46/10/22
باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (79) جملة من القواعد في روايات الموطئين للظهور
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (79) جملة من القواعد في روايات الموطئين للظهور
مر بنا امس جملة من المحاور الجديدة او القواعد الفوقية الجديدة و احدها هو طلب الوتر لاهل النبي والمقصود منه ليس كما يتخيل انها انتقام و ضغينة وان كان الانسان يجب ان يبغض الباطل ولكن هذا ليس من باب الانتقام بل معنى الانتقام لاوتار ال البيت يعني ما يعطل مشروعهم الالهي الملقى على عاتقهم وهو استحقاق عظيم به امامة وقيادتهم هذا الاستحقاق لاسترجاعه من يد اهل الباطل وائمة الجور عبر عنه بالانتقام يعني تستأصل انت جذور الجور والعدوان والظلم وترجع الامور الى نصابها المقرر شرعا ودينا .
عندما يقال المختار منتقم ليس قضية انه اقام القصاص في قتلة سيد الشهداء فقط نعم ذلك كان بلا شك ولكن لان هؤلاء القتلة الظلمة جرثومة في نسيج المجتمع ويلوثون المجتمع فلابد من تصفيتهم وازالتهم كما نقوله في الارهابيين فمعنى الانتقام هذا لذلك لاحظ الباري تعالى عندما ينتقم من القوم الظالمين يقول الحمد لله رب العالمين لان تطهير الارض هو من الكمالات كما في منطق القرآن بالنسبة للنبي عيسى اني رافعك ومطهرك من الذين كفروا يعني نفس هذا النسيج الاجتماعي اذا كان في اهل الباطل واهل الفساد واهل الغي واهل الظلم ستكون نجاسة للارض شبيه منطق القرآن عندما يقول انما المشركون نجس يعني عين النجاسة واتفق المفسرون ان القدر المتيقن منها هي النجاسة المعنوية اما المادية فمختلف فيها والاصح هي كل النجاسات .
ان ابن سينا عنده رسالة مستقلة ببيان عقلي فلسفي يذكر كيفية نجاسة الكافر؟ ولماذا الاعتقاد النجس يلوث جسم الانسان؟ فضلا عن ان يلوث روحه فاذن منطق القرآن الكريم هذا ان اهل الباطل هم نجاسة في الارض وسرطان فمعنى الانتقام المراد بحثه هو الانتقام لوتر ال محمد يعني استرجاع حقوق اهل البيت واستحقاقهم في بسط رايتهم وولايتهم ويدهم في كافة ارجاء الارض ونورهم هم نور الله .
السيد اليزدي في حاشيته على المكاسب في مسألة حرمة بيع السلاح على الاعداء قال من اكبر القواعد الفقهية واكبر الغايات هي حرمة سلب اهل البيت حقوقهم يعني لا زالت حقوق البيت مسلوبة وتستطيع ان تقول موتورين هذا هو معناه ، السلام عليك يا ابا عبد الله السلام عليك يا ثار الله ابن ثاره والوتر الموتور وعندنا تعبير عن الامام الثاني عشر انه وثر الله مع انه عج لم يقتل فكيف يوصف بان وتر الله؟ لانه مسلوبة حقوقه فحيث الباري جعل الخليفة منذ الف سنة هو الامام الثاني عشر ولكن لم تستوف حقوقه وهذه ليست من جهة ملوكية وكسروية وقيصرية بل من جهة ان هذا النفع هو للبشر وهم يعانون الحرمان من سلبهم قيادة الامام الثاني عشر .
فهذه القاعدة كما عبر عنها السيد اليزدي وهو حرمة سلب حقوق اهل البيت او عبرت الروايات الكثيرة الطالبون وتر ال محمد نستطيع ان نقولبها بقالب اخر اكثر ورودا في الادلة والروايات شبيه ما ورد عن الامام زين العابدين لو تعصب لنا عبد حبشي لوجب على الناس نصرته ، تعصب يعني يسترد حقوقهم المسلوبة وموجود هذا المضمون في صلاة العيد والروايات انه تتجدد لاهل بيت الاحزان لان حقهم مسلوب بيد ائمة الجور .
هذا شبيه الخليفة العباسي لما سأل الامام الكاظم ما هي فدك؟ قال فدك ولاية فاطمة و ولاية اهل البيت وهي كل حدود الدولة الاسلامية انذاك يعني ثروات الارض وما افاء الله فاذن حقوق اهل البيت مسلوبة ولا زالوا موتورون وحتى ورد في الروايات ان عندما يقوم به صاحب العصر من دولة الظهور هذا لا يستوفي كل حقوق اهل البيت تبقى جملة منها تستوفى على يد سيد الشهداء وجملة منها تستوفى على دولة امير المؤمن ومع ذلك لا تستوفى كلها الى ان تتكامل الدول ، وهذه الحقوق لاهل البيت ليست كسروية وقيصرية وملوكية وانما بسط يدهم لاقامة درجات العدل والكمال في الناس بلا حدود هذه في الحقيقة حقوقهم او بان يكونوا هداة وغوث اللهفان وان يكونوا معلمين مربين للبشر موصلينهم الى اقصى درجات الكمان هذه حقوقهم انما انت منذر ولكل قوم هاد فليست حقوق استئثارية وانما حقوقهم في ان يكونوا اثاريين في ان يبسطوا العدل والقسط والكمالات بين البشر اعدهم الله ان يكونوا معلمين الهيين فاذا انت منعت البشرية عن ذلك فسوف يكون ذلك حرمان للبشرية عن هذا الدور العظيم لاهل البيت اذن هذه هي القاعدة العظيمة التي ذكرها اهل البيت .
واللطيف هناك رواية لها ثلاث او اربع طرق ذكرناها امس في الموطئين للظهور تدل على ان الظهور ليست مسؤولية ملقاة فقط على صاحب العصر بل يتشاطر فيها الامة فالقضية ليست جبرية ولا تفويضية وانما امر بين امرين .
ايضا مرت بنا قاعدة ان الامام له ادوار معلنة وخفية وفي غير ادواره الخفية يشارك فيها بقية الامة في اعداد الظهور لذلك الظهور على الادوار المعلنة لا ان الامام وظيفته فقط منحصرة زمنا وكما بالظهور وانما الظهور احد ادوار الامام وحتى في دولة الظهور للامام ادوار خفية وهذا الطبيعة من سيد الانبياء وهلم جرة فلاحظ في تعبير تلك الرواية اشارة الى القواعد الاصلية .
ان الامام الباقر عليه السلام بياناته في القضايا والمسئوليات العامة اكثر صراحة من ولده الصادق والامام ارسل ابنه الى كاشان وحكم فيها مدة وهناك مزار ضواحي كاشان اسمه مشهد اردهال مدفون فيه ابن الامام الباقر فارسل الامام ابنه المسمى بعلي الى هناك وهذه قضية محققة تاريخيا لا شك فيها واستشهد هو في عهد الامام الباقر فارسله الامام للحكم في تلك المنطقة لان فيها شيعة ومن المدن السريعة التشيع وهذا مما يدل على ان التشيع في قم وكاشان كان قبل الامام الصادق انما الامام الصادق بعث الاشعرية هناك لانهم بدء نواة التشيع كمجتمع ونسيج اجتماعي ديموغرافي بدأ في عهد الامام الباقر وهذا يدل على ان استراتيجية الائمة اذا استغل المجتمع المؤمن يجب ان تكون قبضة الحكم بيدهم لا بيد غيرهم وهذه سيرة قطعية من الامام الباقر وكتبت في هذه الكتب وان شاء الله تترجم من اللغة الفارسية حول هذه المرقد الشريفة .
فاقيمت الحرب خارج هذه المدينة اللي الان مرقده فيها وفي معركة كبيرة استشهد فلماذا بادر الامام بهذه الخطوة؟ انه مثل مبادرة الائمة للمختار مع ان المختار ما كتبت لدولته البقاء لكن يبارك الله في ذلك وهذه قاعدة لا يتعلل بها المتقاعسون ان المجتمع المؤمن لايقول اذا نقيم دولة ما تستمر الا مئة سنة او مئتين سنة وليكن حتى لو كانت عشر سنين انت لماذا تتركها؟ هي قدرة تجذر فيها راية الايمان نعم تلك هي الدولة المهدوية التي ليس لها زوال لكن الدول الاخرى لها زوال فانت تحت ذريعة انها ستزول ليس من الان تسلم قدراتك الى الطرف الاخر .
لاحظ نفس سيرة ائمة اهل البيت مع المختار من السجاد والباقر والصادق رغم انها ستزول ولكن هذا المقدار المختار بورك له فيما انجز وهي خمس سنوات فهذه السيرة والموقف من الباقر جدا صريح مع انه الامام يعلم ان هذه ليست دولة مهدوية التي سيقيمه ابنه علي لكن مع ذلك تلاحظ في زمن الامويين اذا تشكل مجتمع مؤمن لا يسلم قبضتهم بيد الاعداء ففي عهد الباقر الامام زرع نواة ديموغرافية جغرافية لدار الايمان ومعروف ان كاشان وقم هما دار الايمان وهذا منذ الف سنة وليس دار الاسلام وهذا اصطلاح فقهي في اعماق الفقه الجعفري وهو احد المحاور التي يجب ان يتعرض لها فالاقسام التي وردت في النصوص والادلة وفتاوى الفقهاء هي دار الاسلام ودار الايمان ودار الفجار ودار الظالمين ودار الابرار وهذه من البحوث المهمة المرتبطة حتى بالجانب الحضاري وبانجاز المسؤوليات العامة ووردت في النصوص الروائية عن العترة وكذا في الايات وهي قاعدة من القواعد الفوقية العامة ويجب ان تبحث الدار وهذه وردت في نصوص الروايات ووردت في فتاوى الفقهاء فيفرقون الفقهاء بين دار الايمان ودار الاسلام .
كرارا نقلت كلام السيد احمد الخنساري والسيد محمد الروحاني عندهم دار الايمان لا تجري فيها نظام التقية الذي كان في عهد الامام الصادق لانه تبدلت البيئة وكذلك عبارة الشيخ لطف الله الصافي وغيره من الاعلام وهذه احد القواعد المهمة وهي قضية تعدد وتنوع الدور يعني البلدان والنسيج الاجتماعي الديموغرافي .
اذن من القواعد في سيرة اهل البيت انهم بدأوا يؤسسون المجتمعات ديموغرافيا لرعاية الايمان واكثر من ذلك يؤسسون قيام الدولة وان لم يكتب لها الا البقاء برهة وهذه غير سيرة الامام الباقر وهي جدا دامغة يجب ان نضعها في الحسبان وهو قبل الصادق .
ايضا سبق ان تعرضنا لسيرة الامام الهادي ووكيله السيد عبدالعظيم الحسني وكان مطارد من قبل الدولة العباسية لانه احد انشطته انه زج بالعلويين الثوار وحرضها لاقامة دولة في شمال ايران بمنأى عن الخليفة العباسي وان كانت تلك الدولة زيدية لكن بالتالي تحمل راية اهل البيت بشكل اجمالي في قبال العباسيين فهذه قاعدة مهمة تبين لنا خارطة الطريق الاستراتيجي عند اهل البيت كيف تكون؟
فالقضية لا تتعلق بمجرد زيد ابن الامام زين العابدين او بقضية المختار وابن الباقر وانما تشمل الدول التي قامت في عهد الامام الهادي في شمال ايران بايعاز من السيد عبدالعظيم الحسني الذي كان ثقة ومحل اعتماد وهمزة وصل بين الامام الهادي وجمهور المؤمنين .
مر بنا ايضا يوم امس قاعدة انواع الدول والسلطات نفس بناء التركيب الديموغرافي الاجتماعي وهذا ليس بالالجاء وبالدماء والدعوشة وانما بالفكر والعقل وبالدلائل وبالبراهين وهذه اعظم من الدولة الرسمية السياسية ، فاقامة البنية الاجتماعية المؤمنة وبناء دار الايمان اعظم من اقامة النظام السياسي يعني لاحظ الفرق بين دور الامام الباقر والصادق والكاظم وبقية الائمة ودور زيد الشهيد حيث الاخير اقتصر نظره على الدولة السياسية فقط بينما الائمة يقيمون بنى اجتماعية تتولد منها نظم سياسية وهذا دور اعظم وجذري اكثر .
لاحظ هذه الرواية المعتبرة يرويها ابو خالد الكابلي وهو من احد حواري الباقر ويرويها الحلبي وغيره الى عدة اسانيد معتبرة جدا قرأناها يوم امس كاني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ... اذن هناك حقوق مسلوبة يجب ان تسترد يعني الامام يقول لست بصدد ان اؤسس المشروعية والوجوب ، هي امر مفروغ عنها بالادلة الاولية التي تقرر الحقوق والاستحقاق يعني ليس الاستدلال بهذه الرواية مع انها اعظم بها واعظم وان الامام الباقر يقول هذا شيء مفروغ منه حسب القواعد الاولية كاني بقوم قد خرجوا من المشرق يطلبون الحق فلا يعطونه يعني مسلوبي الحقوق هذا الحق المسلوب من راية الايمان لمجتمع الايمان يسترجعوه وموجود في تعابير الامير ع : الحق يؤخذ ولا يعطى ما ضاع حق وراءه طالب فهذه الروايات تؤسس قاعدة لا انها فقط يعتمد عليها ، نعم هي اعظم بها واعظم لكن تشير الى امور مفروغ منها ، هنا الامام الباقر يقول اصل الحق موجود انت توسوس في ماذا؟ فيقول يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم يعني عندهم قدرة يعني استخدام القوة الساخنة فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يترقون من اخذ الحق الى زعزعة كيان الظالمين فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها الا الى صاحبكم يعني ترقى بهم الغاية القصوى من استرجاع الحقوق الى ما هو اكثر تمهيدا لدولة الظهور وهذه من الحقوق والواجبات فلاحظ مراتب الغايات المذكورة في هذه الرواية على طبق القواعد .