طبقات كلمة التوحيد والشهادة الأولى

الموضوع: طبقات كلمة التوحيد والشهادة الأولى

نرجع لبحث التفسير بعد انقطاع طويل يث كنا في اية الكرسي من سورة البقرة الاية مئتين وخمسة وخمسين وخضنا في عدة جمل من بدايتها الله لا اله الا هو في قبال لا اله الا الله هنا ذكر لا اله الا هو كما جعل المبتدأ الله لا اله الا هو كذلك لا هو الا هو لا اله الا هو هذه طبقات من كلمة التوحيد ومر البحث فيها او لا اله الا انت هذا بيان اخر في القرآن عن كلمة التوحيد اذن كلمة التوحيد مراتب حسب بيانات القرآن الكريم وهذه المراتب انما لها معنى ومغازي .

من مراتب كلمة التوحيد في القرآن ما في نفس اية الكرسي ومر بنا لما يقال اية الكرسي ليس المراد بها اية واحدة فكثيرا من الايات تجدها خمس سبع ايات لكن باعتبار تبدأ من اية فتسمى بها يعني هذه الباقة من الايات التي في هذه الاية تسند حينئذ هذه الباقة والمجموعة والعائلة من الايات الى الاية الاولى والا ليس المراد اية واحدة ومر بنا في بيانات اهل البيت اية الكرسي على قراءة فيها زيادات على بعض القراءات المعروفة المشهورة وهي المعتمدة عند اهل البيت وسبق ان تحدثنا في البحث حينها في اية الكرسي .

طبعا نحن لم نلج في مقطع لا اكراه في الدين وهو مقطع ملحمي ولكن نشير الى مقاطع مرتبطة بكلمة التوحيد ففي مقطع من اية الكرسي والاية التابعة لها فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى شبيه لا اله الا الله هنا هذا المقطع من اية الكرسي يبين جدا ان طبقة كلمة التوحيد مقام منها مقام الولاية وليس تقتصر كلمة التوحيد على طبقة واحدة فاصل الشهادة الاولى هي بقات وتتضمن طبقات وشهادات وليست شهادة وطبقة واحدة لا اله الا هو ، لا هو الا هو لا اله الا الله لا اله الا انت لا هو الا انت عدة مقاطع سواء في الايات القرآنية او في الاحاديث المستفيضة الاخرى وقطعا بحسب العلوم العقلية والذوقية والادراكات القلبية بينها تفاوت في درجة التوحيد ، مثلا بين لا هو الا هو وبين لا اله الا انت وبين لا اله الا هو وبين لا اله الا الله تفاوت ونحن لسنا بصدد الدخول فيه فاسم هو يختلف عن اسم الله وعن اسم انت .

هنا في اية الكرسي تقول التوحيد لا يقف عند تلك الطبقات وانما يتسع ويشمل وكما يقول ائمة اهل البيت الى ها هنا التوحيد وهو بحث الولاية فالولاية بحث في توحيد الله قبل ان يكون بحثا في ولاية النبي او ولاية امير المؤمنين فالبحث في اصل الذات يعني شؤون الذات الالهية من ثم صار التقابل لاحظ فمن يكفر بالطاغوت كلمة الطاغوت في القرآن والوحي ليست تستعمل في الاصنام وانما تستعمل في الحكام الفجرة الفسقة الجائرين الظالمين لاحظ القرآن دائما يؤكد على الكفر بالطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فجعل الايمان وقوام بحث في الولاية لله والكفر بالحكام الجبابرة او في قبال الحاكم العادل فقضية الطاغوت ليست ممارسة فرعية في الدين وليس موقفا سياسيا فقط وانما تولي الطاغوت يرتبط باصل الدين وبالاعتقاد والايمان والكفر فمما يبين على ان الولاية مرتبطة باصل الايمان .

شبيه بيانات عديدة اخرى للقرآن فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك يعني التحكيم السياسي والاذعان القلبي به وما شابه ذلك مرتبط باصل الايمان فالحاكمية سياسية طبقة من الولاية حتى هذه الطبقة من الاعتقاد يناط الايمان بذلك ففي بيانات عديدة في القرآن يناط اصل الايمان بالولاية فالايمان مقابل الكفر وهنا يبين التوحيد والايمان بالتوحيد انه ليس مجرد ادراك احادية الله وواحديته مع العداوة مع الله هذا ليس ايمانا ففي سورة البقرة ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يعني لا يكون ايمانا لاحد الا ان يكون الحب لله لا لغيره هنا اناط القرآن ان الايمان بالله ليس صرف ادراك نظري فكري برهاني وانما لابد ان يقترن هذا الادراك بمحبة الله والا هو كفر كما هو الحال في ابليس فهو تمرد على الله واستكبر عليه .

اذن الايمان باصل التوحيد له طبقات وله اركان نفس الشهادة الاولى وردت بيانات متواترة للنبي عند الفريقين بالفاظ والسنة مختلفة ولكن المعنى واحد انه لا يكون العبد مؤمنا بالله حتى يكون الله ورسوله احب اليه من نفسه وماله وزوجته وكل شيء يعني اساس المحبة يجب ان تكون مركزها الله يعني لو كان الانسان يحب الله ويحب المخلوق في عرض واحد هذا ليس ايمانا هو يظن انه ايمان الله خير شريك فمن احب غيره في عرض واحد فليست هي محبة لله وانما توهم انها محبة لله كما في الرياء بالضبط المحبة هي هكذا فلا يقبل الله في صفاته شريك .

فاذن التوحيد ليس فقط ادراكا فكريا ، فاذا البرهان ادركته تماما لاحادية الله لكن عندي نفور وعداوة مع الله اي ايمان هذا? فيتقوم الايمان بنفي العداوة مع الله والمحبة يعني ان يكون ولي لله الولاية مأخوذة في اصل التوحيد وليس فقط ادراكا فكريا وبراهين نظرية على وجود الذات الالهية وصفاته وافعاله ولكنه اكون في حالة نفور وبعد من الله فهذا ليس بايمان اصلا بعض اركان الايمان او بقية اركان الايمان ليست متوفرة .

للاسف هذا البحث لم يخض فيه المتكلمون بشكل مركز بينما هو موجود في بيانات الوحي بشكل كبير كأنما انت تدخل في علم الكلام او الفلسفة التوحيد وكأنما التوحيد ادراك فكري وهذا خطأ كبير جدا نعم احد الاعمدة المهمة في التوحيد هو الادراك الفكري ولكن هذا لا يكفي وانما المهم كون الانسان ولي الله او عدو له فولي الله مؤمن والعدو كافر فاخذ المحبة او اخذ الولاية شرط .

لاحظ الله ولي الذين امنوا والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت فالكفر والايمان مأخوذان في الولاية فالولاية مقومة لاصل توحيد فلا وربك تأكيد لا يؤمنون يعني حتى ادراكهم الفكري ليس بكافي ولقلقة لسان غير كافية فلا وربك لا يؤمنون قسم تأكيد حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيا ايها البشر لا يحصل لكم الايمان الا ان تحكموا سيد الرسل ودينه فيما تختلفون فيه اقتصاديا سياسيا قضائيا تجاريا في اي شيء تختلفون فيه تحكمون سيد الرسل ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا فرسول الله واوصياؤه عندهم علم في مجالات مختلفة لا اننا نحن نعلمهم .

ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت وهذا ليس فقط في باب القضاء مقابل باب الفتيا وانما مما قضيت اني حكمت حكما سياسيا اقتصاديا عسكريا شبيه قوله تعالى وما كان لمؤمن ومؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فالقضاء ليس مقابل الفتيا وانما مطلق الحكم السياسي العسكري القضائي الامني التشريعي ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما يعني ولاية مرتبطة بالله وبرسوله .

فاذن قوله تعالى ﴿ان الله وملائكته﴾ الى قوله ﴿وسلموا تسليما﴾ هي ماهيتها الولاية لله وللرسول والحاكمية حتى باوصيائه هذه الاية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في سورة النساء خمسة وستين مرتبطة باية في سورة الاحزاب ان الله وملائكته يصلون على النبي ، كثير من المفسرين والفقهاء ولو من المذاهب الاخرى او الخاصة يرون ان يسلموا تسليما سلاما يعني اللهم صل على محمد وال محمد كلا وانما هوخضوع للولاية اسجد يعني ولاية واذ قلنا للملائكة اسجدوا يعني هي الولاية الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين فهو كفر بالولاية ويأتيني باحث ليس له باع في التفسير يقول الكفر في القرآن لا يرتبط بالولاية فهو تصدى لما لم يتمرس فيه .

لاحظ ولا وربك لا يؤمنون يعني كفر وايمان هنا يرتبط بالولاية من ثم قال امير المؤمنين هذه الاية في جواب اليهودي حيث قال ان الله حبى ادم بما هو اعظم من سيد الانبياء حيث قال اني جاعل في الارض خليفة فهو ما خص ادم في هذه الاية ولكن كان من باب الجدال بالتي هي احسن اجابه بجواب قال الاية الكريمة ان الله وملائكته يصلون هذه اعظم في الاصطفاء من اي اصطفاء ذكر في القرآن باي نبي? فالصلاة على النبي هل بالاحاظ الشهادة الثانية او الشهادة الثالثة? انها بحسب الشهادة الثالثة لذلك السيد المرتضى يقول باجماع وضرورة المسلمين ان الصلاة على النبي والال مطلوبة في تشهد الصلاة وهذا برهان على الشهادة الثالثة وهذا في رسائل السيد المرتضى يقول الصلاة على النبي والال هي مأخوذة بضرورة المسلمين وليس فقط الاثني عشرية اعم من الوجوب او الاستحباب فاخذ الصلاة على النبي والال ضمن التشهد .

فالسيد المرتضى يقول هذا برهان على اخذ الشهادة الثالثة في التشهد وفي اصول الدين فصلوا عليه امر واجماع المسلمين ان امر الله صلوا عليه في التشهد وهذه الاية الشبيهة اية اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا فكما اية اكمال الدين يذكر السيد الخوئي في شرح العروة في كتاب الصلاة في باب الاذان يقول مفاد اية الاكمال بالضرورة على مطلوبية اقتران الشهادة الثالثة بالشهادتين فليس قطع نظري وانما ضرورة ، هذه الضرورة بينها كثير من الاعلام في اية الاكمال وهي بعينها الضرورة عند السيد المرتضى استند اليها في اية الصلاة على النبي والال فهذه الاية بضرورة المسلمين مطلوبة في التشهد حيث الاكثر يقولون وجوب والقلة من مذاهب السنة يقولون بالاستحباب ولكن اصل تشريعها ومطلوبيتها ضرورة لدى المسلمين وهذه ضرورة تستلزم اصل معرفي فضروري يعني اصل اعتقادي ومأخوذة في التشهد يعني اصل اعتقادي وبضرورة المسلمين ان قوله تعالى صلوا عليه في تشهد الصلاة فداخل في ماهية التشهد ويعد الولاية مأخوذة في التشهد كما في الاكمال .

السيد بحر العلوم في ارجوزته الفقهية قال الشهادة بالولاية الثالثة في التشهد بحسب الادلة العامة واية الاكمال ضرورية عند كل فقهاء الامامية وكلامه صحيح فليس هي وجوب وانما ضرورة والسيد المرتضى كذلك ليس فقط ضيقه بالوجوب وانما ضرورة والسيد المرتضى اقوى من بحر العلوم يقول بحسب المسلمين ككل لاحظ هنا اخذ الولاية في التوحيد كما في اية الكرسي تأخذ الولاية فمن يكفر سلب الا الله ايجاب بحث عظيم اذن عظمته في الكرسي او عظمته في كلمة التوحيد ؟ فبدايتها ليست كرسي الله لا اله الا هو فالطبقات كلمة التوحيد نهايتها كذلك فعظمة اية الكرسي في هذا الجانب لها اثار عجيبة كذكر تكررها يوميا ولها اثار كونية تكونية ملكوتية عجيبة.