46/09/07
/ الأمور الحسبية و المسؤوليات العامة و الولاية /باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (53)
الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (53)/ الأمور الحسبية و المسؤوليات العامة و الولاية /
كنا في ان هناك قواعد فقهية فوقية وهي اساسية في القوانين الدستورية والاصول التشريعية للقواعد الخاصة في الابواب الفقهية ومن تلك الاسس ما ذكره السيد اليزدي ان الابواب الفقهية كلها توظف في سبيل الولاية او امامة او حاكمية اهل البيت وبالتالي حاكمية الدين هنا نذكر بعض العبارات التي نقلها الاخرون في هذا الصدد وذكرنا فتاوى الاعلام الثلاثة كما ذكرها المرحوم عبدالهادي الفضلي في قضية الامام وهذه الكلمات نلاحظ ان الفقهاء ذكروا ان الجهاد الابتدائي يشترط فيه وجود الامام المعصوم وهذا الجهاد يعني توسع رقعة دار او الحكومة الاسلامية واما بقية الوظائف لم يقيدوها بالامام المعصوم ونقلنا فتوى السيد الخوئي ان في جملة من موارد المسؤوليات العامة لا يتذرع المؤمنون بعدم اذن الامام المعصوم لان بعض الامور الحسبية لا تعطل بحال من الاحوال طبعا ولاية الامام المعصوم عامة لكل الموارد وليست مقصورة على دائرة محدودة ولكن نفس قاعدة الحسبة يستكشف منه اذن الله ورسوله والامام الثاني عشر .
اشرنا في جملة من كتبنا في كيفية اجرائها عند الامامية وانها تختلف عنها لدى العامة فقاعدة الحسبة لدى الامامية لا يستدل بها لعدم ولاية الامام ويكون الشيء ليس تحت ولاية الامام والرسول لان العامة يقولون ان هذا شيء ضروري يريده الله مثل التصدي عن الافساد في الارض او الاصلاح في الارض ومقاومة الظلم والجور واقامة العدل ففي الجملة بعض هذه الامور من الموارد الحسبية كحقن الدماء وعدم الفجور فبعض الامور الحسبية من المعلوم حسب الادلة الواردة في القرآن وسنة المعصوم انها لا تعطل بحال وضروري اقامتها مثل اصل التدين بالدين فهذي ليست موقوفة على شيء وانما هي ضرورية لا بد منها ولكن قاعدة الحسبة يعني الامور التي يؤتى بها حسبة واجرها عند الله ولا تعطل بحالك وهذه القاعدة حتى في كلمات الاكثر من علمائنا هكذا يصيغونها .
لكن هذه الصياغة بالدقة شبيهة بصياغة العامة ولكن لدى الامامية تصاغ هكذا بانها يستكشف منها اذن الله واذن رسوله واذن الائمة يعني بضرورية الملاك ايجاده في جانب الخير او اعدامه في جانب الشر يستفاد ان الامام اذن في ذلك السيد الخوئي في باب الجهاد الابتدائي خالف تسالم علماء الامامية من ان هذا الجهاد من صلاحيات الامام المعصوم هو استدل على ان الجهاد الابتدائي هو من الحسبة يعني ضروري الوجود توسعة رقعة دار الاسلام واقامة نظام الاسلام في البلدان الاخرى فضلا عن ديار الاسلام ضروري وهو نفسه لما استدل بالحسبة قال لا ينافي ان هذا لانه من المسؤوليات العامة يعني ظاهرة تنظيمية في المجتمع وبحاجة الى مدير ومدبر الى ان يستدل بنيابة الفقيه عن المعصوم وحتى الشيخ الانصاري وكل الفقهاء الذين لم تثبت لديهم ادلة خاصة على نيابة الفقيه عن الامام في القضاء والحكم السياسي وفي الفتوى وفي السلطة التشريعية او القضائية او التنفيذية استدلوا بقاعدة الحسبة على صلاحية الفقيه للتصدي لهذه الامور نيابة عن المعصوم.
فكون الشيء من الامور الحسبية اذا كان في الظاهرة الاجتماعية وفي المسؤولية العامة لا يخرجه عن انه يحتاج للولاية يعني تدبير وتنظيم لهذه الظاهرة الاجتماعية فالفعل العام على صعيد المجتمع يحتاج الى تدبير وادارة وولاية فاذن كون الشيء ضروري لابد منه امر وكونه تحت الولاية امر اخر فحتى لو كان هذا الامر ضروري جدا لكن لا يعني انه الكل يتصدى له في الادارة وهنا فقرة نبينها ان شاء الله ان في موارد المسؤولية العامة والامور الحسبية ضرورية كعدم الافساد في الارض وحفظ الدين وحفظ الدماء هذه اقامة النظام الاجتماعي في الارض ضروري لان المجتمع لا يعيش بدون نظام فحدالاقل من النظام انه تدفع به جريمة وتؤمن به السبل ويحصل الامن والامان فاصل اقامة نظام الحكم امر ضروري جدا سواء كان ديني او غير ديني .
فهل هذه المسئولية هي للائمة المعصومين ومسؤولية الله عز وجل او هي مسئولية الامة او هي مسئولة الجميع؟ وهل هي على وتيرة واحدة؟ سبق ان مر بنا هذا البحث انه مرتبط بقواعد الحسبة مثلا السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما او الزاني والزانية فجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة او كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ان اقامة القسط في الارض ضروري او قوله تعالى وانزلنا الحديد فيه باس بأس شديد ليقوم الناس بالقسط فهذه الامور النظامية المسئولية تقع على عاتق من؟ نقول هي مسئولية الجميع وان اختلفت هذه المسئولية في الادوار ان الائمة ما دورهم؟ والامة ما دورها؟ والفقهاء ما دورهم؟ هي في الحقيقة مسؤولية عامة لكن لكل نمط من المسئولية والمساهمة كيف الان الامة الاسلامية خلعت الخليفة الثالث؟ واقامت امير المؤمنين خليفة هذه مسئولية الامة والامة عقدت البيعة لامير المؤمنين فالامة لها المسؤولية ان تهيئ الارضية وتزيح العائق عن خلافة امير المؤمنين وتمهد وتفسح الطريق امامه فما حصل من عقد البيعة لامير المؤمن عبارة عن خلع الامة للخليفة الثالث وازاحة العقبات عن طريق خلافة وقيادة امير المؤمنين فهو تبديل نظام السقيفة بنظام الولاية والامة .
فهناك مسئولية على الجميع ، فعلى الامة ان تمهد الطريق وتزيح العائق والموانع وتمكن القيادة الصالحة المعينة من قبل الله تعالى فلاحظ اذن الحكم وهو امامة المؤمنين مسئولية ليست فقط تقع على امير المؤمنين وانما تقع على الامة فلو لم تمهد الامة الطريق فلا يصل الامام الى الخلافة الظاهرية بحسب الاسباب التكوينية كما ان الامة لها مسؤولية ان تحامي عن نظام امير المؤمنين بان تكون الجيش وما شابه .
فنلاحظ ان وظائف الدولة وبناؤها واساسها هذه في الحقيقة مسؤولية مشتركة بين الامة والنخب كعمار ابن ياسر ومحمد ابن ابي بكر ومالك الاشتر فكل مكلف بحسب كفاءته وطاقته وموقعيته ان يتخذ دورا معينا كمجموع كما انه دولة النبي لولا مجيء الانصار الاوس والخزرج لمبايعته في بيعة العقبة وبالتالي مكنوا الرسول واوجدوا ارضية في المدينة المنورة الى دولة النبي فكيف تقام دولة النبي؟ فامير المؤمنين وحمزة وجعفر والنخب كان لهم دور كسعد ابن معاذ وسعد بن عبادة كلهم لهم ادوار والا ما قامت دولة النبي .
لاحظ هذه الحكومة النبوية العظيمة واقامة الدين الاسلامي كل عليه مسئولية وليست المسؤولية هي على القيادة وانما كل له دور معين لاقامة هذا الكيان الان نفس الظهور هو ليس مسؤولية صاحب العصر والزمان وليس فقط مسئولية الثلاث مئة وثلاثة عشر وليست مسؤولية الابدال والسياح وانما مسئولية كل فرد بشري فضلا عن كل المسلمين والمؤمنين بل البشرية عامة اذا تريد ان تنعم بالعدالة ويرفع صوتها عاليا بمطالبة العدالة لابد ان تنصر العدل والمصلح العالمي والرائد للعدل فهي في الحقيقة مسؤولية عامة جماعية للبشر ولا يتوهمن متوهم ان هذه مسؤولية المؤمنين او المسلمين فقط كلا حتى مسؤولية البشر لان البشرية لديها توق واشتياق للعدالة والاصلاح فهم يرون مشروع الاصلاح ضروري فهذا النظام الموجود في الارض نظام استئثاري رأس مالي طبقي اكل ثروات الشعوب ونظام الحروب المدمرة ، فاي شعب من الشعوب يتوق لايجاد العدل يتحمل المسؤولية فليس المسؤولية موقوتة على صاحب العصر والزمان وانما على الكل .
اذا كان النبي وهو اعظم شأنا من صاحب الزمان مع ذلك الامام الصادق يقول لم يؤت الله سيد الانبياء التمكين والقدرة بالمعجزة وانما دور طبقات الامة حتى ادنى فرد فيها عليها مسئولية وهكذا الظهور يعني وصول صاحب العصر والزمان الى درجة القدرة ليحقق العدل فلا تبرر له العمل في الخفاء وانما يجب العمل في العلن وهذا هو معنى الظهور فهذه القدرة ليست مسؤولية صاحب العصر والزمان فقط ولا الثلاثمائة وثلاثة عشر وليس العشرة الاف النخبة الذين يكونون جيش العدة او الابدال وانما مسؤوليات الكل وهي حتى لا تختص بالمسلمين والمؤمنين فبالتالي هي سنة الله ، ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واللطيف ان الله ابتدأ التغيير من البشر يعني لا يغير الله النظام العالمي بظهور صاحب العصر والزمان حتى يغيروا البشر اجمع ما بانفسهم من توجهات خاطئة ويساهمون في الطريق الصحيح لتغيير الارض كلها بالامام المهدي وهو منوط بالتغيير لا انه فقط بالدعاء والرغبة هذا توهم خاطئ باطل ، ان تنصروا الله ينصركم لاجل اقامة قيادة الامام الثاني عشر فينصركم بالمهدي فهذه الاية ابرز تأويل لها ان تنصروا الله يعني تهيئوا الارضية لدولة الامام الثاني عشر فينصركم الله بالامام الثاني عشر فهي قضية طرفينية .
فالمسؤوليات العامة وفي الواجب الكفائي هي وظائف تتقسم على كل الامة وكما قال سيد الانبياء كلكم راع وليس بعضكم وقادتكم ونخبكم وعلماؤكم ومتخصصيكم وانما كلكم ما استثنى احد فمجموعية للكل لابد ان يشاركوا فيها وهو المسؤول عن البقية لاحظوا من الذي اصر والح وضغط على امير المؤمنين ان يتصدى للامر ؟؟ هم الامة الحوا عليه فالحوا وضغطوا عليه ان يتصدى وبالتالي حتى الانصار بايعوا رسول الله بانهم اتوا اليه ولم يذهب هو اليهم فبايعوا وتعهدوا وتكفلوا فهو طرفيني لا طرف واحد ابى الله ان يجري الامور الا باسبابها ان تنصروا الله ينصركم والنصرة هنا يعني التمكين .
ان منطق القرآن الكريم في هاتين الايتين الكريمتين يقول النصر والاصلاح المتوخاة هو امر متوزع فدائما في المسؤوليات العامة او قل في الواجبات المرتبطة بالامور السياسية لابد ان يكون ذلك هم الجميع لا انا اعيش فقط هم نفسي واسرتي لا يمكن ذلك فقط طبعا هذه المسؤولية لا يتخلى عنها الانسان لكن لا تنحصر به هذي بداية المسؤولية
عندنا روايات مستفيضة لو لم تكن متواترة اول ما يسأل عنه الانسان في قبره هو الولاية يعني المسؤوليات العامة وليست المسؤوليات الفردية انه ما دورك في المسؤوليات العامة؟ وما دورك في نصرة الحق؟ وراية الحق؟ فاذن المسئولية العامة بطبيعتها لا تقع على امامة الامام وقيادته وقيادة سيد الرسل فلا يمكن ان تكون هذه القيادة والادارة على عاتق الانبياء او الاوصياء حصرا او النخب او الحواريين او الابدال وانما طبيعتها متوزعة على المجموع فاذا كان الامر هكذا اذا كون الامور من الحسبية لا يعني انه فوضى وليس في البين قائد وانما النظام البشري لابد فيه كظاهرة اجتماعية من نظم وحتى ما ذكره السيد الخوئي في منهاج الصالحين قال الجهاد الابتدائي يعني فعل الجماعي ومجموعي بحاجة الى نظم وانتظامات وجيش وترتيب وادارة ، فهذا ضرورة الحكومة لا يمكن يتوهم انه تعيش مجتمعات بلا حكومة وبلا نظام هذا غير ممكن .
فرد امير المؤمنين على شبهة الخوارج حيث عندهم فكرة ان الحكم الا لله يعني بعد حاكمية الله لا تأتي حاكمية للبشر وهذا باطل لانه لابد ان يأتي دور اني جاعل في الارض خليفة فحاكمية الله على حاله لكن لابد للبشر من حاكم لابد للناس من امير بر او فاجر تأمن به السبل يعني ادنى الامن المدني الاجتماعي والا لا يمكن وتصير فوضى وهرج مرج فلا يمكن استقرار مدنية ونظم الا بحكومة ، اذا لابدية الحكومة وكونها ظاهرة يةاجتماع وكونها امرا حسبيا لا يعني انه لا ولاية لاهل البيت .
البعض يستدل انه ما دامت هي وظائف عامة يخاطب بها كل المسلمين اذن ليس لاهل بيت ولاية نقول لا منافاة ان يكون لاهل البيت ولاية وعلى الامة المسؤولية لا ينافي فهذا الفعل وهذا الكيان لا يتم الا بادوار الجميع ، فالمجتمع يحتاج الى حرف ومهن وتخصصات في مجالات الزراعة والتجارة والادارة والاطباء والكهربائيين فمن يقوم بهذه الوظائف؟ فالنخب تقوم كل بحسب مجاله وبيئته لسد الحاجة فهذه الحياة الاجتماعية التي هي باشتراك افراد البشر لابد ان يكون لكل موقعيته ودوره ومسؤولية ، هذه ضرورة فوق عقلية لكن كونها ضرورة لا ينافي لزوم كون النظم والناظم يعني القيادة والادارة وهذا ليس معناه ان الامة ليس لها مسؤولية .
من بداية الحديث مر بنا هناك حلقات في الفقه اذا لم تبلور سيتم فيها تقاعس الامة والنخب عن القيام بمسؤولياتهم الان الكثير يفهم التدين والتقدس ان لا يشارك في السياسة لانها حيل وخداع فنقول لهم كيف يتم الاصلاح السياسي ؟؟ علي ابن اليقطين لماذا زج به موسى بن جعفر في اعتى نظام ظلماني وشرس نظام عصابات قائم على المكر والحيلة والفتك ونظام بوليسي وهو لا يقل عن النظام الاموي لماذا زج به ع وهو من الفقهاء الخيريين لتلاميذ الامام الكاظم وحرم عليه الخروج وكذلك عبدالله بن سنان كان فقيه من فقهاء اصحاب الاجماع ومحمد بن اسماعيل بن بزيع وزير في الدولة العباسية وستة عشر من البارزين من تلاميذ الائمة هم فقهاء دخلوا في الوزارة مع السلطة وعشرات منهم بمرأة ومسمع من الائمة كانت لهم مواقع في الدول العباسية والاموية ، هذا يكشف عن ان هذه مسؤولية كيف تترك الامة على غاربها؟
هب انه السلطة لم تقع بيد اهل البيت لكن ليس معناه انه مشروع اهل البيت يقف في البيئة والمجال السياسي وهي تترك الامور للعصابات الحاكمة وانما لابد من الاختراق والمشاركة وهذا البحث افتى به فقهاء الامامية كلهم حتى مثل الشيخ يوسف صاحب الحدائق الذي لم يعنون كتاب الجهاد لكن مع ذلك في المكاسب المحرمة ذكر انه هذا واجب على كل من يرى الكفاءة في النظام الفاسد ان يكون عنصر اختراقي يتولى موقعية معينة في النظام وهذا ليس مخصوصا بدار الاسلام وانما حتى بالديار الاخرى والانظمة الاخرى .
فهذا البحث عام حتى لو كان النظام فرعون من الفراعنة مع ذلك يجب على المؤمنين ان يخترقوه لان المشاركة او المسؤولية تقع على عاتق الجميع ، ورد في الادعية والزيارات في وصف فترة ما بعد واقعة كربلاء ان الامام زين العابدين احتجب عن الناس تحت الظروف في القاهرة والا سيصفى ولكن هذا الاحتجاب لا يخلي المختار عن مسؤوليته في تطهير العراق من البؤر السرطانية المفسدة في الارض ولا يخلي مسؤولية التوابين يعني اذا كان ساب الامام او النبي جرثومة يجب ان تبعد عن النسيج الاجتماعي فكيف بقاتل الامام وقاتل العترة ؟ فمثل هذه المسؤولية لا يمكن ان يتقاعس عنها المؤمنون .
هناك عبارة للامام الصادق في كامل الزيارات مديح لنهج التوابين لان ما قام به التوابون مسؤولية ، فقاعدة الحسبة عندما تجرى ليس تعني بان الامام ليس له ولاية لكننا نستكشف انه حتى لو لم يصدر اذن رسمي من الامام زين العابدين لكن يجب على الامة القيام بذلك مع انه بعد ان انفرجت الغمة عن الامام زين العابدين صدر حديث عنه انه لو ان عبدا حبشيا تعصب لنا اهل البيت لوجب على الناس نصرته لا انه متعصب لنفسه فقاعدة الحسبة تثبت بانه هذا الامر ضروري لا يرضى الشارع بان يجمد هذا الملاك في الاصلاح او في دفع الفساد لكن هذا لا يعني عدم الولاية .
فحينئذ لكونه ضروري وامر حسبي فحتى لو لم يصدر اذن من الامام نفهم منه فحوى اذن الامام فما قاله الاصوليون في رد شبهة الاخباريين كلما حكم به العقل حكم به الشرع هذه قاعدة الملازمة هذا التلازم حكم ثالث وهو حكم اخر عقلي يعني العقل يستكشف من حكم العقل يستكشف حكم الشرع فاذا العقل يسند هذا الحكم العقلي للشرع فهو ليس كاذب في اسناده وانما صادق مع انه لم يصدر ذلك من فم المعصوم او من الوحي رسميا فكيف يسنده العقل الى الله؟ الله اذن لكم ام على الله تفترون؟ انه يعني يستكشف العقل اذن الله لا انه يفتري .
لو تراجع الفقهاء في زمن النبي او الائمة تراهم يسندون الاحكام الجزئية والتفصيلية الى الشارع فهل هم سمعوه بخصوص من النبي او من الائمة؟ كلا ، فكيف يسندوه؟ انهم يسندوه لان الجزء موجود في الكل فالاسناد والاخبار لا يتوقف على ان هذا الجزئي صدر بخصوصه كما ان كل ما حكم به العقل حكم به الشرع فالعقل هو الذي حكم بالملازمة ان يستكشف حكم الله لا ان حكم العقل قيم وحاكم على حكم الله ، الاية الكريمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهذا ليس معنى الجبر وعندنا قاعدة عكس هذا كلما حكم به الشرع حكم به العقل وليس قاعدة واحدة وهذا استكشاف بالعقل وليس املائه على الشرع .
فاحد موارد قاعدة الحسبة هي نفس قاعدة الملازمة العقلية كلما حكم به العقل حكم به الشرع فيستكشف العقل اذن الشارع وحكمه يعني الطاعة والولاية بالاساس ليس للعقل وانما للشرع وللعقل ولذلك هو رسول باطن فكيف يسمى العقل رسول؟ الميرزا القمي في القوانين يقول الرسول يعني العقل البديهي الخالي من الشوائب هذا وحي فطري من الله للانسان وهذا في دائرة البديهيات ليس في دائرة النظريات .
في الموارد الحسبية ضرورية الشيء لا يعني عدم ولاية الله وعدم حاكميته وعدم ولاية الرسول والائمة ولكن هذه الحاكمية اذن منهم يستكشف بان هذا الملاك لا يعطل في زمن من الازمان ولا يتذرع بحال من الاحوال نعم علماء الامامية الشيء الوحيد الذي قيدوه بمباشرة الامام الثاني عشر هو توسعة رقعة دار الاسلام الجهاد الابتدائي اما بقية الامور في دار الاسلام فهي امور حسبية لا تعطل ويستكشف منها معصوم .
فالوالي هو الامام الثاني عشر وكيف هو يمارس دوره هذا امر سري غيبي لكن هذا لا يعتقنا من المسؤولية كحسبة لان طبيعة المسؤولية والعمل لايقوم بها حصرا الامام الثاني عشر وله موقعيته في الدور ومسؤولية والبقية كل بحسب موقعيته ودوره في المسؤولية العامة اذن حصر علماء الامامية التقييد بمباشرة الامام الثاني عشر في الابواب الفقهية انما هو فقط في الجهاد الابتدائي ولكن بقية الابواب ما تنحصر بمباشرة الامام .
فعلي بن ابي يقطين في الصورة كأنما وزير للظلمة لكنه ليس عونا لهم ولم يفت احد من الفقهاء بان تولي ولاية الجائر وظيفة ساقطة في الغيبة الكبرى وانما لابد ان يكون للايمان قدرة وتمكين حتى في ظل الانظمة الجائرة وغير الشرعية فضلا على ان يمكنوا انفسهم بان يقيموا نظام شرعي .
لاحظ في المكاسب المحرمة لم يتلكأ فقيه من الفقهاء في ذلك ولذلك ردوا على الشيخ إبراهيم القطيفي في اعتراضه على دخول الكركي في النظام السياسي ايام الدولة الصفوية وكذلك المجلسي الاب والابن والشيخ البهائي ، فترك الامور على غاربها لا معنى له .
هناك تعبير لطيف في بيانات الوحي ان المؤمن لا يأتي بالعبادة رياء ولا يتركها خوفا فالمؤمن لا يشارك في السياسة للفساد ولا يترك المشاركة في السياسة للخوف من الفساد فكلا الامرين قبيح بنفس القباحة لا نظن بان ترك المسؤوليات العامة من السياسة والعسكر هذه الطهارة هذه خذلان وكذلك قذارة الدخول في السياسة الفاسدة فالمؤمن لا يأتي بالعمل رياء ولا يتركها خوفا فهو يشارك بقدر قدرته ومر بنا بقدر قدرته لا يكرس العجز فنحن نمارس ونساهم بقدر قدرتنا المطلقة لا قدرتنا الفعلية فلابد من القدرة والمساهمة اكثر فنحن ليس اوجب الواجبات علينا المساهمة فقط في المسؤولية العامة وانما اعداد القوة فهذه هي المساهمة ان لا تكرس قدرتك بهذا القدر وانما ساهم اكثر يعني عد العدة والقوة لتساهم اكثر في الجانب العسكري وفي الجانب الامني والجانب الاقتصادي والجانب الناعم والجانب الساخن .
هذه نقطة لطيفة من المسؤوليات العامة نعم انت بقدرتك من الان عد العدة لان تتمكن من القدرة اكثر فاكثر فانت تستطيع ان تهيئ الارضية لك ولغيرك من المؤمنين والصالحين بل حتى غير الصالحين كما يقول الفقهاء في بحث البيع ان المسؤولية تقع على المعصومين ثم نوابهم الفقهاء ثم الفضلاء ثم الصالحين ثم العدول ثم الفاسقين يعني لو فاسق من الفاسقين رأى ان الكل بسبب واخر لم يأتوا بالمسؤولية لصعوبة الظروف حينئذ يجب عليه شرعا ان يأتي بالمسؤولية اذا كانت لديه امكانية ، فقضية المسؤولية العامة وتهيئة القدرة والاعداد لا يقف عند حد ، هذه زوايا كثيرة يجب ان نلتفت اليها ونتابعها غدا لا زلنا في قاعدة الحسبة والمسؤولية العامة وللاسف هذه حلقات منطبعة بشكل مقلوب في اذهان الوعي الديني عند عموم المؤمنين بل حتى عند عموم الحوزات العلمية .