46/09/12
باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (56)
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (56)
حصيلة ما مر بنا في الليلتين السابقتين فضلا عما تقدم هو ان اقامة الحق والعدل في الارض فضلا عن دار الاسلام ودار الايمان امر واجب في الادلة وعند الفقهاء غاية الامر لانه لا تتهيأ القدرة دفعة فيلزم من ذلك التدريج فلابد من اعداد القدرة والحصول عليها هذه خارطة الطريق الاصلي الى ان تصل النوبة ليس فقط لاقامة الحكومة الاسلامية باشراف علماء الدين بل زيادة على ذلك هي بسط العدل واقامة الحق الكامل وهذا من امكانيات الامام المعصوم ع .
مر بنا ذلك لا يعني ان هذا ليس من مسؤولية البشر والامة بل البشر والامة مسئولون كما ان المسلمون انتفضوا على خلافة السقيفة وازاحوا الثالث ومهدوا الطريق لامير المؤمنين فانتفضت الامة من عراقها ومصرها وخليجها ومهدت الطريق فحينئذ قال عليه السلام لولا قيام الحجة بوجود الناصر لالقيت حبلها على غاربها هذي هذه هي المعادلة التي بينها امير المؤمنين فاذا الامة زحزحت انظمة الفساد وابعدت مسار السقيفة ومكنت اهل البيت وعبدت الطريق لهم وان كان امير المؤمنين كان في قلب الاحداث ومركز المسؤولية ولكن بعد ذلك يأتي دور اخر له انه يستلم مسؤولية القيادة ويفشي العدل ويرجع الحقوق الى اهله .
فاذن هذه معادلة جدا مهمة لولا قيام الحجة بوجود الناصر وهذه المعادلة تكون مع الامام المهدي كما يعبر عنه الخاجة نصير الدين الطوسي ان وجوده لطف وتصرفه لطف اخر وعدمه منا فغيبته يعني عمله في السر والخفاء ولكن سوف يظهر هذا النشاط للعلن اذا مكنته البشرية وزحزحوا القوى الاخرى او قل لابد من تمكين بنية الايمان فالبحث لم يعد عن مشروعية او وجوب اقامة حكومات اسلامية دينية في دار الايمان وانما البحث يتعدى الى افق اوسع ان هذه الحكومات التي تقيمها الشعوب البشرية وشعوب المؤمنين يجب ان تكون بدرجة من القوة بحيث تعبد الطريق لمجيء صاحب العصر والزمان وان يمر في العلن لا في الخفاء .
فالبحث ليس فيه رؤية الحكومة الدينية بتوسط الفقهاء او المؤمنين وانما البحث يتجاوز ذلك الى واجب اكثر تقدما ومسؤولية وهو كون هذه الحكومات الدينية وحكومات المؤمنين والمسلمين ان تكون بدرجة من القوة كي تهيء الطريق وتعبده لحكومة اهل البيت والامام المهدي لا ان اصل مشروعية الحكومة الدينية يكون بالمقدار الميسور بيد العلماء والفقهاء فهذا البحث تم تجاوزه الى ما هو ابعد منه.
مر بنا في النقطة الاخيرة الليلة الفائتة ان هناك جدلية بين البرغماتية وبين المذهب المبدئي ان مدرسة الواقعية تلاحظ موازين القوة الموجودة على الارض والواقع ولا تكتفي بمجرد شعارات المبادئ ورمزيتها، فاصحاب هذه المدرسة حتى في الوسط الايماني والحوزوي ايضا في تفكيرهم السياسي ان الانسان يكون واقعيا يعني يلاحظ توازنات القوى الموجودة فلا يرفع مبادئ وشعارات فوق طاقته وبالتالي تجهض او تطيح بكاهل الامة وانما يرفع شعار بقدر ما يستطيع ان يعمل به يعني يكون واقعي وبالتالي نظام التقية هو بهذا المعنى انه لا تفصح عن كل مبادئك لانه يحصل تشنج وتوتر عند الاطراف الاخرى وانما حاول ان ترفعه شعارات تستطيع ان توجدها ولديك القوة والقدرة على تنفيذها اما ان ترفع شعارات ومبادئ بما ينوء الامة تحملها فهذا مردوده سلبي اكثر ويثير الطرف الاخر اكثر وربما يخسرنا الكثير من القدرة فليس هذا من التعقل والحكمة.
هذه الرؤية موجودة منذ قرون في الحوزات العلمية عند طيف كبير من الفقهاء فهم يقولون انه يجب ان يكون الشعار الذي تعلنه بقدر ما عندك من القوة اما ترفع الشعار فوق طاقتك ينوء بك وبالامة فهذا ليس من الحكمة لانه يستثير الطرف الاخر ضدك اكثر ، نحن نتكلم حول مسؤوليات الامة والمسؤوليات العامة لاعلى صعيد فردي وانما على صعيد الامة وحتى الناشطين السياسيين من المؤمنين والنخب ايضا هم فريقان فريق قد يطلق عليه اصولي متشدد يعني يقصدون مبادئ وفريق من النخب السياسيين المؤمنين والمسلمين يقول دعنا نكون واقعيين بالمقدار المتاح والمسموح والا لا تكلف الامة شيء فوق كاهلها .
الطرف الاخر ايضا عنده ادلة نذكرها ونوازن بينهما ، ربما حتى المذهب الواقعي افرط في انه هذا الروية تكون مستدامة وانما نمط المداراة اما لاصحاب المدرسة الاخرى يقولون ان جعل طموح الامة اذا كان دون القمم العالية هذا يهجن ويدجن الامة والطاقات بينما طرح المبادئ والشعارات ليس كذلك كعقيدة الانتظار يعني نحن نريد القمة وادارة حكومة الامام المعصوم فما عبد الله بافضل من الانتظار وفلسفة الانتظار يعني لا تقنع الا بالنموذجية الكاملة باني جاعل في الارض خليفة اما ما دون ذلك فلا تعطيه مشروعية او نموذجية وهو حق الله اي الحق المطلق هذا اني جاعل في الارض خليفة فاذا كان هذا طموح الامة فحينئذ سوف يكون محركا ومنشطا للطاقات ان لا تستسلم تحت وطأة القوى الغاشمة من الانظمة في البلدان الاسلامية العصيعة على الدين او الانظمة غير المسلمة فلكي نبعث وقود النشاط والحركة والحيوية في الامة يجب ان نركز على المبادئ ، فاذا دشنت هذه القناعات المؤقتة تحت شعار الواقعية وما شابه سوف تكون انت دون ذلك وتتعجل اكثر والطرف الاخر يطمع اكثر .
شبيه الافراط عند كثير من المؤمنين الى ان تبدل مسارهم في الايمان واصبحوا يعتنقون المذاهب الاخرى وفي الاعتقادات اكتفوا بالتصوف فالتصوف عبارة عن تقية مفرطة يعني انت تتبع السقيفة لكن في قلبك ان اهل البيت نموذجيين هذه القناعة موجودة لدى الصوفية ان الائمة الاثنى عشر هم ائمة الملكوت وائمة الحساب والكتاب يوم القيامة هذه المعارف والقناعات هي ثابتة عندهم الا الفرقة النقشبندية يضيفون للائمة الاثني عشر ابا بكر ولكن بقية الفرق الصوفية يكتفون بالائمة الاثني عشر هذه ظاهرة في الفرق والملل والمحن .
انا ذكرت مرارا ان غالب العالم السني خذ من اندونيسيا وماليزيا وباكستان وتركستان الى المانيا ومصر وتونس والجزائر والمغرب وتوميوتانيا والسودان من اقصى الشمال لاقصى الجنوب ومن اقصى الغرب الى اقصى الشرق عموم هذه البلدان الاسلامية وان كانت تتبع في الفروع المذاهب الاربعة ولكن عموم مذاهب اهل السنة على اقل تقدير خمسين بالمئة الى ثمانين او تسعين بالمئة صوفي حسب البلدان ، يعني رصيد اهل البيت رصيد عظيم ، فهم لم يرشحوا الثلاثة ائمة في الملكوت وانما الائمة الاثني عشر الا النقشبندية او ابن عربي فهذا بحث اخر لكن عموم الصوفية عندهم الاثني عشر فقط وفقط ومن ثم فرق الصوفية لا يمكن عدها من فرق اهل السنة ولذلك الوهابية والاشعرية لا يرون ان الصوفية من مذاهب اهل السنة عقيدة وهذا هو الصحيح طبعا وان كان كثير من الصوفية يمزج بين الاشعرية والاعتزال والماتريدية ويعتبر بان التصوف هو فقه الروح وفقه القلوب والاشعري والمعتزلي والمتاردي هو فقه العقل والفكر فلكل قوة من قوى الانسان فقه .
ان مصر وتونس والجزائر والمغرب بل قبلهم الفاطميين في الحقيقة رسل الامام الصادق فجعلت من الجزائر والمغرب وتونس اتباع اهل البيت اثني عشرية في الغيبة الصغرى واستغل الخطابية والتي هي احد الفرق المنحرفة عن اهل البيت ولكنها من فرق الشيعة بالمعنى العام وهم من البداية كان عندهم انحراف عن الامام الكاظم ويدعون الى امامة اسماعيل ابن الامام الصادق يعني نستطيع ان نقول الاسماعيلية وليدة الخطابية .
هذا يسمونه علم الرجال يعني دراسة التاريخ بتحليل اعماقي في ابعاد عديدة ، وهذا هو علم الرجال الموجود عند القدماء ومدرسة الوحيد البهبهاني ومدرسة الميرداماد ومدرسة الشيخ سليمان الماحوزي والشيخ المجدد هو المؤسس له والشيخ علي النمازي صاحب مستدرك الرجال كذلك لا ان نضيق علم الرجال في عنق زجاجة اللي هو لا يسمن ولا يغني من جوع فعلم الرجال هو شعبة من شعب التاريخ لكن يزيد عن علم التاريخ انه فيه تحليل وفيه تاريخ المذاهب والملل والنحل وتاريخ المدارس فبهذا المعنى دراسة علم الرجال ضروري جدا .
اذن المناهج التي سلكها السيد الخوئي او الشهيد الثاني غير تامة وهذا غير الطريق الذي سلكه الوحيد الباباني والمفيد لاحظوا واقعة الجمل للشيخ المفيد هو بحث تاريخي رجالي ينقح مواقف الصحابة والتابعين ، لا انه يعطيك مواد بلا ادلة وبلا تحليل فما الفائدة في ذلك ؟ فالنتائج كأنها كتابات فتوائية في الرجال نحن نجتهد نشتغل كاجتهاد ولا نريد فتاوى رجاليين ولا نتائج لا تسمن ولا تغني من جوع وانما نريد مواضع علم الرجال .
كتب الشيخ المفيد والسيد المرتضى هي بالدقة تاريخ لعلم الرجال بنحو تحليلي تاريخي ممزوج حينئذ تبصر اما ان تأخذه كفيتو انه قال فلان غالي مقصر وبلا ذكر دلالة وقناعة وباي مواد فلا ، ثم نفس صاحب الجرح والتعديل في علم الرجال يتبع اي مدرسة وعلى اي منهج هل الكلام هو وحي منزل ؟
احد الاساتذة الكرام قال الغلو مسلم بطلانه قلت له السيد اليزدي يقول ليس مسلم بطلانه انه في مساحة من الغلو عقيدة باطلة وفي مساحة بديهية البطلان وفي مساحة قطعية البطلان وهناك مساحة من الغلو مختلف فيه فهناك من يسميه غلو وهناك من لا يسميه ، الوحيد البهبهاني وبحر العلوم وغيره من الكبار قالوا كثير مما يعده القدماء القميون غلو الان في عصرنا الحاضر من ضروريات المذهب وهذا ببركة التحقيقات العقلية الموجودة في المدرسة الامامية تطورت وتضلعت اكثر فاكثر وهؤلاء زعماء المذهب وحتى الميرداماد عنده هذا الشعار وكذا غيره من الكبار .
حتى الجبر هناك منطقة بديهية البطلان وهناك منطقة قطعية نظرية ومنطقة ظنية مثلا نظرية صاحب الكفاية في الاختيار الكثير اعترضوا عليه ونقدوه انه جبر خفي هذا كله على صعيد الشبهة الحكمية وليس الشبهة المصداقية فهو تنظير الان بعض الصوفية او حتى علماء الشيعة يعتبرون التوسل شرك الشيخ جعفر كاشف يقول انتم مشتبهون هذا هو عين التوحيد وليس شرك حتى السجود للمعصوم معصية وغلو عملي ولكن ليس غلو عقائدي والا عقائديا هذا عين التوحيد وهذا قاله كاشف الغطاء في منهج الرشاد وهو زعيم مستأسد في علم الكلام وفي علم الفرق وفي علم الاصول فالشيخ الكاشف الغطاء يقول انتم ايها الوهابية ومن يتأثر بكم تدعون ان هذا غلو عقائدي وانحراف وكلامكم باطل هذا عين التوحيد العقائدي نعم هو غلو عملي ومعصية عملية كما لو ان شخصا احترم اخر بشكل متكلف شديد جدا او يحترم المعصوم بشكل اخر كما اراد شخص ان يسجد للامام كما حصل لزين العابدين فقال له الامام ماذا ابقيت لربك؟
هناك فرق بين الافراط في العمل وافراط في العقيدة هذا امر اخر بلا شك هناك هرطقات من جهلاء بدل ما يحسنون لاهل البيت يسيئون اليهم باسم الفضائل ولكن طريقة علاجهم ليس هكذا وانما طريقة خاصة وليس بالتكفير او ما شابه ذلك نرجع الى بحثنا ان عموم اهل السنة يرجعون الى الصوفية وهذه حقيقة العالم الاسلامي خمسين الى ثمانين او تسعين بالمئة صوفية وليسوا اخوان مسلمين ووهابية سلفية ، هذه ملحمة عظيمة لاهل البيت اما الاموي العقيدة فهم شذاذ في العالم الاسلامي ونواصب وهؤلاء حتى هم في قبال رسول الله يعتبرون بني امية حق هؤلاء شذاذ فليست قضية تصوف وانما افراط في التقية ادى بهم الى هذا الامر فالحق هو في المعارف اما في الفروع فيتلبس لباس الاخرين .
وذكرت لكم الفاطميين من فلول الخطابية هي نزعة من الاثني عشر في البلدان المغرب المغرب العربي وحتى هذا المهدي الذي هو فاطمي ويدعي انه من نسل الامام الصادق هو في الاصل عراقي كوفي وانتقل من الكوفة الى اليمن ومن ثم من اليمن الى بلدان المغرب العربي وكذلك اليمن لم يكونوا اسماعيلية وانما اثنى عشرية فتحت طائلة المهدوية والظهور وما شابه ذلك شريحة كبيرة من اتباع اهل البيت في الغيبة الصغرى فقد قتل هذا المهدي الفاطمي الذي يدعى انه من نسل الامام الصادق قتل ذاك عبدالله الشيعي الكوفي العراقي اللي يسمى الجزائري وبالتالي حول المذهب الاثنى عشري الى فاطمين بل حتى لما جاء المد الايوبي بعداء اهل البيت انكفا الاعتقاد باهل البيت الى حال التصوف فلماذا ينتشر التصوف كغالبية وليست السلفية ولا اخوان المسلمين؟ هم ليسوا اغلبية قد يكون الاعلام بايديهم ولكن ليسوا اغلبية هذا تاريخ علم الرجال وعلم البلدان يعني التفت لقضية البرغماتية والواقعية بينما الدولة العثمانية صنعت ما صنعت في شيعة العراق بينما شيعة العراق وشيعة جنوب لبنان وغيرهم لم يتخلوا عن هويتهم فحتى لو في الفروع ما تذهب الى اهل البيت تبقى في القلب تتبع اهل البيت وكذا في الرياضات القلبية والمعارف القلبية تنتمي لاهل البيت .
مدينة حلب تواردت عليه الدولة الحمدانية ثم اتت الايوبية او العبيديون فحلب في معترك التاريخ بين التشيع والتسنن بين فترات وفترات حسكة ايضا هكذا الدولة المغولية نفس الكلام كانت كافرة ثم اسلمت ثم دخل محمد خدابندة وتشيع على يد العلامة الحلي والخاجة نصير الدين الطوسي ودخل في مذهب اهل البيت وامتدت تلك الدولة المغولية الى بلغاريا والى الان اثار التشيع في بلغاريا موجود فيها ابا عن جد وليس لدى الشعوب الاوروبية احقاد على الدولة المغولية الشيعية الممتدة الى اوروبا الشرقية لكن لديهم احقاد على الدولة العثمانية التركية ذات المذهب الحنفي .
لاحظ الفرق بين المذهبين ففتوحات الدولة العثمانية في اوروبا اورثت احقاد بخلاف الدولة المغلولية التي امتدت الى موسكو لما تشيعت وما اورثت احقاد وهذا هو اسلوب مذهب ال البيت .
هذا هو علم الرجال وعلم المذاهب والملل وعلم الملل والنحل فهو جزء من علم التاريخ فلاحظ اذن اتباع اهل البيت على درجات لكن التشيع عند الايرانيين من زمن العهد الثاني كظاهرة موجودة ابي لؤلؤة وغيره انا لا اتعصب له ولا اثير تشنجات لكن اقول هل هو رجل مجوسي ام انه مسلم ويهوي اهل البيت وعنده تعصب وعنده رؤية سياسية معينة بغض النظر عن التشنجات ، فاول من بدأ يصحيح المسار هم اتباع اهل البيت في ايران قبل الكوفة ومصر والخليج ثم بقي ايضا حتى شيعة ال البيت في ايران ان الدولة تكون عصية ان يعطوها للطرف الاخر والى الان يعني نلاحظ الوان التشيع واتباع مذهب اهل البيت بين برغماتية يذوبون ويصيرون صوفية وبين من يبقوا على التشيع ومذبوحين ومأكولين وبين من يقول ان الدولة بيدهم ما يعطوها لاحد ابدا ولو على الدماء فلاحظوا الفاصل بينهم .
هناك جماعة من حواري امير المؤمنين في سنة خمسة وثلاثين او سبعة وثلاثين يسألون امير المؤمنين هل السقيفة حق ام لا؟ اي بصيرة هذه ؟ لكن انظر شيعة ايران اين بصيرتهم؟ فنحن يجب ان ندرس الامور بموازينها انا لا اقول الايرانيين معصومين هم عندهم اخطاء ويجب ان نتواصوا بالحق والرشاد ولكن هناك منهج برغماتي الى ان يصير صوفيا.
مع احترامنا للاشراف الموجودين في بعض البلدان افرطوا في التقية الى ان خرجوا عن مذهب اهل البيت الى الصوفية ومذهبهم حنفي ومالكي وشافعي لاحظ هذه قضية البرغوماتية او ابواب التقية تتمسك بها الى اين مدى الحكم الثانوي كما يقول الفقهاء اذا تمسكت به بشكل كثير له تداعيات خطيرة من اتلاف الحكم الاولي المبدئي الى حكم ثانوي .
اذن هناك نوع من الجدلية الصعبة بين المذهبين ولابد ان نبين تنقيح البحث فنحن لا نريد التشنجات والمسلمون محقونين الدم وهذا كله صحيح ولكن قضية النظام بحث اخر فرق بين ان المسلمين بينهم كيف يتعايشون وبين ان النظام كيف يكون هذا شيء اخر والمذهب الاثني عشري هو المذهب العظيم الذي يحترم هذه النظرية اكثر من الاخرين وهذا التاريخ ببابك لكن السلطة والشرعية شيء اخر .
فالبروغماتية قد يؤدي بنا الى التصوف واعتناق المذاهب الاربعة او اكثر وهناك ملاحظات على القائلين بالمبدئية المفرطة بدون ان يراعوا الظروف ولكن الحل هو في الضوابط التي ذكرها الفقهاء في هذا المجال ان المسألة اذا وصلت الى هوية الدين وبيضته فلا يجوز الاخفاء فاخفاؤك يجب ان لا يؤدي الى كتمان الحق والى ذوب هوية الاجيال يعني صلح الامام الحسن لم يؤد الى ذهاب الهوية فالامام الحسين رأى انه لو بني امية بقت يستلزم ذوبان الهوية بخلاف موقف الامام الحسن فلم تكن الهوية مجرد ظرف وبالعكس حفظه هو لمسار ايمان قوته عكس الطرف الاخر .
فاذن هذه الموازنة بين المبدئية والواقعية او نقول التقية كيف ترسم وكيف توزن؟ الامر ليس بالسهل لانه قد يؤدي الى تماهي المذهب وتماهي الهوية وكما ذكرت لكم انا لست في تعصب للفرس او الايرانيين ولكن هم قدموا دماء وحصلوا على حكم وسلطة يختلفون عن بقية اتباع اهل البيت ولا اقلل من فئات وشعوب اخرى ولكن بالتالي يجب التدقيق في الموازنة بين الامور.