« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/05/25

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إكراه في الدين و أفعال القلوب

 

الموضوع: لا إكراه في الدين و أفعال القلوب

لا زلنا في اية الكرسي التي هي اية التوحيد والولاية ومر بنا التعبير عن ايات الكرسي باية واحدة وانها اية الكرسي كثيرا ما في الروايات تعبر عن مجموعة ايات بآية فالمقصود ليس انها اية واحدة وانما هذه مرتبطة مع بعضها البعض فالوحدة في وصف الاية رمز لانها هذه الاية وما يتبعها بحكم اية واحدة باعتبار ان الاية الاولى من الايات الثلاث في اية الكرسي هي القمة او الرأس وما يتلوه من اية وايتين تبع لها سواء من باب وحدة الموضوع او وحدة النظام كما الحال في سورة البقرة فلماذا سميت كل السورة بالبقرة? فليس المراد خصوص الايات التي ورد فيها اسم البقرة او سورة النور وكذلك اية النور هي ثلاث ايات لكن يعبر عنها اية النور التي بدايتها ﴿الله نور السماوات﴾[1] ثم تقول في بيوت ثم تقول رجال فهذه الايات الثلاث منظومة وباقة واحدة ولها اثار فكرية وعلمية ومعلوماتية وروحية لكن تعتبر اية واحدة فالوحدة بهذا اللحاظ .

هذا شاهد على ان تنظيم مفاهيم القرآن لايقوم على اساس وحدة الموضوع او وحدة السياق فقط بل قد يقوم على اساس وحدة النظام ووحدة المنظومة فهو منهج تفسيري يختلف منهجيا عن تفسير وحدة الموضوع ووحدة السياق ولنفترض كل هذه المناهج صحيحة لكن التكامل بينها متفاوت فمن ثم حاولنا في كل مسيرة التفسير وقواعده التي وفقنا للخوض فيه الى حد ما ان نلتزم بمنهج امومة المحكمات في الولاية والمحكمات ، وان الامومة تعني فيما تعنيه وحدة النظام والمنظومة لا وحدة السورة وان كانت وحدة السورة نمط من النظام وسبق ان مر بنا كرارا ضرورة عدم الخلط بين وحدة الاية ووحدة السورة من جانب مع وحدة السياق وان وقع فيه كثير من كبار المفسرين حتى من الامامية فصار خلط بين وحدة السياق ووحدة الاية ووحدة السياق ووحدة السورة بينما وحدة السورة ووحدة الاية هي وحدة نظام وليست وحدة موضوع ولا وحدة سياق وهذا مبحث غامض يحتاج الى دقة ونحن نتعرض له فهرسيا فقط .

فورد في اية الكرسي انه الامام يقول اقرأ الكرسي وايتين بعدها حتى لا تتوهم ان المراد من اية الكرسي انها اية واحدة او في تعبير اقرأ اية الكرسي الى هم فيها خالدون فكنا في هذا المقطع من اية الكرسي ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ﴾[2] وقلنا انه لم تقل الاية لا اكراه في الشريعة يعني في علم القانون الشرعي او لا اكراه في الطريقة او لا اكراه في الملة او لا اكراه في المنهاج او لا اكراه في السنة او لا اكراه في الفريضة او لا اكراه في الحكم هذه عناوين عديدة في محاور الوحي وانما هنا خصص نفي الاكراه عن الدين ومر بنا ان الدين هو دائرة ومحيط العقائد يعني حتى لو اراد الانسان ان يتدين بالوثنية والالحاد هل هناك من يكرهه على تبديل هذا الدين? كلا وهذا شيء عظيم ان افعال القلب له مطلق الاختيار يعني حتى طغاة البشر او صلحاء البشر من الانبياء والرسل والاوصياء لا يستطيعون ان يسلبوا الاختيار عن القلب فالاختيار الكامل التام للقلب على حاله ويستطيع القلب ان يأتي بوظائفه بمطلق الحرية والاختيار .

هذا ملف مستقل قرآني وروائي ينبغي تنقيحه وبحسب بيانات القرآن ان اعظم الوظائف والفرائض التي فرضها الله على الانسان هي عبر القلب او افعال القلب واعظم محاسبة يحاسب الله بها الانسان يوم القيامة هو القلب واعظم جزاء في الثواب او في العقاب هو في القلب كما يبين الامام الصادق اعظم جزاء ابدي في الثواب او في العقاب يجزيه الله الانسان بسبب افعال القلب لا افعال البدن ولا افعال النفس ولا افعال الجوانح وانما افعال القلب ، الجوانح هي الطبقة العليا من القلب في الطبقات المتوسطة او الدانية ﴿لا اكراه في الدين﴾ [3] يعني هذا القلب مختار باختيار مطلق والله امتحن هذا القلب الذي هو اعظم امتحان بالمعلومات قد تبين الرشد من الغي ومن ثم ورد في طائفة البيانات عن اهل البيت في كتاب توحيد الصدوق وكتب اخرى ان على الله البيان وعلى الانسان الايمان يعني البدن في موارد وفي حالات ما عنده مطلق الاختيار والنفس النازلة قد تقهر بسبب الغير ، والجوارح النازلة والقوى النفسية والغرائز قد تقهر اما طبقة القلب في الانسان ما تقهر وتبقى حرة مختارة .

جملة من الاعلام من الفريقين عندهم ان حالات القلب ليست اختيارية وهذا بحثوه في الاصول منهم الشيخ الانصاري ان الصفات القلبية ليست اختيارية واما الاختياري فهو ما ينبعث من افعال البدن او النفس النازلة ينبعث عن القلب تلك الانبعاثات اختيارية اما نفس حالات القلب ليست اختيارية وهذا البحث فيه جدل علمي في باب التجري فجملة من الاعلام قالوا مثلا الانسان حسود حقود هذه الصفات سواء رذيلية او فضيلية فهذه طبائع لذلك الشيخ الانصاري يقول التجري لا حكم له النراقي في المستند يفصل يقول هو غير اختياري حاليا اما على المدى البعيد وبالمقدمات البعيدة المستقبلية هو اختياري فبحث حالات القلب مهم جدا .

احد معاني ﴿لا اكراه في الدين﴾[4] ان القلب افعاله تكاليفه ووظائفه هو مختار وحر فيها وليس مفوضا والاختيار غير التفويض عكس ما بحث بالتجري وفي روايات الحديث يعبر عنه بالنية تكتب عليه النية فبحث التجري مهم حول افعال وحالات القلب فلمن اراد ان يتوسع اكثر فليرجع الى هذا البحث الاخوند والاصفهاني قالوا التجري وحالات القلب كلها اختيارية نعم قد هناك اختيار قريب وقد هناك اختيار بعيد والامتناع بسوء الاختيار لا ينافي الاختيار الان الصفات الموجودة في انفسنا وقلوبنا هي هكذا اذا شب ابن ادم كبر فيه خصال حرص وطول الامل والبخل نعم ربما الان فوريا لا نستطيع قلعها دفعة واحدة ولكن يمكن ذلك بمقدمات بعيدة فهي وان كانت بعيدة ولكنها اختيارية اما ان نقول هي ليست اختيارية بقول مطلق فهذا كلام غير سليم والاختيارية ليست بمعنى الدفعية وانما عبر المقدمات .

فاذن ﴿لا اكراه في الدين﴾[5] يدل على ان الدين من وظائف القلب والشريعة لا من وظائف البدن والنفس ، والدين اعظم من الشريعة سبق ان بينا ان الفقه مشتمل على قائمة من المسائل العقائدية المعقدة التي نقحها الفقهاء ولم ينقحها المتكلمون هناك مسألة حساسة في باب الشهادات مرتبطة بالقلب ان من شروط الشاهد الذي تقبل شهادته الا يكون خصما للمشهود عليه في عداوة دنيوية وليست دينية فمثلا اذا كان هذا مسلم وذاك كافر او هذا مؤمن وذاك غير مؤمن فتقبل شهادة العداوة الدينية لانها نزيهة لانها من رؤية علمية لكن العداوة الدنيوية ليست نزيهة فالعلماء دخلوا في معركة اراء هل العداوة كلها غير نزيهة او بعضها نزيهة وبعضها غير نزيهة ؟

من ضمن البحوث التي بحثها العلماء هو البغضاء هل يحسد المؤمن مؤمنا او يبغض المؤمن مؤمنا او يحقد عليه? ابليس الذي ادى به ما ادى هو الحسد وكان سبب هلاكه الابدي من الحسد فهذا الحسد قلبي والبغضاء قلبي والعداوة والحقد قلبي ومركزه هو القلب فاذا كان قلبيا هل هو محل تكليف ام لا? فالمهم هو بحث طويل الذيل ونحن بقينا في ورشة عمل مع الاخوة في هذا البحث ستة اسابيع فوجدنا فحول الفقهاء يستصعبون هذا البحث لانه مرتبط بافعال القلب .

فهنا قد يتساءل ما فرق القلب عن الفؤاد وعن الصدر وقد اشار اليه الوحي ولكن انى للمتكلمين للفقهاء وللفلاسفة والعرفاء ان يلتفتوا الى هذا الشيء ، لاحظ ابواب جهاد الناس في الوسائل سبعة وسبعين بابا وقريب الف ومئة رواية فيه وهذا غير المستدرك وغير البحار ، فابواب العشرة صنفه صناعيا صاحب الوسائل في باب الجهاد طبعا اذا ضممنا اليه البحار والمستدرك قد تصل الى الفين رواية في ابواب جهاد النفس فلاحظ كيف هذه الاحصائيات الرقمية تؤثر على البحث الصناعي والمفروض استعمال الذكاء الصناعي في هذه الابحاث او الاسلوب الرقمي فهو مهم جدا في الاستنباط فهذه اليات مع التثبت والتدقيق .

انا التقيت مع بروفيسور قدير في علم الاجتماع عند ضريح الامام الرضا فجرى الحديث قال انا متخصص في مجال ادارة المجتمع فوجدته وزيرا علميا فقال اين قواعد علم الادارة في كتب الحديث? قلت له ابواب العشرة طبعا حكم الائمة في نهج البلاغة او في تحف العقول كلها مرتبطة بقواعد الادارة فانا التفت انه في حين هو بروفيسور لكنه حضر دورات خارج عند الاعلام حيث ابواب العشرة هي قواعد ادارية في كيفية ونمط التعامل مع الناس فابواب العشرة ترتبط بعلم الادارة الا ان ابواب العشرة بالدقة ايضا ترتبط بالافعال والرياضة الروحية او قل العرفان والرياضات القلبية وكل باب منها ينفتح على عدة علوم فاذا اراد الباحث التوغل في علم الادارة عليه بالحكم المروية عن اهل البيت سواء في اخر نهج البلاغة من الاربعمية والخمسين حكمة او في تحف العقول او كتاب درر الحكم للامدي او كتاب الليثي الواسطي من علماء الامامية الكبار في القرن السادس وكذا كتاب تحف العقول حيث هناك حكم مرتبطة بقواعد الادارة وكذا قسم وافر من كتاب من خطبة الوسيلة رواها الكليني في كتاب الروضة تجد في جلها قواعد في علم الادارة ايضا هي مرتبطة بافعال القلوب ابواب العشرة ايضا قريبة من الف حديث في الوسائل كذلك مستدرك الوسائل في كتاب الحج ايضا فيه الف حديث وبينهما عموم وخصوص من وجه والبحار ايضا يزيد على الكتب الاربعة فلاحظ كم حديث عندنا حول افعال القلوب? سواء في ابواب جهاد النفس او ابواب العشرة والحكم في اخر نهج البلاغة كلها مرتبطة بافعال القلوب .

مر بنا هذا الحديث الارتباط بين ابواب الاداب اولا والاخلاق ثانيا وافعال القلوب ثالثا والرياضات الروحية رابعا فعندنا اربع علوم اداب واخلاق ورياضات روحية وافعال القلوب البيت القصيد هنا ان جل الكبائر التي ذكرها الدين هي افعال القلوب وليست افعال البدن فسبعين بالمئة او اكثر من الكبائر التي ذكرت في ابواب جهاد النفس هي افعال القلوب فمن هنا يتضح اهمية فقه القلوب او الاحوال الروحية .

المهم ان ما يرتبط باية الكرسي ان الدين فعل القلب ﴿لا اكراه في الدين﴾[6] يعني لا اكراه في الفاعل الذي يخاطب بمسؤولية الدين وهو القلب فهذه احد البيانات لهذه الاية الكريمة فالقلب عضو في وجود طبقات الانسان ومسيطر حر وطليق لا يستطيع احد ان يكرهه ولا يستطيع اي عاصي ان يتعذر بعذر واهي لانه لا احد يستطيع ان يكره القلب فالحب والبغض هي افعال القلب فيسالونك لماذا احببت الطغاة والظالمين? ولماذا كرهت المظلومين? هل اجبرك احد? فقلبك لا يطلع عليه احد قول الله تعالى الا ﴿من شرح بالكفر صدرا﴾[7] ما قال قلبا فما هو الصدر والفؤاد والقلب? فمن ﴿شرح بالكفر صدرا﴾[8] هذا امر اختياري من يستطيع ان يكرهك عليه او يجعل صدره ضيقا كانما يصعد في السماء لاحظ انقباض وانبساط وانقباض وانشراح هذا فعل اختياري لا يستطيع ان يكرهك عليه احد يعني هو فعل اختياري للانسان عكس ما ادعاه جماعة من علماء الفريقين ان افعال القلب لا اختيار فيها بالعكس هي مركز الاختيار عند الانسان ومركز المسؤولية يوم تبلى السرائر .

لاحظوا انتم محاسبة الله لطبقة القلب اشد محاسبة من اي طبقة اخرى كما يشير له القرآن يعلم ما تخفي الصدور ويعلم ما تكتمون وكما يقول الامام الصادق ما اضمر امرؤ شيئا الا واظهره الله او ظهر بمرور الايام فافعال القلب كالبذرة تتوهج اما قنبلة نور او قنبلة ظلام فافعال القلب بذور مهيمنة على كل افعال الانسان .

فاذن ﴿لا اكراه في الدين﴾[9] يعني انت ايها القلب حر طليق ومسئوليتك اعظم من اي عضو اخر لاحظ في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد النهي بدني والامر بدني اما النهي عن المنكر في القلب والامر بالمعروف في القلب لا عذر لاحد فيه لانه مرتبط بالقلب فالتبرم من المنكر لا عذر لاحد ان يتخلى عنه ولانه قلبي ولا يتقيد بزمان انت يجب ان تتبرأ من طغيان فرعون ولو انت ما زامنته الان لان على مستوى القلب والروح تنعدم الازمنة وتنعدم كل المخلوقات يعني كأنك في عالم واحد فاذا كان هناك معروف في اول البشرية يجب قلبك ان يحب هذا المعروف وهو مظهر التولي والتبري حيث هما من افعال القلب فلماذا الولاية اعظم من الصلاة? لانها فعل القلب وفعل القلب اعظم من افعال النفس والبدن .

هذا عقليا فلسفيا كلاميا وبرهانيا واضح بديهي ان الولاية اعظم من الصلاة فروح الصلاة هي الولاية افضل شيء عبد به الله الحب في الله او البغض في الله وهذا متواتر عند الفريقين اعظم عرى الايمان او اوثق عرى الايمان الحب في الله وهو فعل القلب وهو التولي والتبري وهما اعظم من الصلاة قالوا يا رسول الله ايها اعظم? هل الصلاة اعظم? قال لا الصلاة عظيمة ولكن ليست اعظم ، الصوم ؟ قال عظيم وليس اعظم فعددوا له الجهاد كذلك عظيم وليس اعظم قال الحب في الله والبغض في الله وفي حديث قدسي مروي عند الفريقين يسائل الله النبي موسى اي شيء اشد اخلاصا لله قال الصلاة ليست اشد اخلاصا وحتى الصوم وحتى الزكاة والجهاد وانما الحب في الله والبغض في الله اعظم خلوصا من اي شيء يعني عبادة الاحرار والشاكرين وليست عبادة العبيد ولا عبادة التجار حيث الصلاة فيها شائبة حتى ولو تكون خالصة كما ورد في الحديث القدسي ان النبي موسى قال رب صلاتي قال صلاتك كذا يعني طبيعة الصلاة مشوبة وليس خلوصها كالحب في الله والبغض في الله وهذا حديث عند جمهور العامة على حدة وعند جمهور الشيعة على حدة يعني تواتر في تواتر ان يكون الحب في الله والبغض في الله وهي الولاية .

احد الطوائف المتواترة عند الفريقين ان الولاية اعظم من الصلاة والزكاة والجهاد لانها فعل القلب اذن ﴿لا اكراه في الدين﴾[10] يعني مسئولية افعال القلب اعظم من مسئولية اعضاء الانسان لانه البناء الوجودي للانسان وهو اعظم حتى من القوى الفكرية فالفكر رئيس وزراء القلب ورئيسه القلب .

فلا اكراه في الدين يعني ايها الانسان الدين والمداينة العظمى يوم القيامة تقع على مسؤولية القلب يوم تبلى السرائر وفي عالم القيامة التكليف بالدين اشد ما يمكن فنحن نساق الى عوالم نجد التكليف فيها يشتد ولا يتخفف الى ان يصل الى القلب ونحن الان في روضة وفي لعب لان مسؤولية القلب اعظم واخطر والحساب على الدين اشد من المحاسبة على الشريعة فالمحاسبة على الدين هو فعل القلب وهو اعظم من المحاسبة على الطريقة او المنهاج او الحكمة او اعظم مسؤولية في الدين وهي تبقى في عوالم القيامة وليس عالم الدنيا وكذا نحن في اشد واشد فنحن في حالة اشتداد ولسنا في حالة تخفيف انت كأنما في الروضة تلعب فيجب ان تستيقظ وتتنبه لهذا الامر .

 


[1] السورة النور، الآیة 35.
[2] السورة البقرة، الآیة 256.
[3] السورة البقرة، الآیة 256.
[4] السورة البقرة، الآیة 256.
[5] السورة البقرة، الآیة 256.
[6] السورة البقرة، الآیة 256.
[7] السورة النحل، الایة 106.
[8] السورة النحل، الایة 106.
[9] السورة البقرة، الآیة 256.
[10] السورة البقرة، الآیة 256.
logo