« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/07/12

بسم الله الرحمن الرحيم

/ صناعة بين المعروف والمنكر والتقية والدفاع/باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (21)

الموضوع: باب الدفع و الدفاع والتفريط فيه (21)/ صناعة بين المعروف والمنكر والتقية والدفاع/

 

في ضمن سلسلة هذا البحث عن الجهاد والدفاع او المرابطة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقية فان هذه الابواب الكلام فيها بعد من الواجب الكفائي وبعد من المسؤولية العامة فلابد من تحرير مؤدي الواجب الكفائي ثم الدخول في هذه الابواب .

طبعا البحث في هذه الابواب كما مر ليس هو الدفاع الفردي او الجهاد او المرابطة يعني الدفاع قسمه الفقهاء لقسمين فتارة يدافع الانسان عن عرضه وعن نفسه وماله هذا دفاع فردي ووظيفة فردية فيتقي لحفظ نفسه وماله وعرضه هذه ايضا تقية فردية ويامر بالمعروف وينهي عن المنكر كان يأمر فردا اخر وينهى فردا اخر هذا ايضا بعد فردي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن فيه بعد اجتماعي .

هذه الابواب هناك بعد اجتماعي محض مثل الدفاع عن بيضة الدين وعن دماء المؤمنين او المسلمين واموالهم واعراضهم هذا بعد فردي وطرفه الاخر مسئولية اما عن الدين او عن الدماء هذا في الدفاع وفي المرابطة .

في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة هناك منكر فردي لكن له بعد عام ، ولكن نحن الان في خصوص الواجب الذي طرفه مسئولية عامة محضة ولا يوجد بها بعد فردي مثلا نظام جائر في البلاد او عدو جاء يريد ان يغزو البلاد فبالنسبة للدفاع او حتى بالنسبة للمنكر مثلا هناك منكر عام سياسي امني وانفلات امني او منكر اخلاقي في المجتمع او منكر عقائدي وانحراف عقائدي وكلامنا ليس في الاليات وانما في اصل الموضوع ، مثلا اقامة نظام حكم عادل ديني فالعدل مع الدين والدين مع العدل اقامة شعيرة الصلاة بشكل ظاهرة اجتماعية او اقامة امن البلاد هذا معروف عام في نفسه فهنا واجب كفائي و ماهي وظيفة الفرد تجاه الواجب الكفائي المحض في المسؤولية في الجانب العام وفي التقية كذلك .

عندنا في زيارة الامام الهادي او العسكري اللذان استنقذا المؤمنين يعني هذا دور عظيم فيه رعاية لمتضادين مسؤولية متناقضة قاما بها صلوات الله عليهما باجدر رعاية اللذان استنقذا المؤمنين من مخالفة الفاسقين وكلمة الفسق في القرآن وفي الروايات بالدرجة الاولى تطلق على الفسق العقائدي فاغلب استعمال الايات والروايات في الفسق هو في الفسق العقائدي والفسق عن الولاية فيتولى الطاغوت لان الفسق العقائدي اكبر كبيرة واكبر من الفسق البدني ، ابليس فسق عن امر ربه بلحاظ العقيدة يعني تمرد عن ولاية الله عز وجل ، فاما هناك فسق في العقائد او فسق في الولاية فيتولى اعداء الله ولا يتولى الله ورسوله واولياء الرسول ، المنافقين عبر عنهم القرآن في سورة المنافقون بالفاسقين للخلل الذي عندهم في العقيدة والولاية ومن هذا القبيل كثير .

فالفسق عموما ابتداء في الروايات والايات يطلق على الفسق العقائدي لا الفسق العملي ، فالامر العقائدي ولو كان سلوكا عمليا لكنه مرتبط بالعقيدة مثل الولاية ففي زيارة العسكريين : اللذان استنقذا المؤمنين من مخالطة الفاسقين يعني هنا المراد هو فسق عقائدي و ولاية ، يعني كن في الناس ولا تكن معهم انت في الناس ولكن لست معهم وعلى منهجهم وسلوكهم .

اللذان استنقذ المؤمنين من مخالطة الفاسقين هنا التبري يعني الطهارة احد معاني التبري هو الطهارة ان لا تتلوث بالبيئة والمنهج الفاسد اشهد انكم لم تشرك فيكم شرك الاهواء ولم تدنسكم كذا ولم تلبسكم الجاهلية بانجاسها تبري يعني بريء طاهر نقي عن ان يتلوث بالبيئة الفاسدة ، انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ، فاعظم معاني التبري هو التطهير تبرأ من فلان يعني تطهر من نهجه الفاسد ومن نهجه الرجس فتنزه وابتعد ولا تتلوث ، فالتبري والتولي هو بهذا اللحاظ فتبرأ من اعداء الله يعني لا تنتهج ولا تتلوث بمناهجهم ولا تتنجس بهم .

احد اعظم معاني التبري هو هذا لكن هذا التبري بلغة ناعمة وحقنا لدماء المحبين بمداراة المبغضين ، فهما عليهما السلام قاما بمداراة الاعداء المبغضين النواصب بلغة ناعمة فالجمع بين هذين المنهجين من اصعب الصعاب ففي حين انك تداري الاعداء ولكنك تحافظ على طهارة المحبين من ان يتلوثوا بالمبغضين وبنهجهم الفاسد .

اذن نركز على جانب الطهارة من النهج الفاسد بلغة ناعمة لا انه بلغة ساخنة فنحن نستخدمه انه يكون عندنا لغة ناعمة مداراة ان نذوب في الاخر فكيف الجمع بين الضدين؟ فمن جهة ان التبري يعني الطهارة من النهج الخاطئ في حين هناك مداراة فيكون تبري ناعم وحازم في حين هناك مداراة والفائدة من المداراة انه حقن لدماء المحبين يعني هذه التقية عامة وليست تقية فردية ، التقية في النهج السياسي والنهج الاجتماعي الغرض منها حفظ دماء المحبين بل حفظ جسم الايمان وبيضة الايمان .

هذا نهج كل اهل البيت فمداراتهما ليس لانفسهما فالغرض من هذه التقية ليس انهزام وانما تقوية وحفظ وحقن دماء المحبين فنفس التقية اقواء واستقواء في حين هذه التقية استقواء ليس فيها جانب سلمي لانه حافظ واستنقذ المؤمنين من مخالطة الفاسقين فانت داريهم لا ان تزج بالمؤمنين في لوث منهج الطرف الاخر الفاسد يعني كأنما هو جمع بين ضدين يعني التزاحم وهذا صعب جدا .

فالتقية التي يمارسها الامام المعصوم هي على البعد العام وعندنا روايات كثيرة اياك تخل بالتقية من جهات دمك وعرضك ومالك الاعظم او ان تعرض دماء المؤمنين الى الخطر يعني هو بعد عام لكن من منطلق قوة لا نتائج ضعف فهذه الابواب الكلام فيها من جهة المسؤولية العامة وهذا البحث الصناعي معقد فلاحظ الربط بين هذه الابواب فهل حصل تعرض عند الاعلام بشكل مركز على الاطلاق في هذه الابواب؟

ثم الجمع يعني هل الجمع المدني للمؤمنين دماؤهم واعراضهم واموالهم او البعد الديني لهم؟ فاذن حتى البعد العام فيه طبقات فهذه تفاصيل عديدة انه كيف يمكن حبك الموازنات بين هذه الابواب سيما في افعالنا الاجتماعية او السياسية او العقائدية؟ لا تكون هناك موازنة واحدة وجهة واحدة وانما تكون عدة جهات .

وغالبا غير المعصوم سواء من فقهاء وعلماء وقيادات سياسية وقيادات ثورية او قضاة او نخب مالية تجار او نخب في مجالات اخرى من المؤمنين او المسلمين يصعب عليها التوازن والذي يكون قضبان الموازنة بين هذه الجهات هو الامام المعصوم فبالنسبة لغير الامام كيف يريد يجمع بين ان يستنقذ المؤمنين من مخالطة الفاسقين دون ان يوجد فاصل تعايشي؟

لاحظ لماذا خطابات الامام الحسين كانت فقط تعرض لبني امية ولكن الامام الحسن كان يركز على السقيفة وعلى بني امية فالعمل السياسي للامام الحسن هو حسني اما خطابه حسيني والامام الحسين حركته سياسية وعمله العسكري حسيني وخطابه حسني ، فالحسن والحسين كل في الاخر ومر بنا كيف نجد شخصية الامام الحسين في الحسن وشخصية الامام الحسن في الحسين ، فلماذا الموازنة الخاصة عند الامام الحسن بهذه الطريقة؟ لانه في جانب السلوك السياسي ناعم او حرب باردة فلماذا صعد في الخطاب؟ هذا هو التوازن فالامام الحسين صعد في النهج السياسي لكن في الخطاب ما تعرض للسقيفة وانما تعرض لبني امية هذا التوازن يقوم به المعصوم .

مثلا الامام زين العابدين والامام الصادق والباقر والكاظم والرضا في حين كان سلوكهم السياسي كذا كذا لكن فتحوا ملفات عقائدية في الداخل الايماني مكشوف اكثر من الامام الحسن وان كان اصرخ من تعرض الى السقيفة هو الامام الحسن فالامام الحسن يذكر في خطبه واحتجاجه مع معاوية تفاصيل السقيفة وكذلك مع عمر ابن العاص ومع رؤوس قريش وذلك بعد الصلح ،فهذه العشر سنوات بعد الصلح في كل المجالس يجابههم الامام الحسن بملفات على المكشوف فما كان يداري في الخطاب وانما يداري في العمل بينما الامام الحسين لم يدار في العمل لكنه دارى في الخطاب هذا نوع توازن وهو نفس الذي في زيارة الامام الهادي والعسكري : اللذان استنقذا المؤمنين من مخالطة الفاسقين وحقنا دماء المحبين بمداراة المبغضين ، غالبا كل فئة من المؤمنين تكون لها مهارة او تحمل مسئولية في باب من ابواب الدين بخلاف الابواب الاخرى .

مر بنا هذه الابواب والعلاقة بينها صعبة من باب التقية هنا التقية عامة وليست التقية فردية ، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بلحاظ العام والدفاع العام كيف التوازن بين هذه الابواب؟ ليس الامر سهلا فغالبا توترات وتشنجات طيلة ثلاثة عشر قرن بين فئات المؤمنين ونخبهم ورواد العلماء بسبب عدم الموازنة ، طبعا المجموع هو متوازن ولكن تحصل توترات لانه كل يحاول ان يتصدى ويتحمل المسؤولية من باب لكن التوازن من باب الاخر و احد معاني لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع هذه المدافعة نوع من التوازن .

ان كثيرا من الذم الوارد من الامام الصادق للنهج الثوري المتطرف مثل الزيدية هناك ايضا بيانات من الامام الصادق لبعض ايجابيات النهج الزيدي حتى فرق بين النهج الزيدي والنهج الثوري بالمعنى العام ، فالمقصود من الواجب الكفائي الذي نحن فيه مر بنا في العام الماضي وما قبله بمناسبة البحث الفقهي في المكاسب المحرمة في المسألتين اللتين اشرنا اليهما امس مسألة بيع العنب على من يصنع خمرا او بيع السلاح على الاعداء هناك تعرضنا الى قريب خمسة عشر محاضرة فقط في شرح الواجب الكفائي في هاتين المسألتين وايضا في بحث الاصول في شرح الواجب الكفائي فقد تعرض لها الاعلام في ابواب الفقه ولكنهم لم يتعرضوا لها بشكل مفصل في مكان واحد فلملمة كلام الاعلام حول كل خصوصيات الواجب الكفائي مسألة بالغة الاهمية لان الاخفاق الذي يقع في الدفاع وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وباب التقية هو نتيجة عدم الالتفات الى خصوصيات الواجب الكفائي .

احد الاسباب الاخرى انه ما هو عمود الخيمة في هذه الابواب؟ يعني ما هو ركن الاركان في باب الجهاد وباب الدفاع وباب المرابطة وباب التقية وباب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ وهذا له ثمرة كبيرة جدا لان تحديد ركن الاركان هو مهيمن على بقي ابواب ومر بنا العموم الفوقي هذا هو احد اسباب الاخفاق سنبين ان ركن الاركان يعبر عنه في الاصطلاح العصري في علم الادارة بالاستراتيجية الكبرى وليست الخطط المتوسطة ولا الاليات ، ان الاستراتيجية الكبرى هي تنامي القوة والقدرة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة هذه مرابطة او ما فوق المرابطة لان المرابطة هي الية من الاليات وسبب اخر ايضا هو عدم الموازنة الدقيقة بين هذه الابواب بعبارة اخرى رب الية في موضع تكون اخطر من الخطة الاستراتيجية مع ان الالية هي الية .

في الادارة يقسمون ثلاث تقسيمات يعني استراتيجيات كبرى ثم خطط متوسطة يعبرون عنها بالتكنيك ثم خطوط تفصيلية يعبر عنها بالتكتيك ، فالموازنة بينها صعب صعاب الا المعصوم .

فالسبب الاول في الاخفاق هو عدم معرفة الواجب الكفائي وما هو حدوده وابعاده وطبيعته؟ ومر بنا جنبة من الخصوصيات ونستذكر بعض الخلاصات التي مرت في العام الماضي في مباحث الفقه في قضية الواجب الكفائي ومن ضمن الخاصيات اللي الى الان هي مغفول عنها جدا ان الواجب الكفائي تجاه المسؤوليات العامة يعني فيما يعنيه هو زاوية الفرد في المسؤولية العامة فتارة اسهامه انه يباشر لان البقية تصدوا فهو ايضا يساهم ويشارك في عرضهم او طولهم ، وتارة الكل متخاذل وهنا لا يسقط المسؤولية عن الفرد ولو بان يعبئ نفسه يا ايها النبي حرض المؤمنين ن فالرسول وان كان فرد وله دور لولبي وحياني فكيف يحرض المؤمنين على القتال؟ اذا كان المؤمنون متخاذلين او غافلين او جاهلين فهو دوره فردي لكن يدير المجموعة وهذا ليس فقط خاص بسيد الرسول حتى لو كان فرد ، فلو افترضنا تقاعست القيادات والنخب هو يجب ان يقوم بذلك الدور يعني يحرض المؤمنين على القتال او على الاستقواء في كل المجالات .

فاذن مسئولية الواجب الكفائي تتنوع وتتغير بحسب الفرد يعني انت دوما مسئول و احد الاشتباهات في الواجب الكفائي انه انت غير معذور ان لا تهيئ الارضية لمشاركة الاخرين ، لان المفروض ان العمل هو دفاع عسكري فانت يجب ان تهيء الارضية للدفاع ولو بان تعبئ وتحث الاخرين على القيام .

مثلا في احد لما فر كل المسلمين وكل الصحابة وما بقي مع رسول الله في البداية الا امير المؤمنين موجود في بيانات اهل البيت انه في البداية لم يبق مع الرسول احد قط حتى الصالحين من الصحابة الا امير المؤمنين فقبل ان يذهب امير المؤمنين ويقاتل الكافرين ذهب الى المجموعة الفارة من المسلمين قال والله انكم لاحق بالقتال منهم فهم خوفا من سيفه رجعوا فلما رجع قسم منهم بادر هو لمبارزة مركز القيادة العسكرية لقريش المشركة وهد اركانها .

فلاحظ التدبير من امير المؤمنين ، فلما رأى الكل فر اذا هو يتولى جانب تكون هناك جوانب اخرى فتحصر المخاطرة على النبي طبعا هو النبي ليس ساكن غير متحرك وانما هو مركز فلاجل حماية النبي ارجع اولا جماعة من الفارين ولو بالسيف ثم خاض هو في استئصال جذور المشركين .

من ثم كما في روايات كثيرة عندنا ان احد انتهت بنصر المسلمين فبعد ان انهزموا في البدء انتصروا هنا كتب العامة تقطع المسلسل ولكن اي شخص عسكري امني يلتفت الى انه لا يمكن ان تكون نهاية الفيلم في معركة احد ان تنتهي هكذا والا لو كانت قريش انتصرت كيف لم يسبوا النساء في المدينة؟ وهم اكلوا كبد حمزة فهل يتورعون عن سبي النساء؟ فهذه حقائق التاريخ دائما محرفة ومقطوعة ولكن اهل البيت يكشفوها للبيب العاقل .

ففي الواجب الكفائي الفرد في كل الظروف وفي كل الحالات له لون من المسؤولية تجاه هذا الواجب الكفائي مثلا الية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي لاجل الاستراتيجية الكبرى وهو تنمية القوة والقدرة وكذلك باب التقية هي للمحافظة على القوة وانماؤها لا لاجل الهزيمة والانهزام وكذلك الدفاع فكل هذه الابواب تصب في الهدف الاكبر وهو اعدوا لهم ما استطعتم من قوة وسنقرأ الايات والروايات الكثيرة الدالة على ان هذا الباب هو الباب المهيمن على كل الابواب وان هذه الابواب عبارة عن اشكال من الاليات او من البرامج المتناسبة مع ظروف مختلفة لاجل حفظ القوة وتناميها .

يعني صلح الامام الحسن لو لم يكن يصب في تقوية جماعة المؤمنين ورايتهم لما اقدم عليه الامام فصورة هو صلح لكن حقيقة حفاظ وتنامي لقوة الايمان فالصورة شيء والمنهاج واللب شيء اخر كما ان ما قام به سيد الشهداء في تلك الظروف مع انه سبب استشهاده كه سبعة عشر من نجوم بني هاشم ونجوم الاصحاب والانصار لكنه يصب في قوة الايمان فلاحظ هذه وحده هدف وتعدد الادوار لو صح التعبير الهدف تنامي القوة وسيأتي البحث تفصيلا فيه .

فهذا الواجب الكفائي يجب ان نلتفت اليه هو يتخذ اليات وادوات متنوعة فالواجب الكفائي في باب الدفاع هو ليس بلون واحد والية واحدة وصياغة واحدة وانما بصياغات مختلفة وبالتالي انت ايها الفرد مسؤول بالمباشرة بان تهيء وتحرض المؤمين.

نقطة مهمة هل الاعلام الفقهاء قيدوا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقدرة ؟ هذا قيد وجوب وهل قيدوا ابواب التقية قيدوها بالقدرة ؟ يعني التقية لازمة ان لم يكن لديك قدرة لاجل حفظ الدماء والاعراض وايضا باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وايضا باب الدفاع ان يكن منكم عشرون عشرة مئة فهو قيد .

السؤال الصناعي والذي يسبب اخفاق في القيام بالمسؤولية العامة طيلة اربعة عشر قرنا عند جماعة المؤمنين حسب بيانات اهل البيت هذه الابواب مقيدة بالقدرة هل هي مقيدة بالقدرة بقول المطلق ام لا؟ سنبين ان الاعلام ليس مرادهم تقييد هذه الابواب بالقدرة بقول مطلق وانما في بعض الحالات والموارد ولو لم تكن لديك قدرة القيام بمسؤولية تلك الابواب بنحو الرخصة الراجحة او بنحو اللزوم والعزيمة حتى بدون قدرة.

مثلا لو اردت ان تفسر عاشوراء وحركة الامام الحسين بالقيود التي ذكرها الفقهاء في الجهاد او الدفاع لا يمكن تفسيره ، حيث سيد الشهداء وذويه واصحابه كانوا مستيقنين ان القتل سيقع فاذن اين قيد القدرة والقوة؟ في الظاهر كيف تترجمه؟

طبعا هذه البحوث ليس لان نفسر حركة الامام الحسين بها وانما يجب ان نفسر القيود المحيطة بالامام الحسين لا العكس فنحن نفسر الشهادة بالحسين لا الحسين بالشهادة وبالقناعات السابقة لدينا فان هذا خطأ والمعصوم هو المنهاج لا اننا نقرر المنهج بشكل مسبق على المعصوم ثم نقول كيف نفسر كلام المعصوم ، كلا المعصوم هو منهاج فنفسر المنهاج بالمعصوم لا ان نفسر المعصوم بالمنهاج .

هناك فتويين للسيد محسن الحكيم نشرتها مجلة الاضواء سئل قده انه نشاهد ميثم التمار والتوابين في موارد عادة احتمال النصر العسكري غير موجود وتحتمت الشهادة فلماذا اصروا على الاستشهاد والصمود ؟ يعني مع انكم قيدتم العمل بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والدفاع قيدتموه بالقدرة فكيف يفسر حركة الامام الحسين؟

وذكرت في الجلسة السابقة ان قائمة من علمائنا كانوا متيقنين بالشهادة كالشهيد الاول والشهيد الثاني والشهيد الثالث والشيخ فضل الله النوري او الشيخ الطوسي حرقت مكتبته واعتدي على امواله ولكنه هاجر الى النجف وكذلك السيد المرتضى و الصدوق كانت فتنة بين المؤمنين على الشهادة الثالثة والشعائر في الاذان والتشهد واستمرت قريب ثلاثة قرون فلا الصدوق ولا المفيد ولا المرتضى ولا الطوسي ولا ابن قولويه ولا ابن براج ولا الديلمي كل هؤلاء لم يثنوا المؤمنين بالتقهقر ، فهناك دماء ذهبت وذكرها مصادر الفريقين .

البعض ربما يعيب ان هؤلاء كيف فرطوا في دماء المؤمنين واعراضهم ؟ هنا السيد الحكيم يقول هذه القيود اذا وصلت الى بيضة الدين فهذه ليست قيود وانما هذه القيود انما هي في دم الفرد وعرضه وماله بل حتى دماء المسلمين او المؤمنين انما يراعى لا بحساب بيضة الدين فالسيد الحكيم يقول مراد الفقهاء من التقييد في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انما هي في البعد الفردي .

لماذا جعفر الطيار لم يصنع كما فعل خالد بن الوليد حيث فر من مؤتة ولما رجع مع جماعة المسلمين الى المدينة المنورة نبزه المسلمون اجمعون انهم الفرارون ، فهنا ليست عبقرية ولا بطولة كما يصفه العقاد فالمسلمون الذين كانوا يعيشون في ظل رسول الله نبزوهم انه انتم ارتكبتم كبيرة وانتم فرارين لماذا هنا موقف جعفر الطيار الاستشهادي وحذا حذوه زيد بن الحارثة ثم حذا حذوه عبدالله بن رواحة ، وكذب من يقول انه امر على جعفر زيد او عبد الله هذا كذب وانما الصحيح ان اول قيادات هو جعفر لماذا جعفر اسس قضية الاستشهاد؟ وكافأه الله بجناحين في الجنة النكتة نفس النكتة.

 

.

logo