< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

44/11/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوحيد بالأسماء الإلهية درجات

بعد ما استعرضنا منهج الكلييني المتكلم الفقيه المحدث الرجالي حيث هو ذو ابعاد موسوعية في العلوم الدينية كما كان الشيخ الطوسي هكذا ومر ما ذكره الكليني في الحديث الاول وهو خطبة لامير المؤمنين يذكر منهجه

الرواية الثانية :

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ‌ اسْمُهُ‌ وَ تَعَالَى‌ ذِكْرُهُ‌ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ سُبْحَانَهُ وَ تَقَدَّسَ وَ تَفَرَّدَ وَ تَوَحَّدَ وَ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ وَ هُوَ الْأَوَّلُ‌ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‌ فَلَا أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ رَفِيعاً فِي أَعْلَى عُلُوِّهِ شَامِخُ الْأَرْكَانِ رَفِيعُ الْبُنْيَانِ عَظِيمُ السُّلْطَانِ مُنِيفُ الْآلَاءِ سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ الَّذِي عَجَزَ الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ صِفَتِهِ وَ لَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ إِلَهِيَّتِهِ وَ لَا يَحُدُّونَ حُدُودَهُ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لَا يُتَنَاهَى إِلَيْهِ.

اما صالح ابن ابي حماد فهو بصري لم يوثق عند النجاش ولكن السيد الخوئي اعتمده لان روى عنه ابن قولويه كثيرا في كامل الزيارات وهو يروي عيون الزيارات اما الحسن بن علي بن حمزة البطائي هو ابن الحسن وان كان يحتمل ان يكون من احفاد ابي حمزة الثمالي لانه مشترك في هذه الطبقة

اما ابراهيم سواء الصيقل او الكرخي او البصري في هذه الطبقة كلها موجودة

طبعا انما نستعرض طبقات الرواة لا انه نعتمد على حجية وثاقة الرواة في العقائد العقائد المفروض فيها ان تكون الادلة مفادها محصلا للعلم التكويني لا الظن المعتبر ولكننا نستعرض طبقات الرواة لاجل ان نتعرف على مدارس ومذاهب رواة الامامية على مختلف مشاربهم

يعني اذا تلاحظون رواد علماء الرجال من الفريقين ورواد ارباب الجرح والتعديل عمدة مصدرهم في الرجال لا ينحصر باقوال الرجالين ممن سبقهم بل العمدة عندهم في سبر تراث الحديث يرون ان الرواة ماذا رووا من متون? فيكتشفون مرام الراوي

مثلا مراسل عسكري او اقتصادي او رياضي او سياسي او هواه مع هذا القطب السياسي او ذاك ، فنفس ما يتعاطاه يمثل مسلكه وممشاه

غالبا ارباب الجرح والتعديل من نفس كتب الحديث هو يبين حال الرواة وثاقة وعلما وربما الرجالي يكتشف الراوي من متن واحد يقول ان هذا حتما مذهبه العقائدي كذا والراوين عنه ثقاة لم يتقولون عليه اذن هذا هو مذهبه

مثلا نسب الى بعض الرواة انهم قائلين بالجبر لان المتون التي يروونها كلها جبرية فليس ان المتن يصحح بالرواة وانما يكشف حال الرواة من المتن الذي يرونه لا العكس

مثلا راوي رمي بالغلو ، لان الروايات التي يرويها كلها فيها غلو لا انه في الرتبه السابقة اكتشف انه غالي ثم حكم على المتن بالعكس المتن يحكم على الراوي بغض النظر عن ان هذا الحكم حيادي صحيح او افراطي فمن المتن الذي يرويه الراوي يكتشف الراوي لا العكس

فنفس هذا التراث بما له من عرض عريض يعطينا تاريخ علمي للحياة العلمية للرواة وهذه حقيقة

ومما يدلل على محورية المتن لا محورية الطريق هو هذا المطلب .

قال ع :

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ‌ اسْمُهُ‌ وَ تَعَالَى‌ ذِكْرُهُ‌ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ سُبْحَانَهُ وَ تَقَدَّسَ وَ تَفَرَّدَ وَ تَوَحَّدَ وَ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ وَ هُوَ الْأَوَّلُ‌ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ‌ فَلَا أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ رَفِيعاً فِي أَعْلَى عُلُوِّهِ شَامِخُ الْأَرْكَانِ رَفِيعُ الْبُنْيَانِ عَظِيمُ السُّلْطَانِ مُنِيفُ الْآلَاءِ سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ الَّذِي عَجَزَ الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ صِفَتِهِ وَ لَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ إِلَهِيَّتِهِ وَ لَا يَحُدُّونَ حُدُودَهُ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لَا يُتَنَاهَى إِلَيْهِ.

الظاهر عالم الشهادة والباطن عالم الغيب وان كان الظاهر والباطن ذو درجات

البعض اعترض على امير المؤمنين ان هذا علم الغيب كيف تعلمه ؟ قال ويحك هذا علم الغيب بالنسبة اليك واما بالنسبة للملائكة فهو شهود اي يشهده الملائكة ، و وصي سيد الرسل مرتبته العلمية بنص القرآن فوق مرتبة الملائكة فهذا بحث الظاهر والباطن او الشهادة الغيب ذو مراتب

احد بيانات ال البيت انه كلما خرج الى عوالم المخلوقات من علم الله فهو ليس هو غيب مطلق وانما الغيب المطلق هي الذات الازلية الالهية اما من المعلوم والعلم او الشيء اللي ينوجد في عالم المخلوقات فهو غيب نسبي لا غيب مطلق يعني بلحظ ما دون من العوالم غيب وبلحاظ ما فوقه ليس بغيب وانما شهادة

اصلا بالنسبة لله هل هناك غيب وشهادة? هذا الغيب والشهادة بالاضافة الى المخلوقات والا بالنسبة الى الله لا يغيب عنه شيء

فالغيب والشهادة افعال لله بالاضافة الى المخلوق وهذا مبحث مهم ان الصفات نسبية بالاضافة الى ما مر بنا ان الوهابية او حتى بعض الصوفية عندهم ان الله قريب لا حاجة للوساطة والتوسل فهنا الله قريب لا ان الخلق قريبون اليه ، اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ان الله قريب لا المخلوق وان الله غني عن اي مخلوق فغنى الله شأن اما فقر المخلوق حيث المخلوق يحتاج الى انبياء و وساطات فلا تسحب فقر المخلوق الى الساحة الالهية وغنى الساحة الالهية لا تسحبها الى المخلوق وهذا الخلط خطير جدا

هذي الصفات مطلقة او نسبية ثم هي صفة للخالق او للمخلوق ؟ هذا كله يختلف اذن الظهور طبقات والبطون طبقات

هذه كلها صفات الله بلحاظ المخلوق لا بلحاظ ذاته تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن حتى لاحظ الاول باولية ؟ هذي الصفة لله بلحاظ المخلوقات او له في نفسه ؟ فهو الاول ليس بانه وجد من حد هذا كفر بالله اولية الله يعني ليس مبدأ كما في المخلوقات وانما بالعكس بمعنى بلا حد بدءا ، عكس المعنى الاول للمخلوقات واخرية الله بمعنى الحدث في الانتهاء ثم ليس له حد ينتهي اليه تعالى

فاولية كما ان اخرية الى حد يقف عنده فاخرية الله تختلف عن اخرية المخلوقات ... رفيعا في اعلى علوه او اللهم اني اسألك بعلوك كله لماذا يركز الباقر على ان الاسماء الله ذات بطون ومراتب؟ يذكر الامام في دعاء البهاء عشرون ونيف اسم ثم يذكر بانها هي اسماء ذاتية اولية ذات مراتب ولكن هذه الاسماء تعبر عن مراتب الفعل الاداري وان سميت صفات واسماء ذاتية?

حيث العرفاء قسموا اسماء وصفات الى الفعل الاقدس والفيض المقدس وهو نفسه من بيان اهل البيت يميزوه لان البيان العقلي المتكرر عند اهل البيت هو خلق الاسماء الالهية و نفس القرآن يقول ادعو الله هو الاسم او ادعوا الرحمن هو الاسم ايا ما تدعوا فله ملكية وهيمنة على الاسماء ـ، فعالم الاسماء ليست عالم الارض والسماء والعرش وكذا وانما هذا العالم لاتشم فيها رائحة الخلق يعني لا يستطيع العقل ان يبصر رائحة المخلوقات فيها

الى الان العرفاء والفلاسفة المشاء والاشراق لا يستطيعون ان يروا بعيون عقولهم لولا الخلق في الاسماء وهي عين الذات مما يدل على ان دور اهل البيت لا العرفاء ولا الصوفية لا يستطيعون ان يفهمه غيرهم لان هذا عالم مقدس اقدس يعني اقدس من ان يشم فيه المخلوق او يبصر في محتوى ، كيف اذا دخلت في مكان من الصفاء والمرائي بشكل شديد بحيث لا يمكن ان تميز المرايا عن الشيء الذي تعكسه في المرايا سيما اذا كانت لا متناهية المرايا فاين تميز المنعكس في المرايا عن نفس المرايا? فتشتبه عندك الحقيقة وانعكاسها

هذا البيان في سورة النمل فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها طبعا يقال هذا التعبير حقيقي ولكن رمزي يراد بها شيء اخر انه صرح ممرد يعني الانانية راحت والمخلصون ينقون عن الظلمة و قذورة الانانية

في كثير من زيارات امير المؤمنين انما وصل امير المؤمنين الى هذه الرتبة من سيد الانبياء لان اخلص المعصومين الاربعة عشر الى رسول الله هو امير المؤمنين لا انانيته له في قبال رسول الله فوصل الى ما وصل اليه

المقصود انها سميت عالم الاسماء لانها انقى واصفى موجود في عالم الامكان بحيث لا ترى فيها لون المخلوق قل ادعوا الله او ادعوا الرحمان ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى او فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه

فيجزون الالحاد الاعطاف على الاسماء

الاسماء ليست المسمى وانما هي مندكة ومتجهة الى مركز الوجود والحياء عن سبيل الله حياد عن الله ولان السبيل هو الذي يأخذك اليه اذا كان امير المؤمنين سبيل الله فالتنكب عنه تنكب عن سبيل الله يعني عدم الوصول الى الله وانت يا علي بابها فمن اراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها

فوجه الله وجنب الله وعين الله هو الاتجاه الى الله فنحن كما نؤمن بالله نؤمن بوجه الله وبيد الله وبعين الله وبسبيل الله وبجنب الله وبعين الله وبايدي الله

اذا انا اريد ان اصل الى المركز بدون الاسماء هيهات استكبرت

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo