< قائمة الدروس

الأستاذ السند

بحث تفسیر القرآن

32/01/18

بسم الله الرحمن الرحیم

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كان الكلام في قواعد علم التفسير على منهج امومة الولاية والمحكمات لتفسير القران الكريم وكنا في قواعد القسم الاول وهو قواعد نظام الاستعمال اللفظي في القران في قبال قواعد لنظام المعاني في القران القسم الثاني وفي قبال القسم الثالث قواعد نظام حقائق القران الكريم.

وصل بنا المقام في قواعد نظام الاستعمال اللفظي في القران الكريم إلى قاعدة اسباب النزول في بعدها اللفظي ومرت بنا جهة أو جهتان في هذا البحث في اسباب النزول نتعرض الان إلى جهة جديدة في اسباب النزول لان اسباب النزول كقاعدة لها عدة جهات نتعرض إلى هذه الجهة وهي:

ان النزول للاية قد يكون متكررا ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك ان الاية الواحدة قد يكون لها سببان أو ثلاثة أو اربعة أو اكثر أو اقل اسباب النزول بعد ماذا يعني؟ يعني ذلك ان الاية الواحدة في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الذي هو زمن النص وزمن التشريع النبوي قد تنزل على النبي في موارد عديدة ومواطن عديدة كيف كل موطن أو الموطن الاول تنزل الاية الكريمة ويكون ذلك الموطن سببا لنزول الاية تكرر في عهد سيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم ان العديد من الايات العديد من السور أو حتى بعض الاحيان السور الصغيرة أو المتوسطة قد تنزل على النبي في مواطن عديدة وهذا امر مهم.

ربما الكثير من المفسرين يغفلون عنه ويوقعون التعارض بين روايات اسباب النزول بناءا منهم على ان سبب النزول اما هذا أو ذاك لا يصير ثلاثتهم لكن هذا المبنى هذا المسلك أو هذا الراي ايقاع التعارض بين روايات اسباب النزول غير صحيح لان الاصل في اسباب النزول امكانية التكرر لا الاصل وحدة موطن وسبب النزول ايات عديدة وهذا الامر حتى شاهدنا جملة حتى من كبار مفسري الخاصة قد يقعون في مثل هذه الغفلة حتى في الميزان رحمة الله عليه أو في كتب اخرى من تفاسير الخاصة انه يخوض في ترجيح طائفة من الروايات الواردة في اسباب النزول على طائفة اخرى وهلم جرا والحال انه لا حاجة إلى ايقاع التعارض بين هذه الروايات ثم القيام بعملية الترجيح لا موجب لذلك لان الاية الواحدة إلى ما شاء الله يمكن ان تتكرر.

الان ربما انت تستشكل وهم يستشكلون الذين اوقعوا التعارض بين روايات اسباب النزول لعل كان الدافع لهم على فرضية مسبقة من وحدة اسباب النزول لعل كان الدافع لهم ان سبب النزول كما مر بنا يضفي يؤثر ويسبب انطباق لون على مفاد الاية يعني بعبارة اخرى اسباب النزول من القرائن المؤثرة في عناصر الظهور للاية فيلون ظهور الاية سبب النزول اليس؟ طبعا ...

فاذا كان سبب النزول سببان أو ثلاثة أو اربعة متباينة مختلفة فالاية كم ظهور لها؟ اما الظهور على الاول سبب النزول أو الظهور على السبب الثاني أو الظهور على السبب الثالث وحيث انه هكذا عندهم مسلم ان ظهور الاية ظهور واحد فلابد من التعارض بين الروايات المتعددة في اسباب النزول ونشاهد الباحث المتتبع في كتب التفسير ان ايقاع التعارض بين روايات اسباب النزول في موارد عديدة الذي الجأ كثير من المفسرين إلى القول بالتعارض هو هذا السبب ان كل سبب نزول يعطي طابع ظهور للاية غير سبب النزول الاخر والحال لها ظهور واحد فإذا كان لها ظهور واحد اذن لابد لها من سبب نزول واحد لو كان اسباب النزول متعددة على شاكلة واحدة على طراز معين متحد بحيث كل هذه الموارد المتعددة من اسباب النزول تعطي ظهور وحداني موحد متحد نعم ربما امكن حينئذ يقال ان للاية اسباب نزول متعددة لكن إذا كانت اسباب النزول مختلفة هي كل واحد منها بمثابة قرينة حالية للظهور فتعطي ظهورا للاية غير الذي يعطيه سبب نزول اخر وان كان غالبا بين اسباب النزول المتعددة في جهة اشتراك في المعنى وفي الطبيعة ولكن في خصائص مختلفة فاذا كانت هناك خصائص مختلفة جيد فاذن لابد من فرض التعارض بين هذه روايات اسباب النزول احدها هو الصحيح والباقي مثلا هو الخاطيء.

لكن هذا مبني على ان لكل اية ظهور واحد ومر بنا مرارا في القواعد السابقة لنظام الاستعمال اللفظي انه ليس من اللازم ان يكون للاية ظهور واحد الاية قد يكون لها ظهورات عديدة وكلها حجة؟ كلها حجة عجيب.. نماذج متعددة للمفاد وللمدلول؟ نعم نماذج متعددة ما المانع من ذلك نظير ما مر بنا في بحث استعمال اللفظ في اكثر من معنى شواهد عديدة وروايات عديدة بل قرائن قرانية موجودة على ان الايات قد تستعمل في اكثر من معنى ووقع ذلك في الايات وسياتي علينا مزيد من البحث بحث قاعدة التعريض قاعدة الالتفات ما المانع من ذلك ان يكون للاية ظهورات متعددة لكن شريطة ان يكون كل ظهور مستند إلى شواهد وهذه الشواهد مستقلة مفككة عن بعضها البعض ما المانع في ذلك؟

على كل مضى البحث مفصلا في ذلك وهو البحث الذي يذكر في استعمال اللفظ في اكثر من معنى وبارادة ويقع كثيرا في الكلام لا سيما المتكلم اذا يريد ان يخاطب عدة مثلا بقرائن متعددة منفكة عن بعضها البعض ما المانع من ذلك أو ربما يخاطب المخاطب الواحد بخطابات عديدة وان كان يعلم بان هذا المخاطب لم يلتفت اليها دفعة سيلتفت اليها تدريجا هذا الخطاب افضل أو يعلم انه يلتفت اليها ولكن بالتالي سيوازن بين هذه الالتفاتات المتعددة ما المانع في ذلك؟

مثل وما يعلم تاويله اذن من اين الظهور سواء بدرجات من الظهور والخفاء أو في عرض واحد فالصحيح اذن اسباب النزول الاصل الاولي فيها اذا وردت روايات متعددة فيها الاصل الاولي فيها التعدد لا التوحد وان ادى ذلك إلى تعدد الظهور وليكن غاية الامر هذا ظهور منضبط مع موازين الظهور في سبب النزول الاول كذا ظهور ثاني منضبط مع سبب النزول الثاني بقرينة حالية كذا وهلم جرا... ومضى شواهد عديدة على هذا البحث.

ولذلك مر بنا ان جملة مما يحسب انه من التاويل الباطن أو الخفي لا.... هو من الظهور وليس الجلي الا انه ظهور من الظهور الخفي مو الجلي الظهور قسم منه جلي وقسم منه خفي ظهور وخفاء؟ نعم ظهور وخفاء كيف ظهور وخفاء؟ يعني عناصر الدلالة موجودة لكن قد يغفل عنها المفسر لان الظهور قائم باستظهار السامع أو الظهور قائم بعناصر الالفاظ؟ الظهور قائم بعناصر الالفاظ قد لا يحيط بها السامع هذا بحث اخر.

ففي ظهور جلي وخفي يعني عناصر ذي الدلالة شوية خفية مستعصية غامضة وفي عناصر للدلالة جلية طبقات من الدلالات لا مانع من ذلك فالصحيح اذن في اسباب النزول المتكررة الاصل فيها التكرر التعدد لا الاصل فيها الوحدة والانفراد كي نوقع المعارضة فيما بينها لا...

وهذا على كل بحث مثمر في موارد كثيرة يعني حتى صاحب الميزان رحمة الله عليه العلامة الطباطبائي في موارد عديدة حملها كلها على التاويل لا على الظهور بينما هي متناسقة ومتناسبة مع الظهور أو حملها على انه من باب الجري في التطبيق بالمعنى الذي يتبناه في قاعدة الجري والتطبيق مع ان المعنى تتذكرون المختار في قاعدة الجري والتطبيق انه جري حتى في الاستعمالات مو جري فقط في تطبيق المعنى النظري التنظيري على المصداق العيني الخارجي هذا احد معاني الجري والتطبيق، احد معاني الجري والتطبيق يعني يجري اللفظ في ظهورات متعددة في استعمالات متكثرة.

المقصود ايا ما كان في جملة من الموارد هكذا يعني كثير من المفسرين ان لم يكن اغلب المفسرين يحملون تعدد اسباب النزول ان لم يروا في رواياتها خدشة يحملون بقية اسباب النزول على ماذا؟ يحملونها على التاويل لا انه من عناصر الظهور ولكن على اية حال هذا امر مبني على مبنى غير سديد وصحيح كما مر فالصحيح اذن في اسباب النزول ان الاصل الاولي فيها التعدد اما التوحد اول الكلام.

ونكتة التعدد ان القران الكريم هو يتعدد نزوله هذه الجهة قبل ان نخرج منها إلى جهة اخرى دعونا ان نتمم بتتمة مقتضبة مهمة وخطيرة تبحث في جهة اخرى أو في قاعدة اخرى لكن هنا نتعرض لها كتتمة لهذه الجهة.

التتمة هي كالتالي ان التكرر في اسباب النزول اذا دققنا فيه هل هذا خاص لعهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اسباب النزول أم هو مستمر إلى يوم القيامة ما دام القران حيا باقيا مثلا لاحظوا في سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) هنا ربط القران الكريم اجمالا بغض النظر عن الخوض التفصيلي ربط القران الكريم في سورة القدر اجمالا بين انزال القران وتنزل الملائكة كل عام مرة يعني القران له تنزلات كل عام هو القران هو هو الاية هي هي كيف في زمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تنزل عدة مرات عندنا تعبير سورة الحمد هذه السورة العظيمة نزلت على رسول الله في مواطن عديدة زين هي نزلت تتنزل بعد مرة ثانية هل لها معنى؟ نعم لها معنى تتنزل مرة ثانية سنبينه في جهات اخرى في اسباب النزول.

وقيل كما فسر في الروايات ان سورة الحمد سميت سورة السبع المثاني لانها ثني نزولها وثني نزولها يعني ليس معناه اثنين مرتين لا... ثني يعني تكرر نزولها عدة مرات مثاني يعني انها ليست واحد اثنين فصاعدا...

هسا الان في تساؤل ما الحكمة في ذلك ما الوجه ما الفائدة؟ هذا سياتي لكنها تنزلت عدة مرات سورة الحمد وكثير من الايات والسور هكذا فهل يا ترى تكرر اسباب النزول خاص بزمن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أم ان الايات يمكن ان تتنزل هي الايات هي هي ليس فيها زيادة ولا نقيصة ليس في القرن زيادة ولا نقيصة المصحف هو هو لكن هل يمكن فرض التنزل أيضا في فترة ما بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

النزول وحي نبوي طبعا لكن من يرث هذا الوحي النبوي يذهب هباء سدا أم هناك خازن للوحي يستخلفه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وما حقيقة هذا النزول بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تساؤلات عديدة موطنها قواعد النظام المعنوي أو المعاني في القران قواعد نظام الحقائق لكن بشكل مقتضب هنا لابد من اثارته له ربط بالبحث بنظام الاستعمال اللفظي فنلاحظ اذن سورة القدر ماذا تربط؟ تربط بين نزول القران وتنزل الملائكة كل عام وان كان في السورة الشريفة انا انزلناه يعني يصير فعل ماضي حصل وفرغ وتم ولكن ربطه بـ (تنزل) الذي هو فعل مضارع مستمر إلى يوم القيامة يعني ماذا؟ يعني هذا الذي انزل من القران له تكرر تنزل يعني كيف معنى تنزل القران؟ لابد ان يفسر يوضح.

أيضا في سورة الدخان غير سورة القدر (حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ - موقع من مواقع القران الغيبية - (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)).

جيد يعني نفس مفاد سورة القدر ان هذا الفرق والتدبير والفرقان لاحداث البشر أو الكون له صلة للكتاب المبين لـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) كيف لا والقران الكريم قال ان كل ما يحدث أو حدث هو مسطور في الكتاب المبين ما من رطب ولا يابس ولا من غائبة الا في كتاب مبين.

فاذا كان الكتاب المبين يستطر فيه كل شيء وهو منزل من منازل القران زين هذا هو الذي ينزل في كل عام القضاء والقدر اليس؟ خوب جيد القضاء والقدر موجود في القران الكريم فهذا الذي يتنزل من القران اذن هناك صلة وطيدة بين القران الكريم والقضاء والقدر وما يتنزل في كل عام من ليلة القدر اذن هناك تنزل ونزول واسباب نزول كل عام بهذا المعنى لكن يبقى تساؤل شنو معنى حقيقة النزول اسباب النزول ولو هذا التساؤل وجوابه موضعه ليس هنا موضعه في قواعد علم التفسير أو قواعد نظام الحقائق للقران كقواعد للتفسير هناك موضعه لكن اجمالا هنا نعرف هذا المطلب ان هناك اشارات في الايات سورة الدخان وسورة القدر وسور اخرى ان هناك صلة بين الاحداث سبحان الله بعبارة اخرى ما من حدث يحدث الا وله اية تنزل فيه نفس الايات السبعة الاف تقريبا الموجودة في القران الشريف الا وله اية مناسبة هذا الحديث لابد ان نتوسع فيه اكثر...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo