« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

47/05/07

بسم الله الرحمن الرحيم

وحدة معنى التوحيد و الألوهية والرسالة و الولاية

 

الموضوع: وحدة معنى التوحيد و الألوهية والرسالة و الولاية

البحث في اية الكرسي وهي اية الولاية واية التوحيد بحث في حقيقة الشرك وهل المشركون في اقطار الدنيا هل يشركون في الذات او في الولاية؟ طبعا المجوس الذين يقولون اله الخير واله الشر فهذا يكون اثنينية وشرك بالذات لكن غالب مشركي العالم سواء في الهند او مشركي العرب بالدقة شركهم ليس شركا في الذات انما يقولون ذاتا سرمدية ابدية ولكن غالب شرك البشر قديما وحديثا هو في ولاية الله البعض لما تتحدث له عن الولاية تبادر لذهنه فقط ولاية الامام ، كلا هي ولاية الله يعني يجعلون لله شريكا وندا في ولايته سواء ولاية تشريعية كالنبوة او في الولاية التنفيذية يعني الحاكمية فعبادة الاوثان ليس شركا في الذات حيث هم يرونهم حجرا ومدرا فكيف تكون ازلية؟ او صنما من تمر فهذا ليس شركا بالذات وانما شرك في الولاية لكن الولاية ليست هي فقط ولاية الامام الولاية في الاصل هي لله فالمقصود الشرك المتأصل في القرآن والبشرية حتى عبادة الاوثان ليس شركا في الذات وانما شرك الولاية .

فالغالب في النحل المشركة هي شرك الولاية ولذا مثلا في مشركي العرب او غيرهم يقولون ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ، فالمشركون ليسوا موحدين في الولاية لانه في الشهادة الاولى لم يحصروا الولاية بالله تعالى وانت لما تحصر الولاية بالله يعني الولاية التشريعية يجب ان تكون من الله عبر الرسل فتكون الشهادة الثانية ونفس الشهادة الثانية وهي ولاية الانبياء والرسل هذه الولاية يجب ان تبقى وتستمر في خليفة الله واوصياء الانبياء والرسل فلاحظ الولاية انطلقت من الشهادة الاولى اي من التوحيد والولاية والا توحيد الذات فجل البشر يوحدون الله في الذات يعني ازلية وابدية الله ، اما الالحاد وانكار الذات والملاحدة فهم ليسوا كثرة في تاريخ البشر بل حتى في العصر الحاضر ليسوا اكثرية وانما الملاحدة اقلية فالكفر والشرك الذي في القرآن الكريم كله او جله هو في شرك الولاية التشريعية لله والولاية التنفيذية لله .

مر بنا كفر ابليس كفر في الولاية يعني في التمرد على الله اني جاعل في الارض خليفة اي الامام ولم يكن البيان الالهي اني جاعل في الارض نبيا او رسولا او خليفة ومن ثم في مبحث الولاية والطاعة اذ قال ربك للملائكة تولوا ادم كونوا موالين له بولاية مطلقة وهو ولي لكم فاذن التوحيد في مقابل الشرك هو التوحيد في ولاية الله مثلا التعبير القرآني في منظومة هذه الايات انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا حيث مشركوا العرب يقرون بنبوة ابراهيم جلهم ان لم يكونوا كلهم ويقرون بنبوة نوح الذي هو في سلسلة الانبياء منذ ادم الى ابراهيم وكذا نبوة اسماعيل وانما الشرك الذي وقعوا فيه حيث يقول الله عنهم انما المشركون نجس هو شرك في هذا الجانب انهم يشركون في التشريع لانفسهم .

فالشهادة الثالثة بهذا البيان تفسير اساسي ركني حقيقي للشهادة الاولى ان الشهادة الاولى متقومة بمعرفة الذات وبالولاية للذات الالهية والشهادة الثانية تفسير اساس ركني للتوحيد ولولاية الله ونبوة الانبياء تعني ان التشريع يستقى من الله ولا يستقى من غيره يعني بالدقة التشريع يرجع الى ولاية التشريع كولاية حيث اصل حقيقة النبوة غير معرفة النبوة ولاية وحاكمية الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيه حكم الله فالنبوة والرسالة ترجع الى حاكمية الله في التشريع الكثير .

قد يسأل لماذا اجمع علماء الامامية على حرمة التقليد ابتداء؟ لان الفتيا ولاية واذا مات الفقيه انقطعت ولايته فليس هو كالامام المعصوم وانما لا بد ان تستند ولايته الى ولاية الامام ومن اعطى الشرع له الولاية من النواب العامين الفقهاء وهو الحي فعدم جواز التقليد ابتداء بهذا اللحاظ لان الفتوى ولاية تشريع فعندما يموت الفقيه تنقطع ولايته فالتشريع في الحقيقة سلطة الشهادة الثانية اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله فاذن هم مشركون بالله في ولاية التشريع كما في القرآن قالوا هذا محرم على كذا وهذا محرم على كذا االله اذن لكم ام على الله تفترون؟ والا ما هو التفسير العقلي للشهادة الثانية؟ انها دخيلة في التوحيد نعم هذا بلا شك تعبد ولكن له تفسير عقلي والنبوة هي متقومة بالولاية ولذلك ابليس يقول ارأيتك هذا الذي كرمت علي يعني سوء ادب مع الله جدا فهو بالدقة تمرد على الله وليس على ادم ارأيتك هذا الذي كرمت علي؟ يعني كرامة اصطفائية فهو يقر بنبوة ادم ولكن لا يتولى هذه النبوة ، فالنبوة تولي للنبي ومعنى الشهادة الثانية انك تتولى النبي وتجعله وليا في التشريع وفي ابلاغ التشريع وفي ايصاله لذلك يعبر الله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع في التشريعات باذن الله يعني الرسالة بالطاعة والولاية وهذه في سورة النساء .

اذن هذا التعريف للنبوة الذي ذكره الفلاسفة والمتكلمون وما ارسلنا من رسول يعني تعميم وتأبيد لها فلاحظ على تعريف المتكلمين او الفقهاء او الفلاسفة او المفسرين للرسالة انها مشروطة بالطاعة لكن الطاعة حكم اخر بينما ظاهر هذه الاية ان قوام رسالة الرسول بالولاية فاطيعوا الله نفس الالوهية فيها طاعة فالولاية فيها طاعة وبدون الطاعة اصلا ليس بولي اطيعوا الرسول الرسالة فيها طاعة ولي الله هي الالوهية اله يعني تتولاه فهناك ترادف عقلي قطعي بل قد يقال لغوي بين التأله والالوهية والولاية اله ان تتوجه اليه وتنقاد اليه .

فاذن التاريخ العلمي في الفلسفة وفي الكلام وفي الفقه هذا التعريف منقوص من الاساس الولاية معنى صميمي لنفس التوحيد ولنفس الالوهية ومعنى صميمي في الرسالة لان الرسالة هي ولاية التشريع فلا معنى للشهادة الثانية بدون ولاية التشريع فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم افحكم الجاهلية يبغون؟ فعندما تدخل الولاية تدخل وكذا وكذا لا ان نقول ولاية امير المؤمنين شرط في ولاية الله كلا هي اصل معنى الولاية هي في التوحيد انما ولاية امير المؤمنين هي تجلي وشعاع وتنزل لولاية الله وخليفة وولي الله فليست الولاية بمعنى التوحيد ولاية امير المؤمنين مفاد اني وليس لمي ومعنى الالوهية هو ان يتأله العبد الى الله ويتجه ويهيم .

فهناك شواهد عقلية نلتفت لها ان الولاية منبعها نفس التوحيد ونفس ولاية الله اما ان تقول ذات ازلية ابدية ليس لها ولاية فهذه ليست ذات ابدية ازلية من ثم هذه الولاية تمتد وتتجلى الى ولاية اوصياء انبياء الله فاذن ما قرر من معنى الولاية كأنما هو في بين الصلاة والولاية فتارة تقول لا هو الا هو وتارة تقول لا اله فالالوهية شأن الخالق وهو فعل القلب وفعل العبد تجاه الله واتجاه الذات الازلية لذلك ورد في الروايات عندما يقول الشخص لا اله الا الله وهو عاصي الله وقلبه متوجه الى غير الله فيكون هذا القول زائف لان التأله من الوله وهذا التأله هو تولي ومن يتولى الله فالالوهية مطوي فيها صميميا التولي لله والذات الازلية فالله مألوه اله يعني مألوه فكيف تخلو الشهادة الاولى من الولاية ؟ لا ان الله بسبب جعله خليفة له اخذت الولاية في التوحيد وله الله وله الانسان الى الله يحتاج الى صراط ووسيلة فكيف انا اوله الله؟ واتوجه الى الله لابد ان نتوجه الى الوسيلة والا بدونها لا يمكن والا اصل الولاية هي نابعة من ومن يتولى الله انما وليكم الله .

اذن التوحيد والالوهية مفهوما كمفهوم عقلي ضروري لا يمكن تفريغه من الولاية كذلك لا معنى ان تقر برسالة الرسول وتفرغ الرسالة عن الولاية هذه ليست رسالة وليست ولاية فالكلام انه اصل المعنى في التوحيد مأخوذ فيه التولي والولاية حينئذ هذا التولي نقول عنه صراط مستقيم فان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولم يقل فاسلكوه الان نحن الطريق بين النجف وكربلاء هل نسلكه او نتبعه؟ فاذن هذا الصراط ليس جامد فاذن هذا الصراط شيء يأخذ بيدي باتباعي له وهو متبوع وانا تابع فاصل الى الله .

فالخلاصة انه مقرر في العلوم الاسلامية ان التوحيد محور والنبوة محور والامامة محور وهذه المحاور لابد من المعية فيما بينها بينما اذا ندقق هذا لا معنى له هذه المعاني الثلاثة هي معنى واحد كما مر بنا الشهادات الثلاث مطوية في الشهادة الاولى وثابتة لله اولا فهي مطوية مفهوما معنى يعني الالوهية لذلك فرق بين لا اله الا الله وهي ليس معناها انه لا ذات ازلية وانما لا ولاية الا لله ولذلك هو معنى لا هو الا هو بل حتى هذا يمكن له معنى اخر وليس معناه لا اله الذات الازلية فلا ذات الا الذات الازلية ومعنى فوق معنى لا هو الا هو افي الله شك وهو على كل شيء شهيد هذا فوق يا من لا هو الا هو او لا اله الا الله بالدقة كلها ترجع الى ولاية الله والولاية الى الله اذن صار خلط كبير وذكروني في الجلسة القادمة نربطه اول الدين معرفته وكمال معرفته كذا كذا نربطه بهذا البحث.

 

logo