46/10/23
باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧٩) قواعد المسؤولية في روايات الممهدين للظهور(2)
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧٩) قواعد المسؤولية في روايات الممهدين للظهور(2)
مر بنا جملة من الروايات الواردة في الموطئين لظهور صاحب العصر والزمان ومفادها كما مر دال على ان اقامة الدولة بانواعها سواء الدولة الاجتماعية والكيانات المختلفة كل ذلك يصب في تمهيد الوضع للظهور وان هذا مسؤولية اولية وعلى الامة ان تسترجع سلطة وحق اهل البيت لافشاء ولاقامة العدل في الامة وهذا حق من حقوق اهل البيت فالروايات عندما نستعرضها ليست بصدد انها دالة تعبدية كلا هي ارشاد الى القواعد الاولية لا ان هذه الروايات هي فقط يستند اليها بل هي ترشد الى القواعد الاولية وهذه الروايات لها عدة طرق وانها معتبرة كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فليست هذه الرواية بصدد تأسيس الحق وانما الحق موجود ومفروض لا انه مسلوب عن اهل الايمان وعن الائمة .
فتقول فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه اذن الملاحظ ان المسؤولية هو اخذ الحق واللطيف يقول كاني بقوم قد خرجوا اذن هذه الروايات الاخرى التي تقول ما خرج وما يخرج يجب ان تحمل على معنى اخر لا انه هؤلاء فئة خاصة كلا هي على القاعدة خرجوا لطلب الحق لا لطلب الباطل فاذن ما خرج وما يخرج اما تحمل على ان خروج ساخن في غير وقته بغير قدرة ما يزيدنا الا وبالا علينا وعلى شيعتنا لكن مع تمهيد وتوطيئة القدرة ليس وبال كما ان كثيرا من الدول التي رفعت راية اهل البيت لم تزد وبالا بل عكس ذلك زادت الايمان انتشارا ولم يوسوس في ذلك المجلسي صاحب البحار في الدولة التي عاصرته ولا الكركي ولا وسوس احد من الفقهاء الا النادر مهم كالشيخ ابراهيم القطيفي البحراني اما جل الاعلام ما وسوسوا ولا تلكأوا في ذلك .
كما ان الصدوق عاصر دولة البويهية ولم يتلكأ وكذا المرتضى عاصر الدولة الحمدانية وهي ايضا دولة اثني عشرية والبويهية ايضا دولة اثني عشرية بل حتى كان من علماء الامامية كالسيد الرضي وهو كان لديه جسور وعلاقة معينة حتى مع الدولة الفاطمية رغم انها دولة اسماعيلية وليست اثني عشرية ويقال حتى القاضي نعمان صاحب دعائم الاسلام هو اثني عشري وليس اسماعيلي ولكن كان يتقي من الاسماعيلية ومع ذلك تسلم منصب قاضي القضاة في الدولة الفاطمية وبالتالي له دور ونسبة من الهداية لهم وهو يأتي برواية عن الامام موسى بن جعفر لكن لا يفصح عن الاسم وذاك في كتاب دعائم الاسلام وحسب الشواهد التي اتى بها الميرزا النوري .
نعم الان قد تنسب له كتب قد تكون هذه النسبة من الاسماعيلية وليس منه فاذا موقف علماء الامامية انه ما خرج وما يخرج معناه ليس الجمود المقصود انه اذا كان في غير اوانه ولم يحن حينه لذلك قال كاني بقوم قد خرجوا والمدة بينهم وبين ظهور الصاحب مدة مديدة وليست قصيرة يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه ولا يعطونه يعني نهض وما توصل للنتيجة وكذلك تكرر فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم مما يدل على ان الطلب السابق لم يكن طلب بالقوة الساخنة وانما بالقوة الناعمة فاذا كان ذلك يعني القوى الناعمة والسلمية لا تفيد وضعوا سيوفهم على عواتقهم اي بالقوة الساخنة السيف يعني القوة الساخنة فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه فهم يريدون اصل النظام او الاقليم في المنطقة ان يتغير فيجب ان تتغير موازنات المنطقة فمطالباتهم كانت لها سقف فيعطون ما سألوه والان صعدوا من سقفهم لانه وجدوا القوة اكثر وهذا ليس تهور بالعكس هو عين الحكمة والعقل انت اذا ازددت قوتك فلا تبقى على السقف النازل وتتراجع وتقهقر وانما يجب ان تصعد بالمطالبات وهذه هي الطريقة الذكية في المفاوضات وغير المفاوضات .
فتقول الرواية فيعطون ما سألوه لاحظ خارطة الطريق في الامور العسكرية والسياسية والتفاوضية فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا يعني عندهم نوع من النهضة اقوى فاقوى كانت ناعمة ثم ساخنة متوسطة الان سقف عالي فهم يستلموا زمام الامور في المنطقة فزمام الامور بيدهم لا بيد السفياني وهذه منطقة كبيرة وليست اقتصرت على الشامات منطقة ككل ولا يسعونها الا الى صاحبكم يعني الا الى صاحب العصر والزمان هؤلاء الموطئون على عاتقهم هذه المسؤولية طبعا هو الصاحب من الاول معهم ويدبر ويخطط في الخفاء وطبيعة الصاحب ادواره ليست معلنة فيدفعونها في العلن للصاحب فهنا يظهر مرحلة العلن للصاحب لا ان الصاحب متفرج ونائي حاشا هو الاول والاخر في التدبير وهو مع كل تدبير ومع كل مسئولية لا ان ابو مسلم الخرساني يأتي ويسلمه للامام الصادق هذه الادوار الخفية للائمة هم ما يكشفوها الى ابد الدهر لان فيها مخاطرة على الدولة الالهية .
انظروا كيف الح موسى على الخضر ان يظهر له اول باول وهو لم يظهر له مع انه نبي من اولي العزم وليس شخص عادي لاحظ التكتم والسرية كيف? وهو كليم الله المقدس اما مسؤوليات الدولة الالهية مسؤوليات صعبة خفية وكل له دور وكل له مساحة يعني قضية الخضر مع موسى نظام امني رهيب في الدولة الالهية والا لماذا رفض في البداية ان يصاحبه النبي موسى هل زهدا فيه? كلا انه من اولي العزم انه لاجل الارباك لان هذا يعترض في غير محله او قد يعرقل في غير محله والدولة ما تقبل تعطيل البرامج انك لن تستطيع معي صبرها وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا يعني لا اعرقل ولا ترهقني من امري عسرا قال ان سألتك عن شيء فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا .
لاحظ الانضباط الامني الاداري فلا توجد محاباة ومجاملة هذه قواعد عظيمة في المسؤوليات سواء مسئوليات نظام الامن او المسئولية السياسية ان باب المسؤوليات هي عبارة عن اقامة المصالح العظيمة للمسؤوليات العامة وهو بين نبي الله اولي العزم والخضر وهو ليس من اولي العزم وليكن لكن انضباطه صارم ولا يوجد اي تساهل لانها ليست قصة ابعاد شخصية وانما قصة مسؤولية نحن كثيرا ما في النظام الاداري والامني وفي النظام والمسؤوليات نجد محسوبيات عندما أمير المؤمنين يقاضي نفسه مع يهودي على درع يعني يقول الحكومة الدينية فيها انضباط قانوني ولو كان رئيس النظام .
وكذا سيد الرسل عندما نازع الاعرابي على البعير ومع انه من صلاحيات الرسول ان يقول له انا الامين المؤتمن مع ذلك الرسول حكم القضاء فالانضباط ليس بسهل وهذي من الامور العظيمة المهمة قال هذا فراق بيني وبينك يعني لا توجد مجاملة يعني صرامة وهذه ليست اساءة ادب .
لماذا الله عز وجل اوكل لعزرائيل قبض الارواح ولم يوكلها الى جبرائيل ولا اسرافيل ولا ميكائيل ؟ نعم جبرائيل عنده امتيازات غير موجودة عند عزرائيل واسرافيل عنده امتيازات ما موجودة عند عزرائيل وجبرائيل وميكائيل فلماذا خصص هؤلاء الملائكة الاربعة كل بمجال من المسؤوليات ؟ انه بسبب ان كل من هؤلاء الاربعة عندهم امتيازات معينة فالموت بحاجة الى صرامة وهي تناسب نفسية ملك الموت عزرائيل وجبرائيل وسيط وامين الله على وحيه وجبروتي فيناسبه ميزانيات معينة اسرافيل ينفخ في الارواح لتعد حية كما ان النبي عيسى ينفخ في الطين كهيئة الطير فهي امور جزئية لكن اسرافيل كل ارواح الملائكة والجن والانس والحيوانات والنباتات ينفخ فيها فاسرافيل ينفخ في الصور ويناسبه عملقة معينة .
فعلا اسرافيل له عملقة خاصة ما موجودة عند ملك الموت ولا عند جبرائيل ولا عند ميكائيل في قضية نظام الدولة الالهية فهي نظام لا يوجد فيه تلاعب ولا محسوبيات وهذه التساهلات والتسامحات هي التي تهد وتحد من النظام الاداري او النظام التدبيري او النظام الامني .
فكل من هؤلاء الاربعة من الملائكة ذكرت له ميزات مثلا الوحي ينزل على اسرافيل فيوحيه الى جبرائيل وفي مرة من المرات في المعراج هيبة اسرافيل في نزوله اخافت جبرائيل ، النافخ لروح عزرائيل هواسرافيل وفي عالم الملكوت شؤون كثيرة غريبة على اذهاننا .
اذن نرجع ان هذه الرواية تشير الى قواعد لا انها بيان خاص في مورد خاص هكذا قراءات للروايات خطأ هذه تشير لقواعد وانضباطات فعالم الملائكة عالم صارم من الانضباط وطبيعتها صارم ليس مثل الحور العين وليس الولدان المخلدون صارم يعني هي بحاجة الى كمالات اخرى المهم هذه الرواية لها طرق عدة ذكرناها .
الرواية الثانية ايضا قد قرأناها سأل سائل بعذاب واقع وفي بعض القراءات سال سيل بعذاب يعني ترى قوة عسكرية من الكوفة قال تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية والثوية هي الصحراء او الباحة الصحراوية الملاصقة لضواحي الكوفة باتجاه الغرب او باتجاه المدينة المنورة وهذه الثوية فيها معلم كثير حتى في دولة الظهور لصاحب العصر والزمان يقع في الثوية النار حتى تنتهي الى كناسة بني اسد نار يعني قوة ساخنة قوية جدا لا تدع وترا لال محمد الا احرقته وذلك قبل خروج القائم وهي تشير الى القواعد الاولية لاسترداد الحق واقامته في الغيبة وهذه المسؤولية عندما تؤخذ على العواتق هي تمهد للظهور ويدل على ان الظهور مسئولية مشتركة وتأخيره بسببنا وليست قضية الجاء وجبر من الله وهذا واضح من هذه البيانات وهذه البيانات تدل على عدة امور كما استعرضناها .
هذه ايضا في الغيبة النعماني الرواية رقم ثمانية واربعين والرواية القبلية هي الرواية رقم خمسين وهي ايضا موجودة في شرح الاخبار للقاضي النعمان او ابن حيون المجلد الثالث فعدة مصادر لها ان شاء الله نستعرض بقية الروايات.