46/10/10
حكومة احكام الدين وحدوده/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (69) /العقائد
الموضوع: العقائد/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (69) /حكومة احكام الدين وحدوده
كان الكلام في ان ابواب المسئوليات العامة تتضمن قواعد فوقية بمثابة دستورية لهذه الابواب ووقع البحث في هذه القواعد لانها مهيمنة ومهندسة ومبوبة ومفسرة للقواعد الفقهية وسبق ان قرأنا فتوى السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والسيد الخميني بل قرأنا عبائر للقدماء وربما نعيد قراءتها نظرا لاهمية مضمونها في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
طبعا العبارة التي ذكرها السيد محسن الحكيم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مفادها ان الذي ذكره الفقهاء طيلة عشرة قرون ليس الا قسما واحدا من اقسام عديدة لهذا الباب فليس ما ذكره الفقهاء هو لكل ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانما هناك فصول كثيرة في استعمال النصوص القرآنية والروائية وفتاوى الفقهاء في المقام فباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على ما ذكر في كتب الفقهاء وانما الذي ذكر هو عبارة عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفردي اما المنكر الاجتماعي السياسي الفكري العسكري لم يتعرض له الفقهاء فيجب ان نلتفت ان ادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست خاصة بالقسم الذي ذكره الفقهاء في كتبهم الفقهية بانه منحصر بالمنكر والمعروف الفردي فالذي استنبطه الفقهاء من قيود وشروط هذا لا يحصر ادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا يحصر الادلة القرآنية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بتعبير السيد الحكيم نجد هذه الايات ليست خاصة بالقسم الذي ذكره الاعلام .
احد اقسام هذه الادلة بضميمة ادلة اخرى والا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي ادلة عامة يندرج فيها اقسام عديدة هناك اربعة عشر اية مثلا ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فبحسب العترة الطاهرة هذه الاية الكريمة لا صلة لها بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تعرض له الفقهاء اي البعد الفردي وانما هذه الاية الكريمة مرتبطة بالنظام الحاكم واقامة النظام العادل الذي من وظائفه اقامة مطلق المعروف وازالة مطلق المنكر واللطيف في الاية ليس فقط ولتكن منكم امة يدعون الى الخير فان هذا الشيء وظيفة اخرى غير يأمرون بالمعروف ما الفرق بين المعروف والخير؟
يجب ان نلتفت الا انه فرق بين الخير والمعروف يدعون الى الخير شبيه حي على خير العمل من باب المثال كلمة خير لو يتبعه الانسان في القرآن يدعون الى الخير ويأمرون المعروف ينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون هذه الاية الكريمة حتى في كلمات الفقهاء لا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمعروف والمنكر الفردي وانما لها صلة بالنظام العام واقامة النظام الذي من اول انشطته الدعوة الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر شبيه قوله تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور يعني معناه انه من وظائف الدولة اقامة هذا المعروف والمنكر على صعيد افعال وانشطة النظام الحاكم فحينئذ ما هي شروطه وبنوده وقواعده؟
انه لم يتعرض له الفقهاء مباشرة وانما تعرضوا في نهاية كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تعرضوا للقضاء الشرعي ولاقامة الحدود والنظام السياسي يعني تعرضوا الى بعض اقسام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل فهرسي اجمالي جدا انت لو راجعت كتاب المقنع للمفيد او نهاية الشيخ الطوسي او المبسوط او كتاب المهذب لابن براج او كتاب المراسم لسلار او كتاب الحلبي او كتاب السرائر لابن ادريس او كتاب الغنية لابن زهرة او كتاب الوسيلة لابن حمزة لو راجعت تجد هذا الامر ونقلنا عن الشيخ مهدي شمس الدين في كتاب نظام الحكم نقل نصوصهم في نهاية باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا صاحب الجواهر في نهاية باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبداية القضاء وفي مباحث الحدود ذكر هذا القسم الاخر من الامر بالمعروف والمنكر على صعيد اقامة النظام السياسي والاجتماعي .
اذن نلاحظ هناك ادلة كثيرة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مرتبطة بالقسم الاول وانما مرتبطة بالقسم الثاني وهو النظام السياسي وبالمناسبة ليس فقط هذين القسمين وانما هناك اقسام اخرى ثالث ورابع وخامس وسادس وهي مسئولية اجتماعية وهناك روايات واردة باسانيد متعددة متواترة او مستفيضة في الوسائل عن العترة الطاهرة وفي نهج البلاغة ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة تقام بها سائر الفرائض لاحظ اهمية هذا الباب والمسؤوليات العامة كم هو مداه وايضا ورد في الادلة انه ما الجهاد في جنب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا كقطرة في بحر لجي هناك ايات تفسر البر بالولاية او بالعقيدة وليس البر هو الصلاة وان كانت الصلاة من البر لكن قمة البر هو العقيدة والولاية ويتبعها الصلاة فالمهم ما الفرق بين البر والخير والمعروف؟
لذلك الصدوق روى اربع او خمس روايات في حي على خير العمل ان هذا ليس نداء للصلاة وانما نداء بالشهادة الاولى اشهد ان لا اله الا الله وبالشهادة الثانية يعني النبوة والرسالة فحي على خير العمل ليس نداء للصلاة وانما نداء للولاية هذا البند رواه الصدوق بروايتين مرسلتين وروايتين مسندتين ان حي على خير العمل دعوة ونداء للولاية اذن الاذان عند الصدوق متضمن للولاية وللامامة وليس فقط للشهادة الاولى والثانية .
ومن ثم نقول ان الصدوق يتقي عندما يقول ان اشهد ان عليا ولي الله ليست من الاذان وهناك خمسة عشر قرينة جزمية عندنا على هذه الدعوى كما قال المجلسي الاول وان كان غفل عن ذلك جماعات كثيرة من الاكابر والاعلام فحي على خير العمل نداء للولاية لا للصلاة ونداء للتهليل وللتوحيد ولا زال يتضمن نداءات عديدة ونداء العقيدة ايضا مما روى في ضمن هذه الرواية ان حي على خير العمل هو بر فاطمة وولدها هنا بر يعني ولاية فاطمة كما تشير الاية ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب اي الصلاة انما البر في العقيدة والولاية في نفس سورة البقرة اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله يعني كل هذا ليس كشخص علي ابن ابي طالب لاحظ المقايسة فلم تقل اجعلتم من يسقي وانما قالت اجعلتم سقاية الحاج ومن يعمر المساجد والمسجد الحرام بالطائفين فالطواف والصلاة والاعتكاف هو عمارة طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فالطواف والاعتكاف والصلاة هذه هي عمارة المسجد الحرام نعم هناك عمارة بالبناء لكن الاصل عمارة المسجد بالاعمال .
فالاية تقول اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام من الصلاة والاعتكاف والطواف اجعلتم هذا كمن امن بالله واليوم الاخر يعني كعلي ابن ابي طالب ما قال كالايمان قال كمن امن فلا يمكن ان تقول الصلاة والطواف والاعتكاف كعلي كلا علي شيء اخر كمن امن بالله واليوم الاخر لقد برز الايمان كله الى الشرك كله فالايمان يتجسد في علي ابن ابي طالب كمن امن بالله واليوم الاخر واتى المال ساء ما يحكمون وجاهدوا في سبيل الله فلا تستوي الصلاة مع علي ، الصلاة العظيمة والطواف ببيت الله وسقاية الحاج عظيم لكن لا تقايسوه مع علي فبر فاطمة وولايتها وولاية ولدها يعني تقول الرواية انما نالوا الائمة الولاية بالرحم ارثا من امهم فاطمة وهذا في تفسير فرات الكوفي في ذيل الاية .
فالصدوق ليس فقط يعتقد بالشهادة الثانية وانما ذهب الى الشهادة بولاية فاطمة وولاية ولدها ان الاذان مشتمل على هذا وهل يعقل ان الاذان فيه نداء لامرأة وولايتها؟ نعم ولاية امرأة وهي فاطمة وولدها فالصدوق روى هذه الرواية ولم يستنكرها والا لو لم يكن يعتقد بها لردها واستنكرها ففاطمة من اصول الدين بولايتها والعقيدة بها وحجيتها وطاعتها فالصدوق يعي ما يرويه فالبر والخير والمعروف والفضل والنعمة خمسة عناوين في القرآن ذلك فضل الله وكذلك النعمة ولتسألن يومئذ عن النعيم النعمة استعملت في الاصطفاء والولاية وان اعظم النعمة هي نعمة الهداية وليست البطن والملبس وانما الهداية والفوز في الاخرة وهي اعظم نعمة ولتسألن يومئذ عن النعيم الروايات تقول ان الله اجل ان يسأل عن رزق اعطاه لبطنه وانما يسألهم عن النعمة العظيمة وهي الولاية لاحظ هذه عناوين استعمالات القرآن .
اذن ادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليست قسمين بل هناك اقسام اخرى وليس فقط مجرد النظام السياسي اصل الحضارة والتمدن الديني هذا ايضا معروف اخر واعظم نظام سياسي فلا زالت الحضارة التي بناها سيد الرسل موجودة في كل ربوع بلاد الارض وهي حضارة في العلوم الاجتماعية والسياسية وهي اعظم من الدول السياسية والانظمة السياسية المؤقتة .
اضف الى ذلك النسيج الاجتماعي والهوية الاجتماعية ايضا من ابواب الامر بالمعروف عن المنكر القسم الخامس انواع الدول الاخرى لاالدول الرسمية وانما غير الرسمية كدولة الظل والدولة العميقة اذن ادلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي عناوين لمسؤوليات عامة جمعية عديدة وليست منحصرة في القسم الاول وهذا مفروغ منه زيادة على ذلك ليست محصورة في القسم الثاني والثالث والرابع والخامس وما شاء الله من الاقسام العديدة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
لاحظ الايات الاخرى مثلا التي تقول ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين يعني هذه تفسر لنا انه المعروف ان تكون العزة للدين هذا ايضا من بيانات الشرع يفسر بعضه بعضا لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا الاسلام يعلو ولا يعلى عليه هذا هو المعروف اما عكس ذلك هو المنكر يجب ازالته اذن كل ما رغب فيه الشارع معروف وكلما سخط عليه ولم يرتضيه منكر فاقسام هذه الفريضة ليست واحدة وانما اقسام عديدة وليست شرائطها على وتيرة واحدة وانما شرائطها مختلفة من قبيل واعدوا لهم ما استطعتم من قوة واعداد المعروف لا التقاعس عن القوة وانما اعداد القوة في اي مجال ولو على المدى البعيد فمن الان يستطيع ان يقيم مقدمات مهيئة ممهدة لذلك اما اذا تتخاذل فهذا يعد منكرا فالادلة الشرعية تهتف بنا وتنهانا عن التقاعس في اعداد القوى في كل المجالات فكل بحسب ما يستطيع فان هذا التقاعس من اكبر المنكرات يجب ان يغير ويبدل الى سعي حثيث والى بناء اعداد القوة يعني لاحظ قد الظالمين والطواغيت من الدول الاخرى لكن لابد ان تعد القوة لهم كما هو الحال في لاعبي كرة قدم فهما فريقان لكي يصلا الى الهدف يحاولا ان يخترقا ويناورا ويخادعا فكرة القدم مبنية على الخدعة المحللة وسيأتي بحث مستقل انه اين الغدر المحرم والخدعة المحرمة؟ والمكر المحرم وهذه ايضا من العناوين والمباحث التي للاسف فيها غفلة وهو احد اسباب تقاعس المؤمنين .
اذن من الواضح ان اعظم المعروف هو التوحيد والنبوة والرسالة والهداية والعقائد اعظم معروف واعظم خير واعظم فضل وتأتي بحسب الدرجات ثم اعظم المنكر هو الكفر والطغيان في العقيدة سواء الطغيان السياسي والفردي ، والعبارة التي ذكرها السيد اليزدي في المكاسب المحرمة في بيع السلاح على الاعداء قال اعظم واجب من واجبات الدين هو الولاية لاهل البيت وبالتالي ولاية النبي ولاية الله واعظم المنكرات والمفاسد عدم اقامة ولاية اهل البيت وولاية النبي وولاية الله فاعظم المعروف على كلام صاحب العروة في مسألة بيع السلاح على الاعداء هو هذا .
اذن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي نحن نطالب به هو هذا مثل التعبير الوارد في الروايات من احيا نفسا حفظ النفوس وحرمة النفوس من احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا يعني احيا الناس في الهداية وفي العقيدة اعظم من احياء بدنه ودمه وجلده وعظمه لان هذه الهداية تكفل لهذا الشخص السعادة الابدية لا السعادة المؤقتة المادية كما ورد في بيانات العترة الطاهرة من ان المصداق الاعظم لهذه الاية هواحياء العقيدة ومن قتل نفسا تأويلها الاعظم انه اضلها لانه هذا يقتل الشخص روحيا ويجعل له خسران ابدي في الاخرة .
فلاحظ قتل النفوس هو بالمنكر واحياؤها بالمعروف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الخير ويشمل العقيدة ومنظومة العقائد كلها ومنظومة الفقه كله وورد في الرواية انما الاعمال كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا كنفثة في بحر لجي يعني المراد به المحيطات الكبار لاحظ هذا التعظيم في الروايات لباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذن هذا الباب عظيم يعني الادلة ليست بالتأويل وانما تشمل اقسام كثيرة عديدة منها حتى علم العقائد بدلالته الاولية تشمله لا بلحاظ الادلة التأويلية .
اذن ادلة الوجوب الوارد في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الوجوب مطلق ومر بنا جملة من فتاوى الاعلام في النجف الاشرف قبل سبعين سنة وجهت لهم استفتاء كالسيد محسن الحكيم والسيد عبدالهادي الشيرازي والسيد مهدي الشيرازي وكثير من الاعلام واوردها الشيخ الفضلي في كتاب انتظار الامام فذكروا انه الدين نظام يشمل كل الانظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية فلله احكام في كل هذه البيئات والمجالات وامس مر بنا الفرق بين حكم الله وحكم الحاكم البشري وقلنا انه لا ترديد بين المسلمين في وجوب اقامة حكم الله اما من هو الحاكم هذا بحث اخر .
فبالتالي اذن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي اقامة كل احكام الله في المنظومة العقائدية وغير العقائدية والنهي عن المنكر هو ازالة المنكرات في كل هذه المجالات هذا الوجوب مطلق وهذه الفريضة بها تقام سائر الفرائض وسائر الفرائض في جنبها ليست الا كنفثة في بحر لجي يعني محيطات ضخمة عظيمة ، اذن لاحظ هذه خارطة طريق وهذه الخارطة لا توازن بالظرف المقطعي وانما محاسبة المقطع المستقبلي غير مرهون بقدرات الوقت الراهن ، طبعا اعداد المستقبل من الان يجب ان يكون وان لا يتوقف ولابد ان يكون سعي حثيث .
من ثم نقلنا كلمات الفقهاء ان احد اعمدة اقامة المعروف ازالة القضاء غير الشرعي كالطاغوت والمنكرات ويجب مقاطعته لاحظ القرآن الكريم يطلق على القضاء غير الشرعي والنظام الذي يعتمد سلطة قضائية غير شرعية بانه طاغوت يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وهذا بالدقة ليس فقط السلطة القضائية وانما السلطة التنفيذية والتشريعية لان التحاكم ما يتم بالقضاء فقط وانما حتى بالتشريع ولكن القضاء بدون تشريع وبدون تنفيذ ما يمكن ان يحصل فسمي الذي لا يتشرعن بالشرع بالطاغوت في اية الكرسي فالولاء السياسي اذا لم يكن شرعي هو ايمان بالطاغوت في قبال التهليل اذن لا اله الا الله ليست مفردة وكلمات لسانية فقط فمن يكفر بالطاغوت مثل لا اله ويؤمن بالله فالله مقابل الطاغوت يعني النظام الشرعي والولاية الشرعية في مقابل الولاية غير الشرعية الولاية السياسية ولاية قضاء في نظام الحكومة يعني هذه بالتالي مبنية على شرع الله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هذه ليست لقلقة لسان فقد استمسك بالعروة الوثقى يعني تقوده الى الجنة وتنجيه من النار .
نحن في بحث التفسير وصلنا الى اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله والطاغوت استعمله القرآن في الولاية السياسية او القضائية اي ولاية الحاكم غير الشرعي والقرآن كله ينادي بالكفر به يعني لا تتولى الظالم والجائر وانما تول ائمة الحق حينئذ تستمسك بالعروة الوثقى وليست مجرد لقلقة لسان من تشهد الشهادتين لا اله الا الله حصني ليس لا اله الا الله بحسب اللسان اذا كنت كفرت بائمة الجور وولايتهم كنت موحدا هنا القرآن والوحي سلط الضوء على النظام السياسي وليس مجرد معرفة وعقيدة في القلب وانما لابد ان يكون تولي وتبري على الصعيد السياسي تولي المعروف والتبري من المنكر فمن يكفر بالطاغوت يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم يعني ليس المعرفة باللسان وانما يحكموك ويجعلوك انت الحاكم يا رسول الله وليس غيرك اما اذا جعلوا الحاكم شخصا اخر لا فائدة فيه ولا يكونوا مؤمنين .
لاحظ القسم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما بينهم ولا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذه الاية في سورة النساء مطابقة لاية الكرسي في سورة البقرة فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وامن من النار ودخل الجنة والا فلا .
اذن هنا الايمان والتوحيد يعني الولاية بالشهادة الثالثة لاحظ بعض من التهليل من يكفر بالطاغوت لا اله ويؤمن بالله لكن الله عز وجل جعل الايمان به يمتد الى تولي اوليائه والائمة الهدى والبراءة من الطواغيت وائمة الجور احد اسرار عظمة اية الكرسي هي هذا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله اذن هو ايمان بالله وليس فقط ذات احدية ازلية هذا لا يكفي الايمان بالله يمتد ان تكفر بالطاغوت والدول التي ليست الهية لا تنتمي لها وانما اخترقها واصلح فيها اما انك تنتمي للفساد الذي فيه هذا لا يجوز .
اذن هنا ايات عديدة تبين ان الايمان بالله نفس الشهادة الاولى هي عبارة عن اصل المعرفة بوجود الحاكمية التشريعية للذات الازلية والحاكمية الولائية السياسية للذات الازلية لاحظ الشهادات الثلاث منطوية في الشهادة الاولى والشهادة الثانية والشهادة الثالثة كما مر العام الماضي ما ربط يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله بمقابلة الايمان بمن جعله خليفة الله وبدونه ليس ايمان لاحظها هذه ايات الغدير حقيقة شرعية للايمان بالله وللشهادة الاولى والشهادات الثلاث هذا النص في سورة البقرة اية الكرسي وفي سورة النساء فليس فلا وربك لا يؤمنون حتى يعتقدوا بالتوحيد او بالنبوة انما زيادة على ذلك ان يقروا بانك والي .
ان كثيرا من العلمانيين يؤمنون بان النبي رسول لكنه لا يؤمنون بانه حاكم مع انه لابد ان يؤمنوا بانه نبي وامام ولا يشكوا في ان سيد الرسل هو كذلك والولاية غير النبوة لا يمكن لمتكلم او فقيه يفتي بان الذي يؤمن بان الرسول نبي ولكن ليس والي وامام هذا مسلم فهذا يجحد صلاحية الرسول في حاكميته ، فحاكمية الرسول في المدينة ليس بانتخاب المسلمين له اعوذ بالله هل انا مصدق بالشهادة الثانية؟ قطعا لا هذا ينكر الضروريات يعتقد بقسم من الاسلام وينكر قسم اخر فحاكمية الرسول الشهادة الثالثة وليس الشهادة الثانية فقط وليس التصديق بنبوته ورسالته او نفس الشهادة الاولى انا اعتقد بان الله ذات ازلية هل يمكن ان يكون ذلك بدون ان اعتقد انه حاكم تشريعي؟ هذا اي ايمان بالله؟ او اعتقد بالذات الازلية هو حاكم تشريعي لكن ليس لله صلاحية وحاكمية سياسية هنا انت لم تؤمن بالله وانما تقول يد الله مغلولة .