« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث العقائد

46/06/19

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

الموضوع: باب الدفع والدفاع والتفريط فيه

 

كان الكلام في الجهاد الدفاعي وخضنا في هذا الباب ليس في التفاصيل وإن كانت التفاصيل مهمة ولكن نرى أن الحاجة العلمية الشديدة هي في الفهرسة الإجمالية فهناك نوع من القصور في هذا المجال في مدونات الفقه من باب أن جهود الأعلام عبر القرون جهود مشكورة وشكر الله سعيهم لكن هذا لا يسقط المسؤولية عنا فبالتالي البحث ليس في الأدلة التفصيلية وفي الشروط والقيود وانما بالذات البحث في القواعد العامة والتنبيهات أساسية في هذا البحث وتبويبه ونوع من تعبيد الطريق للباحثين عما هو المهم في مباحث الجهاد الدفاعي .

فنحن في مقدمات تمهيدية وأحد النقاط التي لم تتم هو مبحث منظومة المكر في القرآن وهذه مواد إثارة في الإستدلال وليس بحث تفصيلي مبسوط ، أحد الأعمدة في الجهاد الدفاعي التي لم تبحث من قبل الأعلام وبحثوها في الأبواب الأخرى وهذا يسبب غفلة كبيرة لدى المكلفين والنخب وربما أشرنا إليها إجمالا والآن نبينها تفصيلا أن إعداد القوة بنحو مستمر مستدام في كل الآفاق هذا دفاع لا ينقطع وهو وجوب دفاعي غير مرهون بالمخاطر القريبة من اعتداء العدو فضلا عن أن يكون مرتبط بحدوث عدوى من المعتدي وهذا اعداد القوة في كل المجالات واجب عظيم جدا .

مر بنا الواجبات الكفائية الموجودة في الجهاد الدفاعي ترتقي إلى درجة أصل تولي الله ورسوله وأهل البيت يعني كأنما حكم اعتقادي أكثر مما هو حكم فقهي وكبيرة من الكبائر فهي مخلة بأصل الولاية والعقيدة فبعض الأعمال قد تزعزع الصفة الاعتقادية من ثم لا يتوهم المكلف أن الولاء السياسي لأهل البيت هو فرع من الفروع كلا بعض مواطن الاستخفاف السياسي لاهل البيت يرتقي إلى درجة أنه يسلب من الإنسان صفة الإيمان يعني استخفاف سياسي أو اقتصادي أو أمني او او او .

لاحظ لو أن مؤمنا أمام أطماع الدنيا سرب معلومات خطيرة عن حومة المؤمنين والإيمان فحكمه القتل وهذه كانت من سيرة النبي وأمير المؤمنين والإمام الحسن ان بعض أنواع الجوسسة عن حومة المؤمنين كان حكمها القتل يعني كأنه يصل إلى درجة نزع صفة الإيمان عنه ويكون مهدور الدم فإعداد القوة ركن من أركان الجهاد الدفاعي ولا يقيد ولا يناط باعتداء العدو بل ولا يناط بمعرضية اعتداء العدو القريبة وانما يكفي الاحتمال البعيد لكن حتى مع ذلك الوجوب يبقى على حاله ولكن الأعلام عنونوه في أبواب أخرى وهذا يعني أنه نحتاج إلى كتاب أخر محل استفادة لعموم المكلفين .

مثلا ذكروا الأعلام في المكاسب المحرمة في مسألة حرمة بيع السلاح على الأعداء أن هذه الحرمة قد ترتقي إلى درجة العقيدة وهذه المسألة نصا وفتوى متفق عليها ولا خلاف فيه مع ذلك أنا عمدا لأجل ان استعرض كلمات الأعلام والنكات والقواعد لعله خضنا ثلاثين جلسة في هذه المسألة لأن فيها جواهر علمية ممتازة ذكرها الأعلام هناك ولم يذكروه في باب الجهاد أن أعداد القوة من واجبات الجهاد الدفاعي فهي لا تعلق ولا تناط بالاعتداء الفعلي للعدو ولا المعرضية القريبة بل حتى المعرضية البعيدة توجب على المؤمنين اعداد القوة سواء عسكرية أمنية بوليسية اقتصادية بنكية أو قوة في الإدارة المدنية في شتى المجالات فحفظ مجتمع المؤمنين لا يتم ببعد أو بعدين وإنما هو عام.

للأسف هذا المبحث مع أنه حساس ولكن ما ذكر في باب الجهاد الدفاعي بشكل مركز فهو ليس انه واجب فحسب وعصيانه معصية كبيرة وإنما شبيه الأحكام الاعتقادية فهم قالوا أن هذا يرتبط بأصل الولاء إلى الدين والمذهب فهذا الواجب إذا كانت هناك دولة للمؤمنين تقوم بها فبها ونعمة وإلا تصل النوبة إلى عموم النخب والمؤمنين ويشير لهذا المعنى السيد الخميني في نظام الجمهورية الإسلامية أنه وظائف الدولة إذا كانت كثيرة وإذا كان يمكن بدون فوضى وهرج ومرج تصل النوبة إلى عموم النخب والمؤمنين فيقومون بهذه المساحة المتروكة .

هو السيد فيما يرتبط بتنظيم المنافقين قام بالنفير العام كي يقضى عليه الى ان قمع مع أنه يقال هو تنظيم حديدي في الشرق الأوسط لأن بعض الوظائف قد الدولة بسبب أو آخر لا تقوم به فالوظيفة هنا لا تسقط بل حتى لو كانت الدولة تقوم بوظيفتها تبقى مساحات الأكفاء أو الإجدر تنحسر عن الدولة عن أن تقوم بالجانب الأكثر لحرب الخلايا الناعمة الداعشية مثلا .

فأنا لا أقول يصير فلتان لكن استقاء المعلومات يستطيع أن يقوم به عموم الناس والمؤمنين والمسلمين ربما هذا الذي يكنس البلدية ووضعه الاجتماعي مثلا من أضعف الطبقات والشرائح الاجتماعية لكن يمكن أن يقوم بدور أعظم من مدير عام لان في ساعات غير ضرورية يراقب حركات معينة تخفى حتى على الدولة ، اذن قضايا الوظائف العامة من الامن والعسكر لاتقتصر على الدولة وهذا لا يعفي عموم المؤمنين والمسلمين عن وظيفتهم العامة هي نقطة مستقلة برأسها ويجب أن توضح لعموم المؤمنين وهذا لا ينافي أن الإدارة بيد الدولة أو المرجعية لأنه من الموقع الفردي أنا أستطيع أن أقوم بدور فردي مرتبط بالوضع العام وأزود من يعنيه الأمر وأنسق معه من جهة الإدارة أو جهة الصلاحية لكن لا أني أكون في وضع سبات وردي وأعلق كل هذه الوظيفة على من يقوم بها من أجهزة الدولة والمرجعية ... كلا أنت بنفسك اجعل في بالك وعلى عاتقك تلك الوظائف في المساحات التي لا يملأها الجهاز الإداري والجهاز الحاكم الديني والسياسي فهذا الحس مهم .

نقطة أخرى مستقلة أن الواجبات العامة يجب على الإنسان أن لا يستصغر جهده ويستهين به سواء قضية اقتصادية بنكية إذا كانت فيها خلل معين أنا أحاول على أصلاحها بدون أن يكون فوضى وتوتر فأنا أنسق مع جهات معينة وهذه هي أم الحلول ، افترض اقتراح قدح في ذهني أطرحه على الآخرين لاحظ الفكرة العملاقة والفعل العملاق قد يأتي من أضعف أفراد المجتمع .

القرآن يحدثنا عن قضية النبي داود قبل أن يصبح نبيا هو كان مصطفى من ولادته وهذه عقيدة علماء الإمامية أن الأنبياء مصطفون لكن قضية الاصطفاء تختلف ما بين بعضهم البعض فالنبي داود كان مصطفى وإن لم يكن رسولا وإماما مع ذلك لم يستهن بجهده الضئيل في قبال طالوت الذي هو إمام معصوم منصوب بالفعل من قبل الله فما قال داود وما أنا خطبي وخطري وما عسى أن يكون دوري أمام المعصوم وعنده جيش جرار فالله عز وجل سدد النبي داود الذي لم يكن إماما بالفعل وكان مأموما وهذه معادلة عظيمة جدا يبينها لنا القرآن وكان قدر الله أن هذا الفعل الضئيل في نظر الناس لكن لانه مرتبط بالشأن العام يكون هذا هو مفتاح الحل الاستراتيجي الحضاري في الشرق الأوسط .

هذا يؤكد على أن كل أفراد المجتمع لا يعفئهم تصدي القيادات الشرعية وإن بلغت في شرعيتها الأصطفاء والإمامة ولذلك هذه نظرة خاطئة حول روايات علامات الظهور أنه نحن نبقى متفرجين كلا أنت يجب أن تكون مساهم وأن يكون على عاتقك مسؤولية الأحداث يعني انتبه أنت أيها المؤمن المسلم عندك مسؤولية المساهمة في الأحداث لا أن الأحداث تجري جبرا قهرا عليك كلا أبدا هذا منطق غير صحيح فالأحداث الاجتماعية أو السياسية ليس عندنا في منطق القرآن ولا منطق أهل البيت أننا مجبورون مقهورون عليها هذا منطق خاطئ جدا .

نقطة أخرى مستقلة لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين أيضا هذا في الأحداث الاجتماعية بل حتى الظهور الشريف المقدس لصاحب العصر والزمان لا هو جبر ولا تفويض هناك غايات كثيرة أن الأمر بيد الله لكن هذا لا يعني أنه خارج عن المسؤولية وعن الامتحان فإذا كان تفسيرك لعلامات الظهور بما يبعدك عن المسؤولية هذا تفسير خاطئ لعلامات الظهور يعني أنت شارك وساهم وقم بالمسؤولية مثل معلومات أحداثية أنت ماذا سيكون دورك فهذا أهم معنى في علامات الظهور يعني أنت مسؤول فكن مهتما بالأحداث كن مشاركا وكن فاعلا لا أن تكون منفعلا وهذه نقطة على حدة غير علامات الظهور أن الإنسان يكون منفعلا أو فاعلا؟

معنى الجهاد الدفاعي أن يكون فاعلا وأعدوا لهم من قول تكونوا فاعلين تردعون به عدو الله وعدوكم فتردعون فاعلين لا منفعلين ، دائما النصر والنجاح حليف المبادرة ظالما كان أو مظلوما دائما غالبا إذا كنت منفعلا وتنتظر إلى أن يأتيك الهجوم التتري المغولي تكون منفعلا، هو التتار كان باستدعاء الخليفة العباسي في القرن السابع إلى بلاد إيران وعاثوا فيها فسادا أكثر مما صار في بغداد حيث هم بعد الهجوم من إيران انتقلوا إلى بغداد أيضا باستدعاء قاضي القضاة العباسي الذي ينتمي إلى أحد المذاهب الأربعة وهذه النصوص كلها موجودة وحقائق موجودة في كتب التاريخ كتبها السيد حسن الأمين وغيره من العلماء ولكن الطرف الاخر حملوا هذا على العلامة الحلي كذبا وزورا هكذا الآن يحضرون للمغول التتري مرة أخرى فيجب أن لا نكون منفعلين .

فهذه من الأسس الأولية في باب الجهاد أن المبادر تكون بيده الورقة أما المنفعل فبالعكس وإن كانوا قد أعطوه الأمان واتفاقيات هذه خداع كيف تكتشف الخدع في الطرف الآخر؟ القرآن الكريم ربما ذكر 14 محورا في المكر والخدع في الالتحام والحرب الباردة والحرب الساخنة والحرب الناعمة والحرب النفسية أنواع من الحروب مع الأعداء الخدعة هي سلاح عظيم وكذلك الحرب النفسية سلاح عظيم هذا بنفسه محور مستقل كيف أنت تبني الثقة والوثوق بالطرف الآخر وهو كم مرة خدعك ؟ كيف تبني الأمور على الوردية وسيما على مستوى القيادات ومن بيدهم القرار ؟ لا يصح هذا نعم تعطيه من اللسان حلاوة هذا بحث آخر لكن الكلام أن الجسم الموجود لديك لا يكون باردا ولا يكون مجمدا ومغفلا وغير مستعد فهذا باب بنفسه مستقل ان التخطيط الخفي والخدعة والحرب النفسية باب عظيم يجب أن يصاغ آلياته وتوصيات الوحي والقرآن والروايات والحال أنه خطير جدا .

محور آخر أيضا في هذا المجال ضروري هو معرفة المخطط لدى العدو ، فهو ليس معلق بحصول الاعتداء من العدو وليس من قيوده أن العدو في معرضية قريبة فحتى لو كان معرضية بعيدة أنت من الآن واجب عيني عليك أن تكتشف مخطط العدو وما هو وراء الكواليس أين هذا عندنا ونحن حتى لا نشعر بالوجوب وبالإلزام مع أنها من الواجبات العظيمة وهذا أهم وأخطر ثمارا وملاكا في الرؤية الدينية وأنه بعد ذلك كيف تستطيع أن تعالج عدوان العدو إذا وقع ؟ كلا هذا أهم والوقاية خير من العلاج هذا يجب أن تكتشفه وكم البنود التي ذكرناها .

لاحظ الرسول قال المؤمن كيس يعني قوام الإيمان بغض النظر عن الفرد أو المجتمع القيادة أو النخب إذن من وظائف الإيمان الأساسية هي الكياسة ، ان جهاز المؤمنين ونظامهم يجب أن يكون في حالة تعبئة ذهنية ويقظة واستعداد وتدبير إداري فرسول الله قال الإيمان يعني من وظائف الإيمان وليس من وظائف القيادة ، ما هي تعريف الكياسة بلغة عصرية إدارية اجتماعية وبلغة النظام العام ؟ هذه يجب أن نكتشفها ونعرف فرقها عن الفطنة .

الوظيفة الثانية :

قال النبي المؤمن كيس فطن ما الفرق بين الفطنة والكياسة حذر يعني دائما في حالة احتياط فرق بين الحذر وسوء الظن فالاخير هو ان تحكم على الطرف الآخر ولكن ليس من الضروري أن تحكم على الطرف الآخر أنت احذر واحتط فالحذر في الأمور الأمنية والأمور السياسية والمجتمعية والأمور العامة أعظم من الحذر الفردي أمير المؤمنين يفسر الكياسة التي ذكرت في كلام سيد الأنبياء يقول كن كالمختار عنده قدرة إدارة وتأسيس دولة أو دويلة فأخذت ثلثي العراق في ظل شرائط معقدة جدا ولكن هو استطاع أن يؤسس الدولة واستطاع أن يعطي رعاية وحماية لبني هاشم في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة فما كانت أنشطته محصورة بالرقعة الجغرافية اللي كان يسيطر عليها وانما هو كان عنده أنشطة أمنية إلى درجة أنه قام بأنشطة أمنية لحماية بني هاشم من الزبيريين والأمويين والنواصب ومن المؤامرات التي كانت تحاك ضد بني هاشم والإمام زين العابدين ومحمد بن الحنفية .

هذه أمور مهمة كلها راجعة إلى كياسة المختار يعني ذكاؤه والإدارة السياسية وما شابه ذلك حتى أن المؤرخين يقولون أن ما قام به المختار كالمعجزة أنه في ظل الظروف المعقدة كيف تسنى له ذلك وإن كان ذلك بمساعدة النخب كإبراهيم الأشتر ورجالات أتباع أهل البيت بل حتى بمساعدة أخت أمير المؤمنين المغفول عنها وهي أم هانئ بنت أبي طالب هذه كان العقل الأمني لديها عظيم ورغب الرسول في الزواج منها وورد فيها أنها لم تشك في الله طرفة عين وكانت مخبأ أمني لسيد الأنبياء في أوائل انطلاق دعوة الإسلام وكانت أول مورد للمعراج في رواية الفريقين وانطلق رسول الله إلى المعراج من بيت أم هانئ ابنة أبي طالب طبعا هي متزوجة ولكن زوجها مات فاعتذرت عن قبول الزواج لرسول الله أنه ان اتزوج أما أقصر في هذا أو في هذا ولا أريد أن أقصر .

المقصود أنها هي دورها كمرأة شيء ودورها كوزيرة أمن لسيد الأنبياء شيء آخر وكذلك وزيرة أمن لأمير المؤمنين وللإمام الحسن والحسين ولولا ادوار أم هانئ قد يكون إخفاقات في واقعة الجمل أو صفين أو النهروان فهي لها دور ناعم خفي إداري وهي بقيت عين للرسول في مكة فما هي صلتها بالاحداث؟ يعني هي قصاصاتها خفية جدا. وانا انتدبت مجموعة من الاخوة في قم لجمع روايات ام هانئ بنت ابي طالب فجمعوها ولكن لم يطبعوها إلى الآن وايضا بعض الأخوة هنا قاموا بجمع القصاصات لم يقف عليها أولئك .

هي كانت طبيعتها أدوار خفية جدا وقيل أن لها دور في نجاح المخطط الذي قام به الإمام الحسين في عاشوراء وما بعد عاشراء وكان أولادها أذرع لها وأول ما جاء أمير المؤمنين الكوفة سكن في بيت ابن أم هانئ فهي كانت مأوى أمني لرسول الله في مكة ولأمير المؤمنين في الكوفة ولها دور في إنجاح ثورة المختار فكان المختار يستمد ويتزود من مكانتها وشرعيتها وكأنما وفاتها بعد ثورة المختار ولدورها الخفي لا يشم دورها لاصديق ولا عدو فهي امرأة عظيمة جدا جدا

ولاحظ تعظيمها الاصطفائي للزهراء فهي تتخاضع اداريا للزهراء ولأمير المؤمنين رغم أن لها شأن مع النبي فلا يرد لها طلب وهذا شبيه إدارة خديجة بنت خويلد لأكبر شركة تجارية ورأس مال في قريش فرغم أنها امرأة في الجاهلية ورغم أنها لم يتزعزع لديها الحجاب البدني والاجتماعي ولم تلتق بالرجال مباشرة ومع ذلك لديها إدارة أكبر رأسمال في الجاهلية وكان هذا تحضير لنصرة رسول الله كما هو معروف نصر الإسلام بسيف أمير المؤمنين وبمال خديجة وحتى ورد في القرآن الكريم ووجدك عائلا فأغنى فعيلولة النبي ليست فردية وإنما عيلولة أكبر مصلح ومدير في الأنبياء وأكبر مشروع نبوي فالنبي وجوده جمعي مجتمعي .

فبالتالي ألم يجدك يعني في مشروعك الذي هو أعظم وأخطر مشروع الميزانية غير موجودة فأغنى بمال خديجة فهي لها دور عظيم وحتى كانت خديجة أكثر من والدها في الثراء وفي الإدارة وكثير من زعماء قريش وملوك الفرس والقبط والحبشة تمنوا الزواج بها لكفاءتها الإدارية .

لاحظ لو لم يكن المختار قد تنقحت لديه الأدلة أن إقامة الدولة من دون أن تكون هذه الدولة في واجهتها المعلنة الإمام المعصوم عليه السلام وإلى الآن الفقهاء في حيص وبيص كيف تقام دولة من دون أن يأخذ بزمامها الإمام المعصوم علنا شاهرا ظاهرا ؟ فكيف أن المختار قبل 1400 سنة هذه المسألة تنقحت لديه ؟ فتنقيح التدوين الفقهي إذا لم تكن كفوءا ومرنا يجهض الدفاع ويجهض هذه الواجبات ويعرقلها ويميتها .

هناك لغط كثير أن الأئمة ما هو موقفهم من ثورة زيد الشهيد ؟ على أقل تقدير خمسة طوائف مستفيضة من الروايات بين ذامة ومادحة مفصلة في زيد الشهيد وصراحة تسليط الضوء على كل حياة زيد لم يتم بعد وأحد الأخوة زودني بقصاصات عجيبة عن حياته فهوكان بمثابة اليد اليمنى في المفاوضات السياسية والأمنية بين الإمام الباقر والدولة وأحد الجدليات الشديدة التي ربما عاقت زيد عن النجاح وقد صدرت بعض التنبيهات من الإمام الباقر والصادق لو أخذ بها زيد لكان في نجاح أكثر لثورته وتلافي السلبيات أكثر .

المهم البحث في زيد كما يقولون شخصية جدلية يعني صعب وليس بسهل أنا رأيت أحد المراجع الكبار يسأل من أحد المجتهدين المتخصصين في علم الحديث أنه ما هي بالدقة رأي أهل البيت عن زيد ؟ فذاك المتبحر في علم الحديث وكان تلميذ لهذا المرجع قال له أن رؤيتي حول زيد أن النص الفلاني عن الباقر والصادق هذا يحل اللغز واستعجب ذلك المرجع الكبير حتى من كلامه وقال أنا لم أقف عليه ،

أنا رؤيتي بالنسبة لكلام هذا التلميذ المتبحر أنه حفظ شيئا وغابت عنه أشياء لكن حسب أحد المحققين التاريخيين أن أحد أسباب الإخفاق التي صارت في ثورة زيد أن فقهاء الشيعة في الكوفة لم تتنقح لديهم ما تنقح لدى المختار مع أن المختار قبل زيد .

فلاحظ فقهاء كبار هذه المسألة لم تتنقح لديهم ولا زالت المسألة في حيص بيص فكيف تنقيحها ؟ فلاحظ التنظير القانوني لاصل هذه الأنشطة التي هي عمود فقري في حماية بيضة المؤمنين بالغ الخطورة ولعل تعبير أمير المؤمنين في وصف المختار أنه كيس يعني مخططه جدا كبير فيعرف كيف تخريجاتها الفقهية والعقائدية والإدارية والسياسية إما يريد أن يقوم به لأنه إذا كان هو متردد مترجج فمشروعه سيقف وسيجمد في أول الطريق أما إذا كان هو ذا يقين بصحة المشروع فسيمضي قدما إلى النجاح وهذه نقطة مهمة في الدفاع أنه إذا كانت البصيرة الفقهية واضحة هذا عنصر قوة جدا مؤثر .

مثلا شخصية من الشخصيات في زمن الثاني اختلف فيها انها هل هو مجوسي هل هو مسلم هل هو شيعي هل هو عمله مرضي هل قام بعمل مرضي أم لا هناك جدل كبير ولكن من القصاصات يظهر ان بصيرته متقدمة على بصيرة رموز اصحاب امير المؤمنين بعد عشرين سنة. يعني بعض حواري امير المؤمنين في سنة ستة وثلاثين للهجرة يسالون عن امور الى الان غير واضحة لديهم المسالة ، بينما هو قبل 20 سنة قام بما قام بجزم وبلاتردد فلو كان مترددا ما كان يستطيع وهو اصلا اسقط الهالة الخداعية التي بنيت في الفكر والعقل الإسلامي .

الإمام الصادق يمدح التوابين في كامل الزيارات فهم لم يكونوا في الكياسة كالمختار والأخير أسبق منهم ومتفوق عليهم ولكنهم متفوقون على المختار بحسب بيان الإمام الصادق في جانب آخر أنهم أول فئة من أتباع أهل البيت لم يرددهم عدم تصدي الإمام لنشاط عسكري فأول من قام بنشاط عسكري بدون حضور المعصوم فلم يكونوا متلكئين ومترددين وأنهم يريدون الأمور شاهرة ظاهرة كلا هم يفهمون الرمزية في المشروعية وهذه مشكلة تفت في عضد أي نهضة دفاع .

انت يجب أن تلاحظ أن الإمام بيئته مملوءة بألغام الأعداء حتى عند الأعلام كيف تريد أن تكون الأشياء علنية بل حتى عند الأعلام عندهم جدل أنه كيف تكون الشهادة الثالثة جزءا من الأذان والتشهد والنبي لم يأت بها في الصلاة نقول أن النبي بدأ بولاية أمير المؤمنين من أول الإسلام من يوم الدار لكن بشكل شاهر ظاهر كانت هي في الغدير في آخر شهرين من حياة النبي وهذه للأسف غير واضحة لدى كبار الاعلام يقول لو كان لبان. نقول له لو كان لبان هل في ظروف عادية و وردية؟ المشكلة انهم يفرضون الظروف دائما وردية. نحن نعيش التدريجية في اصول الدين لا فقط في الفروع ، نحن نعيش زلازل من الفتن في زمن رسول الله وزمن الايمة. هو يقول ان افرض الامر وردي. لا يمكن هذا. وهذا على صعيد الاعلام فكيف على صعيد عموم المؤمنين. فقضية البصيرة الفقهية جدا تفت في عضد النهضة والقوة والاعداد والعدو يعرف كيف يفتن ويجمد المؤمنين من هذا الجانب ويعتبرها نافذة ضعف قديما وحديثا.

logo