« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/09/24

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (63) خارطة القواعد في المسؤولية العامة

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (63) خارطة القواعد في المسؤولية العامة

 

كان الكلام في ابواب اعداد القوة التي هي مهيمنة على ابواب الدفاع والجهاد وابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وابواب التقية ، فالخارطة الاصلية لهذه الابواب اذا تم الانتباه لها حينئذ لا بد ان تبرمج هذه القواعد وتفسر على وفق الخارطة او بالتعبير الاصطلاحي هناك فقه المقاصد لهذه الابواب او القواعد المهيمنة عليها فهي تحدد القوانين المتوسطة او القواعد النازلة .

مر بنا مثل قاعدة التقية سواء التقية الامنية بمعنى الاخفاء والسرية اللي هو المعنى الاصلي للتقية ان اكرمكم عند الله اتقاكم يعني اكثركم خفاء واصرارا لما ينبغي ان يسر ويخفى او التقية بمعنى مجاراة الظالم او المجاراة للظالم بسبب الاضطرار سواء في الطقوس العبادية او في غيرها وهذا معنى ثاني الذي هو رائج والمعنى الثالث وهو المدار فكل القواعد التي تذكر في هذه المعاني الثلاثة للتقية لابد ان تصب في فقه المقاصد وتصب في اعداد القوة وتناميها وفي الحفاظ على اكبر قدر من القوة لا لتكريس الضعف والاستضعاف والجمود .

من ثم تكون التقية بمعنى المحافظة على قمة النشاط وذلك مع عدم اثارة الطاغية بنحو الاستفزاز واضعاف نشاط الحق والقواعد وهناك قواعد اخرى مرت بنا غير قاعدة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة بل هناك ايات اخرى هي كالقواعد الفوقية الكلية وهذا لم ننبه عليها من كلام بعض الفقهاء في المكاسب المحرمة في مسألة بيع حرمة بيع السلاح يعني حرمة بيع القوة للعدو استفيدت من هذه الاية الكريمة فهناك عدة قواعد فوقية متوازية مع بعضها البعض او قواعد كل منها لها وجه .

منها ما افاده السيد اليزدي او الميرزا علي الايرواني انهم استفادوا وجوب بناء قوة الردع للعدو يعني بناء قوة بشكل يردع العدو كما يقولون هي حرب باردة وهذه غير القوى الناعمة والحرب الباردة اصطلاح عصري يطلق على القوة الساخنة اذا كانت جدا قوية بحيث ترهب العدو وتردعه يعني تدخر القوة الساخنة لردع العدو فتسمى حرب باردة غير قضية القوة الناعمة هذه اصطلاحات عصرية وهي اعراف وآليات .

في قوله تعالى ترهبون به عدو الله اي تردعون وتخيفون عدو الله وعدوكم او مثلا اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم والبعض استفاد منها قوة الردع البعض من الاعلام في مباحث تولي نظام الجور ذكر ذلك ، حيث اي نظام له نسبة من الشرعية حتى لو كان نظام في بلاد كافرة لكن يجب على المؤمن الاختراق والتغلغل في هذا النظام لكسب مزيد من القوة والنفع لراية الايمان وهذا افتى به الجميع وهو ضمن الخارطة الكبيرة للغيبة الكبرى ان يكون في البين اعداد ومر بنا ان قاعدة القواعد هي ان الظهور ليس امر الجائي من الله وانما الظهور بحسب منطق القرآن الكريم هو اعظم تغيير يمن الله به على العباد قوله تعالى : ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ان تنصروا الله ينصركم قوله تعالى : واقرضوا الله قرضا حسنا حتى في الاية اعداد القوة هو الذيل لها : وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى اليكم وانتم لا تظلمون ، وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والولدان يعني المستضعفين في العصر يعني انقاذ المحرومين المستضعفين والشعوب الكافرة من العصابات الظالمة فهذا هو سبيل الله وبسط العدل هذا سبيل الله وهذا منطق القرآن وليس استعمار الشعوب كما هو الهدف الاموي او العباسي او السقيفي ان تستعمر وتستغل الشعوب وانما الهدف بحسب منطق القرآن هو تحرير الشعوب المستضعفة في الارض عن عصابات الظلم اي يعني الوعد الالهي : يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا هذا هو الشعار العظيم لدولة الظهور .

كذلك قوله تعالى : ﴿ان تنصروا الله ينصركم﴾ او قوله تعالى : ﴿ان الله لا يغير ما بقوم﴾ والتعبير الثالث قوله تعالى : ﴿واقرضوا الله قرضا حسنا﴾ فهل الله محتاج؟ لكن بالتالي الله لا يحدث التغيير والاصلاح في الارض بالقضاء والقدر وبالجبر لان القضاء والقدر ليس جبري وانما هو ضمن سنة الاختيار فهذه الايات كلها بنفس لسان واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لان هذه الايات تبين ان نفقات المال قوة ناعمة وهذه النفقات ابرزها سبيل الله ودولة الظهور فما لكم لا تقاتلون؟ هذه هي الوظيفة الاعظم لدولة الظهور فهذه الوظيفة على خلاف ما يتصور انها وظيفة صاحب العصر والزمان فقط وانما هي وظيفة مشتركة ، نعم هي وظيفته كقيادة لكن الارشاد ليس من ناحية الجبر وانما بنحو الاختيار فان الله لا يغير ما بقوم الا ان تقوموا بنصرة المشروع الالهي حينئذ يقوم بدولة الظهور ككيان .

فمر بنا بحسب كل قواعد القرآن الكريم ان انشاء دولة الظهور وظيفة متبادلة بين الامة والمهدي وليست وظيفة اصلية له فهي وظيفة تقع على كاهل الطرفين الامة والامام المعصوم من ثم ما ورد في اشعار جملة من شعراء الامامية يجب ان تصحح ماذا يهيجك ان صبرت؟ يجب ان تخاطب الامة ماذا يهيجكم ان صبرتم ؟ لان الوظيفة ليست فقط ملقاة على صاحب العصر والزمان وانما ملقاة على الطرفين ماذا يهيجنا ان صبرنا على وقعة الطف الفظيعة؟ اترى تجيء فظيعة بامض من تلك الفجيعة؟ هذا العتاب ليس لصاحب الزمان وانما في الحقيقة ترجع الى الامة حاشاه عج ان يرجع العتاب اليه .

نحن نقرأ في الزيارات والادلة القطعية واشهد انه لم يرتكب حرمة ولا معصية وانما الادلة البراهين على انه انتخبه الله مطهر مبرأ من اي نقص فالعتاب ليس على الله ولا على خليفته وانما على الامة فماذا يهيجكم ايها المؤمنون ان صبرتم؟ كما يقول الامام الصادق لو منكم كذا عدد لقمت .

او يقول الشاعر مات التصبر بانتظارك يجب ان يقول مات التصبر بانتظاركم متى تنفرون وتستعدون؟ فمنطق السيد حيدر الحلي منطق خاطئ كما يقول بعض المتتبعين في السنة الروايات ان المهدي المنتظر هو ايضا ينتظر نهضتنا وانبعاثنا واستقوانا ، فهو لو يؤذن له النصر لحققه ولكن لم يؤذن الله له لان الله يقول له تفوقك انت ايها الامام المعصوم انا لا اريده بمفرده انا اريد البشر والامة عموما فهذا بشري عالمي وليس مشروع خاص بالمسلمين او المؤمنين وانما مشروع لانقاذ الارض من عصابات الظلم والثروات كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم فنحن قاعدين وليس هو قاعد انما هو قائم كل الاوصاف في زيارته: السلام على السيف المشهور وليس سيف مغمود ولكن لا يجبر البشر يعني هو على خط المواجهة مع عصابات الظلم في العالم وليس عنده هدنة ولا يسوغ له الهدنة من الله ورسوله وامير المؤمنين وفاطمة واجداده الطاهرين . فيجب ان نخاطب البشر الى متى القعود ايها البشر وايها المؤمنون والدين قد هدمت قواعده الرفيعة وايضا نحن مطالبين بثأر الحسين لماذا المختار طلب بثأر الحسين؟

هناك صلحاء متقين في الكوفة ايام المختار لم تكن لهم همة المختار ولكن المختار وجد على عاتقه الشرعي ان يقوم باخذ ثأر الحسين في الكوفة والتي جاهد فيها امير المؤمنين ليبني الايمان يأتي الامويون ويلوثوها فلابد من قلع جذور هذا الفساد الاموي فلا يمكن ان يكون فيها ديموغرافية اموية وانما ديمغرافية ايمانية فالانتقام هذا معناه ان نطهر الارض من الغدد السرطانية الملوثة وليس معناه قضية عواطف فثارات الامام الحسين هذا معناه ان مشروعه لا يجمد لان مشروعه هو الاصلاح في الامة فينبض بحرارة الى ان يحققه صاحب العصر والزمان بهمة الامة .

ايضا قول السيد الحيدري يا مدرك الثأر البدار البدار ايضا نخاطب انفسنا به الى متى التقاعس؟ فلا نفكر فقط في مسؤولية وظائفنا الاسرية او الفردية هذه ليست كل المسؤولية مر بنا اول ما يسائل عنه الانسان في القبر هو الولاية ، والولاية ليست هي صرف المعرفة وصرف الاذعان وانما الولاية صدق تولي لاهل البيت يعني الصدق عمليا قوله ع : اكثروا من الدعاء بالفرج ليس لقلقة لسان او شوق القلب لانه باجماع كل فقهاء الامامية الدعاء يشترط فيه العمل والسعي حيث عندنا روايات عنهم عليه السلام اذا رجل متقاعد في بيته يقول اللهم ارزقني لو يدعو مليار مرة ما يستجاب الله له لان الله يحب المتوكلين لاالمتوكلين فهل نحن ندعو دعاء المتوكلين ونلح الحاحهم ؟ او ندعو دعاء المتواكلين؟ فما هو سعينا للظهور؟ وللاسف الكثير من المقدسين ما يلتفتون لهذا الشيء ويقولون انه ما نريد نشاط سياسي اذا كان هناك مشروع تقاعس عنه الهمم باكملها هل يمكن ان تكون كالمتفرج يعني كأنما نحن في ملعب كرة قدم ونرى اي فريق يغلب ؟ هذا ليس انتظار .

مر بنا في زيارة الامام الهادي في وصف جده المرتضى اشهد انك لم تحجم ضراعة ولا وهنا ولا خوفا ولا جبنا ولا سكنت عن طلب حقك مراقبا لا يعني انه في ترقب الظهور تكون جامد ، حيث من الشرائط الضرورية لاستجابة الدعاء في القرآن وفي الروايات المتواترة بين الفريقين سعي الداعي لما يرومه وان كان الفضل والنصر كله من الله ولكن الله لا بد ان يرى العبد انه يسعى في ذلك الاتجاه .

قوله تعالى : ﴿افرأيتم ما تؤمنون ءانتم تخلقونه ام نحن الخالقون﴾ ، فاذا الانسان لا يتزوج ولا يقترب من حليلته فلا يقع نطفة الابن ، افرأيتم ما تمنون؟ هذا باعداد ولكن هذا لا بد من الزواج والاقتراب فالخلق من الله لكن لابد من اعداد البشر والا لو تدعو مئات المرات لن يستجاب لك الا بعد الزواج قوله تعالى : افرأيتم ما تحرثون والا كيف يرزقكم الله الاطعمة والغذاء ءانتم تزرعونه ام نحن الزارعون؟ نعم الصورة الزرعية يفيضها الله لكن لابد من الحركة منكم ثم تأتي البركة افرأيتم النار التي تورون ءانتم انشأتم شجرة ام نحن المنشئون؟ يعني سنة الله هي ان يكون توازن بين المادة والغيب وهذا ليس بمعنى خمسين بالمئة وخمسين بالمئة وانما حتى لو واحد بالمئة من العبد وتسعة وتسعين بالمئة من الباري على حتى هذه الواحدة ايضا توكل على الله ولكن هذه الواحد بالمئة ضرورية بل حتى لو واحد بالمليار هذي ايضا لا بد من صدورها من البشر كي يكون توكل وليس تواكل .

اذا كان هذا من الاساس محكم في مفاهيم الدين والاصول الدستورية كيف نفكر ان الظهور سنته ليست كذلك ؟؟ هذا هو المشروع الاكمل للسماء قوله تعالى : ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين والعاقبة للمتقين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون فهذا هو بالتوكل وليس بالتواكل ففلسفة التوكل يعني انه في حين تسعون لكن لا تنحبس امالكم بالاسباب المادية وانما اجعلوا حسابا للاسباب الغيبية قوله تعالى : ان تنصروا الله ينصركم ان تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون هذه هي النكتة المهمة فلا تكونوا انهزاميين ولا تتزلزلوا.

كما في الخندق وفي سورة الاحزاب هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا لان الله علم منهم الايقان بالمدد مع سعيهم الحثيث بنحو الاستماتة فحينئذ ينزل الله نصره هذه السنن هي حاكمة ومفسرة للقواعد الفقهية قوله تعالى : حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم غلبوا جاءهم نصرنا فسنة الله هي هكذا حتى اذا استيأس الرسل فاذا كانت سنة الله مع الانبياء هكذا فمعنا كيف تكون؟ فهؤلاء المكرمين على الله ومع ذلك سنة الله هكذا فكيف نريد نفسر دولة الظهور؟ فالدعاء للفرج ليس مجرد اشواق قلبية والحاح قلبي ونفسي ولساني وانما هو العمل حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين فلا احد يستثنى من سنن الله هي هذه سنن لا تتغير .

لذلك الراوي يسأل الامام الصادق عن دولة الظهور لصاحب الزمان ويقول له ان شاء الله تكون سهلة فالامام يقول له هيهات هيهات مكابدة شديدة ستكون والا لو قدر للامر هكذا لقدر ذلك لسيد الرسل وهو اعز على الله من الامام المهدي فلم يكتب له هذا فهكذا رسول الله منذ اول ولادته الى ان اغتيل وسمى باتفاق المسلمين هو من اول حياته في حالة مخاطرة وخوف من الداخل والخارج فهذه القواعد العقائدية والقواعد الفقهية كلها حاكمة وتدل على سنة الاختيار فلا تجعل المسؤولية على نفر واحد ولا يمكن ان نقول الوظيفة الكبرى محصورة بصاحب الزمان .

فخطاب السيد حيدر الحلي لا يخاطب بها صاحب العصر وانما لابد ان يخاطب بها نحن فلولا عنايته ومكابدته لاصطلمتنا البليات ولاصطلمت البشرية الافات لكن هو صلوات الله عليه مأذون له ان يدفع عن البشرية وعن المسلمين وعن المؤمنين بشكل اخص السقف الادنى اما بما اكثر منه فلا يؤذن له لانه لا بد المسؤولية ان تقع على البشر انفسهم نعم الخطوط الحمراء صحيح اما الباقي فهي مساحة يجب ان يتكبدها البشر كمسؤولية وهذه فلسفة حكومة القضاء والقدر انها مع سنة الاختيار كيف توازن؟ وهذا يعتبر من القواعد المهمة في فقه المقاصد والمنظومة القانونية في الفقه .

فهو في قصيدته يوجه خطاب الخفي والعتاب الخفي لصاحب العصر وكان الاحرى ان يوجه للامة من المؤمنين وللنخب نعم هو مشاعره عظيمة تجاه اهل البيت ولكن لحن الخطاب ليس بصحيح فاذن الظهور كمنطق قرآني روائي هو مسئولية مشتركة تتشاطر بها الامة والبشرية اجمع ومن جانب اخر دور صاحب العصر قبله وبعده ومعه وهو يقوم بازيد مما هو يتحمل مسؤوليته لكن لا يؤذن له اكثر من ذلك لان هذا نوع تقاسم سنة الله .

لاحظ القضاء والقدر قوله تعالى : ارأيتم افرأيتم ما تمنون؟ يعني انتم لابد ان يكون لكم دور حتى في الحفاظ على النسل البشري والامن الغذائي افرأيتم ما تحرثون؟ والا اذا البشر لا يحرثون ولا ينتجون ولا يصطنعون كيف يريدون امن غذائي لا يمكن ذلك ، افرأيتم ما تمنون نفس الكلام بحاجة للطاقة والوقود؟ ولعل احد الاسرار العظيمة لاستحباب قراءة سورة الواقعة ليليا انها تبين للبشر انه لاتكن متواكلا ولا تكن معتقدا بالاسباب المادية فقط كلاهما افراط بل يجب ان يكون عندك سعي ولا ينقطع فيك الامل من الله لان اي قوة تواجهك انت اي ايها البشر مهما تكن عظيمة بينما القوة الالهية قوة عظيمة جدا يعني امل عظيم بالمدد الالهي مع سعي فكري اداري وتدبير تخطيط سري وليس بشكل هوجائي ،

في بيانات كثيرة عند الائمة انه لا يتحقق الظهور حتى يكون المؤمنون ادهى من عدوهم في كل المجالات فان لم يصلوا الى درجة التفوق لن يكتب لهم النصر فروايات كثيرة جدا تدل على انه اذا لم يصل تدبير ودهاء والمكر الخير للمؤمنين لن يكون هناك ظهور واقصد من المكر هو مكر الخير وليس الشر قوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف ونحن ان شاء الله نخصص ليلة للرؤية الوحيانية في القرآن والروايات للمكر فالقرآن يقرر منظومة امنية تدبيرية تخطيطية هائلة ويطالبنا بها .

احد قوى المؤمنين وقوى راية الايمان هي هذه وكما يقول النبي الحرب خدعة والمخادعة غير قضية المكر والكيد فالحرب خدعة للذي ليس بينك وبينه عهد ولا امان طبعا هذا ضمن قيود ، هناك طائفة من الروايات كثيرة تبين انه لن يكتب للمؤمن نصر الا ان يتفوقوا بالتدبير والتخطيط ومكر الخير في العقل الامني على عدوهم فان لم يتفوقوا لا يكتب الله لهم النصر ومع السذاجة والبلاهية والعفوية لا يكون ذلك ، فيجب ان يكون هناك حذر وتفكير .

امير المؤمنين يعطي عدة تفسيرات تحليلية اجتماعية عن الخوارج ومن اهمها التي سببت ظاهرة الافراط لديهم هي قضية عدم البصيرة وعدة اسباب ذكرها ال البيت هم المارقين يعني عدم التقيد بمنظومة القيود ولكن احد اسباب مروق الخوارج عن منظومة القيود الدينية هي السذاجة وعدم الكياسة وعدم البصيرة هناك في زيارة الامام الهادي الغديرية وهي دورة كلامية ممتازة في علم الكلام وفي علم الخلاف وكل فقراتها فيها ملفات ومحاور وهذه الزيارة تستحق ان يقرأها الانسان كل يوم ولو فقرات منها لانها كما يقول المجلسي الاب والد صاحب البحار هي دورة عقائدية مختصرة فكل زيارة من زيارات ائمة اهل البيت هي دورة عقائدية مركزة من ثم هو يدعي ان النكات العقائدية الموجودة في الزيارات والادعية اعظم درجة في المعرفة من الروايات اللي وردت عن الائمة ، لان في السؤال والجواب الامام لا يذكر كل المفاهيم والحقائق الغامضة وانما بحسب السائل وسطح العلمي لديه ، فربما تقية ووو لكن في الادعية والزيارات يركز اهل البيت اكثر واكثر يعني بمعاني مركزة ثقيلة لكن بعبارة سهلة التناول .

فهذه الزيارة تستحق التدريس ومن ضمن ما يذكر الامام الهادي عن ظاهرة الخوارج فقدانهم البصيرة فلا دهاء سياسي عندهم ولا دهاء في علم المعارف ولا دهاء في علم الفقه وانما سطحية وهذه سببت مروقهم فامير المؤمنين يفرق بين الامويين والخوارج لان فكر الامويين هو العناد مع الله ورسوله علنا وبرنامجهم من الاول كان هو الغواية : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل بخلاف الخوارج فهم في الاصل كانوا على اساس انهم ثوريون وحقانيون لكن المشكلة فيهم هو فقدان البصيرة سواء العقائدية او الفقهية او السياسية او الامنية .

فحسب كلام اهل البيت لا يكتب ظهور لانه لا يمكن ان تتكرر صفين مرة اخرى مع صاحب الزمان ولا وقعة الخوارج لان في الحقيقة في صفين انهد الجيش الاموي باكمله وانما بخدعة عقائدية وفقهية وسياسية خدع جيش امير المؤمنين فتبدل النصر الى اللا نصر هكذا الحال في المؤمنين لعل تكون اعداد عدة ويأتي ذاك الطرف بمكر وخداع اعلامي فيقلب لك الامور او استطاع عدو ان يقرب لك عدوك ويبعدك لك وليك في الايمان يقول ولي لمن عاداكم وعدو لمن ولاكم.

logo