؟

 

الاسئلة والاجوبة

سؤال :

بالنسبة الى قضية صاحب الجواهر بعض الفقهاء مثلا يقول لماذا الحسين لم يعمل بالتقية؟ لانه شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غير متكاملة ففي النهاية يقول ليس عندي جواب خاص ؟

الجواب :

قلت لك هذا منهج موجود ان بهذه الادلة الظنية ما يمكن تفسير الشهداء انا اقول لا يمكن ان يكون نهضة السيد الشهداء قضية في واقعه لا صلة لنا بها هذا التأكيد من الوحي من جذاب الامة الى سيد الشهداء هل يكون واقعة خاصة لا صلة لنا بها؟ اذن في نظام الاستنباط يجب ان يكون هناك اصلاح كما ذكر السيد الحكيم وهذا ينجر على المقاطع التاريخية فلا تلوي عنق المادة التاريخية تحت قراءات محدودة في دوائر محدودة مع احترامي لهذه الدائرة وهذه الفتاوى لكن يجب في الحقيقة توسعة البحث اكثر وهذا مما ينبه على ان التاريخ رافد كبير لنفس الاستنباط الفقهي فالدليل القطعي قطعي والدليل الظني ظني ولو كان معتبرا فانه لا يرقى الى الدليل القطعي .

نحن في مائة وسبع جلسات بحثنا عن القواعد الدستورية الفوقية في الدفاع والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرابطة واعداد القوة ونظام التقية حتى انا واصلت هذا البحث في صيف هذا العام في خمسة عشر جلسة حول نظام التقية ، فما دونه الفقهاء لا يمثل كل باب التقية .

سؤال :

نفس هذا السؤال سألوه السيد الشريف المرتضى وقد ورد ذلك في كتاب تنزيه الانبياء كما يلي :

(مسألة) :

فإن قيل : ما العذر في خروجه عليه السلام من مكة بأهله وعياله إلى الكوفة والمستولى عليها أعداؤه ، والمتامر فيها من قبل يزيد منبسط الامر والنهي ، وقد رأى عليه السلام صنع أهل الكوفة بأبيه وأخيه ، وأنهم غدارون خوانون ، وكيف خالف ظنه ظن جميع أصحابه في الخروج وابن عباس يشير بالعدول عن الخروج ويقطع على العطب فيه ، وابن عمر لما ودعه يقول استودعك الله من قتيل ، إلى غير ما ذكرناه ممن تكلم في هذا الباب. ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) وقد انفذه رائدا له ، كيف لم يرجع لما علم الغرور من القوم وتفطن بالحيلة والمكيدة ، ثم كيف استجاز ان يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها ، لها مواد كثيرة. ثم لما عرض عليه ابن زياد الامان وأن يبايع يزيد ، كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه. ولم القى بيده إلى التهلكة وبدون هذا الخوف سلم أخوه الحسن عليه السلام الامر إلى معاوية ، فكيف يجمع بين فعليهما بالصحة؟

(الجواب) :

قلنا قد علما أن الامام متى غلب في ظنه يصل إلى حقه والقيام بما فوض إليه بضرب من الفعل ، وجب عليه ذلك وان كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها تحملها ، وسيدنا أبو عبد الله عليه السلام لم يسر طالبا للكوفة الا بعد توثق من القوم وعهود وعقود ، وبعد ان كاتبوه عليه السلام طائعين غير مكرهين ومبتدئين غير مجيبين. وقد كانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة واشرافها وقرائها تقدمت إليه في أيام معاوية وبعد الصلح الواقع بينه وبين الحسن (عليه السلام) فدفعهم وقال في الجواب ما وجب. ثم كاتبوه بعد وفاة الحسن (عليه السلام) ومعاوية باق فوعدهم ومناهم ، وكانت أياما صعبة لا يطمع في مثلها. فلما مضى معاوية وأعادوا المكاتبة بذلوا الطاعة وكرروا الطلب والرغبة ورأى (عليه السلام) من قوتهم على من كان يليهم في الحال من قبل يزيد ، وتشحنهم عليه وضعفه عنهم ، ما قوى في ظنه ان المسير هو الواجب تعين عليه ما فعله من الاجتهاد والتسبب ، ولم يكن في حسابه أن القوم يغدر بعضهم ، ويضعف أهل الحق عن نصرته ويتفق بما اتفق من الامور الغريبة. فإن مسلم بن عقيل رحمة الله عليه لما دخل الكوفة أخذ البيعة على أكثر أهلها. ولما وردها عبيد الله بن زياد وقد سمع بخبر مسلم ودخوله الكوفة وحصوله في دار هاني بن عروة المرادى رحمة الله عليه على ما شرح في السير وحصل شريك بن الاعور بها جاءه ابن زياد عايدا وقد كان شريك وافق مسلم بن عقيل على قتل ابن زياد عند حضوره لعيادة شريك ، وامكنه ذلك وتيسر له ، فما فعل واعتذر بعد فوت الامر إلى شريك بأن ذلك فتك ، وأن النبي صلى الله عليه وآله قال أن الايمان قيد الفتك. ولو كان فعل مسلم بن عقيل من قتل ابن زياد ما تمكن منه ، ووافقه شريك عليه لبطل الامر. ودخل الحسين على السلام الكوفة غير مدافع عنها ، وحسر كل أحد قناعه في نصرته ، واجتمع له من كان في قلبه نصرته وظاهره مع أعدائه. وقد كان مسلم بن عقيل أيضا لما حبس ابن زياد هانيا سار إليه في جماعة من أهل الكوفة ، حتى حصره في قصره وأخذ بكظمه ، وأغلق ابن زياد الابواب دونه خوفا وجبنا حتى بث الناس في كل وجه يرغبون الناس ويرهبونهم ويخذلونهم عن ابن عقيل ، فتقاعدوا عنه وتفرق أكثرهم ، حتى أمسى في شر ذمة ، ثم انصرف وكان من أمره ماكان. وإنما أردنا بذكر هذه الجملة أن أسباب الظفر بالاعداء كانت لا يحة متوجهة ، وان الاتفاق السئ عكس الامر وقلبه حتى تم فيه ماتم. وقد هم سيدنا أبو عبد الله عليه السلام لما عرف بقتل مسلم بن عقيل ، وأشير عليه بالعود فوثب إليه بنو عقيل وقالوا والله لا ننصرف حتى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق أبونا. فقال عليه السلام : لا خير في العيش بعد هؤلاء.

ثم لحقه الحر بن يزيد ومن معه من الرجال الذين انفذهم ابن زياد ، ومنعه من الانصراف ، وسامه ان يقدمه على ابن زياد نازلا على حكمه ، فامتنع. ولما رأى أن لا سبيل له إلى العود ولا إلى دخول الكوفة ، سلك طريق الشام سائرا نحو يزيد بن معاوية لعلمه عليه السلام بأنه على ما به أرق من ابن زياد وأصحابه ، فسار عليه السلام حتى قدم عليه عمر بن سعد في العسكر العظيم ، وكان من أمره ما قد ذكر وسطر ، فكيف يقال انه القى بيده إلى التهلكة؟ وقد روى أنه صلوات الله وسلامه عليه وآله قال لعمر بن سعد : اختاروا منى إما الرجوع إلى المكان الذي اقبلت منه ، أو ان اضع يدي في يد يزيد ابن عمى ليرى في رأيه ، وإما ان تسيروني إلى ثغر من ثغور المسلمين ، فأكون رجلا من أهله لى ماله وعلي ما عليه. وان عمر كتب إلى عبيد الله بن زياد بما سئل فأبى عليه وكاتبه بالمناجزة وتمثل بالبيت المعروف وهو : الآن علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص

فلما رأى (ع) إقدام القوم عليه وان الدين منبوذ وراء ظهورهم وعلم أنه إن دخل تحت حكم ابن زياد تعجل الذل وآل امره من بعد إلى القتل ، التجأ إلى المحاربة والمدافعة بنفسه وأهله ومن صبر من شيعته ، ووهب دمه ووقاه بنفسه. وكان بين إحدى الحسنيين : إما الظفر فربما ظفر الضعيف القليل ، أو الشهادة والميتة الكريمة. وأما مخالفة ظنه عليه السلام لظن جميع من أشار عليه من النصحاء كابن عباس وغيره ، فالظنون انما تغلب بحسب الامارات. وقد تقوى عند واحد وتضعف عند آخر ، لعل ابن عباس لم يقف على ما كوتب به من الكوفة ، وما تردد في ذلك من المكاتبات والمراسلات والعهود والمواثيق. وهذه أمور تختلف أحوال الناس فيها ولا يمكن الاشارة إلا إلى جملتها دون تفصيلها.

فأما السبب في أنه (ع) لم يعد بعد قتل مسلم بن عقيل ، فقد بينا وذكرنا أن الرواية وردت بأنه عليه السلام هم بذلك ، فمنع منه وحيل بينه وبينه.فأما محاربة الكثير بالنفر القليل فقد بينا أن الضرورة دعت إليها وان الدين والحزم ما اقتضى في تلك الحال الا ما فعله ، ولم يبذل ابن زياد من الامان ما يوثق بمثله. وإنما أراد إذلاله والغض من قدره بالنزول تحت حكمه ، ثم يفضي الامر بعد الذل إلى ما جرى من إتلاف النفس. ولو أراد به (ع) الخير على وجه لا يلحقه فيه تبعة من الطاغية يزيد ، لكان قد مكنه من التوجه نحوه استظهر عليه بمن ينفذه معه. لكن التراث البدوية والاحقاد الوثنية ظهرت في هذه الاحوال. وليس يمتنع أن يكون عليه السلام من تلك الاحوال مجوزا أن يفئ إليه قوم ممن بايعه وعاهده وقعد عنه ، ويحملهم ما يكون من صبره واستسلامه وقلة ناصره على الرجوع إلى الحق دينا أو حمية ، فقد فعل ذلك نفر منهم حتى قتلوا بين يديه شهداء. ومثل هذا يطمع فيه ويتوقع في أحوال الشدة.فأما الجمع بين فعله (ع) وفعل أخيه الحسن فواضح صحيح ، لان أخاه سلم كفا للفتنة وخوفا على نفسه وأهله وشيعته ، واحساسا بالغدر من أصحابه. وهذا لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه وتوثق له ، ورأى من أسباب قوة أنصار الحق وضعف أنصار الباطل ما وجب عليه الطلب والخروج.

فلما انعكس ذلك وظهرت امارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافة والتسليم كما فعل أخوه ، فمنع من ذلك وحيل بينه وبينه ، فالحالان متفقان. إلا أن التسليم والمكافة عندظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه ، ولم يجب إلا إلى الموادعة ، وطلب نفسه (ع) فمنع منها بجهده حتى مضى كريما إلى جنة الله ورضوانه. وهذا واضح لمن تأمله ، وإذا كنا قد بينا عذر أمير المؤمنين عليه السلام في الكف عن نزاع من استولى على ما هو مردود إليه من أمر الامة ، وأن الحزم والصواب فيما فعله ، فذلك بعينه عذر لكل إمام من أبنائه عليهم السلام في الكف عن طلب حقوقهم من الامامة ، فلا وجه لتكرار ذلك في كل إمام من الائمة (ع) والوجه أن نتكلم على ما لم يمض الكلام على مثله.. انتهى كلامه ص 227

 

الجواب :

هذه اسئلة جدا ممتازة في محلها لاحظ هذه التساؤلات الفقهية هي مبنية على عدم مبنية على هذا الفقه المدون عند الفريقين كيف لم يرجع لما علم الغرور من القوم؟ اقول بل كان ممكن ان ينتصروا مع ذلك لم يفعل كان بامكانه ان يغلب جيشه الحر ويدخل كوفة ويقلب الموازين ولم يفعل ذلك البعض يفسر بان هذا تعبد خاص كلا هناك اثارة في حوزة قم قبل سبعين سنة سلام ملحمة شديدة وقعت بين فريقين من العلماء حول كتاب اسمه الشهيد الخالد فهذا من جهة اراد ان يفسر نهضة سيد الشهداء انها على القاعدة لاجل اقامة الحكومة العادلة فكيف يفسرها مع القواعد الفقهية الموجودة؟ فاضطر ان يقول بان الامام الحسين لا علم له بالاستشهاد ولا بالاحداث يعني ان الظروف كانت تحتمل انه يقيم الحكومة ويظفر فهذا هو الهدف الاصلي لسيد الشهداء .

فردوا عليه بقوة حتى العلامة الطباطبائي قال لا تقول الامام ليس لديه علم فصارت فتنة في قم والى يومنا هذا الموجود سبب هذه الفتنة العلمية انه كيف نفسر نهضة سيد الشهداء على ما هو المدون في الفقه ؟ فالقضية ايضا فيها عضال فالمسألة صعبة وفلسفة النهضة التي صرح بها سيد الشهداء ليست باب ثاني وثالث ورابع وخامس مع ذلك يقول صاحب الجواهر لا يمكننا ان نفسر النهضة بهذه الوجوه وانما ان نقول تعبد حكم في واقعة خاصة كلا هذا لا يمكن .

فانصار سيد الشهداء لما يرون الدفاع ليس بمثمر لماذا يدافعون عن الحسين فعلى الموازين الفقهية لبحث الدفاع هذا ليس دفاع هذا القاء النفس في التهلكة فهذا المدون من الفقه لا يستطيع ان يفسر ويرقى الى واقعة عاشوراء والان من يريد يلوي عنق عاشوراء على هذا الفقه المدون الظني فيقول انصار سيد الشهداء كيف كانوا لا يغسلون؟

المختار لما اراد ان ينهض ارادوا ان يفشلوا نهضة المختار لولا ان المختار كيس فطن يعني ادار الامر بدهاء فارادوا اما يورطون الامام السجاد او محمد بن حنفية يعني مشكلة التدبير حتى في التنظير الديني .

اذن نحن الموالين عندنا نقص في التنظير والتفسير يعني نريد ان نخاطر بامن و حياة الامام السجاد كي يأمرنا علنا بالدفاع ، يعني نخاطر بالمشروع الالهي لحفنة من المؤمنين لذلك انت تلاحظ الامام الكاظم امام مرأى المؤمنين ولا ساكن يحركوه ويسجن فكل الائمة في مرأى ومسمع من المؤمنين فكيف تمت تصفياتهم ولم تكن حماية امنية من المؤمنين ولذلك ترى ان صاحب الزمان غاب واختفى لان المؤمنين لا يقومون بمسؤولية الحماية الامنية الان هل عندنا دولة تستطيع ان تكون اقوى دولة في العالم تحمي صاحب الزمان وتهيمن على الكل وحتى على الدول العظمى ؟ حينئذ نستطيع ان نقول نحن ممهدين لبيئة امنية لصاحب الزمان .

لذلك الخاجة نصير الدين الطوسي يقول غيبته منا فالمشكلة فينا وفي هذا الفقه المدون كما يقول السيد محسن الحكيم هذا لم يوثق في ابواب المسؤوليات الخطيرة كباب الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنظام الامني هذا لا تقرأ منه انه يحدد لك الوظيفة الكاملة الشرعية اول ما سنسأل عنه في القبر عن النبي وعن موقفنا من اهل البيت هذه ليست لقلقة لسان فلن نسأل عن صلاتنا وعن اهالينا واسرتنا وانما نسأل عن المسؤوليات العامة انه ما موقفك مع مشروع اهل البيت لعن الله امة خذلتكم ولم يقل : لم تعتقد بكم فالامر صعب وكذلك لعن الله امة شهدت بذلك ولم تستشهد يعني هي ما قامت بالمسؤولية لان الدخول في النشاط السياسي له تبعات فاترك الحبل على الجرار ليستولي عليه العلمانيون اليهود والبهائيون والنواصب كيف تقول هذا والنظام نظام اهل البيت ؟؟؟ فعدم دخولك مشكلة عظيمة بل حتى لو لم تكن النوايا صافية انت ادخل واصنع نوايا صافية واصلح والا الكل سيتباعد وسنسلم الامر لعبيد الله ابن زياد لان التاريخ يعيد نفسه .

فما يذكره الاعلام هذا ليس كل الفقه فلا يمكنك ان تحدد رؤية شرعية منها نحن الان نريد ان نعالج وضعية علمية معرفية ولسنا في صدد مقاضاة الفقهاء ان التاريخ قضية في واقعة والا كيف سيرة المعصومين كيف تقرأ؟ هذا نقص في الادلة والمواد والموازنات العلمية فيصير قلة فحص وقلة موازنة .

ثم لاحظ الفهم السطحي لسيرة الحسن عليه السلام وانه متناقض مع سيرة الحسين والى يومنا هذا تجد في ذهن الجو العلمي انهما سيرتان متباينتين هذه احد المعضلات العلمية كيف نوفق بين سيرة الامام الحسن والحسين وهما امامان قاما او قعدا دع عنك الكتابات والمحاولات الثقافية الاحتمالية نحن نريد قواعد رصينة فقهية كلامية تلائم بين السيرتين وانهما حقيقة واحدة

هناك نكتة مخفية على كثير من الباحثين في صلح الحسن ان اول بند اشترطه الحسن على معاوية ان لا يدخل الامام الحسين في هذه الهدنة والصلح فهذه ملحمة عظيمة حسنية وقليل من يلتفت اليها لذلك السيد المرتضى يعترف ان وجوه اهل الكفر واشرافها وقراءها تقدموا الى الامام الحسين في ايام معاوية بعد صلح الحسن ان يثوروا معه ضد معاوية لان الامام الحسين ما دخل في البيعة والهدنة وهذه احد التدبيرات العظيمة من الامام الحسن لكي يبين ان معاوية باطل لذلك الحسين لم يدخل في الهدنة مما يدل على ان هذا الدخول ليس شرعيا بحكم اولي وانما هذا من باب الاضطرار قام به الحسن كتدبير ثانوي اما الحكم الاولي فهو الذي يتخذه الامام الحسين مثلا .

لاحظ في واقعة واحدة الامام الحسين لديه نمط موقف والحسن له موقف اخر وكثير ممن يخوض في صلح الامام الحسن لم يلتفت الى هذه النكتة حتى ان معاوية لم يستطع ان يضغط على الامام الحسن قال اذا كان الحسين لا يقبل بهذا الشرط فلا صلح بيننا وهذا من دهاء الامام الحسن ان استدرج معاوية في المفاوضات بدون ان ينشئ معه العقد والعهد واستدرجه الى ان ابتلع الامام الحسن جيش معاوية يعني حواري الامام الحسن والخوارج لما راوا ان الحسن هكذا عنده تدبير قالوا له اذن ارفض الهدنة يعني كان بامكانه ان ينتصر حتى ان معاوية اراد ان يقتل عمرو العاص وقال له ان هناك تواطؤا بينك وبين الحسن بن علي ضدي الم تقل ان الحسن مضطر للصلح؟ ها هو ليس بمضطر ويزايد علي ، فحكمة ملكوتية من الامام الحسن في السياسة ان المفاوضات ليست عقد وليست عهد الى انه استدرج معاوية وعمرو العاص في يده هذه ملحمة عظيمة من الحسن للاسف الكثير لم يعرفها .

 

logo