46/11/03
المعرفة الكاملة بالمهدي (عج)ودولة الظهور/ باب الدفعو الدفاع والتفريط فيه (٨٥)/العقائد
الموضوع: العقائد/ باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٨٥)/ المعرفة الكاملة بالمهدي (عج)ودولة الظهور
مر بنا ان معرفة القيادة الالهية الاصطفائية الرسول والائمة عليهم السلام المعرفة الكاملة التامة فيها مستوى ادنى وفيها مستوى اعلى وعندنا في الروايات من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا .
البحث الذي نحن فيه ان المعرفة الكاملة التامة هو من اعظم اليات النجاح والنصر والظفر وعدم تعثر المشروع الالهي وفي المصطلح التامة والكاملة ورد حتى في الوحي احد تداعياته انه من اعظم اسباب نصرة الامة او البشرية للقيادة الالهية الاصطفائية اي قاعدة اصطفائي الهي من اعظم نصرة البشر له معرفتها معرفة تامة كاملة لانه سيشدها في الانقياد والنصرة له بالقدر المطلوب فالذي يساءل لماذا التركيز على العقائد والمعارف ولماذا التوسع والافراط؟ نقول هذا ادنى الحد موجود لتداعيات المعرفة من اثار كبيرة منها ما نحن فيه كيف يقوم الانسان بالمسؤولية والحق اللازم عليه تجاه خلفاء الله في الارض ؟
واعنا على طاعته وتأدية حقوقه كما ورد في صاحب الامر فاذا ما نعرفه كيف تصير حقوق ؟ ان حقوقه منها نصرته في اكبر مسؤولية تقع على عاتقنا وهي دولة الظهور وايضا على عاتقه فننصره فيما يثقل كاهله الشريف واقامة الدولة وبسطها يملؤها قسطا وعدلا .
اكبر مسئولية تقع على عاتقه الشريف نصرته في هذا الثقل الكبير هذه اكبر نصرة واكبر مسؤولية تقع على الامة والبشرية وغيرها من الاثار العظيمة للمعرفة التامة وكذا ثبات واستقامة الانسان .
كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ؟ لاحظ هنا اناط الخضر صبر النبي موسى بالعلم والمعرفة انك لن تستطيع معي صبرا وملحمة النبي موسى والخضر عبرة عظيمة ذكرها القرآن فيها كنوز من المعارف والعبر ومنها ان الانسان لكي يسلس القيادة للامر الالهي وما فعلته عن امري يعني امر الله وسيأتي البحث انه ما الفرق بين امر الله وحكم الله؟ وامر الله اعظم من حكم الله قد يكون الانسان فقيها بارعا عالما كبيرا في حكم الله اما في امر الله فكلا .
ففرق بين امر الله وحكمه وهذا بحث خطير ، النبي موسى كما يقول الامام الصادق كان عالما نبيا وحيانيا يعرف احكام الله تعالى وعلمه بالتالي درجة من امر الله لكن الدرجة التي يعلمها الخضر من امر الله لا يعلمها النبي موسى فلذلك قال الامام الصادق التفقه في الاحكام لا تكفي نعم العلم باحكام الله هذا امر ضروري ومهم وعمود اساسي هذا صحيح لكن لا يصح الاكتفاء به لان امر الله شيء وراء ذلك وهذه قاعدة خطيرة في المسؤوليات فالعالم بامر الله غير العالم باحكام الله فقد يكون فقيه متضلع ومتبحر في احكام الله لكن في عالم امر الله تجده شيئا اخر .
الفرق بين الخضر وموسى هو هذا وما فعلته عن امري فباختصار امر الله يعني مجموع التوازنات والموازنات تراوس بين جميع الاحكام وجميع الموضوعات بعد الالمام بنحو محيط بالموضوعات وبالاحكام فتصل الى امر الله وليس مجرد الفقه في الاحكام لان الفقه ما عنده هذا الالمام في كل البيئات والموازنة بين ابواب الفقه هذا غير الفقه والاسرار الفقهية لكل باب هذا فقه ويسمى فقه المقاصد او يسمى بالاصول التشريعية كما ان الفقهاء انواع وطبقات ، فبون واسع بين امر الله والعلم بحكم الله هذه الصلاحيات وحيانية وليست صوفية ، والصوفية انما اقتبسوا من الوحي .
سورة القدر مرتبطة بامر الله قل الروح من امر ربي الا له الامر وله الخلق فعالم الامر وامر الله شيء اخر فلما وضح الخضر لموسى انما وضح له بنفس الاحكام التي يعرفها موسى لكن موازناتها وتطبيقاتها الموضوعية يلم بها الخضر فلم يكن النبي موسى في هذا العلم لديه علم الخضر مع ان الامام الصادق والرضا يقولان النبي موسى في الفقه النظري والاحكام اوسع علما من الخضر ومقدم في الفضيلة رغم ذلك تقدمه في الفضل ليس تقدم مطلق وانما نسبي فالخضر لديه علم بالموازنات .
لذلك لاحظوا الفقيه ولو كان متضلعا نيقدا ورعا لكن الاحاطة الموضوعية شيء اخر والموازنات بين الابواب الفقهية شيء اخر وفقه المقاصد وغايات المقاصد بين كل باب والموازنة بينها بحث اخر وللاسف في الفقه لم يبحث الموازنات بين غايات الابواب ، اصلا هذا البحث الذي عقدناه في ثمانين جلسة من نصف جمادى الثاني الى الان هي في الموازنات بين الابواب الفقه المهيمنة الحاكمة كاصول دستورية تشريعية مهيمنة على ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومهيمنة على ابواب الدفاع والتقية وابواب المرابطة وهي تخلق الموازنات الحقيقية لهذه الابواب والقواعد النازلة يعني نستطيع ان نعنون بحثنا في هذه السلسلة الجديدة عبارة عن العلم بامر الله وفرقه عن العلم بحكم الله ولكن بمعرفة صناعية وليس بمعرفة حدسية او ذوقية يعني حتى العلم بامر الله له موازين وقواعد وهو علم اصول القانون وهو لحاظ القضايا البيئية بقدر المستطاع هذا اسم اخر لسلسلة بحثنا وهو الفرق بين العلم بامر الله والعلم بحكم الله واسم اخر هو الفقه الدستوري وليس في الفقه الوزاري او البلدي .
هناك كثير من نمط الفقه من هذا الباب القانون الوضعي مع القانون الشرعي لغته واحدة ونظامه واحد وان اختلفت المباني التصديقية والاسم الثالث هو الفقه الدستوري وضوابطه او ضوابط فقه اصول القانون وكيف تؤثر على ما دونها من قواعد وابواب وتعطي حقيقة تلك الابواب كما ان من نتائج هذا البحث اوجدنا صلحا بين نظرية السيد الخوئي في الجهاد الابتدائي وما تسالم عليه علماء الامامية ان الجهاد الابتدائي هذه صلاحية خاصة بالامام المعصوم يعني السيد الخوئي والميرزا محمد باقر السبزواري الخرساني صاحب كتاب الكفاية والذخيرة والسيد الخوئي اثنان من قاطبة علماء الامامية خالفا التسالم فحاولنا ان نوجد علاج بين نظرية السيد الخوئي انه ليس خاص بالمعصوم وبين نظرية المشهور انه خاصة بالمعصوم وان كنا نعتقد انها هي خاصة بالمعصوم ولكن نقول الجهاد الابتدائي ليس مسؤولية تقع على عاتق الامام المعصوم فقط وفرق بين صلاحيات القيادة وبين المسئولية الاعداد وهذا من النتائج العظيمة لهذا البحث فشرائط التقية تكرس الضعف او تكرس القوة بنتائج هذا البحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فردي او اجتماعي سياسي او عقائدي من نتائج هذا البحث وايضا اعداد الظهور مسؤولية او غير مسؤولية من نتائج هذا البحث اقامة كيان الدولة وعدمه في الغيبة ومشروعيته مفروغ منها بل اعداد دولة الظهور اعظم من اقامة كيان دولة مؤقتة هذه مسؤولية اعظم المشاركة في مسؤولية توسعة دار الاسلام وتوسعة ليظهره على الدين كله من نتائج هذا البحث فالنتائج مذهلة طيلة هذه السلسلة ثمانين جلسة بسبب بركة هذا البحث في المنهج وهو الفقه الدستوري وكيف يهيمن حكومة تفسيرية على ماهية القواعد النازلة .
وانا اتي بالعبارات الصناعية كي لا يكون هناك استدلال ثقافي وانما استدلال صناعي مرصص فاذن فرق بين العالم بامر الله والعالم بالفقه ، يصنف بعض العلماء بان عنده عصمة اكتسابية مع احترامنا للعلماء لكن هذا التعبير فيه مسامحة لا معنى للعصمة الاكتسابية العصمة ممتنع ان تكتسب وان كانت العصمة اصطفائية واختيارية وليست جبرية اما ان تكتسب العصمة من اين هذا ؟ ربما انسان ورع لم يرتكب معصية في حياته قط نعم لم يرتكب معصية لكن كيف علم بها تنظيرا وموضوعا هناك كثير من الجهابذة الاعلام وتظهر لهم كرامات وشاهدنا منهم كرامات لكن من قال لك انه يحيط بكل الموضوعات كالمعصوم؟ او انه يحيط تنظيرا بكل الاحكام ولا سيما فقه المقاصد في الابواب ولربما ارتأى شيئا على الصعيد الاجتماعي والسياسي ولكنه بدل ان يكون موافق قد يكون هو قاصم للمشروع الاداري وهو حيث هو معذور .
طبعا هذا ليس طعنا ولكن لا نغالي ان نقول الاعلام هم كالمعصومين فالغلو في العلماء والتقصير في العلماء لا يجوزان لان مسلك مذهب اهل البيت التخطئة اما التفسيق والتكفير التسقيط وليس من اهل البيت وانما التخطية يعني دردشة علمية هادئة بين العلماء فيما بينهم فهم يختلفون في النقد والابرام من دون ان يفسق احدهم الاخر ومن دون ان يسقط احدهما الاخر ومن دون ان يكفر احدهما الاخر المشكلة في عوام الناس .
مثلا المعارضة للفقيه جائزة ام لا والنصيحة شيء اما المعاداة شيء اخر لان الكثير يستخدمون المعارضة بمعنى المعاداة وهذا غير جائز للمؤمن فكيف بالعالم؟ فكيف بالفقيه؟ ولو اختلفنا معه في وجه نظرة ولكن ليس ان تصل الى حالة المعاداة فالعداوة شيء اخر فضلا عن المعصوم والعياذ بالله واذا نجرد سلسلة اعلام من الجهابدة الذين كانوا اوتادا للمذهب لكن مع ذلك اتى بعضهم من انتقدهم علميا ولكن لم يفسقهم او يكفرهم او يسقطهم عن الاحترام والتعظيم ولكنه ينتقدهم بنقد ناعم طريف وهذا يسمى مذهب التخطئة بين العلماء فهناك نقد علمي هادف لين لان الفضاء اذا توتر بالقوة الغضبية يذهب الجو العلمي فيصير فضاء غابات وتوحش وهذه احد صفات اهل البيت ، كاظم الغيظ يعني لا يجعل الجو متوترا بالقوة الغضبية والعصبية وانما يبقيه متمحضا في القوة العقلية الفكرية وهذا هو خلوص اهل البيت وطهارتهم .
كذلك في مذهب اتباع اهل البيت من علماء اعلام يعني مسلك تخطئة ليس التفسيق وتكفير فلا نغلو ونقول كل شيء قاله العالم هذا وحي مطلق وصحيح كلا هذا غلو في العلماء وايضا لا نفرط انه اذا خطأنا عالما من العلماء فنقوم بشتم وسب وتفسيق وتكفير واساءة فالجو يصير مشحون عاطفي .
رحمة الله على الشيخ محمد رضا المظفر يقول النزاع الاخباري والاصولي لما كان في الوسط العلمي كان هادئا ولكن لما ينزل الى العوام يصير تكفير وتفسيق ، انا في بعض المسائل المعرفية او العقائدية او الفقهية دائما اوصي الاخوان انه لا يكون الجو متوترا وعاطفيا وانما يجب ان يبقى علميا صافيا وحتى لو تنتشر كل الاقوال وليكن هذا هو معنى الجو العلمي لكن ليس توتر .
هناك حكمة لامير المؤمنين مفادها انه اذا جاء الغضب والتوتر والتشنج اصلا العقل يبقى هائج غاضب ولا يشتغل او لا سمح الله اذا الشهوة اتت فالعقل بعد ما يصير مفعل وانما يصير مجمد كم من عقل اسير تحت هوى امير او تحت غضب امير او شهوة اميرة فيجب ان لا يكون في البحث العلمي عداوات وغضب .
بعض المتملقين اذا تذكر اشارة علمية لعالم ما يقولون هذا عدو مبين لهذا العالم ، كلا انت توتر الجو بهذه الطريقة وهذا خطأ اولا نحن لا نعتقد العصمة بالعلماء فلنقد ضي العلمي على حاله ولجن هذا لا يعني اساءة الادب ولا التشنج ولا تحريض العداوة هذا ممنوع حياة العلم بالبحث والنقد فليس حياة العلم بالسباب والتشنج وبتحريض العداوات هذا موت العلم فاما يموت العلم بعدم البحث والنقد او يموت بالعداوات والغضب هذا كله خطأ يعني موت العلم باسباب عديدة حياة العلم بان نحافظ على الشفافية والاحترام والادب في حين الصراحة في البحث العلمي بدون اساءة ادب وبدون تحريض وتشنجات.
الان انت لاحظ صاحب الكفاية ينتقد الشيخ الانصاري ولكن لا يسقطه عن الاحترام مع انه يقول هذا الرأي ضعيف غايته .
نرجع الى بحثنا فالقول بان العصمة اكتسابية هذا في ليس في محله وغفلة فالعالم في حين انه لا يقيس بالمعصوم ولكن له درجة من الاحترام والقدسية والشكر لسعيه في الجهد العلمي وفي تحمل المسؤوليات هذا كله لا بد ان يحفظ في النقد العلمي الهادئ البناء غير العداوة وسيما اذا يصل للعوام المشكلة العوام انهم يفكرون النقد يعني التكفير وحتى اسلوب النقد العلمي يجب ان لا يصير خاطئ لدى العوام .
فنرجع فرق بين العالم بامر الله والعالم باحكام الله فالعصمة امر بامر الله وليس علم باحكام الله فضلا عن ان العلم حكم الله عند المعصوم احاطة كاملة بخلاف غير المعصوم من الفقهاء مهما بلغوا ولذلك كل جيل من الفقهاء يأتي بعده جيل يكشف مزيد من حقائق احكام الله فسلسلة هذا البحث اذا ندقق فيه انه فرق بين العلم بامر الله والعلم بحكم الله .
نرجع الى ما بدأنا به في صدر البحث انه محض المعرفة وادناها والمعرفة الكاملة بقوله من محض الايمان محض ومن محض الكفر محضا كنتائج مختزلة اذكر انه استعمل هذا في اعلى مراتب الايمان من محض الايمان محضا واستعمل في ادنى درجاته لكن المقصود الايمان التام والكامل وليس الناقص ولكن درجة منه مثلا ورد عندنا متواترا ان الذي يساءل في القبر من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا ، فهل فقط المسائلون العلماء والاولياء ؟؟ او اغلب المؤمنين يسائلون اذا ما المراد بمحض الايمان محضا ؟
محض الايمان يعني كمل وتم ايمانه ولو لادنى درجاته يعني السقف النازل للكمال التام في مقابل السقف الاعلى احد الغفلات التي صارت لدى المشهور انه لا يرجع الا من محض الايمان محضا حملوه على بعض الناس وهذا ليس تام حيث عندنا روايات الحديث يفسر بعضه بعضا وعلم الحديث في الحوزة يحتاج لتنشيط والميرزا النوري في زمانه بحر في علم الحديث ومن ثم قيل وهذه ظاهرة علمية مهمة انه الميرزا النائيني يطمئن على القرائن التفسيرية التي يأتي بها النوري وكانت علاقة علمية وطيدة بينهما.
انه لا يجامل الشيخ الانصاري في كتاب المكاسب او الرسائل لكن عدة موارد الشيخ الانصاري يعتمد في قرائن الحديث على صاحب البحار ويبجله يعني اقوى ومختص لكن الحديث يفسر بعضه بعضا في هذا المجال فيصف الشيخ الانصاري صاحب البحار يقول غواص بحار الانوار فهنا ليس تملق وانما يريد ان يقول علم حديث والاحاطة به مؤثر في استنباط الفقيه وفي تفسير المفسر وفي المتكلم .
احد اليات الاستنباط في العلوم الدينية الاحاطة بعلم الحديث ومصادره لذلك الشيخ الانصاري ليس من عادته ان يذكر اوصاف براقة للعلماء في المكاسب او الرسائل ولكن لماذا يشيد بالمجلسي ؟ هل هو افراط في المجلسي؟ هو عالم قابل للخطأ والصواب ولكنه يبجله من حيث مرحلة من المراحل الاستنباط وهو الالمام بعلم الحديث فهو لا يريد ان يقول المجلسي ازيد مني او من الوحيد البهبهاني في الصناعة الاصولية او الصناعة الفقهية لكن يقول في جهة من جهات الاستنباط والية من الياته التي هي ضرورية الالمام بقراءة الحديث ودلالة الحديث يفسر بعضه بعضا كيف القرآن يفسر بعضه بعضا والحديث يفسر القرآن والقرآن يفسر الحديث ؟ فمنظومة متكافلة ، ففي هذه الجهة المجلسي ابرز من كثير من الاعلام وهذه فائدة معترضة .
ان مشهور طبقات الاعلام والمفسرين اقتصروا على روايات كثيرة قالوا لا يرجع الا من محض الايمان محضا او محض الكفر محضا ولكن المشهور حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء بينما هناك تتبعات حصلت في علم الحديث وجدنا طائفة اخرى من الروايات تقول لا يحاسب في الرجعة الا من محض الايمان لا انه لا يرجع وحتى الحديث المتواتر ان عزلته عن منظومة الحديث لن تفهم مفاده تماما ، فالقضية ليست تواتر او خبر صحيح او غير صحيح القضية كل القضية وام القضايا هو منظومة الحديث باكملها فلا يمكن عزل الحديث عن حديث اخر حتى ولو كان متواترا والا سوف تخطئ في مفاد الحديث لان منظومة الحديث المنسقة صناعيا هي المدار لا انك تحبس نظرك المنهجي على السند وهذا شاهد عظيم ان المشهور شهرة عظيمة عند علمائنا الاعلام اعتمدوا على احاديث مستفيضة متواترة في هذا اللفظ وهو لا يرجع الا من محض الايمان محضا والحال ان هنا كلمة مضافة هي المراد موجودة في احاديث اخرى ليست متواترة ولكن ليست احاد متعددة فالمدار منظومة الحديث وليس تواتره فقط وليس المدار اسفاضته فضلا عن ان يكون المدار الحديث نحن وراء منظومة الحديث وهو شيء اصعب من صحة الحديث .
فالجهد يبذله الفقيه لاالرواة وليس منظومة الحديث فقط وانما منظومة الايات ومنظومة البحوث البديهيات العقلية ومنظومة الفطريات ومنظومة جهود العلماء فيا له من منهج صعب صعاب هذا منهج رواة وليس منهج فقهاء اذا الرواية تتركها هذي منهج الرواة اما الاخرين فعندهم منظومة من الاحاديث والايات والعقليات وجهود علماء وتفاسير وكلمات علماء كما يذكر السيد البروجردي وصاحب الجواهر وكاشف اللثام وغيرهم من الاعلام لابد ان تراجع كلمات الاعلام فاين هذه المنظومة؟ واين الاقتصار على السند؟ هذا كله اوليات البحث .
فنرجع امر الله فرقه عن احكام الله ، امر الله ليس كالصوفية يعبرون عن امر الله يعني هذا جانب جانب ملكوتي هذا صحيح الروح الامري وروح القدس هذا كله صحيح كلامنا في امر الله بحسب الموازين المستطاعة لدى البشر والعلماء في قبال حكم الله منهجية امر الله في هذه الابحاث هي منظومة منهجية تعتمد على منظومة الحديث ومنظومة الادلة ولحاظ الاصول الدستورية الفوقية لمنظومة ولعلوم الدين او لاي علم من العلوم .
فاذن احد تعاريف المعرفة الكاملة هو كلمة محض الايمان ومحض الكفر لاحظوا ما ورد : من زار السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر عارفا بحقها وجبت له الجنة فاذا هي لم تكن مصطفاة ما معنى هذا الشأن الوارد فيها؟ وجملة من فقرات الزيارة الجامعة ورد في زيارتها وهل يزار بعض فقرات الزيارة الجامعة من لم يصطفاه الله من بني هاشم؟ وجملة من فقرات الزيارة الجامعة يخاطب بها ابو الفضل العباس وعلي اكبر فهذا بحاجة الى دراسة علمية فقد في وسط الزيارة فتح باب فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم يعني دراسته فالتدبر هو الضروري وهذا هو مدار المنهج الاعتباري لا ان نتكلم فقط عن السند وثم علم الرجال الذي انتم تذكرونه صوري وليس عميق لان علم الرجال عميق علم بحر انتم لا تسلكونه وانما تسلكون ضفاف علم الرجال وساحله نحن نريد اعماق محيطات علم الرجال وتاريخ المذهب وتاريخ طبقات علماء الرواة .
فما معنى انه هناك معادلات في زيارة الجامعة اصطفائية يخاطب بها علي الاكبر والعباس وفاطمة موسى بن جعفر وحمزة بن عبد المطلب؟ انتم اهل بيت الله لايشقى من تولاكم هذه وردت حمزة ولا يسعد من عاداكم ومن هذا القبيل في موارد عديدة .
فنرجع الاحاطة بمنظومة الحديث محض الايمان ومحض الكفر الحديث يفسر بعضه بعضا وهذا من زار الامام عارفا بحقه هاي كلمة عارفا بحقه او الايمان او المعرفة التامة او اكملت لكم دينكم او حق المعرفة انه على كل حق نور حقيقة ونور معنى واحد من زاره عارفا بحقه بحقيقة الامام فهذا ما هو السقف الادنى وهو محض الايمان محضا يعني حتى هذا الكمال كما يعبر عنه امير المؤمنين اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال كذا وكمال كذا كم كمال عرضه لنا امير المؤمنين؟ كمال المعرفة كمال التصديق كمال التوحيد كمال الاخلاص فالكمال درجات الى ما شاء الله وهذه من المعاجز العلمية .
فما هو ادنى درجات الكمال؟ لذلك الفقهاء ايضا في بحث الفرق في باب الطهارات والنجاسات وفي باب الحدود والانكحة ذكروا ذلك ولكن اكثر تركيزهم في باب الطهارة والنجاسة اضطروا لهذا البحث الفقهائي وهناك من الفقهاء من لم يدخل فيه وغفل عن اشياء كثيرة مما انجزها الفقهاء في هذا المجال وسبق ان ذكرت ان معرفة قائمة البحوث العقائدية في الفقه والتي انجزها الفقهاء مهم جدا لان هذه الامور العقائدية انجزها الفقهاء في الفقه ولم ينجزها المتكلمون في علم الكلام ولا ينجزه المفسرون ولا المتكلمون كما انجزه الفقهاء .
هناك كانت لدينا محاضرات في مشهد الرضا ربما ست سبع جلسات فقط في فهرسة قائمة البحوث العقائدية التي اثارها الفقهاء منذ الف سنة جدا مهمة بلغة فقهية ومع احترامي لكثير من الكبار ولكن عدد قليلا من الكبار خاضوا فيها لذلك صارت عندهم غفلات مع انها هي مثارة في الفقه ، من البحوث التي اثارها الفقهاء في الفقه انه ما هو ادنى درجات ان يقال للانسان مؤمن بحيث يترتب عليه بعد الزكاة والخمس لان المؤمن احكامه الفقهية في جملة من الابواب تختلف عن غيره انه ما هو ادنى درجات الايمان بحيث يقال هذا مؤمن كمل ايمانه ولو في ادنى الدرجات ؟
جملة من العلماء والفقهاء في باب الزكاة والخمس قالوا يعطى المؤمن وليس غيره فهنا اضطر الفقهاء ان يبحثوا الدرجة النازلة من الايمان ما هو؟ وحتى صاحب الحدائق اثار هذا البحث مثلا مؤمن محب موالي شديد المحبة لاهل البيت لكن لا يعرف اسماء الائمة الاثني عشر ورب لا يعرف حتى عددهم ولكن عنده ولاية ومتولد في الوسط الاثنى عشري لا يعرف لا الاسم ولا العدد او الاسم ولا الهوية ولا العدد هذا مؤمن او غير مؤمن هل هو موالي هل يجوز له اعطاء الزكاة والخمس؟ اذن الفقهاء بحثوا في عدة ابواب ما هي اول درجات الايمان فيؤمن بان الائمة ابرار اخيار مطهرون لكن لا يعرف انهم منصوبون من قبل الله فكيف يصير مؤمن؟ وما معنى النصب من قبل الله؟
نرجع ونختم ان معرفة البشرية والامة بالامام المهدي من اعظم اسباب والتوطية لدولة الظهور بشرط ان تكون لا اقل هي ادنى المعرفة وهذي بالنسبة لعموم البشرية والا معرفة الدرجات ضرورية لانه الانقياد رهين منوط بدرجة المعرفة.