« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/09/10

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (56)

 

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (56)

 

كان الكلام في اعداد القوة او اقامة العدل في الارض والجهاد الابتدائي والاخير الذي هو عبارة اخرى عن دولة الظهور لانه عبارة عن توسعة دار الاسلام الى كافة ارجاء الارض وهذا معناه الجهاد الابتدائي يعني اقامة الدولة الدينية والالهية على يد النبي واهل بيته ، هو الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فمقيد ببعثة الرسول فدولة سيد الانبياء وبامتدادها دولة اوصيائه هذه عبارة عن الجادة لانقاذ المستضعفين ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين فانقاذ الشعوب من الانظمة الظالمة امر مصيري لان العدالة لا تستتب الا في ظل الدين .

قوله تعالى في سورة الحشر : ﴿ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾ هنا اللام لم تتكرر يعني الطبقات المحرومة فلماذا الولاية في الارض مختصة بالله وبرسوله وبقرباه وانما فدك من هذا القبيل وات ذا القربى حقه ففاطمة لها الولاية ولولدها الاحد عشر الولاية ويرثونها من امير المؤمنين ومن فاطمة بنص القرآن الكريم هذه ليس من باب ملك كسرى او قيصر او الملوكية والاحتكار والاستئثار فالقرآن الكريم يقول سلام على ال ياسين و قوله تعالى ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين ، عمران اما بنو اسرائيل او ابو طالب لان الاخير اسمه عمران وفي قراءة عبدالله بن عباس كما اشار اليه شراح البخاري وغيرهم وال عمران وال محمد ، فال ياسين خصهم الله من بيوتات بقية الانبياء مع انه ورد في ال ابراهيم اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة مع ذلك ميزهم الله برفعة فوق ذلك كما وردت الاية في سورة الصافات وكما ورد في سورة الحشر القربى وكذلك في سورة الانفال بينت الخمس وكل الفيء فهل ثروات الارض من باب الاستئثار والملوكية؟ كلا وانما هو من باب انه كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم يعني كي تنعدم هذه الاستئثار والطبقية في الارض .

هذه ملحمة قرآنية والملحمة تعني نبوءة قرآنية مستقبلية او تحدي قرآني مستقبلي عبر عنها بملاحم القرآن فكأنما القرآن يخبر ويتحدى ان العدل في الارض لا يستتم الا على يد النبي وال بيته وليس على يد السقيفة ولا يد الصحابة ولا يد بني امية ولا يد بني العباس ولا حتى يد الانبياء الاطهار كالنبي عيسى فهو مع انه حي ومن اولي العزم لكن مع ذلك القرآن في سورة الحشر ذكر ان مشروع سيد الانبياء ومشروع الله في اقامة العدل في الارض هو بسط العدل والقسط وهو لا يستتب الا على يد النبي وقرباه وهذه ملحمة عظيمة جدا لاهل البيت وتمييز من الله لهم سيما فاطمة وامير المؤمنين والحسنين والتسعة من ولد الحسين .

هذا تمييز لهم حتى على النبي عيسى وعلى النبي ادريس والياس وهم احياء يرزقون فضلا عن بقية الانبياء مع ان عيسى من اولي العزم وعلم التوراة والانجيل ولكن لم يذكر القرآن ان النبي عيسى علم القرآن وانما علم التوراة فقط والانجيل هذا العلم بحسب المعادلات القرآنية ونظم بعضها لبعض يدل على انه ما انزل الله من احكام في التوراة والانجيل لا يتم بها استتاب العدل والقسط في الارض وانما فقط على يد القرآن .

قد ورد في سورة المائدة قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ، فالمهيمن فيه ما ليس في المهيمن عليه يعني احاطة اكبر واكثر قوله تعالى في سورة الواقعة انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون مكنون يعني في الغيب والملكوت هذا الكتاب الغيبي لا يمسه الا المطهرون وهذا غير المصحف النازل المتنزل المخفف بل ان ذاك القرآن الغيبي الملكوتي هو في كتاب مكنون لا يصل اليه الا اهل اية التطهير فمنظومة القرآن حول قربى النبي له مركزية وتمركز خاص وهي في سور وايات عديدة ويؤهلهم القرآن لبسط العدل في الارض ولم يؤهل النبي عيسى ولا موسى ولا ابراهيم ولا نوح بل القرآن الكريم يقول للنبي ان الذي يؤازرك في هذا المشروع ذو العبئ الكبير هم قرباك الاقربون ورهطك المخلصون وليس النبي عيسى .

قوله تعالى : ﴿وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين﴾ يعني حمزة وجعفر وابو طالب وعبيدة ابن الحارث وهذه الاية وانذر عشيرتك الاقربين لم تنزل في خصوص الدائرة الاصطفائية الاولى من اهل البيت وهم الاربعة عشر فقط بل نزلت في ابي طالب وحمزة وجعفر بضرورة المسلمين فنزلت في الاقربين الذين يوصفون برهطك المخلصين نعم استثني ابو لهب لكنها نزلت في خصوص بني هاشم فهم الذين اعدهم الله لهذا المشروع العظيم فبالتالي اذن هذا مشروع ضخم يعني حتى البيان القرآني في الدائرة الاصطفائية الثانية وقد وردت في سورة الشعراء وهي نزلت في اوائل الاسلام قبل ان يصدع النبي بالاسلام والدين وقبل نزول فاصدع بما تؤمر نزلت وانذر عشيرتك الاقربين يعني في الايام الاولى وهذا حديث متواتر بين الفريقين وفيه ما فيه من القلائد الاصطفائية للدائرة الاصطفائية الاولى والثانية من بني هاشم .

فالباري تعالى هيأ الشجرة المحمدية وقرباه وزرع الله النبي في شجرة اصطفاهم من بقية البشر جعله عمه وابن عمه وجده وذريته وهذا حديث متواتر عند الفريقين ان النبي نبت في اعظم شجرة لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة والانبياء يكونون وزراء لهؤلاء الوزراء حسب مشجرة القرآن فهذه ايات صادعة وناصة ، فالعدل في الارض خصصه القرآن كملحمة غيبية نبوية باهل البيت في سورة الحشر وفي سور اخرى ، والامن والعدل في الارض والالفة بين البشر هو من خصائص اهل البيت جعلهم الله امانا من الفرقة ونظاما للملة .

فهاتان المعادلتان اللتان تفوهت بهما فاطمة في الخطبة الفدكية عبارة عن منظومة من الايات وشرحها ائمة اهل البيت ان الامن والمحبة والسلام في الارض لا يستتب الا على مودة ولاية اهل البيت ، وكذلك العدل ايضا ، فشيئان يطلبهما البشر الامن والعدل والسلم الدولي والعدل الدولي الحقوقي ، القرآن يقول ان الالفة تقع بالمحبة لا بالعداوة واي عاصمة مركزية للمحبة جعلها القرآن للبشر ؟ قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى فلاحظ المودة التي هي منبع السلام والامن البشري ايضا مركزها قربى النبي ، .

نعم نحن امرنا بمحبة الملائكة والانبياء لكن المركز الذي جعل في الدين هو محبة النبي واهل بيته وليس النبي عيسى ولا ابراهيم ولا موسى بلا شك الايمان والمحبة بين الانبياء موجود ولم يفرق بين احد من رسله لكن مركز المحبة هوفي نبذ العداوة والحروب والاضطراب بين البشرية والذي سببه العداوة ، فلاحظ ان السلم بالدين لا يتم الا اذا كان ايمان عبد بدرجة يكون الله ورسوله وذريته احب اليه من نفسه وذريته وهذه معاني مستفيضة ومتواترة .

اذن الامن والسلم الدولي كتحدي قرآني لا يستتب بموالاة النبي عيسى ولا موسى ولا ابراهيم وانما لابد من سيد الانبياء واله والا بدون هذه الالفة لا تكون هناك الفة في الارض ولا تنتهي الحروب ولا العداوات ، هذه بالنسبة للنبوات القرآنية في السلم والامن الدولي ويتحدى به القرآن وهذا ملف كبير ذكره ائمة اهل البيت في شبكة من طوائف الايات والروايات المتواترة وليست هي احاد ابدا وانا فقط تعرضت لفهرست السلم والامن والعدل الدولي بلغة عصرية وبحث عقائدي وادياني ومستعد ان ازود الفهرسة كاملا فهو عقائدي وادياني وبشري وجذاب والروايات تبين المعادلات كاملة في منظومة الدين .

الامم المتحدة تأسست على استتباب السلم والامن الدولي وحقوق البشر والعدل ، هنا القرآن في ملحمة عظيمة بين هذا الموضوع وهذا ليس تفسير موضوعي وانما تفسير نظامي وهو غير التفسير الموضوعي حيث التفسير الشبكي من الموضوعات تؤلف نظاما مثلا العدل كيف يؤسس وبماذا يراهن عليه القرآن؟ مثل نظام امومة المحكمات واحكم المحكمات هي ولاية اهل البيت وهذا احد المناهج الكبيرة المهمة التي بينها اهل البيت بعدة مناهج ولكن هذا المنهج اعظم من التفسير الموضوعي او التجزيئي واسباب النزول فهذه الملحمة موجودة في القرآن ان السلم والامن الدولي تناشد به البشرية من ايام الفراعنة بل وقبلهم ، قوله تعالى : ﴿يقتلون ابناءهم ويستحيون نساءهم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ﴾ فالنبي موسى قال لفرعون اذا لا تؤمن لكن ارسل معي بني اسرائيل احررهم فهم اصبحوا عبيد لك فالنبي موسى عنده رسالة سياسية معينة ولكن هذا سلم ينشده الانبياء والامم من قديم الزمن الى اليوم ، فهذا العدل الذي تأسست الامم المتحدة لاجله هي اخفقت فيه بل كرست الظلم في البلاد والعباد .

ان القرآن الكريم يتحدث عن هذا الامر وهو من اعظم شعارات صاحب العصر والزمان في دولته ودولة ال البيت وهذا لم يتبنى على يد المستولي الاول ولا الثاني ولا الثالث ولا بني امية ولا بني عباس ولا الدولة العثمانية ولا ولا ولا وانما يستتب على دولة اهل البيت بكم بدأ الله وبكم يختم وهذا نص عليه القرآن فاعطاء القرآن هذا الامر لاهل البيت لانهم ليسوا استئثاريين بل هم كما شهد القرآن في سورة الانسان يقول هؤلاء هم القادة اما من استولى على الخلافة واجعل يزيد ابن ابي سفيان الاخ الاكبر لمعاوية على الشام وغيره من بني امية اكلة الاكباد وكذلك المستولي الثاني فتوالى هذا الحزب الاموي وتسلط على دولة النبي .

فالذي لا يعرف القرآن وليس بحافظ لالفاظ القرآن فضلا عن معانيه كيف يحكم بالقرآن؟ وكيف يكون مصدرا للشرعية؟ ما لكم كيف تحكمون؟ افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى ، وكلكم تعترفون ان اعلم شخص بكتاب الله هو علي ابن ابي طالب ولم يجمعه احد غيره كما انزل كما في كتبكم فالذي لا يحيط بالقرآن لفظا فضلا عن المعنى كيف يكون مصدرا للشرعية؟ وكيف يحكم بالدين وبالقرآن؟ وكيف تجعلون له الفضل؟ اي فضل له غير فضل الجهل وفضل عدم العلم نعم الفضل لهم في الهروب من المسئولية في احد وبدر وحنين وخيبر ما لكم كيف تحكمون؟ .

فاذن علما ومسؤولية وادارة كيف نعطي الامر لمن يريد ان يتعامل مع الاحزاب ومع بني امية نعم بلاشك هم يعبدون له الطريق لاحظوا ظاهرة النفاق في عهد النبي القرآن لا يهدأ ان يحذر من المنافقين وكذا بعد رسول الله لم تهدأ قصة النفاق ، ان سورة البراءة من اواخر السور نزولا وهي تذكر ثلاثة عشر فئة منافقة بانواع من الدسائس والتواطؤ وكذلك في سورة المنافقين ، فهل الامور اختفت بعد رسول الله؟ نعم الانصار تقاعسوا وابعدوا وخذلوا وهم الجناح الاصلي لاقامة الاسلام فهم الصحابة وليس الطلقاء فالذي يؤهله القرآن للعدل وللسلم والامن الدولي هم قربى النبي هذا ليس من باب ملك عضوض كسرى او قيصر او ملك اقطاعي وانما هؤلاء يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فالقرآن يصرح بانهم ليسوا انانيين وذاتيين وانما ايثاريون مخلصون بهم تقوم اعباء الرسالة للبشرية .

فهذا مقطع عقائدي يفلسف لنا القوانين الاسلامية فهذه الدولة وهي اظهار العدل في الارض مسئوليتها وقيادتها على يد الامام المهدي واهل البيت اما مسئولية اعداد الارضية تقع على الامة فالظهور بحسب الايات الكثيرة التي فيها امر بالجهاد الابتدائي هذه الدولة مسئولية اقامتها ليست فقط على القيادة وانما ابتداء على الامة ان تمكن اهل البيت اذن من الخطأ حتى في البحث الفقهي انه ينظر فقط لمسؤولية الزعامة بدون ان ينظر الى الاعوان والجمهور والامة التي تبني الارضية والاعداد ، اتفاقا ابتداء الخطاب يكون لهم لانهم يمكنون القيادات والا بدون ارضية وبدون طاقات كيف يمكن ذلك ؟

فلاحظ حتى قراءة باب الجهاد الابتدائي مع احترامنا العظيم لعلمائنا صار فيه طابع منزوي ، نعم اقامة الدولة العالمية قيادتها وظيفة المعصوم ولكن ارضيتها وظيفة البشرية فخطاب القرآن لاقامة الدولة دوما هو للبشرية وللمؤمنين المسلمين لان هناك عنصر مشترك بين كل البشر ولا يخص بالمسلمين فضلا عن المؤمنين ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين في الارض، هذا امر فطري بان الظلم تنبذه فالفطرة ترغب بالعدل وهذا نظير الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق والقرآن عنده بيان اعظم من بيان امير المؤمنين انه بينك وبين المستضعفين جانب مشترك وهو ان استضعاف الظلم مسؤولية مشتركة بيننا وبين كل الملل والنحل هذا جانب مشترك وله من قالب قانوني وحقوقي وخطاب عظيم في القرآن انه بيننا وبين جميع البشر مسئولية اقامة العدل في الارض لانه ما يرفض العدل الا المجنون .

هناك كاتب حول الجغرافية السياسية للشيعة الف كتابا قبل ثلاثين سنة اي قبل السقوط صدام بعشر سنين واسمه فرانسوا توا والكتاب موجود باللغة العربية وقد ترجم من اللغة الفرنسية والكتاب لم يكتب للنشر وانماهو سري ولكن بعض الايدي المؤمنة سربته من اكبر مركز دراسات حول الشيعة والتشيع في فرنسا وليس في بريطانيا ومؤلفه بروفيسور .

فيقول هذا الكاتب والباحث اني ادق ناقوس الخطر للقوى العظمى في العالم ان مبادئ المهدي اذا انتشرت ستلاقي تجاوبا لمبادئه وقيمه من الشعوب الغربية فضلا عن الشعوب العالمية وهذا سيفقدنا شعوبنا فضلا عن الشعوب الاخرى وتتحول الى المهدي لمبدأ العدل والامن وهذا هو طموح البشر وهذا الكتاب من اوله لاخره عقده هذا الكاتب حول خطورة شخصية رجل خفي وهو المهدي فهو لا يقول ان الشيعة يزعمون وجود هذا الرجل وانما هو عنده البراهين الامنية على ذلك وهذا مفروغ منه وهو الف هذا الكتاب سنة ثلاثة وتسعين ميلادية فقضية الامن والعدل البشري خطاب عظيم في القرآن ان البشر لديهم مسؤولية مع بعضهم البعض في انقاذ الارض من ظلم الانظمة القطاعية في كل العالم .

فالجهاد الابتدائي خلافا لما يتوهمه مذاهب الجمهور ليست لاسلمة العقائد جبرا وانما لاسلمة الانظمة وذكرت شواهد في كتاب عدالة الصحابة وهذي الشواهد ليست ظنية نعم من يسلم عقائديا فهو يسلم بالتالي فالجهاد الابتدائي بالدقة هولاسلمة انظمة العالم السياسية بعد ذلك الشعوب تكون مهادنة وانا استشهدت بعدة فقرات في مذهب ال البيت وليس هذا تخرص ظني .

فالجهاد الابتدائي هو عبارة عن اقامة نظام عادل دولي عالمي يستتب فيه العدالة لكل شعوب البشر وهذا منطق بيننا وبين كل البشر فهذا المنطق هو على اسس دين الاسلام نعم لا اكراه في العقيدة هذا شيء اخر ، فهو ان كان اسلامه على السلم الاجتماعي يعني يجب ان تقبل ان النظام الاسلامي هو النظام العادل فالاسلام هو السلم يعني تسالم هذا النظام الاجتماعي للسياسة للاسلام قراءة الفقه القطعي ان الفقه المتفق عليه بين فقهاء الامامية كيف يقرأ في قواعده الفوقية يمكن بلورته وتفتيقه بشكل ادق مما هو قد ممزوج بالوان وتلاوين من فقه العامة .

انا كلامي في قطعيات علماء الامامية لاالظنيات المختلف فيها مع ان المشهور شهرة عظيمة ايضا يمكن ان يتخذ كأساس المتميز عن فقه الجمهور فهذا الجهاد الابتدائي الذي هو لاستتباب العدل في الارض هو مسؤولية مشتركة و اولا وبالاساس تقع على عاتق البشرية كي يستنقذوا انفسهم من الفراعنة والطواغيت وعصابات الحكم والفساد لاحظ كيف مدح النبي عدل ملك الحبشة يعني لا اقل عدل نسبي وليس العدل المطلق .

فعلي اي تقدير اذن اعداد القوة لاجل اقامة الظهور هو من مسؤولية البشر وحينما نقول اولا البشر لا يعني ان الامام المهدي نائي بنفسه بابي من نازح ما نزح عنا نعم هو نازح عن معرفتنا له لا انه نازح عنا جغرافيا او ماديا ابدا هو في كبد المسؤولية وفي التعبير في الزيارة الغائب عن الانظار المتردد في الامصار فهناك كتاب زيارات لصاحب العصر والزمان تعطينا ثقافة مهدوية جديدة لطيفة كثير من الثقافة عنذورة الظهر موجودة في الزيارات فلا يعني ان الصاحب بمناى كلا هو في مركز كبد المعركة ولكن ليس بنحو انه يرجئ البشرية هو يد الله عين الله وجه الله جنب الله وخليفة الله ان تنصروا الله ينصركم نعم سواء نصرناه او لم ننصره هو سيقف لان يصد بخليفة بخليفته في الارض الفساد الاكثر وسفك الدماء الاكثر لكن ملؤها قسطا وعدلا هذا لابد يكون في حالة موازاة مع القائد الالهي وتأخير الظهور بسبب البشرية والخواجة نصير الدين الطوسي بنفسه يقول هذه العبارة وكل علمائنا ايضا قائلين بهذا وهذا هو تصريح القرآن الكريم .

فتأخير الظهور وتعجيله بسببنا هناك رواية ان الراوي يقول للامام ان شاء الله دورة الظهور تكون عفوية سهلة الامام قال لو كان هكذا لقدرها الله لسيد الانبياء مع ان رسول الله ادمي واغتيل وتعرض للاغتيالات على مدار الساعة وارباك امني وحروب وعداوات وابعاد وهجر وطن فسيد الانبياء هو من المبعدين والمهاجرين وبعد اللات واللتيا رجع الى مكة فهذا لم يكتب لسيد الانبياء فكيف يكتب لصاحب العصر والزمان؟ هذا ليس الا سهر الليل والنهار وتمسحون عن جباهكم الدماء يعني الحروب والتعب والمقاومة وجهاد عصابات انظمة البشر حرب امنية وحرب اعلامية .

فاذن المسئولية تقع متوازية ليس على القيادة الالهية فقط فاذن اعدوا لهم ما استطعتم من قوة والايات التي قرأناها والتي لم نقرأها كلها تصب في ان اعداد القوة غير مقيد بشيء ، هناك غفلة تقع في قراءة الفقه الشرعي انه ننظر فقط الى الوقت الراهن وكذلك التقية ، كلا يجب ان لا تبحث فقط بلحاظ المقطع الراهن وانما ارم بصرك اقصى القوم اذا ليس لديك قوة لكن بامكانك ان تهيئها وحتى لو لم تكتب لنا في زماننا هذا تكتب للاجيال الاتية فالعافية بالتداريج .

الان عندنا مثال في علم الاصول ان التجري كصفة رذيلة في النفس اختلف فيها الفقهاء هل هي محل حساب ام لا؟ الصحيح انه محل حساب وكتاب الشيخ الانصاري يقول هذه بالتالي صفة نفسية كيف تقلع ؟ فيقول الحسد كصفة ليست محل تكليف لكن الافعال التي تصدر من هذه الصفات الرذيلة هي محل حساب اما نفس الصفات الرذيلية هذه صفات ولكن الاخوند يقول هي ايضا محل حساب ايضا لكن يعفى عنها بحث اخر لكن هي محل حساب فالافعال التي تصدر من الصفات الرذيلية محل حساب وكتاب وعقوبة الكلام ليس في الافعال وانما في الصفات الرذيلة ، فالتطاول وسوء الظن بالله وبغض الله والادبار عنه وعدم الاقبال عليه وعلى رسوله والائمة هذه كمبدا غير اختياري اما بلحاظ المدى البعيد اختياري فالاعلام الذين قالوا انها غير اختيارية قصروا نظرهم على المقطع الراهن وهذا خطأ وانما على المدى البعيد يمكن للانسان ان يغير صفاته .

لذلك القرآن يقول افمن شرح صدره للاسلام وهذا فعل اختياري بحسب بيان القرآن بخلاف التعبير الاخر افمن شرح صدره للكفر فهذه الصفات محل اختيارك فالانسان باستطاعته ان يحبب لنفس الشيء ويبغض لنفسه الشيء فالصفات الرذيلة او الفضيلة كمقطع راهن ليست اختيارية اما على المدى البعيد هي اختيارية فالتقية بلحاظ الوقت الراهن ليس عندك قدرة ولكن بلحاظ المستقبل لا يمكن ان تكرس الضعف في نفسك ، ففرق بين ان نكرس الضعف ونبني على بقائه وبين ان نبدده ولو بالتدريج.

 

logo