« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/05/10

بسم الله الرحمن الرحيم

التوحيد والآيات والولاية لغتان للعقل النظري والعملي

الموضوع: التوحيد والآيات والولاية لغتان للعقل النظري والعملي

 

لا زلنا في اية الكرسي ومر بنا انها هي اية التوحيد والولاية وان التوحيد لا يكتفى فيها بالمعرفة والتصديق بل لابد ان تتكامل الى ولاية الله وتولي ولاية الله فاول الدين المعرفة التصورية اول الدين معرفته ثم تتكامل فيصير كمال معرفته التصديق به، فتتبدل من معرفة تصورية الى معرفة تصديقية وكمال التصديق به ايضا يتكامل وكمال التصديق توحيده وبين التوحيد والتصديق درجات فضلا عما بين التصديق والتصور وهذا النظام الذي في الدين والذي يبينه امير المؤمنين لا تجده في كتب الكلام او الملل والنحل .

وكمال توحيده الاخلاص له طبعا الاخلاص فكري وقلبي وربما يقال بداية منطقة الولاية لاحظ المعرفة التصورية منازل ومقامات الى ان تصل المعرفة التصديقية رقم اثنين وهي تتكامل الى ان تصل الى التوحيد وهو المقام الثالث والتوحيد يتكامل الى ان يصل الى الاخلاص ، مخلصين له الدين وان كانت الولاية بدقة تبدأ حتى من المعرفة التصورية كما بينا ونعيد بيانه هناك موازاة ومضاهاة بين عدة عناوين بحسب لغة القلب وفقه القلوب وعناوين بحسب القوة الفكرية.

مثلا الاخلاص يمكن ان يكون عنوان اقرب الى لغة فقه القلوب اما التوحيد فاللغة اقرب الى الفكر منه الى لغة القلب ، اما كلمة الاذعان الانقياد الاخبات هي لغات من عالم فقه القلوب وافعال القلوب اذا اردنا افعال الفكر او العقل النظري التي هي مرآة اما فقه القلوب فهي مشاعر نابضة بالحياة والاستشعار الحي فكل له الفاظه ولغاته وعناوينه ، فالشرك هو في لغة الفكر وفي لغة القلب قد يعبر عنه بالرياء فهناك لغات مشتركة بين النظامين لا انفيه .

ذكرت لكم في زيارة الغدير الامام الهادي ذكر امامة امير المؤمنين بلغة علم الكلام والفقه بينما في زيارة المبعث لامير المؤمنين في يوم الميلاد او زيارات اخرى ذكرها ابن المشهدي في المزار الكبير كلها بلغة القلب وليست بلغة الفكر مثلا جل كلمات زيارة عاشوراء بلغة القلب وليست بلغة الكلام الفكري فزيارة عاشوراء من بدايتها لنهايتها هكذا وهذا تنوع اللغة انه في المعارف الوحي قد يستخدم لغة الفقه وليس في الفروع الفقهية وقد يظن انه بحث فقهي كوصية النبي انا وانت يا علي ابوا هذه الامة واجيرا هذه الامة ووليا هذه الامة ولعن الله من منع الاجير اجرته فهي لغة فقهية لكن في المعارف وهذه موازاة ومضاهاة في المعارف بلغة الفقه ولغة الكلام ولغة القلب حتى الايات القرآنية تبين المعارف بلغات متعددة تارة بلغة فكرية يعني لغة حكمة وتارة بلغة قلبية .

قوله تعالى فتمنوا الموت ان كنتم صادقين تتكلم عن حالات القلب وبرهان من براهين القلب ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت فاذا اردت ان تعرف نفسك لاحظ اذا خفت من الموت وكرهته لم تصل الى درجة الولاية ، طبع لا ان تتمنى الموت وانما تشتاق له المقصود معرفة لغة الوحي في القرآن او في الروايات في المعارف لها عدة لغات لاحظ اية المودة قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى هذه اللغة فقهية بامتياز في العقائد ومن ثم بعضهم قد يتفاهم ان فريضة المودة فقهية فرعية ، كلا حتى التوحيد بين بلغة فقهية فهل هي فريضة فرعية ؟ فتبين اصول الدين بلغة فقهية فرعية ليس معناها انها فريضة فرعية وانما هذا من باب ان اللغة الفقهية القانونية الفرعية يبين باصول الدين وهذا موجود عند البشرية .

كما ان اية المودة ليست متمحضة في اللغة الفقهية ايضا فيها لغة قلبية بامتياز فالمودة فعل القلب فيبين اصول الدين بلغة القلب لا بلغة الفكر ولاية الله ثم ولاية الرسول ثم ولاية وصي الرسول فالولاية بالدقة هي لغة قلبية للتوحيد الفكرية فالموازاة والمحاذاة الذي هو نفس الترادف هوترجمان فهذا النظام في المحاذاة والموازاة والمضاهاة او الترجمة او الترادف جدا مهم وان المعارف يمكن ان تترجم بلغات متعددة .

نرجع الى بيان امير المؤمنين الاخلاص هو في باب القلب ولكن في باب القلب يقولون التسبيح الاعظم، الاخلاص في لغة القلب تسبيح بلغة الفكر وتنزيه وفوق كل تنزيه تنزيه وهذا بدون تعطيل وبدون تشبيه ، ففي باب اللغة الفكرية وفي باب لغة القلب تعبر عنها مزيد من الاخلاص يعني توجهك القلبي لا بلحاظ الداعي ولا بلحاظ المقصد فيه شوب وهو نمط من الشرك والانانية فاذن كمال الاخلاص يرتبط بالتولي والولاية في الاصل فعل القلب فالمعارف يمكن ان يعبر عنها بلغة الفكر تقول توحيد نبوة امامة معاد واذا تريد تعبر بلغة فقه القلوب تقول ولاية الله ولاية الرسول انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون فلاحظ هذه الثلاثي هي لغة معارف لكن بلغة القلب يتولى وليكم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فبدل ان يقول توحدون الله ولا تشركون بالله يعبر تحبون الله لغة قلبية نفس لتؤمنوا بالله وبرسوله وتعزروه وتوقروه .

لاحظ كلمة الايمان ما فرقها عن المعرفة؟ المعرفة لغة الفكر والايمان لغة القلب طبعا عندنا معرفة قلبية ولكنها ممتزجة بالمشاعر والحركة والسير القلبي اما المعرفة بمعنى الحكاية من بعد فهي لغة الفكر فالايمان لغة قلبية يوازيها التصور او الفكر او المعرفة ، والتصديق في قبال التصور والتصور بالدقة هو الفكر والتصديق بالدقة ففعل القلب ففي بيان امير المؤمنين اول الدين معرفته هذا بداية التصور ، وكمال التصور قالوا امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فهو موجود في فكركم ولقلقة لسانكم ولكن في القلب ليس بموجود اذن المعرفة التصورية فعل الفكر وحركة الذهن من المعلوم الى المجهول ومن المجهول الى المعلوم فهذه حركة فكرية واما لغة القلب فتسمى تصديق والتصديق بداية محطة القلب وبالتالي هي لغة الولاية كمال التصديق التوحيد والتوحيد يمكن ان يقرأ بلغة فكرية وبلغة قلبية والاخلاص اقرب للغة القلبية منه من اللغة الفكرية وان كان يمكن التعبير بالاخلاص او بالفكر والاخلاص على صعيد الداعي القلبي نوع تنزيه مثل الرياء انا خير شريك فمن عمل لي ولغيري جعلته لغيري .

اذن بالدقة التصديق ليس من اعمال الفكر وانما من اعمال القلب او يقال ان التصور تصديق انطوائي فكل تصور ينطوي فيه تصديق مجمل او مبهم وهذا بحث اخر فاصل حقيقة التصديق هوتصور اسبق ومنطوي فيه ارتكازا هذه اخر ما توصلت اليه البحوث العقلية ان التصور بالدقة تصديق ارتكازي والتصديق فيه تصور شبيه ما يقولونه ان تصور الموضوع في الحقيقة الموضوع قضية لها عقد وضع وعقد حمل مع ان الموضوع صورة تصورية واحدة لكن بالدقة فيها تصديق وتصور.

المحمول بمفرده تصور لكن لما تدقق فيه ايضا عقد وحمل في اطار الموضوع والمحمول ودواليك اذهب الى الموضوع موضوع الموضوع ومحمول الموضوع ايضا عقد وضع اخر وعقد حمل اخر الى ان ينتهي الى اول التصورات التي هي بسيطة ولا يمكن تركبها وهي اصل الوجود او اصل الواقعية فيرجع لتصور الله عز وجل بسيط لا يتركب والا بقية التصورات بالدقة مركبة من تصور اسبق منها وتصديق فبالدقة التصورات مزيج من الافعال الفكرية المدمجة مع افعال قلبية موجودة في العقل الباطن او بطون التصورات .

نأتي للتصديق ايضا هو متقوم بالفكر وبالادراك الموجود في القلب طبعا هذا البحث لكي نلتفت الى ان لغة الولاية هي لغة التوحيد بلغة القلب عندما تقول الله هو الولي يعني لا اله الا هو ولكن بلغة القلب فلا ولي الا الله وليس فقط لا هو الا هو او لا اله والوله مر بنا فعل العبد وهو توجه وعبودية يعني توجه القلب تجاه الله فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم بعبارة اخرى نستطيع ان نقول كلمة الولاية لغة القلب وكلمة وجود وعدم لغة الفكر ولغة العقل النظري وهناك محاذاة وموازاة .

وهذا منبه على ان الشهادة الاولى فيها لغة عقل النظري والعقل العملي او فقط لغة الفكر ولغة القلب انت لاحظ التصديق كم اسم له فالعلوم العقلية المرادف له الاخبات والانقياد والتسليم والاذعان والتسليم وكذا الولاية والتولي وغيرها من العناوين كذلك نفس الكلام في لفظة الايمان فالايمان لفظة للدين بحسب فعل القلب فهل يمكن تصوير التوحيد فقط بلغة الفكر والعقل النظري من دون لغة القلب؟ كلا لا يمكن هي محاذات ومطابقة حقيقة وحقيقة واحدة بعين العقل النظري او الفكري وتارة بعين العقل العملي ولذلك عبروا عن التصديق مثل منطقة برزخية بين القلب والفكر يعني طبيعة التصديق وطبيعة منطق القلب ليس فيه مخادعة ، باعتبار ان المخادع ما يظهر بلسانه او لقلقة فكره هو غير ما في قلبه لكن لما تطلع على صفحة القلب تجد الخداع .

فاذن توحيد الله فكريا من قبيل انما وليكم الله وانما اداة حصر يعني نفع نفي الشريك ورسول الله ليس شريكا مع الله وانما شفيع ووسيلة وطريق فهل في قوله تعالى انما وليكم ورسوله والذين امنوا شرك ؟ حاشاه لان ولاية الرسول وولاية الوصي عبارة عن شفيع ووسيلة الى توحيد الله في الولاية ، فانما وليكم الله عبارة عن اصول الدين التوحيد والنبوة والامامة ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا الكلام على الكلام .

اذن في الوحي تارة تبين المعارف بلغة الفكر وتارة بلغة القلب ولي عدو محب لا يكمل ايمان عبد حتى يكون الله احب اليه ، احب يعني التوحيد يصير وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض او التوجه الى الله ثنائي في عرض واحد اذن كلمة الولاية اسندت اولا لله ثم للرسول ثم للوصي في الايات القرآنية .

هذه لغة اخرى عن التوحيد والمعرفة انما وليكم الله يعني الولاية لله لا لغيره ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فاذا جعلت حب غير الله في عرض حب الله يختل التوحيد فالحب هو نفسه التولي ونوع ولاية فلا يكفي ان تقول انا موحد في الفكر من دون ان تكون موحدا في القلب وفي الحب وفي الولاية ، لاحظ اطلق على الرياء في القلب بالشرك وهي ليست لغة فكرية وانما قلبية في رواية كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر الامام الصادق رتب على من عرف الله معرفة تنزيهية غير مجسم وغير مشبه وغير معطل اذا عرف فكريا حينئذ من اراد واحب الله بهذه الصفة وحد وهي بداية الرواية التي مكثنا عندها العام الماضي كثيرا ، رواه يونس بن الظبيان ولها طرق متعددة وابن ابي عفور بسند معتبر يرويها وان كان في المجلس يوجه ليونس بن الظبيان ويخاطبه الامام الصادق فمن عرف الله فكرا بهذه الصفة التي فيها التنزيه والتشبيه بدون تعطيل فاراده بقلبه و احبه فقد وحد .

اذن الولاية مأخوذة في صميم الشهادة الاولى وصميم الشهادة الثانية وصميم الشهادة الثالثة وكل من الشهادات الثلاث في مقابل المعرفة عقل نظري فكري وفيه مقام قلبي لاحظ سورة المعارج نزولها في غدير خم والجاحد كان جاحدا للشهادة الثالثة فنزول الذين هم بشهاداتهم قائمون يعني ثلاثي الشهادات فسال سائل بعذاب واقع نص في الشهادة الثالثة وهذه سورة المعارج هي نص في الغدير وانها مأخوذة في اصل الايمان والذين هم بشهاداتهم وليس بشهادتيهما يعني بالشهادات الثلاث واقل الجمع ثلاثة في قبال الجاحد سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج بلغة القلب يعني اقامتها هكذا فكرا وقلبا.

 

logo