< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/07/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: اختلاف كل أُمة بعد رحيل رسولها بين الأيمان و الكفر

 

في اية مئتين وثلاثة وخمسين: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا الى ان وصل الى الاقتتال فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا لكن الله يفعل ما يريد

هذه السنة لا تتبدل كونية تكوينية في السنن الالهية التكوينية هي بعد الرسل ليس بعد الانبياء لان هنا في بداية الاية تلك الرسل بعد الرسل يقع دوما اختلاف وهذا الاختلاف يشتد وينجر الى الاقتتال

منهم من يكون على حق ومنهم من يكون على كفر وباطل فاذن دوما يقع بعد فترة الرسل وعهد الرسل اختلاف في امم الرسل فرقة منهم ظاهرة على الحق وفرقة منهم على الباطل والكفر

وفي سورة اخرى يقول وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم يعني هناك بغاة وهناك مبغي عليهم هذه اية شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم فهناك بغاة وهناك مبغي عليه

وهذه الاية شهد الله دالة على ان هذا الاختلاف تبديل للدين ليس فقط مجرد اختلاف فما ورد عن النبي مثلا الاصحاب السابقة او من ادركني كذا كذا الا من بدل او احدث ، بدل يعني تبديل الدين الى دين اخر او مثلا لو انشئ تبديل وجوب الصلاة على وجوب الصلاة هذه تبديل الدين فيصير دين اخر او تبديل وجوب الصوم مثلا بغير وجوب الصوم هذا تبديل ، او وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لعدم وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

فالتبديل في الدين على مراتب وانواع وانماط وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ، فهم عن علم يبغي بعضهم على بعض اخر حرب البغاة

وتتمة الاية في سورة ال عمران ومن يكفر بايات الله فلاحظ هنا يبين ان اختلاف الذي يقع بعد الرسل اولا مرتبط بالدين وبتبديل الدين يعني قال ان الدين عند الله الاسلام بعد ذلك ومن اختلف ؟ هم الذين اوتوا الكتاب يعني الذين انتسبوا الى دين هذا الرسول ورغم ذلك اختلفوا ، فكان هناك باغي ومبغي عليه

الموجود في سورة البقرة ان هذا الاختلاف ولو نحلة واحدة في الاسلام لكن منهم مؤمن ومنهم كافر يعني يبقي ظاهر الدين ولكنه يبدل حقيقة الدين ولبه حيث قال فمنهم من امن ومنهم من كفر انما ينتحل الدين الذي بعث به ذلك النبي انتحالا لا حقيقة

فاذن هذه الاية تنذرنا في سورة البقرة الاية مئتان وثلاثة وخمسون تنذرنا بان الاختلاف الذي يقع بعد الرسل له مسيس بتبديل الدين كيف النصارى نصروا دين الاسلام الذي بعث به النبي عيسى ؟ وكذلك اليهود بدلوا الدين الذي بعث به النبي موسى وهو الدين الاسلامي الى ان هودوا اليهود

الصابئة هو اصطلاح لغوي قديم يعني العلمانية باصطلاح المعاصر يعني انتقاء للوحي نؤمن ببعض ولا نؤمن ببعض والذي مجس المجوس الكلام الكلام ، بعدما بعث فيهم نبي له كتاب

فالمشاهد في امم الانبياء تبديل الدين لا المذهب وهذه الامة لتركبن طبقا عن طبق يجري في هذه الامة سنة الامم من قبلكم سنن اليهود وابرز شيء وقع فيه اليهود تبديل دين الاسلام الى التهود ومع ذلك يسمون دين النبي موسى بدين النبي موسى

فاذن هذا الاختلاف في سنن الامم للانبياء ليس اختلاف فرعي حسب نص الايات في سور عديدة سنة كونية الهية ان يقع الاختلاف لذلك سيد الانبياء قال كذا كذا لمن كان بدريا كان احديا كان كذا الا من بدل او احدث في الدين ما ليس فيه وبدل في الدين عما هو عليه

لان المراد من بدل واحدث ليس مجرد ان يشرب الخمر او يزني يعني ليس يبدل على صعيد العمل الفردي وانما بدل و احدث في هوية بيضة الدين هذا اخطر يصير جبت و طاغوت

اذن هنا الاية تبين ان الذي يبقى على دين ذلك النبي فقط فرقة منهم لا كلهم البقية ينتحلون لكنهم لا يسمون بنفس البقاء على ذلك الدين لذلك ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان ان الله سريع الحساب

وهذا الذيل ايضا يبين ان التبديل والاختلاف يرجع الى الايات الالهية اي الى اصول الدين ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب هذا رمز ومصطلح قرآني اية يعني عقائد حديث متواتر عن النبي يقول العلم كله فضلة الا ثلاث وهذا من الاحاديث المتواترة عند الفريقين ومنهاج عظيم اية محكمة هي عقائد ومعارف ، سنة قائمة يعني اخلاق ورياضات وحيانية روحية ، فريضة عادلة فروع يعني القوانين الفرعية في الشريعة فالاية هي مصطلح في القرآن وفي الاحاديث الاية يراد بها اعتقاد

معاجز الانبياء تسمى ايات لان المطلوب فيها البرهان والدليل على الاعتقادات ان هذا نبي ارسل فالايات اذن مصطلح في الاعتقاد فمن يكفر بايات الله يعني يكفر ويرتبط باصول الدين

طالوت اية ملكه يعني ملك الطالوت وامامة طالوت مرتبطة باصول الدين والامامة ليست مرتبطة بفروع الدين اذن الايات الالهية الناطقة الحجج هي اعتقادات ليس فروع الدين لاحظوا سورة الاعراف شبكة منظومة قرآنية الاية اربعون ان الذين كذبوا باياتنا انظر التكذيب وتصديق وايمان يعني معتقد

الصلاة نصدق بها ونكذب بها لها بعد تصديق وتكذيب وهو وجوبها اما نصدقه او نكذبه يعني يصير وجوب الصلاة معتقد اداء الصلاة ليس معتقد عمل من الفروع

الشيخ الانصاري وغيره من الاعلام قالوا في علم الاصول الحكم الذي امتثاله بالموافقة القلبية معتقد وليس فروع يعني غير الموافقة العملية وانما يعبرون عنه بالموافقة الالتزامية والحكم الذي وافق بالعمل البدني يصبح فروع

وجوب الصلاة اما تصدق به او تكذب يعني غير اداء العمل اصل تشريع وجوب الصلاة والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاقول شعار الحرية للانسان انه ليس حق لاحد ان ينهى احدا عن تصرفات الحرام وعن المنكر ، تارة يقول الانسان الدولة تنظم او الزعامة الدية تنظم بحث اخر اما ان نقول ابدا وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الوجوب يعارض الديموقراطية والحرية الشخصية كيف يصير

كما لو قلت انت في الطب اذا الانسان عنده كورونا لا يسمح له ان يحضر في البيئة العامة فكيف اذا الانسان عنده كورونا اخلاقي?

اذن بسبب العلمانية والمدنية والتمدن والتطور والحداثويات لا اؤمن بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر

تارة تقول النظم ينتظم الياته تتعصرن صحيح اما انه اصلا لا اؤمن لا تؤمن يعني امر عقائدي المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر له نظم ليس بنحو هوجائي او جائب فوضوي هذا صحيح لكن انه ليس له وجوب هذا غير صحيح نعم له نظم وانتظام وموازين والالية الناعمة مقدمة على الالية الحادة هذا كله صحيح لكن اصل الوجوب لا نؤمن به هذا لا معنى له لانه اعتقاد

كذلك وجوب الزكاة والخمس الواجبات امتثالها اعتقادي لانها مرتبطة بالقلب ، اداء الصلاة فروع اداء الزكاة فروع اداء الحج فروع وجوب هذه الامور ليس فروع تسمى اركان للفروع وليست بذاتها هذه الواجبات والاحكام فروع

فكلمة آية في القرآن ترتبط بالعقائد ، اي ايات ؟ ايات تتلوها او ايات افاقية ؟ فاذن تصدق وتكذب بلحاظ حجيتها والا كم من اية يمرون عليها وهم عنها معرضون ؟ الايات الافاقية الجامدة يغفل عنها ويعرض عنها هذا صحيح اما تصدق وتكذب يؤمن بها? تكفر بها? هذا ادعاء

وكأي من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون الايات الغير ناطقة تعرض عنها وتغفل عنها وتقبل عليها هذا يصح ، اما الايات التي تكذب وتصدق تؤمن بها ولا تؤمن بها ايات حجج ناطقة عندها ادعاء ارتباط بالغيب تصدقها او تكذبها تؤمن بها او تكفر بها

وجعلنا ابن مريم وامه اية ، لاحظ نفس الاصطلاح والتقسيم في الكلمة (مصدقة بكلمات ربها ) مريم اي كلمة تصدق او تكذب? هي الحجج الناطقة اذن هذا مصطلح عقلي وحياني قرآني روائي الاية الناطقة والاية غير الناطقة

اذن لما يقال عن ايات القرآنية او ايات الكتب السماوية انها تؤمن بها اولا تؤمن باعتبار عندها ادعاء هذه الايات ادعاء تخبر عما هو غيب والاخبار عما تصدق به او لا تؤمن به بهذا اللحاظ بخلاف الايات الكونية

فهذه الايات التي هي تخبر عن الغيب مرتبطة برسالة الرسول فالايات اذن تكون اعتقادية

اصلا بحث نظام الايات في القرآن شيء عظيم نبه عليه اهل البيت النظام الوارد في السور بلفظ ايات يعني لفظ يرد في القرآن نفس الاية نفس اللفظ في اية او ايات وهذا اللفظ عندما يرد في السور ينقسم اما ايات حجج ناطقة تصدق تكذب تؤمن بها او صامتة لا يقال لا تصدق وتكذب ، اذن لها ادعاء يومن بها

نعم ايات السور تخبر عن غيب فلها ادعاء يؤمن بها او لا? لاحظوا في سورة الاعراف ان الذين كذبوا باياتنا واعرضوا واستكبروا عنها يعني استكبروا عليها وادبروا عنها ، يعبر عنها في علم النحو انه الفعل بالتضمين يعني هناك فعل ثالث ضمن حذف فهذه الجملة هكذا في الحقيقة ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عليها واعرضوا عنها ثلاث محاذير توجب الجحيم اما التكذيب بالايات الناطقة يعني اذا عندها ادعاء او الاستكبار عنها

الاستكبار لاحظوا في قول الله تعالى عن ابليس ابى واستكبر على ادم حجج الله الناطقة او في سورة المنافقين واذا قيل لهم .... لماذا ضروري سورة المنافقين ظهر الجمعة وعصر الجمعة? هذه كلها فيها بصائر اعتقادية واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ثلاث امور نفسية التي ذكرها الله عن ابليس وذكرها في المنافقين تجاه النبي يستكبرون على رسول الله ويصدون ويدبرون عن رسول الله بعينها ذكرها الله في سور كثيرة عن ابليس ومع ادم وبعينها ذكرها الله في سورة الاعراف اية اربعون عظيمة هذه الاية ويبين معانيها ائمة اهل البيت : ان الذين كذبوا باياتنا خلاف التصديق ، او لا يكذب ولكن مستكبر نفس الشيء ليس خاضعا طأطأ كل شريف لشرفكم وخضع كل متكبر لطاعتكم لا ان تؤمن فقط يجب ان تطيع وتوالي

وقد يؤمن ويطيع ولكن قلبه مدبر عنهم او متبرم منهم عنده نفرة قلبية اعوذ بالله هذا ما ينجيه مؤمن وغير متكبر ولكن في قلبه تبرم ما يزور جفوء قطيعة عنده نفس الكلام

اذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون فيدعي ائمة اهل البيت ودعواهم حق دقق هذا السر المعرفي في نظام القرآن يقول بحق ائمة اهل البيت عليهم السلام ان الكفر في القرآن جله ان لم يكن كله كفر بايات الله وليس بالله يعني كفر الولاية وهذه دعوة علمية مبهرة عند اهل البيت

اذا تمت النكات نلاحظ ان الولاية والامامة اعتقادية ايات وليست فروع وثانيا انهم كفروا بايات الله لا انهم كفروا بالله اشركوا بايات الله نخرج لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون وفي نفس سورة النمل سنريهم اياتنا فيعرفونها

اذن هذه ايات ملحمة كبيرة عظمى من الملاحم العظمى في القرآن الايات التي يؤمن بها او يكذب بها ويصدق بها ويكذب بها ففي سورة ال عمران ان الدين عند الله الاسلام ، فاختلاف في اصل بقاء هوية الدين او تبديل الدين وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم

هذا البغي ليس فروع مرتبط بالدين وانما جهة وتوجه سنن من قبلكم لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم

النصارى اوقعوا على دين النبي موسى وبدلوه ، هل اليهود ابقوا على دين موسى? ابدا بدلوه وهو النبي موسى هو حي وبدلوه واتخذوا العجل ، اجعل لنا الهة قال ابغيكم غير الله عز وجل انكم قوم تجهلون

فالمقصود لاحظ اذن هذا الاختلاف ليس اختلاف في الفروع وانما اختلاف في الاصول وبالتالي في ابقاء الدين وعدم الابقاء السنن التي تقع دائما وترجع للايات في واختلف الذين اوتوا الكتاب يعني عقائدية الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم يعني اصله اعتقادي وبعدين يصير سياسي

ومن يكفر بايات الله يعني انظر ايمان وكفر بحجج فان الله سريع الحساب? اذا هذا نذير من القرآن للامة ان بعد النبي وبعد الرسول يقع الاختلاف ومنشأه قناعات عقائدية كافرة او قناعات عقائدية ايمانية ولو ينعكس على السياسة ولكن اصله قناعة اعتقادية تؤمن بهذه المنظومة الاعتقادية ينعكس على ادائك السياسي ولا تؤمن ينعكس على ادائك السياسي

فالاختلاف ليس سياسي بحت بل مسبب عن اختلاف القناعات الاعتقادية هذا ولي منصوب من قبل الله و وصي ام لا? ما كان الله ليجمع النبوة والخلافة في بني هاشم ، هذا اعتقاد قناعة اعوذ بالله هو اختلاف سياسي لكن منشأه قناعات اعتقادية لا العكس

فاذن نظام الايات في القرآن شيء عظيم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo