46/10/13
باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧1) طوائف الايات في المسؤوليات العامة
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (٧1) طوائف الايات في المسؤوليات العامة
قبل ان نواصل محاور متبقية نقرأ بعض الايات في هذا المجال والتي تعزز القواعد الفوقية في هذا البحث طبعا هذه الايات يمكن تقسيمها كقواعد لهذا البحث على طوائف بلحاظ المفاد ، فطائفة تدل على الغايات القصوى لابواب الفقه وللدين وللمسؤوليات العامة مثل اعداد القوة بسقفه المفتوح وليس المحدود او من جهة انواع القوة ومثل ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين او كلمة الله هي العليا او انتم الاعلون ان كنتم مؤمنين فهذه كلها قواعد .
هناك طائفة اخرى موجودة طبعا بين قوسين هناك اية واحدة قد تندرج في طائفتين او ثلاثة او اربع لان هذه الاية الواحدة من جهة تعرض الى لسان الغاية القصوى وفقه المقاصد او القاعدة المهيمنة فمن جهة تصنف في الطائفة الاولى ومن جانب اخر قد تتعرض الى لسان الطائفة الثانية ان المسئوليات العامة طرا حتى حاكمية وولاية اهل البيت يقع عبئها على الامة فالامة لها ادوار .
لسان اخر ان تنصروا الله ينصركم او الا تنصروه كذا كذا يستبدل قوما غيركم فترى اية واحدة تندرج في الطائفة الاولى بلحاظ مقطع منها وفي الثانية من جهة اخرى وكثير من الايات في الحقيقة هي عدة مقاطع وعدة السنة .
الطائفة الثالثة هي الايات الدالة على خصوص اظهار الدين على ارجاء الارض وهذه تقريبا لسانها لسان الجهاد الابتدائي لان الجهاد بالاصطلاح العصري له محور مستقل من جهة القوانين الدستورية سنتعرض له لا من جهة الاحكام التفصيلية لانه من بداية شهر رجب الى الان بحثنا ليس في التفاصيل وانما فقط في القواعد الدستورية لهذه الابواب للمسؤولية العامة ، قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون او لو كره الكافرون وهناك اية ثالثة يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون او المشركون فايات عديدة بلحاظ دولة الظهور والرجعة والجهاد الابتدائي .
هنا نقطة نفيسة في هذا اللسان وسبق ان اشرنا اليه لكن ليس بالتركيز الان نشير اليه ان هناك ترابط وجودي وطيد بين ايات الجهاد الابتدائي بغض النظر عن نظرية معظم علماء الامامية في قبال السيد الخوئي والميرزة محمد باقر السبزواري الخرساني انفردا فعلماء الطائفة لماذا جعلوه من ايات المسؤوليات العامة ؟ وسبق ان قربناه ان الجهاد الابتدائي صحيح هو على رأي علماء الامامية من صلاحيات الامام المعصوم خاصة لكن هذا لا ينافي ان مسؤولية الجهاد الابتدائي كتعاون يقع على الامة بل على البشرية اجمع سبق ان تعرضنا اليه وسنعاود التعرض اليه في الجهاد الابتدائي عندما ندخل في اسسه الدستورية وليس التفاصيل .
نقطة رابعة نقطة اخرى هي الطائفة الرابعة وهي اظهار الاسلام على الدين كله مع الجهاد الابتدائي فيها تطابق ومع ايات الظهور .
الطائفة الخامسة ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين او ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون وايات ظهور الصاحب والعاقبة للمتقين هذه الطوائف الخامسة والرابعة والثالثة بينهم ارتباط وطيد واذا تضم اليها ايات الرجعة كطائفة سادسة فبينها ارتباط وطيد حيث دولة الظهور دولة شمولية يعني اظهار الدين على الدين كله فمن هذه الجهة تطابق وهي نفس الجهاد اللي له توسع ، فهذي ثلاث طوائف لدولة الرجعة كطائفة سادسة اولهن رجعة سيد الشهداء الحسين ابن علي ثم امير المؤمنين بعد الحسين وطبعا امير المؤمنين له دول وليس دولة تتخلل فدول اولاده ائمة اهل البيت قد تتخللها دول لامير المؤمنين نعم قد يكون في دولته كل ابنائه معه او بدونه هذا امر موكول الى الادلة فامير المؤمنين هو صاحب دول في الرجعة انا صاحب الرجعات والكرات والدول ودولة الدول وفسرنا دولة الدول باكبر دولة في الرجعة عدا دولة سيد الانبياء التي هي اخرها واعظمها على الاطلاق ويكون كل ائمة الاثني عشر وزراء لسيد الانبياء عدا هي دولة امير المؤمنين
قدولة الدول ان دول اولاد امير المؤمنين الاحد عشر في الحقيقة هنا دولة خفية من ورائهم التحكم بيد امير المؤمنين لذلك احد معاني امير المؤمنين يعني هو امير الائمة من ولده الاحد عشر والمؤمنون هم اولاده الاحد عشر فهو اميرهم وسيدهم نيابة عن سيد الانبياء فالرجعة لدولة اهل البيت هي افق واكبر من دولة الظهور لصاحب الزمان وكثير من الفقهاء لم يتطرقوا لايات الرجعة وانه ما هي ربطها بالمسؤوليات العامة وحتى كثير من الاعلام الذين خاضوا في الفقه السياسي لم يستعرضوا ايات الظهور والحال بينا انها لها ارتباط في الفقه السياسي والعسكري .
ايات الرجعة ودول الرجعة ايضا لها ربط بالمسؤوليات العامة لان الايات والروايات الواردة في الرجعة تقول ان مسؤولية دول الرجعة تأخيرها وتقديمها على عاتق وعنق المؤمنين والمسلمين والبشرية ونحن نقرأ في زيارات كثيرة للائمة المعصومين ونصرتي لكم معدة فنصرة الامام الحسين هو تدشين منهج وثقافة وشعائر والمفاهيم التي جاهد وناضل من اجلها الامام الحسين هذي نوع نصرة له وتهيئة ارضية لدولته .
كذلك في كثير من زيارات امير المؤمنين اني مرتقب لرجعتكم ونصرتي لكم معدة يعني ليس فقط دولة الظهور بحاجة الى اعداد وتمهيد بل ايضا دول الائمة بحاجة الى تمهيد لدولة الظهور فالتمهيد لدولته هو تمهيد لدول الرجعة ودول الرجعة بحاجة الى تمهيد وتوطئة اكثر مثلا في الزيارة المشتركة للعسكريين مؤمن بكما وبرجعتكما كما ان في زيارة الكاظم والجواد اشارات ايضا موجودة فلنلاحظ ان في زيارة كل معصوم المؤمن يأخذ على نفسه عهد وميثاق ان ينصر هذا المعصوم حتى يرجع في دولته لان الله في فلسفة دول الرجعة كما تقول الروايات جعل مسئولية كل امام من الائمة الاثني عشر ان يقيم مشروعه الخاص الذي كلف به ذلك الامام كما ورد في روايات اللوح الاخضر او غيرها .
هناك روايات ان الامام الحسين استشهد ولما يقوم بما كلفه الله به فهو ينتظر الرجعة ليؤدي ما عليه مثلا تطهير الارض على يد الامام الحسين وجعل البشر ايمانهم كامل من مسؤوليات امير المؤمنين والامام الحسن له مسؤولية اخرى اما بقية الائمة انا لم اقف على خصوصياتهم لا انها غير موجودة فالله عز وجل رسم لكل امام انه مثلا على يد الكاظم والجواد يجري كمال للبشرية في الارض دون غيرها من الائمة فكل امام باب لفيض معين وكمال معين فانا اريد ان ابين انه كما نخاطب في الزيارات الجامعة او الزيارات الخاصة للكاظم والجواد او المشتركة للهادي والعسكري ما هو معنى ذلك؟
وبين قوسين اوصينا العتبات الشريفة ان كل امام معصوم تجمع زياراته لان هذه الزيارة عبارة عن ملف عقائدي خاص بذلك الامام ثقافة ورؤية ورسم خارطة ومسؤوليات فمن الان نعد انفسنا سواء في البرزخ او في دار الدنيا الاولى او في الدار الدنيا الثانية يعني الرجعة اخرة الدنيا وكذكلك البرزخ من اشعاعات الدنيا استراحة متوسطة فالانسان يعد نفسه اكثر واكثر مطلعا على معاني الزيارات ، مثلا زيارات سيد الانبياء لو تجمع للزوار والحجاج المعتمرين يبقون ثلاثة ايام في المدينة فيقرأون منها اثنتين ثلاثة تعطيك ثقافة عن المزور كما يقول المجلسي الاب ان كل زيارة هي دور عقائدية مركزة فيستلهم منها رؤية انه ما الفرق بين هذه الزيارة وتلك الزيارة؟ فهي بنود مختلفة ونكات وكل جملة ومعادلة علمية معلوماتية عقائدية فمن ضمن البنود التي نراها في الزيارة الجامعة وفي زياراتهم الخاصة هو هذا مثلا زيارة الامام الرضا هناك اكثر من احد عشر زيارة لكن الموجود هو اثنين او ثلاث حتى زيارة الكاظم والجواد كثيرة لكن للاسف لم تطبع وكذلك زيارة الصاحب الى ما شاء الله وان كان طبعت موسوعة لزياراتهم لكن ايضا فيها نواقص فالزيارة عبارة عن المواثيق المشتركة بين الزائر المؤمن والمعصوم المزور فنرى في تلك الزيارات انه تأخير دولة الظهور بل حتى الرجعة هي بسببنا نحن لان ان دولة الرجعة عبارة عن رقي درجات لكمالات اكمل فاكمل فاكمل وهذا نفس التعبير مؤمن بايابكم .
دققوا في الزيارة الجامعة وغيرها من الزيارات فيها ايعاز لهذا المطلب انه اما نحن نؤخر او نقدم كبشر وكمسؤولية بشرية من هنا نستحصل ان ما بين طائفة الجهاد الابتدائي او اظهار الدين على كافة ارجاء الارض والرجعة بينها تقارب ووحدة مسؤولية على الامة البشرية والامة الاسلامية والامة المؤمنة الايمانية وهذه من الطوائف يجب ان يلتفت اليها .
فاذن في الايات طوائف اكثر وعددنا جملة من الطوائف ، الطائفة السابعة هواقامة العدل والقسط في الارض كونوا قوامين بالقسط فانتم تعينون القيادة الالهية او انزلنا الحديد فيه بأس وانزلنا معهم الكتاب ليقوم الناس بالقسط يعني عموم الناس فاذن نحن لدينا ثقافة مشتركة مع كل البشرية حتى مع الكفار المستضعفين هي نداء العدالة والحرية هذا نداء مشترك يكرسه القرآن فتكون البشرية تحت ظل العدالة والقسط والحريات هذا منطق يشدد عليه القرآن الكريم في مقابل طواغيت وفراعنة البشر .
هناك طائفة ثامنة ومن لم يحكم بما انزل الله وفيها وجوب اقامة حكم الله في الارض .
طائفة اخرى غير هذه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم يعني تعبيد الارضية للتحكيم على الامة وهذي تتقارب مع المسؤولية العامة على البشر فهناك تنويع من الطوائف والمسؤوليات يجب ان تلتفت اليه اجمالا واللطيف ان كل طائفة من هذه الطوائف فيها اشارة الى لزوم تحصيل القدرة والقوة الا ان هذه الطوائف مقيدة بوجوب القدرة ومعلق عليها فهي وجوب فعلي مطلق والقدرة قيد واجب كالوضوء والغسل يعني انت تحصله لا ان الوجوب معلق فليس من قبيل وجوب الحج واللطيف في نفس وجوب الحج هناك وجوب فردي للحج كقوله تعالى لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا هذا لوجوب الفردي وهناك وجوب الحج كاقامة شعيرة ومعلم للدين واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا فهذا ما قيد بقيد وحتى في الروايات انه خاطب الارواح وهم في ظرف الاصلاب فهذا يأتوك بالحج هذا اعم من الحج الاكبر او الاصغر العمرة يعني لا يعطل بيت الله الحرام هذا لا ربط له بالحج الفردي هذه لها ربط باقامة شعيرة العمرة والحج عموما لا تعطل .
كما ان قوله تعالى وجعلنا البيت قواما للناس فيجب ان لا تعطل عمارة المسجد الحرام وهناك ايات كثيرة لا صلة لها بوجوب الحج الفردي وانما هي متصلة بالوجوب الكفائي كمسئولية عامة لاقامة الدين في الحج مثلا اقامة الصلاة ليس الوجوب الفردي للصلاة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس يعني معناه قوام واقامة الصلاة غير وجوب الصلاة الفردية هذه طائفة اخرى من الايات ان شعائر ومعالم مسؤوليته تقع على عموم الناس وهذا واجب كفايي غير الوجوب الفردي .
الكثير يسألني ماهي وظائف القضاء او عقوبات الجناية؟ خوطبت بها جميع الامة سببه ان هذه المسؤولية تقع عليهم يعني هذه طائفة اخرى من طوائف الايات والزانية والزاني فاجلدوا خطاب عام يعني صلاحية هذه المسؤولية بيد المعصوم او من ينيبه ويوكله فلماذا تخاطب كل الامة؟ لانها هي تكون عون للسلطة الشرعية في اقامة هذا الامر بل لاحظ الشيخ المفيد والطوسي وغيرهما من القدماء وحتى المتأخرين قالوا اقامة الحدود ولو بالتغلغل في النظام غير الشرعي واجب ولا يختص بالدولة الشرعية للامام المعصوم لان الخطاب عام السارق والسارقة فاقطعوا او ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب فهذه وظائف نخاطب بها .
منها ايضا طائفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء البعد الفردي او النظام الاجتماعي السياسي من الطوائف ايضا وحدة الامة وعدم التفرقة وعدم التنازع هذه مسؤولية عامة ونستطيع ان نعبر عن هذه الطائفة بالحفاظ على اعداد القوة فاعداد القوة مسؤولية والمسؤولية الاخرى هي الحفاظ على القوة فلا يكفي ان يقوم الانسان باعداد القوة بل اللازم عليه الحفاظ على القوة فاذا كان تشفي المؤمنين بفئة اخرى يؤدي الى اضعاف المجموع هذا من احرم المحرمات فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فاضعاف اي عضو من اعضاء جسم الايمان من اكبر المحرمات والمساهمة في الفتنة بين المؤمنين من اكبر الكبائر والفتنة اشد من القتل فليست الفتنة هنا بين فردين او اسرتين وانما الاعظم خطورة وحرمة والفتنة بين فئات المؤمنين نعم النقد شيء لكن الفتنة شيء اخر وسنعقد لهذا محور ولو جلسة اخرى فبالتالي طوائف المسؤوليات العامة كثيرة .
ايضا من الطوائف في المسؤوليات العامة مهمة التي يستدل بها في باب المرابطة اي الحراسة والرعاية الامنية مفادها ان الحفاظ على القوة احد الياته العظيمة الحفاظ على الامن من العدو او من الفتنة الداخلية التي تضعف وتزيل القوة وتذهب بها اذا كان اصلاح ذات البين يعني في النزاع الفردي فكيف اذا كان نزاع اجتماعي بين المؤمنين؟ وان فئتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بين اخويكم فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا الذي تبغي حتى تفيء الى امر الله اذن الاول هو الاصلاح ذاتي بينهما فبلا ريب هذا شيء عظيم وهذه ايضا من المسؤوليات التي سنتعرض لها لان فيها اقواء واستقواء وتقوية جسم المؤمنين ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص الان هذا يقاتلون ليس القتال عسكريا حتى غير العسكري سواء قتال ثقافي عقائدي اقتصادي يعني بالتالي هي مواجهة في كل الميادين هذا كما قلنا ليس دخول في التفاصيل وانما فقط التعرض للاسس الفوقية لكل طائفة من هذه الطوائف التي عبارة عن تعدد وتنوع المسؤوليات .
من الطوائف الاخرى ايضا طائفة الامن خذوا حذركم هم العدو فاحذرهم فهناك امر بلحاظ الامن العسكري والحذر في الحرب النفسية هذا يصب في المرابطة والحراسة والامن فبعبارة اخرى محور الامن يدل على هذا في سورة المائدة الاية اثنين وتسعين وما على الرسول الا البلاغ المبين او واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا انما يريد الشيطان بان يكون بينكم عداوة فاحذروا الحرب غير المرئية من الشيطان اي دولة ابليس دولة غير مرئية لكنها خطيرة جدا يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة ، فمن المحرمات الكبيرة العداوة بين المؤمنين من يزرع العداوة بينهم هو كمن يزرع الميتة والخمر اي لازم زرع المحبة هذه ايضا مسئولية مهمة والعدو يشتغل دائما على هذا الوتر ليفتت جسم المؤمنين وكتلتهم وهذا محور خاص يتعرض فقط للاسس والخطوط العامة في كل محور من محاور هذه الطائفة .
فالطائفة الاخرى من الطوائف التي تسمى بالامن وهذه الطائفة ايضا هي على طوائف من ضمن لسان طائفة هي الامن والمرابطة والمرابطة كما مر ليست جغرافية فقط وليست مقابل الحرب العسكرية والساخنة ، فالمرابطة قد تكون علمية ثقافية ان الفقيه مرابط في الثغر الذي يلي منه ابليس وجنوده يعني طريق تغلغل حرب ابليس ودولة الشيطان في مجتمع المؤمنين طريقة فكرية نفسانية غير مرئية والذي يقوم بالحراسة والحماية والرعاية والامن الفكري والامن المعلومات النفسي يشعر بان هنا بدأت حملة على المؤمنين فعلماء الدين عندهم استشعار او حتى النخب قد يكون عندهم باع في هذا المجال هم الذين يستشعرون هذا الهجوم وهذه الحملة فالمرابطة يجب ان تكتب بصياغة اخرى باب المرابطة في قبال باب الدفاع والجهاد فهذه عبارة عن الرعاية الامنية في كل المجالات وكل الثغور سواء الثغر الثقافي والاخلاقي والاسري والعلمي والاقتصادي والعلمي والتجاري لان كل بيئة فيها نقاط ضعف يمكن للعدو ان يخترقنا منها فهذه الاختراقات تلزم من لديه قوة ان يحرس ذلك الثغر من الهجمات ومن جانب اخرى يحرص قبل ان تتوجه الحملات من العدو سواء كان مرئي او غير مرئي .
اللطيف ان القرآن في هذا الجانب لا يكلف المؤمنين بالامن امام الخطر المرئي فقط ولا يكتفي بذلك بل يطالب المؤمنين بالتعبئة والاستعداد في قبال الهجوم غير المرئي وغير المحسوس بالحواس الخمس بل يعد ذلك الهجوم اكثر فتكا وخطورة على الدين وعلى المجتمع المؤمن من الهجومات الاخرى لاحظوا قائمة ما ذكره القرآن من عداوة ابليس في سورة ياسين ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون فلم يقل افلم تكن لديكم عضلات ومال وافر وسلاح نووي وانما بالعقل وثم يقول الله تعالى ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين هذه من موارد استعمال العبادة بمعنى الطاعة وهذه اخطر عبادة وهي الطاعة لغير الله عز وجل فكيف يكون عدو مبين وهو لا يرى؟ اذا كان هذا حالنا مع ابليس فماذا سيكون مع العدو المرئي فمع ان ابليس عدو مبين والشياطين والجن مع ذلك يصفهم القران بالعدو المبين الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين فالعدو الاول سلاحان يصفه القرآن في قبال السلاح الاول وهو عدم طاعته ، حتى السلاح الاخر وهو العلم والعقل وهما شيئان غير مرئي .
اذن الجانب الفكري والثقافي والعقائدي من اخطر الساحات المواجهة الحرب النفسية والاخلاق والثقافية والفكرية والتربوية كلها قائمة على جانب غير مرئي والقرآن لم يقيد بقيده وانما هو مطلق شبيه ما مر بنا ان انكار المنكر بالقلب ليس فيه قيد.