< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/06/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوحيد والحاكمية والولاية حقيقة الإسلام

مر بنا ان في ملحمة طالوت وداوود وجالوت وداوود وجالوت استعرض القرآن الكريم في هذه الحادثة امامتين : امامة طالوت وامامة داوود ، وبين ان هذه المعركة التي حصلت بين طالوت وداوود من جهة وجالوت كدولة عظمى من جهة اخرى هذه المعركة ضمن تدبير الحكومة الالهية وان الحكومة الالهية على طبقات منها حكومة القضاء والقدر الالهي وهي حكومة خفية ولها خصائص معينة قد نستعرضها في شهر رمضان لعله اذا صار مناسبة ومنها حكومة النبي صلى الله عليه واله ومنها حكومة الائمة عليهم السلام فطبقات في الحكومة الالهية وبالتالي هذه الحكومات خفية و قسم من هذه الحكومات طابعه جلي فبالتالي اجمالا دعوى ان الله فوض الى العباد ادارة البلاد غير صحيح نعم جعل للعباد مشاركة مساهمة هذا صحيح لكن ان الله يده مغلولة قديما اليهود كانوا يقولون ربما العلمانيون الان هكذا يقولون ان الله ليس له صلاحية التدخل في الحكومات او الحكم وما شابه ذلك هذا نوع من مقولة يد الله مغلولة سيما العلمانية المفرطة هكذا

فبالتالي اذن في منطق القرآن عندما يتعرض الى حادثة ومشهد طالوت وداوود وجالوت لكي يبين الله عز وجل ان الله ليس تارك امور الارض وليس مفوض امور الارض للبشر يفعلون ما يشاؤون وليس تدخل الله عز وجل مجرد تدخل تشريعي دون تدخل تنفيذي اجرائي كلا ودون تدخل قضائي كلا في مساحة من التشريع او فصل الخصومات او التنازعات مساحة يختص بها الله عز وجل حتى ما يسند هذا المجال الى سيد الانبياء ولا الى الائمة يسنده الى الله اطيعوا الله لكن في هاي المساحة بعد لون الواسطة يغيب ويغيب رؤية فلما رأته لما رأته حسبته لجة فكشفت عن ساقيها قيل انه صرح ممرد يعني ذاته ممرودة فانية والا في اطيعوا الله وساطة النبي واهل بيته موجودة ولكن هذه الوساطة لا غير مرئية وهذه في الحقيقة من اعلى شؤون مراتب النبي واهل البيت لا ان الوساطة ليس موجودة ذكرت لكم ان العلامة الطباطبائي عنده بحث عن هذا المطلب يعترف بالبرهان العقلي في اخر سورة شورى انه عندما يكون يسند الشيء الى الله ثم الى الرسول ثم الى الائمة هذا الاسناد الى الله يعني الوساطة غائبة ؟

في ذيل ايات ما كان الله ليكلم بشرا الا من وراء حجاب او يرسل الى وحيا او يرسل رسولا فيوحي ما يشاء باذنه ، في ذيل هذه الاية التي هي في اواخر سورة الشورى يذكر ضابطة صحيحة عقلية وهذه صحيحة وان كان هو ينساها في موارد اخرى انه في موارد اسناد الشيء الى الله ليس معناته نفي للواسطة لا لحاجة الله للواسطة كما مر بنا مرارا الحاجة في المخلوقات للواسطة او الوسيلة او الشفاعة نعم غاية الامر الواسطة هناك غير مرئية فانية وخلوصها شديد بخلاف ما اذا كان الاسناد الى الرسول صلى الله عليه واله اسناد للواسطة مع رؤية الواسطة او الى الائمة عليهم السلام

اجمالا هذا المطلب وهو ان اذن الحكومة الالهية في الارض اذا تلاحظ الملائكة عندما بين الله عز وجل اني جاعل قال ربك للملائكة ، لماذا يخبر الله الملائكة? ديمقراطية ما هي القصة? والله احكم الحاكمين وليس للملائكة ولاية مع الله ، اذن لماذا يخبر الله عز وجل الملائكة? هذا خلق الهي وسنة الهية وسنة من الله انه صحيح الملائكة ليس لهم اي شأن هم بالتالي عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم به ولا يسبقونهم بالقول وهم بامره يعملون اذا لماذا يطلعهم? هذي سنة من الله ان الولي او القائد عندما يستشير من حوله او يخبر من حوله لكي يتفاعلوا اسهاما مع المشروع اكثر فاكثر

رحمة الله عليه الشيخ المفيد ويذكر ذلك في مجمع البيان او التبيان انه لما ذا قال الله عز وجل لسيد الانبياء : وشاورهم في الامر ؟ قال لاجل ان ينشطهم ويربيهم على التفاعل مع المشروع الالهي ، احدها وليس حصر ، احد فوائد مشورة القائد لمن حوله طبعا المعصوم يختلف عن غير المعصوم

على اية حال اذ قال ربك للملائكة اخبرهم اني جاعل في الارض خليفة يعني الجعل منه تعالى قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فهنا اذن اصل ادارة وحكومة الارض واصلاح الارض في الدرجة الاولى مسؤولية وولاية لله عز وجل لا للمخلوقات الدرجة لاحقة هكذا

فعلى اي تقدير اذن الحاكمية والحكومة حكومة الله في الارض على طبقات ودرجات ولا تجمد بل حتى الانبياء عندما يصبح نزاع شديد بينهم وبين اممهم يعني السجال بين الانبياء وبين اممهم المنكرة او الجاحدة وكذا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، يعني الحكومة الالهية الفوقية تبت في الامر ثم اقضوا الي ولا تنظرون

على كل كلمة يحكم الله اذن يشير لحاكمية الله عز وجل اجمالا وكما مر بنا ليس فقط الجانب التشريعي بل في التنفيذي وايضا في الجانب القضائي من ثم التوحيد ثلاث ابعاد رئيسية على صعيد اصل الوجود وعلى صعيد التشريع وهي النبوة وعلى صعيد الامامة وهو الولاية

ومر بنا الشهادات الثلاث مطوية في الشهادة الاولى اما ان نعترف لله بالوجود ولكن نقول يد الله مغلولة اذن ليس له ولاية الله عز وجل وليس اعوذ بالله له الصلاحية ان يتدخل في شؤون العباد ، هذا شيء خاوي عن التوحيد ، فلا يعقل التوحيد بدون ولاية ، يعني في الاصل هي ولاية الله تعتقد باله ليس ولي ؟ ليس بحاكم ؟ هذا ليس اله هذا واجب الوجود مجمد في الفريزر هذا ليس اله ، نعم الله موجود لكن ليس له صلاحية التشريع و ولاية التشريع يعني بدون الشهادة الثانية ومر بنا ان الشهادة الثانية ليست شهادة واحدة والثانية وانما الشهادة الثانية ثلاث شهادات وهو اصل الاعتقاد بالنبوة ثم الاعتقاد بصلاحية التشريع للنبي وايضا الاعتقاد بولاية النبي ان ارسلناك شاهدا يعني ولاية مراقب مسيطر فتعريف النبوة والرسالة الموجود في كتب المتكلمين تعريف ناقص مبتور كما ان تعريف التوحيد عند الفلاسفة ناقص مبتور وكذا عند العرفاء ناقص مبتور لماذا? لان العرفاء والصوفية لا يتطرقون الى الفقه السياسي ليس لهم ولاية سياسية ما اقصد كلهم وانما جلهم لا يتطرق

فالتوحيد الموجود عند الفلاسفة عند العرفاء او عند اي فئة توحيد ناقص مجمد التوحيد يجب ان يتطرق الى صلاحيات ثلاث مقامات للبارئ عز شأنه من وجوب ولاية التشريع وولاية التنفيذ في الدرجة الاولى كذلك في تعريف النبوة والرسالة مر ان التعريف الموجود عند المتكلمين او عند الفلاسفة او عند العرفاء او عند الصوفية او حتى عند المفسرين هذا تعريف ناقص مبتور عن النبوة ، النبوة فيها ثلاث شهادات اصل وجود الوحي ووجود الله ثم ايضا ولاية التشريع لله ثم للرسول ثم ولاية الرسول في التنفيذ ايضا انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، انما وليكم الله هذه الاية هي مرتبطة بالتوحيد اذن التوحيد فيه ولاية اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم هاي الاية مرتبطة بالالة ليس مرتبطة مرتبطة بالتوحيد او ليس مرتبط فكيف توحيد بلا ولاية? اذن في التوحيد شهادات ثلاث وفي النبوة شهادات ثلاث وفي الامامة شهادات ثلاث كيف الامام شهادات ثلاث? انما انت منذر ولكل قوم هاد الهداية هداية تشريعية هداية ايصالية هو ترجمان النبوة ترجمان التشريع الامامة هاي البعد هو اية لله عز وجل ان الذين يكذبون باياتنا له الصلة بالتوحيد او لا? سورة الاعراف وغيرها

القرآن اكثر شيء يتعرض في منظومة القرآن للكفر والشرك ليس الانكار لاصل وجود الله ، اكثر كفر يتعرض له القرآن هو الكفر بالله من جهة جحد الايات الشرك بايات الله مع ان ايات الله مخلوقة ايات الله الناطقة يعني الحجج جحدوا بايات الله وكانوا بايات الله يجحدون في عدة سور بايات الله يشركون عدة مواطن كذبوا بايات الله شوفوا التصديق بايات الله التكذيب بايات الله جحد بايات الله شرك بايات الله فلاحظ الايات ليس اية واحدة وانما ايات بحث الامامة

بالله يشركون قد ما يقول بان هناك ذات ازلية ثانية مع الذات الازلية الاولى لكن يقول هناك ولاية لغير من نصبهم الله

في سورة الاعراف ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها يعني استكبروا عليها واعرضوا عنها ... يوم نخرج لهم دابة الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا

اذن اصل الشرك والكفر الذي يستعمله القرآن غالبا جل الكفر والشرك الذي يستعرضه القرآن هو كفر وشرك وجحد وتكذيب في الولاية ادعى ذلك ائمة اهل البيت وما ادعوه حق يبصره الانسان في منظومة القرآن

ولذلك يقول الامامة التوحيد يعني الولاية ، انما وليكم الله ورسوله الرسول ولي او لا? الرسول فقط نبي هو ولي ، انا ارسلناك شاهدا الشهادة يعني رؤية العمل قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون اطيعوا كلها ولاية لماذا نغفل الولاية في النبوة? في الشهادة الثانية يا اخي الشهادة الثالثة الصميمية في الشهادة الاولى الشهادة الثانية صميمية بالشهادة الاولى الشهادة الثالثة صميمة في الشهادة الثانية كما ان الشهادة الاولى والشهادة الثانية صميمية في الشهادة الثالثة تفكيك ما يمكن بين الشهادات الثلاث تكوينا حقيقة دينية ما يمكن التفكيك بين الشهادات الثلاث

اذا لم تفكك بين الشهادات الثلاث اليوم رضيت لكم الاسلام دينا بدون التفكيك هذا الاندماج البنيوي التكويني هذا الاسلام المرضي يرضاه الله وان الله المنجمد بدون ولاية والذي ليس له صلاحية التشريع لذلك القرآن يقول بالنسبة الى مشركي قريش كانوا ينتسبون الى ابراهيم ينتسبون ليس نسبا مقصودين ضرورة لا ينتسبون في مشيهم للدين يقول هذا سيد الانبياء علماني لفظة علمانية في زمن النبي لا يقال علماني يقال صبأ ، صبأ يعني صار علماني? اصطلاح الصابئة او الصبئية او صبا في اللغة العربية قبل الف واربع مئة سنة معناته علمانية ، علمانية التي هي الان باصطلاح الحديث قديما يقول فلان صبأ عن دينه

قريش تزمتهم وادعائهم يقولون ان محمد صلى الله عليه وآله وسلم صبأ فتية قريش صبا يعني خلاهم علمانيين ما يتبعون النبي ابراهيم ، فهم قريش يدعون ان احنا على ملة ابراهيم ان اولى الناس بابراهيم هذا النبي ليس انتم ، فقريش رغم انها تنتسب وتنتحل الى ملة ابراهيم والحج الذي كان يقوم به النبي ابراهيم بالضبط احرام طواف السعي والوقوف بعرفة وقوف في مزدلفة وقوف في منى ورمي الجمرات واعطاء القرابين والتقصير كل هذه الامور كانوا يأتون بها قريش قبل الاسلام ما الفرق اذن? حتى ان النبي حج مع قريش خمسة وعشرين حجة بخفاء في الجاهلية لا يحج بحجهم لا هو فيهم وليس معهم حج النبي خمسة وعشرين حج مستسرة في الجاهلية الحج هذا لماذا يقول الله عز وجل? انما المشركون قريش والقضاء العربية نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا لماذا يعتبر حجهم نجس? لانه بدون ولاية النبي نجس بدون ولاية النبي يعني الله عز وجل ليس له صلاحية التشريع الله عز وجل في محاجزة لليهود هب ان ابراهيم يهودي الله ولايته اكبر ام ابراهيم ؟ دعوته الله اكبر فله ان يجدد ولايته لسيد الانبياء هذا هو معنى الاية الكريمة تلك امة قد خلت لها ما كسبت يحتجون بابراهيم الله عز وجل تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون ، فمسئوليتكم ليس تبع ابراهيم بقول المطلق مسؤوليتكم اتباع الله الله يامركم باتباع النبي مرتين كرر الاية في سورة البقرة اصل الولاية ليس لابراهيم وانما لله ، فالله له ولاية التشريع اذا كانت قريش لا تعترف بنبوة سيد الانبياء اليهود لا تعترف سيد الانبياء اليهود وقريش مشتركون في انهم يعترفون فقط بنبوة النبي ابراهيم ولا يعترفون بنبوة النبي محمد صلى الله عليه واله هذا شرك بالله لم? لانه حبست ولاية التشريع لله فقط في ابراهيم ، والله هو الذي اعطى لابراهيم كما يعطيي لابراهيم يعطي لمحمد ، ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم لا ان ال ابراهيم من انفسهم ، كما يؤتي ال ابراهيم ياتي ال محمد ، اي نعم هو بيده و هو ذو الفضل كيف تجعلون يد الله مغلولة في التشريع? او يد الله مغلولة في الولاية في الحكم ؟

فالذي ينكر ولاية علي ليس ينكر ولاية علي ، وانما ولاية محمد والذي ينكر ولاية محمد ليس ينكر ولاية محمد ينكر ولاية الله ، ان الله حبست يده في الولاية في التشريع كما جعل الله موسى نبي يجعل محمد نبي كما جعل الله ابراهيم نبي يجعل محمد صلى الله عليه واله سورة صاد وسورة قاف محاججة الله مع قريش على هذا المطلب التعبير راح على بالي ام عندهم خزائن ربك ام هم المسيطرون بينما الله عز وجل هو يؤتي نعمه من يشاء وفضله من يشاء

كيف تجمع النبوة والامامة والخلافة في بيت بني هاشم? ليس بايدكم هو الله عز وجل ان الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم هو اصطفاء واختيار الله ، الله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة

فاذن سلب الله الانكار الولاية انكار ان الله نصب ما في سورة الانعام ما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ابعث الله نبيا ؟ فانكار الشهادة الثانية يرجع الى انكار الشهادة الاولى ولذلك يقول القرآن نجس انكار الشهادة الثالثة يرجع لانكار الشهادة الثانية والاولى

اذن اصل الشهادة الثانية ترجع الى الاولى واصل الشهادة الثالثة ترجع الى الاولى فاليوم اكملت لكم دينكم دين التوحيد الان كمل بالولاية هي ولاية الله يمثلها النبي يمثلها علي الوصي

بحر العلوم رحمة الله عليه يقول اكملت يعني الدين بدون هذا بدون الشهادة الثالثة ليس دين وانما ناقص اصلا ليس دين وانما خواء ، كيف يقول الله عز وجل عن دين من ينتحل اتباع ابراهيم من قريش وينكر الشهادة الثانية يقول نجس يعني الشهادة الاولى نجس? الشهادة الاولى يعني ما موجودة ، هم يدعون الشهادة الاولى قريش قبل ان يسلموا هذه نكتة جدا مهمة في ذا المطلب انه الملاحظة ان ذي الشهادات الثلاث هي مترابطة وكذا وكذا وهي في حقيقة بعضها البعض لا يمكن التفكيك ، التفكيك يعني اخواء التوحيد عن التوحيد ، التفكيك يرجع الى هذا الشيء واذا نؤمن بالتوحيد ولله الصلاحيات المطلقة في كل شيء احكم الحاكمين ولي الاولياء اذن لابد ان نعتقد بالشهادات الثلاث والا لن نوحد الله من دون الاقرار بالنبي ،

لماذا لا ندخل الاسلام والتوحيد من دون النبي؟ وما دور النبي مع انه مخلوق ؟ يعني يمثل جانب من التوحيد الله وهو التشريع والولاية كذلك علي وصي رسول الله يمثل جانب من التوحيد الولاية والتشريع وولاية الله عز وجل بدون ذلك ما يمكن اليوم كمل دينكم ولا الدين الناقص ليس دين اليوم رضي الله لكم الاسلام دينا هذا هو الاسلام غير هذا لا ، اذا هذا الحد هو الاسلام بدون هذا الحد منقوص ليس هو الاسلام

نعم فبالتالي هذه بنود ترتبط بحاكمية الله اذن قصة امام الطالوت وامامة داوود ثم تصل الى كذا ترتبط بحاكميته تعالى ولولا دفع الله اني جاعل

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo