« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/09/09

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (55)

 

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (55)

 

مر بنا حسب كلمات علماء الامامية في اقامة احكام الدين يقيدوه بوجود الامام المعصوم او يعبرون حضور المعصوم ولو هذا تعبير مسامحي والا بقية الاحكام غير مقيدة بظهور الصاحب يعني حتى في زمن الغيبة تلك الاحكام اقامتها مطلقة وقد يعبر عن الاحكام الشرعية بحدود الله وليس المقصود منها خصوص الحدود والتعزيرات وانما كل الاحكام وبالتالي لم تقيد هذه الاحكام بالظهور بل يجب اقامتها ولو في زمن الغيبة بل مر بنا ان نفس ظهور صاحب العصر والزمان بحسب القرآن منوط بنصرة البشرية له او المسلمين والمؤمنين لمشروعه ، فتوقيت الظهور انما هو بيد البشرية قوله تعالى : ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم او قوله تعالى : ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هاتان الايتان وما سنتلوها من ايات اخرى مفادها نفس مفاد واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فهي ايات متعرضة لخصوص بناء القدرة والقوة لاجل احكام الله في الارض .

فعلى هذا البيان الظهور بحسب منطق القرآن منوط بتوفير البشر القدرة لخليفة الله في الارض لانها سنة الله وابى الله ان يجري الظهور وغيره من الامور العظيمة جبرا او اعجازا وانما يجريه معلقا على نصرة البشر واعدادهم لاسيما مثل مشروع الظهور وهو عبارة عن ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون او الكافرون يعني يعليه على كل قوى الارض، اذن البشرية او المسلمون يجب ان يعدوا القدرة لظهور الصاحب كي تعلو كل القوى العظمى في الكرة الارضية فاذا وصل المحبون والموالون الى هذا الحال حينئذ لا ريب تكون ساعة الظهور لانه ح لا يوجد اي عائق او مانع .

قد يقول قائل اذن المؤمنون هم يقومون بكل الادوار ؟

نقول كلا لا يستغنى عن المعصوم لكن المعصوم ليس بمنأى عنا فنحن لما نقول لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فليس معناه ان المعصوم بمنأى عنا وانما هو قطب الرحى لكن لا بدرجة ان تكون الجاءا واجبارا للبشر او تواكل بل لا بد من التوكل.

شبيه منطق القرآن في موارد عديدة ان الانسان بقدر ما يطيع الله يعطيه الله الهداية اتقوا الله ويعلمكم الله فبقدر ما يطيع الانسان ربه فهو تعالى يهديه ، لذلك الهداية هي درجات ان الذين امنوا ثم اهتدوا ثم امنوا واتقوا يعني الهداية درجات والطاعة درجات فليس الامام المعصوم هو بمنأى عن المسؤوليات حاشاه لكن ليس بدرجة انه نكتفي بارادة السماء وان يحقق الصاحب النصر حتى ولو بتفوقه البشري هذا لا يريده الله تعالى حسب منطق القرآن لابد ان يكون هناك دور من البشر كما هو الحال حرب بدر حيث عزم المسلمون وشدوا ثباتهم فانزل عليهم النصر فالنصر من الله لكن الاستعداد والابتداء والبدار لا بد ان يكون من البشر .

طبعا هذا الابتداء كان بادارة من سيد الانبياء لكن مع بدار البشر طبقا بقيادة سيد الانبياء وكذلك في احد وفي الخندق ففي حين ان هناك ثبات من المؤمنين لكن في موازاته ادارة من سيد الانبياء لا انه ادارة سيد الانبياء متأخرة ، ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ( 26 ) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ( 10 ) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ( 11 )﴾ فمع ان ادارة الرسول متقدمة لكن لابد من اعداد وتضحيات وقوة فالنصر من الله لكن لابد من الاعداد والثبات .

لاحظ حتى في سورة الانفال التي تستعرض واقعة بدر او ال عمران التي تستعرض احد او التوبة التي تستعرض حنين في كل هذه المواقع لابد ان يكون هناك ثبات وادارة من الرسول هي موازية ولا تتأخر هنا عندما نقول ان تنصروا الله ينصركم هو صاحب العصر والزمان في المقدمة لكن لا بنحو الجبر والجاء البشر وبعد ذلك سوف تنكشف الملفات انه كيف الامام العصر هو في كبد المخاطر؟ ولكن ليس بمعنى الالجاء والجبر وانما لابد من دور البشر كما يقال هو ذريعة لنصر الله وهذا يريده الله عز وجل بكل صدق وجدية وثبات .

فعندنا جملة من الايات الكريمة تأمر باعداد القوة والقدرة فبالتالي اي دليل اخر اذا قيد بالقدرة انما هو تقييد مؤقت شريطة الوضع الراهن يعني هذا ليس تقييدا بقول مطلق لانه عندنا ادلة كثيرة تأمر باعداد وتشييد القوة على المدى القصير او المتوسط بل حتى المدى البعيد يعني من الان يجب ان يبنى صرح كبير للقدرة بما يتوفر لدينا من امكانية ولو باساليب خفية وغير خفية سرية وغير سرية ناعمة وغير ناعمة يجب بناؤه لبنة لبنة بقدر ما اوتينا من امكانية لتهيئة القدرة وادارة وحنكة وتدبير .

لنقرأ الان جملة من الايات وثم كلمات الفقهاء في هذا الصدد :

الاية الاولى : قوله تعالى ﴿واعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾ في سورة الانفال وهي واضحة وتتعرض للقدرة يعني ابدلوا العجز بالقدرة والضعف الى قوة وقدرة فهذا واجب وغير مقيد بشيء ، اذا انت ضعيف في العلم وفي الاليات والامكانيات وفي كل المجالات ابدله بقوة واياك ان تضعف فئة اخرى من المؤمنين ان لم يكونوا يعجبوك ولكن هذه قوة وهذا المجمع من المؤمنين يجب ان تتكدس قواه من قوة لقوة انت اذا تسلب هذه القوة فسوف تسلب قوة عن جسم الايمان وهذا خطأ اذا انت كانت لديك مرجلة فابن قدرة في مجال اخر لا ان تسلب القدرة من المؤمنين فمهما كانت القدرة اذا سلبتها فهذا فشل .

وكذلك ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم هذه ايضا من ايات بناء القوة يعني اعداد القوة لاجل راية الايمان تقتضي ان لا تسلب شيئا من المؤمنين من القوى وانما ابن قوة اخرى لا ان تسلب قوة منهم لانهم نفس الجسم ، اذا كان لديهم سلبيات انت ايضا عندك سلبيات ، اطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا في سورة الانفال فالاصطدام بين الجماعة المؤمنة من اكبر المحرمات لانه يسلب القوة عن كيان المؤمنين ، نعم اختلاف النظر واختلاف الرأي هذا مدعاة للتكامل وللنضج كما يقول امير المؤمنين عند مقابلة الاراء يعرف الخطأ من الصواب هذا لا مانع منه لكن لا ان يؤدي الى الاصطدام والتنازع والتهاوش هذا كله من المحرمات ، اذا كنت لا تريد ان تمكن الفئة الاخرى من القوى فليكن مكن نفسك ولكن لا تسلب القوة من الطرف الاخر او تعيق او تعرقل لان هذا كله فشل في المجموع دع القوة تنتشر بين اعضاء الجسم المؤمن اذا كانت عندك غيرة على مذهب اهل البيت فانت انشأ قدرة اخرى نعم نحن نتواصى بالحق ونتواصوا بالصبر ولا نقول انه جامل وتملق فهذا غير صحيح وانما المداراة هي الصحيحة لكن التملق غير صحيح التملق هدفه الوصول الى مطامع الدنيا هذا ليس الهدف لاحظ دوما الخلوص لراية اهل البيت لا الخلوص لانانية النفس اذا اختلافنا كان اناني وذاتي هذا ليس لاهل البيت ويؤدي للنزاع والاصطدام هذا خطأ فتواصينا وتأييدنا لايكون لاجل انفسنا وذاتنا وانما لراية اهل البيت فالمتملقين غير مخلصين والمنازعين والمصادمين غير مخلصين اما الذين لهم الفة وتآلف هم المخلصين لمنهج ومشروع وراية اهل البيت .

هذه ملفات مهمة تسبب النجاح وتطور راية الايمان هذه الاية في بدايتها واطيعوا الله واطيعوا الرسول ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين هذه ايضا من ايات اعداد القوة فتذهب ريحكم يعني قوتكم لاحظ كيف هذه الاية مطلقة؟ يعني حتى قضية التنسيق الداخلي بين فئات المؤمنين يجب ان لا يكون بشكل اصطدامي وانما وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر التواصي لا بد منه اما التصادم فلا ، فالتواصي شيء والتصادم شيء اخر التواصي ليس تملق كم يذم امير المؤمنين اي مدير ووالي يعتمد على المتملقين لان هؤلاء نفعيين ليس هدفهم راية الحق وانما هدفهم منافعهم ومصالحهم فهذه الاية كلها لبناء القوة والقدرة بدون تقييد .

ايضا قوله تعالى : ﴿ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فالتغيير يبدأ من البشر ومن المؤمنين﴾

ايضا قوله تعالى ﴿ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم فاذا لم تكونوا من موقع ان تقتدروا على النصرة فاوجدوا القدرة على نصرة المشروع الالهي يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم﴾ يعني اوجدوا النصرة وهناك ايات كثيرة في القرآن تؤكد على النصرة سواء العسكرية او الاقتصادية او الاعلامية او النصرة بالقوى الناعمة والقوى الساخنة .

مر بنا ايات الجهاد الابتدائي هي من قيادة وزعامة صاحب العصر والزمان ومختصة به ، ولكن تهيئة الارضية مخاطب بها كل المؤمنين والمسلمين والبشرية كما في سورة النساء ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين ؟ هل هذا خطاب مختص بقيادة المسلمين ورسول الله او خطاب المسلمين انفسهم؟ يعني ما لكم لا تشيدون دولة الحق على ارجاء الكرة الارضية فهذا تحريض من الله للمسلمين والمؤمنين انه ما لكم لا تقيمون دولة الحق ولا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها ، القرية يعني الانظمة الجائرة واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا فهذه الاية ما لكم لا تقاتلون هي اية الظهور وهي عبارة عن المستضعفين والمحرومين في ارجاء الارض الجهاد يعني دولة الحق فالجهاد النشاط البارز لدولة المهدي انه يملؤها قسطا وعدلا يعني ينقذ المستضعفين والمحرومين .

ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء هذه الاية خطاب لنا وليس لصاحب العصر والزمان في سورة النساء الاية خمسة وسبعين مر بنا في بحث العلامات الاعجازية لصاحب الزمان ان شعاره ان يقيم العدل في كافة ارجاء ولا احد يمكن ان يدعي هذا المبدأ او هذا الشعار غيره والا يخذل ويخزى وهذا من الاعجاز العقلي لراية صاحب العصر والزمان ولكن هذا يخاطب بها البشر وهذا يدل على ان ان الادارة والزعامة والقيادية مسؤولية النبي وامير المؤمنين والحسنين ثم تصل النوبة الى صاحب العصر والزمان لكن هذه المسؤولية هي منشطرة فقسم منها على الامة وجانب منها على الامام لا انه نفسر الوظائف والمسؤوليات ان الامام يزرق الابرة بالقوة نعم هو يقوم ولكن لا بدرجة الارجاء والتواكل فالتوكل ممدوح لكن التواكل مذموم التوكل يعني تعمل ثم ترجو فمن اراد الاخرة وسعى اما اذا لم يسع فلا يصير امن وعمل اذا لم يعمل ما يصير .

مسؤولية الظهور ترجع دائما الينا نحن يوميا نعيش كربلاء ونعيش السقيفة الذي خذل فيها اهل البيت فبالتالي مسؤولية الظهور تقع على عاتقنا فالاية تقول ما لكم تقاتلون في سبيل الله يعني اذا ما عندك قوة اوجد القوة وحتى ابواب التقية كلها محكومة بهذه الايات الكريمة يعني التقية لاجل العجز المقطعي وليست لاجل تكريس الضعف في مقابل هذه الايات الكثيرة يجب ان تمارس التقية بنحو يفسح لك المجال خفاء لان تبني القوة والقدرة لا ان تكرس الضعف والعجز سواء فسرنا التقية بمعنى الامن والسرية وهو اعظم معاني التقية او فسرناها بمعنى التقية الخوفية يعني ان تضطر لارتكاب خلاف الشرع لدفع شر الطاغي والظالم او التقية بمعنى المداراة فالمداراة لا لتكريس قوة الباطل هذا خطأ فكريا او اعتقاديا او عسكريا المداراة يعني الدبلوماسية كي يكرس بعد ذلك بناء القوة ولو على المدى المتوسط او البعيد لا لتكريس تقوية الطرف الاخر الباطل فرق بين الموالاة والمداراة فمداراة العدو شيء اخر من حيث تداريه لغرض واغراض غير انك تواليه .

فالتقية بابوابها الثلاثة او الاربعة هي لاجل بناء القوة لان مثلا امير المؤمنين نهي ان ينصر البشر بتفوقه البشري في السقيفة وانما يجب ان يحقق النصر نفس البشرية فمع ذلك هو لم يستكن كما في الزيارة الغديرية اشهد انك ما اتقيت ضارعا من جهة الضعف فهو عنده تفوق بشري ولكن غير مأذون له فالله يريد الامة ان تقوم بذلك اشهد ان ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجبت عن محاربة عاصيك ناكلا يعني نكل عن العهود والمسؤوليات الالهية ولا اظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله ولا وهنت بما اصابك يعني اصابك ضعف نفسي او بدني ولا استكنت يعني جمدت سكون هذا منطق القرآن وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وهنوا يعني ضعف النفس وما استكانوا ما صار جمود لهم التقية لايعني الجمود سواء بمعنى السرية او بمعنى الاضطرار اي الفعل الذي يرضي العدو او بمعنى المداراة .

مر بنا في الليالي السابقة منطق امير المؤمنين في الاخلاص انه الطاعة لله واداء المسؤولية وليس الاخلاص فقط بعده الاخلاقي الاخلاص في منطق امير المؤمنين انه لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ، لا تستوحشن لطريق الحق وان قل سالكيه والحق درجات والسالكين درجات فحتى لو الكل بايع انت لا تبايع .

النصح مر بنا درجات وعدم الغش للمسؤولين الالهيين ايضا درجات ومر بنا رواية الامام الصادق عن جده امير المؤمنين ان ما حظي امير المؤمنين بما حظي عند رسول الله لشدة تضحياته وخلوصه والنصح له ، فما يفتر في تقديم النصح وعدم الغش يعني شدة النصح والمواساة والايثار كلها تصب في اداء المسؤولية بشكل عظيم فهذا الذي ذكره الامام الهادي في وصف امير المؤمنين ولا اظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا ضعفت ولا استكنت ومن اكبر الاخطاء ان نقول خمسة وعشرين سنة جليس البيت ، هو قلب الامة الى ان تنقض على مشروع السقيفة واطاحوا بخلافة السقيفة وبخلافة الثالث دعونا نفهم الحدث بعبارات عصرية فهم خلعوا خلافة عثمان فهم نصروا الحق ولو بمقدار نسبي ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا يعني كأنما تنتظر ان تساهم فيما يصير صيرورة الامور انت تساهم فيها بالقيام بالمسؤولية لا ان نتفرج ما الذي سيحدث كانما اتابع المنجمين بعلامات الظهور انه من ابطل الباطل ان نقرأ ونفسر علامات الظهور كالمنجمين المتنبئين هذه قراءة باطلة فاشلة علامات الظهور ان المسئولية كيف تقوم بها؟ تحدد لك المسؤولية .

من ثم مر بنا ان اصل السفياني فيه البداء لان الله يقول ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ويوئد السفياني في عقر نطفته فضلا عن تفاصيل السفياني التي ليست محتومة لكن لا ان نقرأه بمعنى ان نكون متفرجين ومتخاذلين ومتقاعسين والا اين تكون الخطابات القرآنية من نصرة الحق يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا؟ فدولة الظهور يخاطب الله بها البشر ما لكم لا تشيدوها وصاحب العصر والزمان ليس يظهر بالتقاعس ثم يأتي بالسراج مشدودا فيركب القمر وانما هو في كبد المسئولية ولكن ليس بنحو الجبر فلا يسمح الله له ذلك وانما يجب ان نقوم نحن وهو يكون دوره موازي وفي كبد المسئولية .

ثم يقول الامام الهادي معاذ الله ان تكون كذلك اي ان يكون التقية لتكريس الضعف بل عندك مشروع اعادة انهاض المسلمين بعد خمسة وعشرين سنة بالتالي مشروع السقيفة تكسر حجرا بعد حجر الى ان وصل الى الثالث فبقي الامويون انه يعلنوا انفسهم في العلن انهم عصابة اجرامية متهتكة فلا خبر جاء ولا وحي نزل فهم كانوا يتذرعون بالسقيفة ولكنها فشلت ، فهناك مساران مسار النبي وامير المؤمنين والائمة وهناك مسار بني امية ، فتكسر وتصدع مسار السقيفة عدة مرات اخرها كان في عهد الثالث يعني نفس السقيفة في حالة تبخر الى ان انقضت الامة ونهضت اخرى لنصرة راية الوحي وراية السماء ولكنه نصرة نسبية نعم تجددت الفتن لان الذيول موجودة قضية القاسطين والمارقين والناكثين هذه مواقف تجاه الوحي هي تتجدد .

فنلاحظ هذه الايات الموجودة في اعداد القوة ليست واحدة وانما كثيرة جدا كما مر بنا اقامة احكام الله في الارض وحتى مثل الجهاد الابتدائي مر بنا لنكون صناعيين بصناعة فقهية القيادة في الجهاد الابتدائي مختصة بصاحب الزمان اما الارضية هي للبشر ما لكم لا تقاتلون او يا ايها الذين امنوا انفروا او يستبدل ثم لا يكون امثالكم في سورة التوبة فهذه الوظائف الملقاة على دولة الحق والدولة الالهية لا نظن ان المسؤولية تقع على القيادة وانما المسئولية ابتداء تقع على الامة في تهيئة الارضية لقيادة الحق لا على القيادة وهذا يسمونه تواكل يعني كل يرمي بالمسؤولية على الاخر .

مر بنا انه فسر الواجب الكفايي بمعنى خطأ جدا وهو ما يوجب تقاعس الامة والمؤمنين كلا معنى الواجب الكفائي يعني انت مسؤول عن نفسك وعن المشروع وعن موقف الاخرين وحتى عن طاعة الاخرين مثل قوا انفسكم واهليكم نارا او اتقوا فتنة هذا منطق الواجب الكفائي لا ان تقول ليس لي قدرة علي شيء او قدرتي مقطعية انت ابن القدرة واوعظ حتى بكلمة تستطيع ان تنصر وتفكر وتتدارس الامر .

سنأتي هناك نظام في القرآن الكريم يبين معنى التعاون المنظم لبناء القوة والقدرة منها ولا تنازعوا فتفشلوا ما قال لا تختلفوا ولا تختلف انظاركم ، كلا هي تتعدد ولكن ليس بدرجة الصدام وليس بدرجة ان كل يسبق الاخر ان يسلب القوة منه انت ابن القوة وذاك يبني القوة حاولوا توازنون وتتقوون .

ايضا في قوله تعالى في سورة التوبة ﴿قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم الفعل فعل الله ولكن يجريه على ايديكم﴾ وهذا نفس ان تنصروا الله ينصركم او لم تقتلوهم ولكن الله قتلهم يعني الله قتلهم بايديكم هذه السنن التي انزلها الله عز وجل قاتلوهم يعذبهم الله هو النصر من عند الله والقوة من الله لكن يجريها على ايديكم قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم ويشف صدور قوم مؤمنين ، فالله ينصركم اذا تقومون بالمبادرة ويخزيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين .

نفس هذه الايات الكثيرة من سورة الحديد قرأناها عدة مرات ايضا واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فهي نفس اللسان بعدة مضامين وارسلنا رسلنا بالبيانات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ما قال القيادات فقط والمعصومين والانبياء وانما ليقوم الناس بالقسط وليعلم الله من ينصره يعني هو التحريض على ان تنصروا الله ، ان تنصروا ينصركم وحث على ذلك وليعلم الله من ينصره ورسله يعني من ينصر الرسل بالغيب ان الله قوي عزيز يعني هو لا يحتاج الى قوتكم ولكن هي سنة الامتحان وفلسفتها لا ان الله يحتاج الى قوتنا اقرضوا الله ليس اقرض بشكل فردي وانما اقرض المشروع الالهي ومشروع الظهور بتهيئة الاسباب وهذي اعظم من اقرضوا الله لانه يصب في المشروع الالهي وتهيئة سبل القوة للمؤمنين .

فكل الطبقات عليها مسؤولية لا ان المسؤولية تقع على صاحب العصر والزمان بشكل اعجازي هذا معنى خاطئ باطل للظهور ينافي الثوابت الموجودة في الدين فليس الظهور تنجيم وتنبؤات وسحرة وكهنة وانما الظهور هو ايغال في المسؤولية اكثر ومكابدة فيها قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ايضا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ايضا في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط يعني يخاطب صاحب الزمان البشرية كلهم ان كونوا قوامين بالقسط .

اذن قضية الظهور مسئولية بنص القرآن ان القيادة وصاحب العصر والزمان تخاطب الامة ان منها البدار والابتداء كلكم راع فكل منا مسئول عن نفسه وعن غيره وليس مسؤول عن المشروع بعد ان يقوم الغير وانما مسؤول عن نفسه وعن غيره والغير مسؤول عني وعن نفسي وعن نفسه هذا هو نظام التعاون هو مسؤولية متبادلة واهتمام مشتركة مثل في المرور لا يكفي انك ما تخطئ في السياقة يجب ان تتفادى اخطاء الاخرين وتنبههم وتصلحهم والا الكل يصير في معترك الخطأ والهلاك هكذا هي المسؤولية يعني السفينة مشتركة بين الكل عندما يبحر بها المؤمنون .

 

logo