« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/11/20

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٩8) الصفات الاصطفائية الخاصة للمهدي (عج)

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٩8) الصفات الاصطفائية الخاصة للمهدي (عج)

 

كنا في مبحث الخصوصيات الاصطفائية في الامام المهدي ومعرفة هذه الخصوصيات من الزيادة في معرفته والزيادة في معرفته تلقي على الامة وعلى النخب زيادة من الطاعة ونحن نبحث الان في الخصوصيات التي نص عليها بروايات قطعية ولا نعتمد الاحاد وان كانت صحيحة السند وهذا لا يعني ان اننا نفرط في الاخبار كلا نحن لا نفرط حتى في المراسيل اذا كانت مصادرها معتبرة لكن لا نعتمدها في الاعتقاد كقطع ويقين .

فنحن في صدد ان الصاحب رتبته الاصطفائية يجب ان تشغل في اذهاننا ومشاعرنا وتدخل المرتبة السادسة بعد اصحاب الكساء يعني هو من يلي اصحاب الكساء فمر بنا عدة طوائف من الروايات القطعية سواء المستفيضة او المتواترة التي مرت انه كوكب دري او ان الصاحب يفوق نور ابائه الثمانية في العرش وهذا يدل على الرتبة والمكانة.

من الطوائف الاصطفائية التي دالة على هذا الامر وهي متواترة ومستفيضة ما ورد انه نفس ظهور الصاحب من الساعة او كالساعة وهذا شأن جدا عظيم ان دولة الظهور بمثابة الساعة والمعاد وكانما التشهد في الصلاة او في غيرها وان الساعة اتية لا ريب فيها احد المصاديق الشرعية المهمة للساعة كما في القبر ومساءلته القبر حق وسؤال منكر ونكير حق هو دولة الظهور وانا جمعت في ملف اخر ربما قريب من سبع روايات بعدة طرق عن المصادر القديمة في الحديث المبينة لكون ظهور الصاحب من الساعة .

في تفسير الميزان في مواضع عديدة منها في سورة البقرة الاية مئتين وعشرة عندما يتحدث عن الرجعة يقول ان دولة الظهور ودول الرجعة والقيامة بينها مسانخة تكوينية بحسب بيانات الوحي قرآنا ورواية ، فيأخذه امرا مفروغا عنه وفعلا هو مفروغ عنه انت لاحظ في بيانات الوحي احد مقومات المعرفة والاعتقاد بامامة الائمة هو الاعتقاد بامامتهم وملكهم في دول الرجعة فليس هي عقيدة واجبة فقط .

السائل من باب المثال سأل الامام الباقر ما ادنى معرفة امير المؤمنين الواجبة ؟ قال ان تعرفوه انه منصوب من قبل الله ومفترض الطاعة وانه صاحب الرجعات وانه مزوج هل الجنان يعني ولي في الجنة؟ فاذا هو ولي في الدنيا وولي في اخرة الدنيا اعني الرجعة و ولي في الجنة يعني ولايته تمتد من اولى الدنيا الى ابدية الجنة ومع ذلك يقول الامام الباقر هذه ادنى معرفته الواجبة .

فحتى ولو قصر متكلمو الامامية في حصر الامامة في جانب العالم الاولى في الدنيا فالمتبع هو قوالب الوحي ولذلك المتكلمون المحدثون امتن في القوالب من المتكلمين المجردين في علم الكلام مثلا الصدوق القوالب التي يأتي بها او حتى الكليني تراه لا يستعيض عن قوالب الوحي بقوالب المتكلمين بل يحافظ على قالب الوحي نفسه الكليني ليس متبحر في الحديث او في الرجال او في الفقه فقط هو من رجال الفتيا ومتبحر في علم الكلام ومع ذلك منهجيته في علم الكلام ليس كالشيخ المفيد وانعم به ، فتعظيم الشيخ المفيد شيء ومنهجيته شيء اخر ، فالشيخ المفيد لسبب او لاخر في كتاباته صار متقيد باصطلاح المتكلمين من الفريقين وان كان يريد ان يحقق الحق بحقيقته لكن قوالب البشر ليست كقوالب الوحي في تعريف النبوة والامامة والتوحيد .

فدين الله اذا كان في الفروع لا يصاب بالعقول فكيف في الاصول؟ ومن ثم هذه النظرية مشتهرة ان الاسماء الالهية هي توقيتية يعني وقتها الوحي ، انت فوق ما نقول وكما تقول فانى للبشر ان يصلوا الى حق الثناء او معرفة الله الا بما يعرفهم هو تعالى .

اذن منهجية المتكلمين الفقهاء المحدثين امتن من منهجية المتكلمين مع ان الشيخ المفيد محدث متضلع وكتب في الحديث وامر الشيخ الطوسي بكتابة التهذيب لكن منهجه واسلوبه في الكلام هو باصطلاح المتكلمين لا باصطلاح قوالب الوحي عكس الحر العاملي فهو فقيه اخباري اسلوبه في منهج الكلام نفس اسلوب الصدوق يعني قوالب وحيانية وما يستعيض عنها بقوالب واصطلاحات المتكلمين لذلك كتابه في الرجعة طفرة عجيبة وانا درست هذا الكتاب اقواليا مرتين ونصف وارغب ان ادرسه مرة اخرى لانه جدا مواده عظيمة في الوحي فقالب الوحي نبع لا ينقطع بخلاف اذا صارت قوالب بشرية .

الايقاظ من الهجعة في اثبات الرجعة هو اسمه رجعة لكنه توحيد ونبوة وامامة معاد اي دورة عقائدية كاملة عنوانه في الرجعة فيصلح ان يكون كتاب كفاية في علم الكلام ويمثل مذهب اهل البيت والحر احصى في هذا الكتاب ستمئة ونيف رواية في الرجعة فالرجعة هي اسمها رجعة لكنها لغة لكل العقائد ، وهذا كبحث المعراج هو دور عقائدية كاملة ولكن بلغة المعراج فيستعرض كل العقائد في المعراج وكثير من كبار المحققين في علم المعارف يقولون هذا الباب فيه اسرار لم يشتغل احد الى الان فيه لا من الفلاسفة الشيعة ولا من عرفائهم ولا من متكلميهم .

كذلك الرجعة دورة حقيقية كاملة عقائدية ودوة عقائدية بلغة وحيانية بامتياز وللمولف عقلية شرسة ودقة قوية جدا هو ذكر برهان وافق فيه الصدوق على المعاد الجسماني لم يلتفت له الحكيم ملا صدرا الشيعي ولا تلاميذه وطبقات تلاميذه ولا العلامة الطباطبائي ولا الشيخ جوادي املي ولا الشيخ حسن زادة بينما تنبه له الصدوق قبل ابن سينا وان الصدوق مات قبل ابن سينا بمئة سنة فابن سينا في الهيات الشفاء يقول في المعاد الجسماني الفلاسفة الى يومنا هذا لم يستطيعوا ان يتوصلوا الى برهان عقلي على المعاد الجسماني فابن سينا لم يقل ان الفلاسفة عندهم برهان على عدم المعاد الجسماني وانما قال عدم الدليل وليس دليل العدم .

انا درست الشفاء ودرسته بنظرة نقدية وفي الشفاء وجدت ثلاث مقالات ولائية محضة يعني ثلاث فصول دينية تعبدية عقلية ولائية محضة وهن ازيد من مقالات المتكلمين ، ففي باب المعاد ابن سينا يقول لم يقم دليل او لم نتوصل الى دليل يعني عدم الدين وليس دليل العدم ، وهو سواء كان اسماعيلي او اثنى عشري لديه كتاب باللغة الفارسية يقول علي بين الصحابة كالعقل بين الاجسام وعلي وحده عقل الكل فبغض النظر عن هذه الابحاث ابن سينا في باب المعاد الجسماني يقول لم يقم دليل وليس دليل العدم ولكن كفى بالشريعة الحقة المحمدية برهانا اجماليا على المعاد الجسماني وقيل ان هذا الدليل على تدين ابن سينا مع ان الفلسفة لم تثبت ذلك لكن عدم الدليل ليس دليل العدم .

فهذا الكلام ليس مثل هؤلاء الذين يقولون لم يثبت كذا في مقتل امام الحسين ، فلم يثبت ليس معناه انه ثبت عدمه هذه مغالطة او يقولوا هذه القضايا لم تثبت في مقتل الحسين هي لم تثبت لا انه ثبت عدمه وهذه مغالطات عجيبة فيجعلون من عدم الثبوت اثبات العدم وهذا اكبر مغالطة واكبر دجل في العلم وفي البحث الديني فابن سينا في الايات الشفاء يقول لم يثبت ولم يقل ثبت العدم ولذلك قال بكل انقياد وخضوع انه كفى بحقانية الشريعة المحمدية برهانا اجماليا على المعاد الجسماني ولم يجعل عدم الدليل مساو لدليل العدم فلم تغالطون انتم في التاريخ هذا دجل قل انا متوقف وسابحث او لا زلت متوقف في هذا هذا لا بأس به .

وللاسف في باب التراث الديني يجعلون عدم الوقوف على الشيء دليل على العدم انت يجب ان تبحث فالبحث سيد الموقف فعدم الدليل ليس دليل العدم لذلك هو ابن سينا يتبع هذه الحكمة كلما قرع سمعك من طوارق الاكوان فذره في بقعة الامكان لا ان تجعله دليل العدم فان هذا خطير فاصل من اصول الدين اي المعاد لم يجعل عدم الدليل مساو بدليل العدم فانت يجب ان تبحث لا ان تشكك وتنفي ، فالنفي دجل كما ان الاثبات بلا دليل دجل فليس عدم الدليل يساوي دليل العدم هل انت عندك علم كي تنفيه؟ هذا ابن سينا النابغة والفيلسوف الاكبر ومع ذلك لم يجعل عدم الدليل دليل العدم وهكذا منطقيا وعقليا فلماذا تزور الحقائق؟

كذلك قالت الفلسفة اليونانية والفارسية القديمة والهندية انهم لم يستطيعوا ان يثبتوا المعاد الجسماني بينما الصدوق قبل ابن سينا في كتاب الاعتقادات اتى ببرهان عقلي وحياني على المعاد الجسماني غفل عنه متكلمو الامامية والفلاسفة والعرفاء وتنبه له بعد سبعة قرون الحر في كتاب الرجعة برهان عقلي قرآني روائي نبوي على المعاد الجسماني .

لاحظ عزوف فلاسفة الشيعة او متكلميهم عن تراث المعارف يسبب حرمانهم من هذه الانوار العظيمة فانت اقرأ بعمق لا ان تقرأه بسطحية وحشوية وقشرية انت اقرأ النظام العقلي الموجود في الوحي لا ان تقرأه بقراءة مادية تستند الى المدارس المادية الحسية اقرأه بقراءة عقلية .

المهم كتاب الرجعة للحر هو كتاب يستند الى مواد الوحي لكنه قراءة عقلية للنظام الوحياني او اكتشاف النظام العقلي في الوحي بشكل بديع اذن هناك منهجان عند المتكلمين تارة يأخذ قوالب الوحي وتارة يأخذ قوالب المتكلمين والعكوف على الوحي اسلم ، فقوالب الوحي في المعارف سفينة نجاة بينما قوالب اصطلاحات المتكلمين او غير المتكلمين البعيدة عن قوالب الوحي ربما يعتريه التباسات وشبهات كثيرة التي عند الحداثويين او العلمانيين بسبب القصور في اصطلاحات المتكلمين في التوحيد او في النبوة او في المعاد .

لذلك كتاب اعتقادات الصدوق باعتراف الشيخ المفيد كان مركز تدريس في بغداد ولاجل هذا علق عليه الشيخ المفيد لانه كتاب درسي في حوزة بغداد في زمن ابن قولويه وزمن الشيخ المفيد وزمن السيد المرتضى وزمن الشيخ الطوسي فينقده ولكن بالتالي كتاب درسي وان كان قد ينقد بيد انه اين هو من كتاب الباب الحادي عشر؟ هو كتاب جيد لكنه اين من اين؟ فاعتقادات الصدوق فيه برهان على المعاد الجسماني لم يلتفت اليه ابن سينا ولا نصير الدين الطوسي ولا العلامة الحلي ولاملا صدرا ولا العلامة الطباطبائي ولا الشيخ جوادي املي مع احترامنا لكل هذه السلسلة ولا نسيء الادب لكن مع ذلك النقد العلمي في محله ، فالتخطئة شيء والتكفير والتفسيق شيء اخر هذا الاخير منهج خوارجي فمنهج الامامية فقط التخطئة وليس التصويب وليس التفسيق التكفير فالاخير هو منهج الخوارج والتصويب منهج وعاظ السلاطين والتخطئة منهج ائمة اهل البيت حد وسطي .

فتعريف النبوة والرسالة والتوحيد بقوالب الوحي هذا ليس منهج اخباري وانما منهج عقلي لكن خذ القالب من الوحي لا تأخذه من اصطلاحات البشر ، البشر هم عي في بيان الحقيقة عن الوحي لذلك سفينة النجاة الوحي حتى في القوالب .

فالنقد العلمي على حاله كما جرى بين موسى والخضر وما جرى بين موسى وشعيب ، قال اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين قال ستجدني ان شاء الله ، فاني اريد ان انكحك احدى ابنتي ليس مجانا فهناك نظام والنقد العلمي بين العلماء لا هو تصويب وتملق زائف ولا هو تكفير وتطرف وانما شيء وسط ومن ليس من الضروري ان يكون النقد على صواب قد المنقود على صواب هذا صحيح لكن بالتالي التخطئة في مذهب الامامية مذهب لا التكفير ولا التفسيق ولا التصويب التملقي.

فالامام الباقر في تعريفه لامامة امير المؤمنين قال ثلاثة هذه ادنى المعرفة والمتكلمين لم يتطرقوا له وهذا يسبب اثارات وشبهات عصرية لا حد لها كما ان تعريف المتكلمين من الفريقين للوحي كانما هو تسجيل صوت فحينئذ تاتي الاشكالات والشبهات ويأتي فلان يقول انا افهم بالقرآن من النبي ويصف النبي بانه رجل يهجر فتمرد على اصل نبوة النبي ويقول كتاب الله كأنما هو افهم منه من النبي فاذا انت تعرف النبي مسجل صوت هناك شبهات تأتي اما اذا تعرف النبوة بما في الوحي ان هو الا وحي يوحى يعني ذات النبي وحي يوحى فلاحظ اين تعاريف الوحي للنبوة واين تعاريف الفلاسفة والمتكلمين؟ ابدأوا من قوالب الوحي اعظم .

حينئذ نأتي لمعرفة الامام المهدي فما يذكره المتكلمون حول الامام المهدي من الفريقين شيء وما يذكره قوالب الوحي شيء اخر قوالب الوحي تذكر في وصف المهدي انه كالساعة وكلا التعبيرين ورد في الوحي وهذا يعني ان امامة الامام المهدي كما يقول العلامة الطبطبائي ليست فقط ادارة اعتبارية قانونية هذه نوع من التحول في الادارة التكوينية للارض فدولة المهدي تحول تكويني في كل الدورات الطبيعية المختلفة في الارض بل حتى تأثيرات تكوينية في السماوات لاحظ كيف اني جاعل في الارض خليفة يؤثر على الملائكة والسماوات ونحن لا نعرف ما هو الربط الفيزيائي او الكيميائي او البيولوجي او ما وراء الميتافيزاقيا فالبشر ما اكتشفوا لكن امامة الامام المهدي تحول تكويني قبل ان تكون تحول اداري وهذا مما امتاز به صاحب الزمان وان لم يكن هو افضل من جده المصطفى ومن جده المرتضى ومن جده الحسنين ومن جدته فاطمة لكن الله حباه بهذه الخصلة دون ابائه .

اول من يكون ادارته حكومة تكوينية قبل ان تكون حكومة قانونية هو الامام المهدي /، فهذا العلامة الطباطبائي لا يقرأه بقراءة مادية جوفاء وانما يقرأها قراءة عقلية وفي بيانات الوحي عدة مواضع في الميزان منها في سورة البقرة والعلامة في هذا المجال اكفأ من المتكلمين انظر الى ما قيل ولا تنظر الى من قال فهل كل ما يقوله غوص مطلق؟ لا كثيرا ما بالعكس نحن ندور مدار ما قيل لا من قال اعرضوه على الكتاب والسنة ومحكماتهما وليست الشخصنة .

فالعلامة الطبطبائي عنده ولائيات عقلية عظيمة وفي الميزان فهو انجز انجازا لم ينجزه المتكلمون كيف نرفضه ؟ فهذا المنهج الصحيح لا نستغفل المجلسي وانه كل ما قاله صحيح فكما يقول السيد الخوئي في باب الاجتهاد والتقليد ليس احد من علمائنا ادعى فيه العصمة وان علمه لا محدود اذن الحكمة ضالة المؤمن يعني هو الذي يبحث عنه اينما وجدها اخذها لابد من منهج الوحي لكن الكل يدعي وصلا بليلى .

فانا لا اقول المنهج الفلسفي صحيح ولا منهج العرفاني ولا منهج المتكلمين وانما البرهان الذي يستقي الحقيقة باعمق ما يمكن هو هذا الصح ، فليس هناك صح مطلق ولا خطأ مطلق لا هو بمعنا السفسطية ولا هو بمعنى النسبة الحقيقية فالعلامة الطباطبائي في الاية مئتين وعشرة عندما يتحدث عن الرجعة يذكر غير بحث الرجعة وغير القيامة الكبرى هذه القيامة الاولى يسمي ظهور الصاحب بالقيامة الاولى او القيامة الوسطى او المعاد الاوسط يعني ان الصاحب ليس فقط يقيم دولة اعتبارية وقانونية بحيث يمكن الانفلات منها وانما يقيم درجة من الدولة التكوينية تؤثر على مجمل نظام الدورة للطبائع المحيطة بنا او للانسان وهذه ميزة عظيمة في الصاحب وهذه من الروايات القطعية الواردة في حقه بحيث يأخذها العلامة مفروغا عنها وكلامه صحيح .

فبالتالي من التفوق الاصطفائي حتى في طائفة قطعية اخرى ان الله يخاطب سيد الانبياء في المعراج والائمة يلهجون بهذا قائم اهل البيت قائم اهل البيت حتى ان سيد الرسل في مواطن يتزلزل بكاء على سيد الشهداء قبل وقوع الحادثة انا اذكر الان اسماء الطوائف الروايات لانه لا يمكن ان اسهب المصادر والمتون ان شاء الله بعهدة الاخوة كل حسب رغبته .

مر بنا ان افضلية صاحب الزمان في بيان طوائف الروايات من الضروري ان يكتب فيه كتابة موسوعة ضروري يبين الجهة الاصطفائية في القضايا العظيمة القطعية وغفلوا عن التنويه به المتكلمون ودونوا الشيء القليل وبقي الشيء الكثير مما هو قطعي من موقعية الامام الثاني عشر وهذه تعبد لنا الطريق لعدم التمرد على الصاحب سواء ادركنا زمانه او احيانا الله لزمانه او كنا في القبور لانه حتى في البرزخ ورد في الروايات يمتحن البشر وهم في البرزخ عند ظهور الصاحب في معرفته وفي محبته وفي التسليم بما يقوم به اذن امتحاننا بالامام المهدي سواء كنا احياء امواتا او رجعنا الى الحياة عظيم والان لا زلنا نمتحن يوميا في هذا فمن الامور المنجية في هذا الامتحان العصيب ان نتعرف على الخصائص القطعية الوحيانية له فلا ننكرها .

لا يكفي ان اؤمن بالنبي عيسى والنبي موسى والنبي ابراهيم ومعهم سيد الرسل وانما يجب ان اعتقد بسيد الرسل افضل من اولي العزم ويجب ان اعتقد انه افضل من بقية الانبياء طبيعة المعرفة ومسؤولية المعرفة ومسؤولية الاعتقاد والانتماء لا يكفي فيها اللون الموحد يجب ان تقول تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فيقول سيد الانبياء من يساوي بين الانبياء وبين الكتب السماوية هو متهوك يعني الكتب السماوية او التوراة او الانجيل ليست مركز والا انتم منحرفون في الفكر فالتهوك هو انحراف خاص يعني في الفكر والتعقل وفي العقيدة مع ان التوراة حجة ولكن دون حجية القرآن والا يصير .

انحراف هكذا في معرفة الاربعة عشر معصوم ونقلت لكم كلام الكراجكي وتقرير المجلسي لما يقول ان افضل المعصومين بعد الخمسة اصحاب الكساء هو الصاحب وهذا ليست محاباة والامام الصادق يقول سيدي سيدي والامام الحسن يقول سيد ال بيتك يخاطبه بالسيد فهذه ليست مجاملات وليس في عالم المعصومين وعالم المصطفين مجاملة وانما كلها اداب حقائق .

قال هل اتبعك على ان تعلمني؟ قال ان اتبعتني انت تابع وانا متبوع فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا فهو لا يخدعه ويغشه وانما ينصحه فعالم المصطفين والحجج كلها حقائق فالذي يثبتنا وينجحنا في الامتحان بمعرفة وولاية وطاعة والانقياد للامام الثاني عشر هو معرفة خصائصه الاصطفائية القطعية .

انت تقول انا اؤمن بان فاطمة حجة لكن بماذا حجيتها؟ فلا يعرف ، فالمعرفة الكاملة هي التي تنجي الانسان فالانقياد للصديقة سلام الله عليها ونحن ممتحنون بها حتى بميولنا وافكارنا ونمتحن الان تجاه اهل البيت ونحن عايشين في كنفهم وهم يديروننا في البرزخ فالانسان اذا يريد ان يعرف المعرفة العقائدية التامة يجب ان يعرف خصائص المعصومين ومنهم الامام الثاني عشر والقضايا الاصطفائية كما اعترف بها الطباطباعي بانها مسلمة في ان دولة الظهور وقيادة الحجة في دولة الظهور قيادة وحكومة تكوينية قبل ان تكون حكومة اعتبارية وقانونية بحتة .

من ثم الدولة المهداوية تختلف عن دولة النبي وعن دولة الائمة السابقين وتعد الى دولة النبي اللاحقة ولدول امير المؤمنين اللاحقة من ثم في بيانات الرجعة ورد هذا الامر انه كلما امتدت دولة ال البيت بعد الامام المهدي تزداد مساحة الحكومة التكوينية وتقل مساحة الحكومة القانونية والاعتبارية وهذا ليس بمعنى الجبر ودليله باختصار ان الله احكم الحاكمين فاول درجة الحكومة الالهية هي حكومة الله قبل حكومة سيد الرسل ومع ذلك حكومة الله ليست جبر وقهر للملائكة ولا للبشر والجن والانس وهذا بحث طويل وعريض فالقضاء والقدر حكومة الله لكنه ليس جبر فنحن نؤمن بالقضاء والقدر لكن ليس جبر كما يفسر ذلك الاشعرية هذا باطل .

اذن الحكومة التكوينية لله وحكومة الله عمدتها حكومة تكوينية فضلا عن التشريعية كذلك حكومة الامام المهدي حكومة وامامة تكوينية ليست بجبر الرعية لكن لا يتخلف فالقضاء والقدر لا يتخلف لكنه من دون جبر وانما باختيار الانسان وباختيار البشر والجن والانس لكنه لا يتخلف فلا منافاة بين الحتمية وبين الاختيار هكذا في حكومة الصاحب تبدأ معالم اصطفاها الله لها ان تبرز الحكومة التكوينية الالهية تصير كانما احكام تكوينية في الارض والسماء وكل بيئات المحيطة بنا واشرقت الارض بنور ربها فنور الامامة يوجب تفتق كل المخزون الهي في الطبائع كما يقول القرآن ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات وكذلك قوله استغفروا ربكم يرسل السماء عليكم مدرارا هذا لم يفهمه الفيزيائيون ولا علماء الطبيعة ولا علماء الكيمياء ولا علماء الرياضيات لكن الوحي يقول اتق الله يرزقك من حيث لا تحتسب وليس فقط على صعيد الفرد وانما على صعيد الامة وهكذا ستبرز هذه الحقيقة التكوينية .

 

logo