« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/09/04

بسم الله الرحمن الرحيم

/ الأصول التشريعية الدستورية الميزان لماهية القواعد/باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (51)

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (51)/ الأصول التشريعية الدستورية الميزان لماهية القواعد/

 

طيلة هذه السلسلة التي ربما بلغت خمسين حلقة البحث متمركز حول الاصول التشريعية الفوقية لابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ابواب الدفاع او ابواب الجهاد او ابواب التقية وغيرها من الابواب التي ترتبط بالمسؤولية العامة الاجتماعية والسياسية ومن خلال هذا البحث يحصل التنبه الى ان من الامور الضرورية في اي باب فقهي البدء في التعرف على العمومات الفوقية جدا او قل الاصول الدستورية في كل باب لان هذه الاصول او القواعد هي التي تعطي هوية والماهية لقواعد ذلك الباب ولو فرض ان قواعد اخرى فقهية تدخل على الخط في هذا الباب من باب انها قواعد ثانوية او شيء اخر لابد ان يحافظ على هوية وماهية هذا الباب .

فاذن كما مر بنا عملية الطبقات والطبقية في الابواب الفقه امر بالغ الاهمية لانه يحدد اصل ماهية وهوية هذا الباب بحيث انه لا يمكن ان ينسلخ هذا الباب عن هويته وماهويته ومن تلك القواعد وهي الاهم في هذه الابواب قاعدة العزة لله ولرسوله وللمؤمنين التي ذكرت في ايات عديدة وهذه الاية لاتقصر عن قاعدة اعداد القوة يعني يجب بناء البنية الاجتماعية السياسية الدينية التجارية الاقتصادية في ظل مسار يقود الى العزة الدينية والبحث في هذه القاعدة احرى من البحث في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ابواب الجهاد لان هذه القاعدة بكل اطرافها هي من غايات والاهداف العليا التشريعية لابواب المسؤوليات الاجتماعية العامة والقاعدة هي العزة لله وللرسول وللمؤمنين فهذا نظير اعداد القوة وهو اسباب العزة ، مع ان اعداد القوة ذكرت فلسفة او غاية له وهو جانب الردع للعدو ترهبون به عدو الله فهي قوة رادعة ولكن اذا نظرنا الى قاعدة العزة لله ولرسوله وللمؤمنين في الايات العديدة كما سنقرأها فهي قاعدة عظيمة تعلل ان احد اليات العزة هي القوة وهي تهيمن على الابواب وليست بابا واحدا فهي مثل اصول تشريعية دستورية فوقية .

ايضا قاعدة الاسلام يعلو ولا يعلى عليه هذا حديث نبوي ولو كان من طرق العامة لكن الصدوق رواه في الفقيه واعتمده في الارث يعني علو الاسلام مقارب للعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن هذا من جهة التنظير فالاسلام كتنظير وككيان اجتماعي يعلو ولا يعلى عليه .

ايضا قاعدة اظهار الدين على كل ارجاء الارض فالايات التي يظهرها على الدين كله تدل عليه فلاحظ اصل بحث هذه القواعد مهم واذا بحثت هذه القواعد وقيودها وضوابطها وشرائطها تكون مهيمنة على باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وباب الدفع والمرابطة وابواب اخرى وهذه القواعد توجب صقل القوالب والاطر لهذه الابواب ولفهم الادلة النازلة ولا يأخذنا الاستدلال بالادلة الخاصة بعيدا شاطا عن نفس الاصول التشريعية الاولية مثلا لانتمسك بادلة التقية بدرجة يخل باهدافها فان هذا غير صحيح كما مر بنا امس انه يتمسك شخص بمن احيا ارضا فهي له ولو بلغ ما بلغ كالاثرياء الذين يستحوذون على الثروات لانه لديهم امكانيات الاحياء اكثر من غيرهم فهذا ليس منطقي لان ادلة الفيء معللة بالعدالة كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم فانت يجب ان تقرأ النص الوارد عن المعصوم من احيا ارضا فهي له او من سبق او من حازملك تقرأها في ظل ضابطة وقاعدة اخرى بينها الباري في ثروات الارض انها لولاية الامام المعصوم وانه لا يكون احتكار الثروات العامة بيد فئة من المجتمع وتوزيع الثروات بشكل عادل وذلك مع حفظ الجهد والمثابرة لا مع الكسل والبطر فيجب ان تكون الفرص متساوية ومتعادلة لا ان يحتكر الفرص لجماعة دون اخرين .

هذا اشار اليه السيد الصدر في كتابه اقتصادنا وكذلك الشيخ الطوسي وغيره من الاعلام ويجب ان يكون هذا في كل الابواب ليس فقط في باب احياء الموات والثروات والاراضي وهلم جرا وانما كل الابواب التشريعية الفوقية يجب ان تكون مهيمنة ومحددة وتعطي هوية نوعية منها اظهار الدين على كل ارجاء الارض .

مثلا اتفق علماء الامامية الا اثنان وهما الميرزة محمد باقر الخراساني صاحب كتاب الذخيرة والكفاية والسيد الخوئي على ان الجهاد الابتدائي يصح للفقيه ان يتصدى له في عصر الغيبة الكبرى حيث غالب علماء الامامية يقولون هذا خاص بالامام المهدي فاذا بنينا على القول المتسالم عليه او قول من شذ من علماء الامامية فعلى كلا القولين جهاد نشر الدين في ارجاء الارض بالقوى الناعمة لم يقل احد انه غير جائز في الغيبة الكبرى وليس ذلك من مسئوليتنا هذا منطق ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى او وهذا بيان للناس او ولتكن منكم ائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون الى الخيرات فالمقصود اظهار الدين على ارجاء الارض بالقوة العسكرية او بالضغط العسكري هذا خاص بالمعصوم بتوسعة رقعة دولة الاسلام بالقوة الضاغطة لكن اظهار الدين والايمان والشهادات الثلاث التي هي حقيقة الدعوة للاسلام والدعوة لصاحب العصر والزمان هذا هو الاسلام الواقعي لا الظاهري الصوري ، فالدعوة الى الايمان والاسلام بالقوة الناعمة والقوى الاخرى غير القوى العسكرية لم يقل احد من الفقهاء انه مقيد بالمعصوم .

فاذن اظهار الدين على كافة ارجاء الارض هي من مسؤوليتنا وكما قال الائمة من احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا قالوا تأويل هذه الاية الاعظم من هداها في احياء النفوس وهذا فرض كفائي ومسؤولية الكل من احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا ومن هداها تأويلها الاعظم ، فهداية البشر هذه مسؤولية الكل في الجهاد الابتدائي اما اذا كان بمعنى القوى العسكرية فهذا مخصوص بالمعصوم من توسعة رقعة دار الاسلام ودار الايمان اما القوى الناعمة فهذه قاعدة و اصل اساسي وبالتالي تهتز عروش الطغاة الظلمة لشعوبهم بسبب مبادئ الدين العادلة وحوكمة وحوسبة هذا الدين الحنيف العظيم لجبابرة الارض ولو فكريا .

كما مر بنا الجهاد الساقط عن المرأة هو الجهاد بالقوة الساخنة اما بالقوة الناعمة في جهاد الكلمة وجهاد الاعلام وجهاد التربية وجهاد الشحذ الروحي بالعكس هذه موجودة للمرأة كما في موقف الصديقة او موقف العقيلة شاء الله ان يراهن سبايا فهو موقف اعلامي روحي معنوي موقف كلمة يعني قدر الله ان يراهن سبايا يعني مسؤولية لفضح العدو والطرف الاخر الاموي انه لا صلة له بالدين بتوسط هذه الظلامات فالتعرض لهذه الظلامات وهو السبي دلالة على انه لا يرى ولا يراعي حرمة لعرض النبي وتحمل هذا الامر من اصعب الصعاب كما تحملت ذلك مريم لكي تفضح علماء اليهود .

فاذا نلاحظ الاصول الفوقية نجدها تحدد لنا المحددات وتعطينا رؤية افق اوسع من ان نتقوقع في الادلة الخاصة والادلة النازلة فاذا لاحظنا الادلة العليا الفوقية والقواعد والغايات التشريعية فهي اصول تشريعية لا انها حكمة حكم لا تثمر بل لها بالغ الاثمار فالمخصص في الطبقة النازلة لاتخصص بالعكس هذي تهيمن وتحدد الادلة النازلة لا ان يتمسك بالخاص بلغ ما بلغ او يتمسك بالدليل النازل بلغ ما بلغ مثلا قاعدة الشروط المؤمنون عند شروطهم كما يقول الفقهاء هي قاعدة تجري في كل المعاملات بل هي تشرعن كل المعاملات لكن حكم عليها شيء اخر وهو ما خالف كتاب الله او سنة المعصومين .

الان الصلح عقد عام جائز بين المسلمين الا ما حلل حراما او حرم حلالا او خالف الكتاب وسنة المعصوم فلاحظ قضية محكمات الكتاب والسنة هي اصول مهيمنة هذه الاصول المهيمنة اذا نقحت وضبطت فسوف تبلور الامر ، الشيخ الانصاري في اخر الخيارات لما يخلص بحث البيع والخيارات وشروط البيع والخيارات يدخل في بحث الشروط الضمنية وذلك ليس فقط في البيع وانما في كل العقود واحد ضوابط الشرط لكي يكون نافذا هو ان لا يخالف كتاب الله وسنة المعصومين والشرط بحث عظيم بتعبير السيد اليزدي احد العمومات الذي ليس عموم اوسع منه هو المؤمنون عند شروطهم حتى اوسع من اوفوا بالعقود فضلا عن احل الله البيع .

هذه القاعدة وهي الشرط يقول الشيخ الانصاري ان عباقرة الفقهاء واساطينهم واسودهم ترجلوا في ضابطة صحة الشرط بان لا يخالف الكتاب والسنة او يوافق الكتاب والسنة الا ان يحلل حراما او يحرم حلالا وبتعبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء والنراقي والشهيد الاول والعلامة الحلي وغيرهم من فحول الفقهاء ان هذه ضابطة صعبة يعني الكبار والرواد عاجزين عن اتقان هذه الضابطة لانها بالدقة عبارة عن تحكيم الاصول الدستورية الفوقية للتشريع في الكتاب والسنة على كل باب المعاملات سواء معاملات مالية سياسية فردية اجتماعية دولية شروط المعاهدات التزامات غير مختصة بالفقه الفردي وانما تشمل حتى الفقه الاجتماعي السياسي العسكري فتحكيم محكمات الكتاب والسنة على هذه القاعدة من اصعب الصعاب عند الكبار فكل ياتي بضابطة لكنها ليست ضابطة مطردة ولا منعكسة يعني هي في بقعة معينة جيدة ولكن لا تكون كضابطة في كل البقاع فهذه هي صعوبة الفقه الدستوري ان تحكم الاصول التشريعية الفوقية على القواعد النازلة وهذه هي نفس القاعدة التي مرت بنا انه من اصعب بحوث الفقه والقوانين هو كيفية تحكيم الاصول التشريعية الفوقية على ما دونها من طبقات التشريع فهو امر صعب يحتاج الى تدبر فانتم ادخلوا في هذه المسألة ولاحظوا مدى صعوبتها وليس كل شرط فقط وانما كل يمين وكل عهد وكل صلح وكل شرط وكل طاعة من الولد لوالده جائز الا ما خالف الكتاب والسنة او لا طاعة لمخلوق يعني حتى الولاء في السياسة بنفس الضابطة ولكن هذه ضابطة صعبة .

كما واذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله طبعا في قراءة اهل البيت والى اولي الامر هم اهل البيت عليهم السلام مثلا هذا الشرط في باب التعارض في الروايات يحكم ان لا يخالف احد المتعارضين الكتاب والسنة نفس الضابطة باب عقده الصفار لعله خمس روايات اخر كتابه وكذلك الكليني ذكر روايات عن الائمة يسأل فيها الائمة انه يأتون رواة غير ثقات عنكم بالرواية مرجئي قدري بتري فهل نقبل هذه الروايات ام نردها؟ فهنا الائمة يركزوا على المتن وليس السند وليس الصدور قال ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وما خالفه فدعوه شبيه اية النبأ ان جاءكم فاسق بنبأ فالجائي فاسق مفروض الفسق فتبينوا يعني تبين المتن ان تصيبوا قوما بجهالة كما ان الاية تدل على السفر او الهجرة الى رسول الله او الائمة او الى الحوزات العلمية في الغيبة الكبرى اللي هي مصدر علوم اهل البيت عليهم السلام هذه الهجرة لاجل الرواية ولكن الرواية ليست نهاية الطريق وحجية الراوي ليس نهاية الطريق ، لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا يعني يفهم المتن لا ان يفهموا احوال الرواة واعترف الاصوليون قالوا هذا المفهوم شامل والتعليل شامل حتى لخبر العادل من تبين المتن بل استدل العلماء القائلين بعدم حجة خبر الواحد بالتعليل الموجود فالعلة تعمم كما تخصص فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فالتبين شامل حتى للعادل .

لذلك يستدل ابن ادريس على عدم حجية خبر الواحد وكذا الشيخ المفيد والمرتضى والقدماء كلهم يعتبرون الخبر الواحد من حيث الصدور ليس حجة وانما حجية الخبر الواحد من المتن يعرضوه على الفقه الدستوري اذا طابق فهذا متن دستوري وايات عديدة كاية النفر واية النبأ تبين ان المدار كما هي عند العقلاء ليست طريقا رسمي هذا شيء صوري ظاهري المدار والعمدة هوالمتن ومتى يصير المتن الدستوري اذا تطابق هذا المتن الخاص والدليل الخاص والادلة النازلة مع الاصول التشريعية الفوقية هذا بالتالي ينظم لك عملية الاستنباط في الفقه ويوسع الابواب ولا يحتبس الاستدلال والاستنباط على الادلة والقواعد الخاصة بل حينئذ يتسع الاستدلال والاستنباط الى ابواب وافاق واسعة جدا .

فاذا هنا مثل ما مر بنا ليظهره على الدين كله بالقوة الناعمة فهذا يشمل الكل اما القوة الساخنة فهو للامام الحجة ، شبيه هذا البحث فيماهو دور الانبياء حيث عندنا انبياء وعندنا رسل نحن نشاهد في القرآن الكريم يستعرض انبياء غير مرسلين يقومون بالنضال والجهاد ويستشهدون ، مثل زكريا حيث لم يوصف بانه مرسل حتى النبي يحيى كذا نعم النبي عيسى مرسل الان طالوت ليس نبيا لكن مبعوث من قبل الله ومعجزته اية ملكه هو مذكور في القرآن كلامنا في الانبياء غير المرسلين دورهم هو القوة الناعمة يعني هم ليس دورهم رسالة خاصة وانما التوحيد العام والعقائد العامة والاحكام العامة بل قد ويناطحون الجبابرة لكن كله بالقوة الناعمة ، فالانبياء غير المرسلين يعني ليسوا بمرسلين برسالة خاصة والا الوظائف العامة هي على مسؤوليتهم .

ان الجهاد الابتدائي بالقوة الساخنة موضوع عن المؤمنين في الغيبة الكبرى في توسعة دار الاسلام ودار الايمان اما الجهاد الفكري او جهاد تبيين الهداية هذا غير مغلق ويقع على عاتق الجميع كما انه في جهاد المرأة وجهاد الشيخ والشيخة الجهاد العسكري موضوع عنهم اما الجهاد بالكلمة وبالاعلام وبالقوة الناعمة هذا غير موضوع وانما هذا عام اذا لاحظ الانسان القواعد الفوقية يظهر له محددات نازلة هي في اي شيء محددة انها تحت ظل التشريعات العامة وكانما السير الاستنباطي الفقهي في باب او ابواب فقهية من دون الاسترشاد بالاصول التشريعية الفوقية نوع من التيه في الاستنباط وقد يكون نوعا من الميل والانعطاف في الاستنباط عن جادته المستقيمة فليست قضية ترف علمي او تنظيري هذه حقائق في كل الابواب .

فهذه الاصول التشريعية التي يسموها فلسفة التشريع او مقاصد التشريع او حكمة هذي في الحقيقة موازين مهيمنة وهي حراس في باب القانون والقواعد ، اذا عرفنا الصلاة فهي كتلة عقائدية فهي ليست طقس بدني فرعي كبقية الافعال في الفروع وانما الصلاة بالدقة كتلة عقائدية وانما اخذ فيها الايمان حيث اخذ الصلاة على الال سيما على مذهب الامامية كما يقول السيد المرتضى يعني يجب ان تتعرف على هؤلاء من هم؟ فالصلاة طقس واناشيد عقائدية وتواشيح عقائدية فالقبلة ليست جمود على صخر واخشاب فالصلاة الى القبلة ان تتوجه بقلبك الى الله تعالى وتعانقها فهذه الصلاة هي كتلة عقائدية وليست عبادة احجار الصلاة توجه الى الله تخاطب فيها النبي قبل ان تخرج من الصلاة هذه الصلاة هي عبارة عن طقس عقائدي مثلا يستحب لامام الجماعة ان يجود القرآن بصوت جميل ، ليؤمكم احسنكم صوتا وليس اقبحهم صوتا سلمان المحمدي لما اخذ ولاية المدائن رأى شابا احسنهم صوتا جعله هو المقدم وهو أئتم به ، فحسن الصوت في امام الجماعة من اهم الشروط فالصلاة كتلة عقائدية وليست لقلقة لسان وانما تفاعل مشاعر كما ورد عندنا عن ائمة اهل البيت طوبى لمن عانق الصلاة يقول الراوي الامام الباقر في اصول الكافي يا ابن رسول الله او الصلاة تتكلم تنهى عن الفحشاء والمنكر كأنك تقول انها تتكلم ؟ قال رحم الله المستضعفين من شيعتنا نعم الصلاة تتكلم عن جوهر ملكوتي ولكن انت ما تسمع انت عندما تصلي تكون مصنع لانشاء جوهر في الملكوت بفعلك هذا ونيتك وتأتيك الصلاة في القبر هذه حقائق وليست خيال فهي تدفع عنك البلايا وتنير لك القبر هذا ملكوت والنزعة المادية دائما تتحسس من الملكوت يقول الامام الباقر تنهى يعني تتكلم الصلاة جوهر ملكوتي فبالتالي اصلها كتلة عقائدية ، اول شيء في الاذان هو دعوة الى التوحيد والرسالة والنبوة والولاية ودعوة الى اصول الدين ثم تأتي بعدها الصلاة وهي الصلاة عبارة عن انشودة عقائدية فيجب ان يلتذ الانسان روحا بالصلاة فمن لا يلتذ روحا بالصلاة لم يعانق الصلاة فانت ان تعانق روحيا تستطيع ان تلتذ بها فانت كيف تلتزم وكيف تستشعرها فيجب ان لا اتعامل مع الامور بجفاف وسطحية فالصلاة كتلة اعتقادية .

فالاصول التشريعية الفوقية جدا مهمة كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم وكذلك اية وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ليقوم الناس بالقسط هذه احكام تفصيلية لا يمكن ان نأخذ بها من دون ان نجعلها خيمة وهرم ، مثلا القواعد الفقهية كما ذكر الاعلام في قاعدة من احيا ارضا فهي له لا يمكن ان نتمسك بها بلغ ما بلغ لان الفيئ هو لارساء العدالة والسيد اليزدي في باب مصرف الزكاة على المستحقين او مصرف الخمس على المستحقين السادة ذكر بعض الفروع قال يشكل التمسك بالاطلاق والعموم لانه يناقض الغرض الاصلي من باب الزكاة ومن هذا القبيل كثير وممارسات الفقهاء اذا اردنا ان نحصيها في الابواب كثيرة جدا وهي مراعاة الاصول التشريعية الفوقية وهذا كما مر بنا في علم القانون العقلائي هذا مسيد ان الاصول القوانين الدستورية محكمة لابد منها .

فلذلك نستعرض الان جملة من القواعد الدستورية وسنقرأ الايات ان شاء الله كي لا ننسى البحث وخضته من البداية الى اليوم ، فنحن وراء هذه الهندسة وصناعة تحكيم الاصول التشريعية الفوقية على القواعد النازلة وكما افصح السيد محسن الحكيم في فتواه المهمة ان الذي ذكره الفقهاء في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس الا في الفقه الفردي والمنكر الفردي والمعروف الفردي واما المعروف الاجتماعي والمسؤوليات العامة فهذه الشروط المذكورة في ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك ليست شرائط .

لذلك القسم الاخر الاهم الاعظم الاخطر من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني شيء مهم ايضا قاعدة التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان التعاون يعني تنظيم العمل وليس التعاون مجرد تعاون بداية ابتدائي ساذج فالتعاون هو بحاجة الى ادارة ذكية وتدبير ومنظومة ادارة ذكية اذن القرآن يدعو الى النظم ولتكاتف القوى والطاقات الخيرة في كل مجال ويدعو القرآن الى زعزعته ومنظمات الشر ومنظمات الفساد تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان يعني منظمات الفساد واحزاب الفساد اي يجب ان تفشل وتنهار وتتبدل عكس منظمات الخير والصلاح فالتعاون هو نظم وتنسيق وهيئة منسقة كلها تندرج تحت عنوان التعاون .

الان البر كل امر خير كل خير يجب اقامته فهذا اصل فوقي وما يمكن ان تتمسك بعمومات نازلة ولو ادت الى التعاون على الاثم والعدوان او ما شابه ذلك .

قاعدة اخرى ذكرها السيد اليزدي في بيع السلاح على اعداء الدين وحرمته يعني حرمة تمكين اعداء الدين من القوة ذكره السيد ويقول من اعظم القواعد حرمة سلب حق الخلافة عن ائمة اهل البيت يقول هذه القاعدة لها خصوصية لكونها من اعظم المحرمات يعني حتى في القوانين الفرعية كل ما يصب الى سلب الخلافة عن ائمة ال البيت فهذا النظم الفقهي او القانوني باطل هذا الكلام ذكره السيد اليزدي في حرمة بيع السلاح على اعداء الدين فالسيد اليزدي يقول كل ابواب الفقه موظفة ومجيرة لتشييد امامة اهل البيت اما اذا نشيد ابواب الفقه والفتاوى الفقهية لاجل اضعاف اهل البيت وسلب امامتهم هذا النظم الفقهي باطل عاطل .

لاحظوا كيفية ربط العقائد بالفقه لا تنال شفاعتنا من كان مستخفا بالصلاة يعني الصلاة اذا توقرها وتأتي بشروطها تصير مضيئة نيرة فتقول حفظتني فحفظك الله بخلاف ما اذا كانت في غير وقتها تقول ضيعتني ضيعك الله فالصلاة تتكلم ولكن نحن لا نسمع ولكن تتكلم فهذه الصلاة تصعد نيرة مضيئة الغاية منها نيل شفاعة ال البيت فالائمة يؤكدون هذه المعرفة ان الصلاة فضلا عما دونها من غايات عظيمة توجب التقرب الى الله ونيل شفاعة النبي واهل البيت وهذا ينص عليه القرآن في سورة التوبة الاية تسعة وتسعين يقول الله عز وجل ان الصدقات وهي عبادة يبتغي فيها المتصدق المؤمنين يبتغون فيها التقرب الى الله وشفاعة النبي وفي اية اخرى خذ منهم صدقة تطهرهم وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم .

لاحظ غاية العبادة التقرب الى الله انه هو النبي شفيع وليس شريك ، الوهابية يحاربون شفاعة النبي تحت قميص الشرك طبعا حتى في وسطنا الداخلي هناك تحت ذريعة الغلو يحاربون شفاعة النبي ويحارب مقامات اهل البيت ويحاربون فضائلهم تحت قميص الغلو فالوهابية رفعوا راية نفي الشرك وتحتها يحاربون شفاعة النبي فيحاربون شفاعة النبي واهل البيت باسم الشرك ويحاربون شفاعة اهل البيت والتوسل بهم باسم الغلو فعندنا حرب جمل وصفين فكرية وكذلك حرب نهروان فكرية الشيخ جعفر في منهج الرشاد قال هل باسم الشرك تريد ان تحارب التوسل باهل البيت ، فلاحظ هناك ايتان اية النساء ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فهل التوبة عبادة او امر توصلي لا شك انها عبادة هذه العبادة شرطها التوسل بالنبي ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك وليس استغفروا الله جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.

 

logo