46/06/29
/ علامات الظهور والسفياني (4) /باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (14)
الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه (14)/ علامات الظهور والسفياني (4) /
كنا في هذه السلسلة الوجيزة من البحث عن الدفاع والدفع والجهاد والرباط والحراسة للدين والمسلمين والمؤمنين وربط هذا الابواب بابواب التقية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالمناسبة تعرضنا الى علامات الظهور وخروج السفياني .
هناك جملة من النقاط تمت اثارتها حيث انه ورد في بياناتهم عليهم السلام ان السفياني من المحتوم ولكن كما ذكر الامام الباقر في رواية رواها النعماني في الغيبة ان المحتوم فيه المشيئة يعني البداء يمحو الله ما يشاء ويثبت ، يعني المشيئة تتعلق بالمحو ، فالمشيئة كما تتعلق بالاثبات تتعلق بالمحو ، والعلم اسبق من المشيئة و احد طبقات العلم الالهي اسبق من المشيئة فتعلق المشيئة بالمحو هو عنوان اخر للبداء وهذا مما ينبه ان البداء هو من المعاجز العلمية لائمة اهل البيت .
جملة من اركان المعارف والعقائد شيد بنيانها ائمة اهل البيت والا لما كان البشر يعرفونها ولا المسلمون يعرفونه ، كقولهم ع لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين لا تشبيه ولا تعطيل بل توحيد وتثبيت ومن هذا القبيل من اركان المعارف التي شيدها اهل البيت عليهم السلام ثم هناك من تبعهم ولهج بها فبالاساس هي من اهل البيت عليهم السلام ومن ثم لا يحيطون بهذه الاسس التي شيدها اهل البيت بالدائرة الواسعة الموجودة في بياناتهم ومنها البداء ففلسفة البداء وحكمتها وغايتها امور عظيمة جدا .
طبعا المذاهب الاسلامية الاخرى كانت تطعن على مدرسة اهل البيت ان البداء قول بالجهل في شأن الله وهذا جهل منهم بحقيقة البداء لانه يصعب عندهم تصور المتغير في عالم الخلقة وكيف يرتبط بالثابت الازلي وهو الله بالمتغير وبتعبير الفلاسفة من اصعب القواعد في المعارف الفلسفية ربط المتغير بالثابت الازلي فلماذا هذه الورطة على العقول البشرية والفلاسفة والمتكلمين والمفسرين ؟ لان الباري تعالى تام الفاعلية وليس بناقص فلماذا هذا المخلوق المتغير حصل لاحقا ؟ هل تغير شيء؟ وهل مع الله الهة واسباب اخرى ؟ كلا فقضية ربط المتغير والحادث والحوادث بالثابت الازلي هو مبحث صعب على الفلاسفة والعرفاء ومن ثم لكي يخرجوا من هذه الورطة قالوا بالجبر فجف القلم بما كان ويكون وكذلك عقيدة اليهود فالقلم يعبر عن ان الباري تعالى لا يغير الحوادث عما هي عليه فالسلسلة ثابتة ونفس الكلام في الاختيار فكيف يتصور الاختيار في المخلوق؟ يعني هل المخلوق هو بمساحة بمنأى عن الخالق اما اذا قلت بالجبر فانت تكون في راحة فتلغي الاختيار وتلغي القدرة فهو ربط الثابت بالثابت لا ربط المتغير بالثابت ، فاهل البيت اتوا بشيء صعب فهمه عليهم كيف لا جبر ولا تفويض وانما امر بين امرين؟ واي شيء هذا البداء؟
لذلك اليهود او يهود الامة الاسلامية لانهم جبريون قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم فليست قضية نسب وانما قضية منهج كما ان الامويين ليست قصة نسب وانما منهج وهو التدين بعداء اهل البيت وكذلك منهج العباسيين وكذلك الزيدية يعني منهج زيدية وفكرهم .
فكيف يربط المتغير بالثابت؟ وهذه المشكلة تجعل الانسان عديم المسؤولية لان ما قدر الله وقضاه سيكون واقعا لا محالة سواء قام الانسان بالمسؤولية ام لا لذلك الفكر الاموي الجبري يبرر الجرائم والمعاصي ارأيت كيف صنع الله باخيك؟ فينسبها الى صنع الله فربط التغير بالثابت حتى الفلاسفة حاروا فيه وان كانت فلاسفة الشيعة حاولوا ان يحرروا المطلب عن الجبر وعن الاخفاقات بان طعموها بنظريات من مدرسة اهل البيت والا الفلسفة اليونانية وغيرها لا تخلو من جبر ولا تخلو من تشبيه وغيرها من هذه الانحرافات المعرفية فليست الفلسفة صافية نقية مع انها محدودة ومضيقة مملوءة بالانحرافات ففلاسفة الشيعة نقحوا الكثير لذلك ابن سينا يقول المعاد الجسماني الفلاسفة ما ثبتوه ولكن نحن نعتقد به اذعانا لما جاء به النبي اجمالا .
فربط المتغير بالثابت امر حساس وهو يفتح باب المسؤولية على الانسان انك مكلف ولست ملجئ ومجبرا وانما مختار وان اخترت سوءا فلست بمعذور كالمجبور وانما عليك المسئولية فيمكنك ان تغير الواقع لا ان تقول جف القلم .
من هنا يأتي الكلام في السفياني لماذا الامام الباقر والجواد يؤكدان على ان قضية السفياني محتوم ولكن فيه المشيئة او فيه البداء وكلا الروايتين رواهما النعماني في الغيبة وان هذا باب عظيم عند اهل البيت ان المحتوم لا يعني الجبر ولا غلق باب التغير فاذا كانت للانسان ارادة وهمة يمكن ان يغير المحتوم من الشر الى الخير والعكس كذلك فاذا كان خيرا لا سمح الله بسوء فعل الانسان يمكن ان يتغير الى شر ، حتى في اصل النبوة واصل الامامة واصل الرسالة والاصطفاء ليس جبر ويخطئ من يفسر النبوة انها جبر فالانبياء ليسوا مجبرون على ان يكونوا انبياء .
كرارا ذكرنا هذا المطلب ان الانبياء اصطفاهم الله للنبوة لتفوقهم في الامتحان واكمل اختيار ناجح علم الله انهم ينجزونه فاصطفاهم من البداية ، شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وعلمت منهم الوفاء به وهذا قبل الامتحان وهذا معهود عقلائيا فتخيل ان النبوة جبر هو خطأ نعم النبوة والاصطفاء فعل الله وليس فعل البشر ولكن ليس معناه الجبر لا حدوثا ولا بقاء ولا استمرارا والامامة كذلك واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن يعني امتحنه واكمل الامتحان ونجح فيه قال اني جاعلك للناس اماما او قوله تعالى فلما قتل داود جالوت فداود فقير حافي راعي الغنم لكنه اصطفي وهو كان باليات متواضعة جدا ولكن قام باعظم دور ، فالهمة والارادة والقوة النفسية هكذا تصنع ان يكن منكم عشرة صابرون يغلبون مئة وان يكوا منكم مئة صابرة يغلبوا الفا وهذا ليس بسبب الاعدادات المادية نعم الاعدادات المادية ضرورية لكن القرآن يؤكد على ان الاخطر هو الجانب النفسي ، فالاعدادات المادية لا يغفلها القرآن ولا يجعل لها حدا اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ولم يجعل لها سقفا فرغم ان القرآن يؤكد على القوة المادية ابتداء واستمرارا بلا حد وبلا سقف لكن يقول القوة الروحية والنفسية هي اضعاف اضعاف القوة المادية .
فالشجاعة والصبر والتوكل وعدم الخوف وعدم الهلع وعدم الوهن النفسي وعدم الضعف يشكل ثمانين بالمئة من اسباب القوة تقريبا وعشرين بالمئة هو السلاح وان كان سلاحا نوويا فرب دولة نووية تنهار امام ارادة عزلاء لدولة اخرى لكنها صلبة الايمان نافذة البصيرة .
هاتان الصفتان اللتان ذكرها المعصوم في شأن ابي الفضل العباس انها هي سبب النصر اولا نافذ البصيرة يعني لا يخدع ولا تخدعه الافكار الخداعة فالخطط الخداعة للعدو لا لا تسذجه ولا يكون احمقا او ساذجا حاشاه من ذلك ، ونحن ملزمين بابي الفضل العباس بالاقتداء بها كمدرسة وليست فقط قضية شخص وان كان هو اعظم به واعظم ولكنه له بصيرة سبق الاخرين بها ، فلا تلكؤات عبد الله ابن عباس اثرت فيه ولا تلكؤات ابن الحنفية ولا مبررات عبدالله بن جعفر مع انهم محبين مخلصين ولكن لم تعق ابي الفضل عباس ولم تجمده فبصيرته هي انفذ ، هذا فضلا عن خدع الاعداء .
هل هذا كله كافي؟ كلا الامام يقول هناك صفة اخرى لابد منها للقوة والنصر لما نزور ابو الفضل العباس لنعي ان علينا ركنين في النصر لكي نحقق فرج اهل البيت وهي متواترة في هاتين الركنين الركن الاول انه نافذ البصيرة ولا يخدع امنيا بوليسيا عسكريا نفسيا فيقرأ ما وراء الكواليس والخطط والتحليلات والمبررات فلا يخدع بها فالقضايا الالكترونية والهجوم الالكتروني الاعلامي لا يخدع بها فهو نافذ البصيرة ويعلم الواقع كما هو فلا يحجب عن الحقيقة ولكن هناك ركن اخر لا بد ان ان يكون متوفرا عنده وبينه الامام زين العابدين وهو صلب الايمان يعني لا يخور ولا ينهار امام الحرب الاعلامية للعدو ان الناس قد اعدوا لكم ولا مقابل اخفاقات المؤمنين فهو يرى الاصحاب قد استشهدوا ولكن يبقى صلبا لايتزعزع ولم تنهار صلابته رأس ابرة بل بالغ في النصيحة فهو لم ينصح فقط وانما بالغ في النصيحة فتارة نقول وفيت ونصحت وتارة زيادة على ذلك انك بالغت في النصيحة هذه كلها حكم عصماوية عجيبة يعني لا يغش ولا يقول ما صنعته كاف فتبالغ في النصيحة ولا تؤدي ادائك ناقصا فهو قمة فهنا تجد عامل النصر هذان العاملان تؤكد عليهما ايات قرآنية كثيرة ان يكن منكم مئة صابرون وليس فيهم هلع وزوبعة فيكون واهن وموهن هو لم يهن ولم يوهن الاخرين بل يبث القوة في الاخرين فالضعف النفسي غير الضعف المادي فهو حتى في الجانب المادي لم يضعف .
كم من نبي قاتل معه ربيون فما وهنوا وما ضعفوا واستكانوا فلا يجزع ولا يهلع يعني كل الزلازل عندما تحصل هو يفكر كيف يدبرها بكل قوة وبكل ارادة .
في حرب احد عندما المسلمون فروا عن بكرة ابيهم وامهم عن رسول الله في البداية فقط علي ابن ابي طالب واجه الفارين وقال انكم لانتم احق بالقتال منهم ، فهم خوفا من علي رجعوا فامير المؤمنين في احد بدأ بمقاتلة الفارين قبل ان يقاتل الاعداء لانتم والله لاحق من اولئك بالقتال فيقولون خفنا من سيفه ورجعنا وكذلك في حنين يعني كل الزلازل كما تقول الصديقة الصحابة ذعرين فزعين لا يعرفون كيف يدبرون الازمة اما امير المؤمنين لديه ثبات ونفاذ البصيرة وصلب الايمان لم تهن ولم توهن .
فسبب النصر انك ترى الشر امامك ولكنك بعزمك الراسخ وبنفاذ بصيرتك تقلب الشر الى خير والله يؤيدك وينزل عليك ملائكته ، لاحظ حرمة الفرار من الزحف دليله انه لا تفتح في نفسك الخوف والذعر وانما اثبت ، احد المدارس العظيمة التي اسسها جعفر الطيار هو حرمة الفرار من الزحف بينما خالد ابن الوليد لما رجع مع مجموعة قاموا الناس يهتفون على جيش خالد ابن الوليد الفارين الفارين .
ان حرمة الفرار اذا كان عدد المسلمين بعدد الكفار او ان عدد الكفار ضعف عدد المسلمين بتلك الاليات القديمة كالسيف والدرع فيحرم الفرار بلغ ما بلغ اما البعض اراد ان يستثني فهذا خلاف المشهور وخلاف اطلاق الادلة لان نفس الثبات له قيمة ونفس الاصرار ذا قيمة حتى يخوف ويرعب العدو يقول هؤلاء اناس فدائيون خطرين فكلام زينب سلام الله عليها تخاطب الاعداء : اتظنون ان ابن والدي قتلتموه هكذا؟ والله انه لاثكل بيتا بيتا في دوركم يعني لم تستطيعوا ان تقتلوا سيد الشهداء الا وقد اوجد ثكالى في كل بيت بيت منكم صحيح النتيجة هي الشهادة ولكن المهم هو الثبات فلم يفر فهذه لها قيمة ردعية .
للاسف احكام القوة في باب الدفاع والجهاد والرباط متروكة مثلا الارجاف هي من المحرمات الكبيرة ولم يتوسع الفقهاء فيها وهذا خطأ طبعا نحن لسنا في مستوى ان نعاتب المشهور لكن كبحث علمي والا العتب علينا اشد فباب الارجاف وحرمة الفرار كلها تصب في عوامل النصر والظفر والقوة الان هناك نخب متدينة او غير متدينة تسترخص وتستعذب الارجاف وايجاد الزوبعة وهذا لا يجوز بل من الاحكام العظيمة انه حتى لو كان الشيء حقيقي فلا تنشره وانما اخبر المسؤولين بشكل امني وتفادوه لا انكم تصنعون الزوبعة لانها تفت قوة المؤمنين والجانب النفسي لديهم فانت تسلب القوة من المؤمنين يعني انت سلبت من معسكر المؤمنين سلاح عظيم وهو القوة .
ان قلت : اريد ان اتفادى مكر الاعداء نقول لك اوصله الى القيادات بشكل خفي لا انك تنشره بين العموم ليسلب منهم عناصر القوة النفسية لذلك الله عير اقواما كما يقول الائمة اذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به يعني يجب الا تذيعه فانت لا تكن سيفا بيد الاعداء ضد المؤمنين من حيث لا تشعر هذه كلها احكام للقوة اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ونحن نتساهل بها وهذا خطأ .
فبث الهلع والزوبعة كلها من المحرمات الكبيرة التي فيها زعزعة لبيضة الدين وراية الايمان بالعكس حتى ولو كان المؤمنون قلة وسلاحهم قليل انت بث القوة في الجانب النفسي كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله .
فداوود ضرب الله مثلا لنا ، اذن فلسفة البداء شيء عظيم يعني تحمل المسؤوليات والا في فتح الروم ومعركة يرموك مشركوا الروم كانوا اربعمائة الف والمسلمون اربعين الف فهزم المسلم على يد ابي عبيدة الجراح في الجولة الاولى وهزموا على يد خالد بن الوليد وقد ذكرتها كتب الفتوحات المؤلفة في القرن الثاني والثالث فهزموا في الجولتين وفرحت هند زوجة ابي سفيان وكانت وراء المعسكر وقامت بانشاد الاشعار التي كانت تنشدها في احد لانهم كانوا على علاقة مع الروم وكم من هذه النماذج موجودة في ذلك الزمان وفي هذا الزمان حينئذ استغاث خالد ابن الوليد وابو عبيدة ابن الجراح بمالك الاشتر لانه من عناصر علي ابن ابي طالب فقالوا لمالك ماذا قال صاحبك؟ قال لهم اعطوني قيادة الجيش انا ادبر لهم ، فابو عبيدة قال القيادة بايدينا ولكن نأخذ البرنامج منك فخالد ابن الوليد قال اعطه قيادة الجيش والا سنهزم فاعطي قيادة الجيش فقام مالك الاشتر بخطة عسكرية لا تصل في ذهن احد وهي من امير المؤمنين وانتصر المسلمون على المشركين .
فالمقصود ان جانب نفاد البصيرة وصلابة الايمان في منطق ايات القرآن اعظم من الاسباب المادية وليس فقط تنحصر بالاسباب المادية ولا ينهيها القرآن لا الى سقف النووي او ما اعظم منه يعني هذه ليست اسباب النصر الا بقدر عشرين بالمئة ولابد منها والسعي لا بد منه وكذا القوة المالية والقوى التنظيمية الامنية وفي كل الجوانب هذي لابد منها ولكن هي رمزية قلة فالجانب المادي هو عشر بالمئة اما جانب الصبر هو يعني هو الجانب الروحي تسعون بالمئة .
وكأين من نبي قاتل معه ربيون يعني هم هائمين في المشروع الالهي وهذا هو عامل النصر فهم ربيون ، وهناك رواية من الاسرار العسكرية في تاريخ امير المؤمنين انه قال للاربع الحواريين حوله لو كان جانب الكيف عندكم صاعد لقاتلت بكم الجبال ، طبعا نحن صفر على الشمال وسلب مطلق مقارنة بهم ونحن لا نسيء الادب مع الكبار ولكن هذه الرواية تبين انه ان لم يكن جانب الكم فلااقل جانب الكيف ولذلك يقول امير المؤمنين لو كان معي اثنان فقط لانتصرت حمزة وجعفر ولا ما انحرفت الامة؟ فاثنان وليس اربعة وليس اربعين وليس اربعمئة فلاحظ جانب الكيف كم له دور .
لذا القرآن يقول الجانب المادي وهو الكم هذا صحيح ولكن جانب الكيف هو العلم ونفاذ البصيرة وصلابة الايمان المشكلة الان النخب الدينية او النخب في المؤمنين عندهم كل شيء هو الجانب المادي انا اقول الجانب المادي لازم ونركز عليه لكنهم يرون كل شيء في المادة فاذا لم يكن الجانب المادي فهذي حماقة وخطأ حتى في الدفاع فيريد ان يوازن بموازنة مادية ولكن اذا لم تكن موازنة مادية يقول الامر انتهى . كلا ليس الامر كذلك
ثم هذه الموازنة المادية هل انت عندك استقراء دقيق اننا لسنا بموازنة مع الدول العظمى؟ فهل عندك تثبت من هذه الصغرى ؟ فلاالبحث الصغروى واضح ولاالكبروي واغفال تماما عن بحث كبروى اخر وصغروي وهي قضية صلب الايمان وانا اقول حتى النخب العسكرية او النخب السياسية من اكبر الاخطاء ان لا يستعينوا بزعماء روحيين في المؤمنين لان الجانب الروحي لا يمكنهم ان يؤمنوه فتخور ارادتهم وتخدعهم فلابد ان يكون لديهم زعيم روحي وشخص صلب الروح نافذ البصيرة فرجل الدين هو هذا تخصصه وهو البعد الروحي ولا يمكن ان تجعلها فقط على الخبرويين ، فالجانب المادي والالي هذا صحيح ولكن لا يكفي ، السيد الخوئي في الجانب الدفاعي فضلا عن الابتدائي يقول يجب ان يكون الفقيه في الوسط وان يكون متسلح فيبث الروح ولا تخور عزائمه .
يقول الميرزة محمد حسن المجدد في سامراء يوميا يقرأ عهد امير المؤمنين لمالك الاشتر ويتدارسه مع نفسه يقول هذا هو الذي يعينني في كيفية ادارة الامة ، فمن ضمن الامور التي يذكرها امير المؤمنين في عهد المالك الاشتر قضية شجاعة القيادة والتي اذا ضعفت قد تسلم لك دولة باكملها نتيجة الهلع والزوبعة فاقتحام رجال الدين الروحانيين في مجالس القيادات والقرار امر ضروري والقرآن يقول جانب الصبر وجانب الشحن الروحي للصلابة والمقاومة والثبات امر ضروري فلا يخور .
في قضية داعش كان المخطط اولا سامراء وثم ثبت فقط اربعة في العسكريين وبتدبير وخطط انزل الله عليهم الملائكة وفر داعش الى ما وراء ضواحي سامراء ، ثلاثة عراقيين والاخر ايراني ، فباربع سد الله بهم ولكن بتدبير وخطة وعزم وثبات ، فاذن القيادات حتى في الجانب الامني العسكري السياسي القرار السياسي هو بحاجة وهناك يجب ان يكون عنده بث روحي وكذلك القرار الامني والقرار العسكري والقرار الاداري لابد ان يكون هناك عنصر هو في نفسه عند صلابة الايمان يعني جانب العلم وجانب الروح معا فالعلم بمفرده لا يكفي والروح بمفرده لا يكفي .
راجعوا كلام السيد الخوئي في المنهاج يشترط كلا الامرين فريق الدين والفريق الخبروي المدني العسكري لان هذا قد يكون خبير اداري وخبير سياسي لكن روحيته متزلزلة فيحتاج الى من يشده روحيا .
اصلا لماذا انت يصلي يوميا؟ لانه شحن روحي فلا يخر ولا ينهزم والقرآن يؤكد ان النصر ليس حصرا بالاسباب المادية وانما الاخيرة لها دور عشرة بالمئة لان القرآن يقول ان يكن عشرة يغلب مئة او مئة يغلبوا الفا يعني عشرة بالمئة لان الجانب المادي هو عشرة او قل عشرين بالمئة لكن ثمانين بالمئة يقول القرآن هو الجانب النفسي والروحي والعزم والثبات والا قول امير المؤمنين للاربعة الحواريين لو كنتم ببأس روحي لقاتلت بكم الجبال ، اذن امير المؤمنين يشخص ان الاربعاء يمكن ان يكونوا بدل الاربع مئة وبدل الاربعين ونحن لا نتطاول عليهم ولكن بالقياس الى المعصوم هم شيء اخر وهذا تدبير نظمي .
كثيرا ما انت تجلس مع مسؤولين هنا وهناك عندهم ارقام استقرائية عن الوضع نتيجة معلومات الكترونية فعندهم نظرة سوداوية خاطئة عن المجتمع انه المجتمع ينقلب على عقبيه ، نقول لهم كلا نحن في خضم متن المجتمع نعم ترى ان المجتمع ينتقد وله الحق اما انه ينقلب شيء اخر كذلك في البلدة الجارة المسؤولين يعيشون فقط الذباب الالكتروني واحصائيات باطلة عاطلة وحرب معلوماتية خادعة كما حصل ذلك في حرب صفين وخدعنا بهذه الطريقة .
فاذن وجود رجل دين بصير امر ضروري في اي مجلس قيادي فيعرف الاسباب والتوجيهات الدينية والمنعطفات في مصير الامة لا ان يكون رجل الدين خائر وله خوار هذا لا فائدة منه وانما يجب ان يكون متسلح بالفهم الديني والمعرفة الدينية وان يكون خبير بان المعلومات دقيقة او زائفة ؟ نحن عندنا خداع في معلومات قال سيد الكائنات : الحرب خدعة يعني المعلومات التي تستقيها كم منها مخادعة؟ تعطيك زوبعة وخوار فاللاحقيقة تصير عندك حقيقة .
لذلك عندنا في الروايات لا يظهر الصاحب حتى يكون المؤمنون اكثر دهاء من عدوهم واكثر بصيرة منهم واكثر تدبيرا للجانب الامني من عدوهم لكن ما دام هم متخلفون امنيا ويخدعون ويحمقون فتتكرر الف صفين والا جيش امير المؤمنين في صفين ما يعوزون شيء ولكن البصيرة غير موجودة فبخدعة واحدة ينقلب النصر الى فشل وتنقلب القوة الى ضعف وتحققت صفين مرة ثانية في هذه الايام على نفس الارض وبنفس الخدعة والله تعالى هل يكرر الصفين في عهد الصاحب؟ كلا ، بل حتى في السقيفة هناك صفين وتشرح الصديقة تقول للانصار انه بكم العوز في القوة فلم هناك زوبعة في انفسكم؟ لم لا تكون بصيرة فيكم؟